اعتبر رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أنه “لو تركت المعارضة على راحتها لأتى رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي لتشكيل الحكومة المقبلة، ونتمنى أن لا يخيّب أملنا، وبوصول فريقنا إلى السلطة علينا أن نكون فريق رقابي من داخل الخط الواحد، وان نعمل بشكل نموذجي رداً على الفريق الآخر وان لا تكون سياستنا “قوم حتى اقعد محلك”، والمهم أن الرئيس نجيب ميقاتي ليس لديه فريق مورط بالفساد كما سلفه سعد الحريري”. مشيرا إلى أنه “حصل تشاور بين عواصم معينة ووقع الاختيار على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وان لا نأتي برئيس “كسر عظم””، وقال “تم الاتصال به لأن الوضع بحاجة لشخصية قادرة على إدارة هذا الوضع والحفاظ على الوضع المالي والاقتصادي”.
وهاب، وفي حديث لتلفزيون “NBN” ضمن برنامج “مختصر مفيد” مع الإعلامي سعيد غريّب، رأى أن “المشكلة برئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وفريقه أنهم إذا ربحوا “يتغطرسون” وإذا خسروا ينهارون”، معتبرا أن “الحريري تلقى ضربة موجعة بسبب أدائه وعدم قراءته للتطورات الإقليمية والدولية بشكل جيد وأخذ الأمور باتجاه فتنة لا أحد يريدها”، متسائلاً: “كيف تمكن سعد الحريري من الإطاحة بكل ما كان يقوله خلال خمس سنوات بيومين؟ خاصةً حين تحدث ذاك الصحافي من آل سلام وكنت أتمنى لو لم يكن سمير الجسر بين هؤلاء الرعاع. مؤسف أن نرى هذا المشهد المقزز في اليومين الماضيين، ولكننا اليوم طوينا صفحة وأصبحت تلك المرحلة من التاريخ وأنا حين ينهار الخصم أترفع عن الكلام أو مواجهته”.
وتابع “هناك خارطة جديدة ونحن لن نتحدث بشكل قاسٍ بحق سعد الحريري وهو ربما يخرج من الحياة السياسية. الفريق الحاكم خسر بسبب سياسته وعدم قراءته للتطورات الإقليمية والدولية، ومثلاً طرابلس عاصمة العروبة لم تكن في المظاهرة، وأهلها كانوا منزعجين مما حصل وأحييهم على موقفهم على الأقل بعدم مشاركتهم، ونحيي أبناء بيروت والمناطق المسيحية على موقفهم بعدم مشاركتهم بما حصل في اليومين الماضيين”. وأضاف “نحن قمنا بالتظاهر في الفترة السابقة هل أسأنا إلى الممتلكات العامة أو الخاصة أو إلى أي صحافي؟ أحداث 7 أيار كانت معركة رد على تصرفات ميليشيات مختلفة عن هذه وحتى تلك كانت ضمن ضوابط كبيرة. لم يفهم سعد الحريري التطورات في لبنان والمنطقة ونحن كنا حريصون على رفيق الحريري أكثر منه”.
وعن “حقيقة-ليكس” الذي عرضه قناة “الجديد”، قال وهاب: “الطريقة التي كان يتكلم بها الشاهد محمد زهير الصديق مع الحريري مهينة وكنت تفهمتها لو أنها حصلت عام 2005″، مضيفا: “حتى نظرتنا للأمراء السعوديين أولياء نعمته أفضل من نظرته”.
وعن دعوات الحريري وفريقه للمشاركة في الحكومة، قال وهاب: “أنا لست مع دعوة 14 آذار إلى المشاركة في الحكم لأنها دعوة لفريق فاسد وتآمر على لبنان”، مؤكدا أنه “أول من سينتقد إذا استمرت الأمور كما هي الآن. ودعا الحكومة لتحييد القضاء والأجهزة الأمنية عن السياسة بعد إصلاحهم. وشدد على أن ميقاتي “لم يقدم أي تعهدات وأحدا لم يطلب منه ذلك، مؤكدا في الوقت عينه أنه ملتزم بالثوابت اللبنانية. وأن الحكومة الجديدة ستأخذ قرارا بوقف التعاون مع المحكمة الدولية”.
ورأى أنه لا يجب أن يكون هناك وزراء لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، معتبرا أن الوزارات كلها والدولة هي لرئيس الجمهورية”. وتوقع أن “لا يعود وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود إلى وزارة الداخلية لأنه “ليس بحجم دهاليزها”، معتبرا أن الداخلية تحتاج لوزير “قبضاي” يعلم مدير عام الأمن العام اللواء أشرف ريفي كيف يتطاول على وزير الداخلية، ولو كنت مكانه لأقدمت على سجن مدير عام يخالف قرار وزيره”. واعتبر وهاب أن اتفاق الدوحة مرّ وقته”، مشيرا إلى أنه “بعد وقت معين يجب بدء البحث بتعديل اتفاق الطائف”.
ورد على الأصوات التي اتهمت في اليومين الماضيين “هم يتهمون البعض بالخيانة ولكن فليتذكروا أن وليد جنبلاط هو من جعلهم ينزلون إلى الشارع وأوصلهم إلى السلطة، وهو كان لديه الجرأة الكبيرة ليعترف بأنه قد كان على خطأ، فهل المطلوب أن يذهب جنبلاط معه إلى الانتحار، هل أن سعد الحريري بضحكته البلهاء يجلس مع الجواسيس ويقيّم الناس؟ ألم يسأل نفسه لماذا كانت مواقف بعض المقربين من السعودية مع الرئيس ميقاتي ومنهم نعمة طعمة ومحمد الصفدي وغيرهم؟”.
وابرز وهاب دراسة استطلاع رأي نشر في موقع “إيلاف” يظهر وجهة نظر مثقفين سعوديين تعتبر أن الصراع سياسي في لبنان وليس مذهبياً وان سعد الحريري لم يكن رجل المرحلة.
وتابع “علينا محاسبة الفاسدين في العهد البائد مثل القاضي صقر صقر والقاضي فادي عنيسي وعلينا عدم ترك من اساؤوا إلى مراكزهم في السلطة. هناك قضاة ومراجع شريفة مثل الوزير إبراهيم نجار كفوئين وشرفاء، وعلينا في المرحلة المقبلة إصلاح الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنية، هناك موظف في الدوائر العقارية يمتلك 200 مليون دولار، وهناك قاضٍ في بيروت يظلم الناس يمتلك 3 ملايين دولار وفيلا ضخمة في بلدته لماذا لا يحاسب، أنا لا أخاف من التسميات وواجهت محافظ يوماً ما وحاول زيارتي وأنا رفضت وقلت له أنا لا أصافح حرامي بهذا الشكل، وأتحداهم أن يدّعوا علي. أنا ضد الظلم والتشفي ولكنني مع المحاسبة من اجل حسن سير عمل الدولة، إذا ما أوقفت الحكومة الهدر والفساد فإنها ستوفر 40 % من المال العام. بينما المحكمة انتهت عملياً وهذه القرارات التي وافق عليها سعد الحريري ستنفذ بفك الارتباط مع هذه المحكمة، واعتقد أن الحكومة المقبلة ستتوقف التعامل مع المحكمة الدولية بناءً على الاتفاق الذي تم مع سعد الحريري الذي فاوض على كل التفاصيل ويبدو انه قد خالف قرار الملك واستعان عليه مع الأميركيين. التحذير السعودي اليوم جاء بنتيجة ما عرضته الشاشات عن هذا الرعاع وكلنا كنا حذرين وليس فقط السعوديين، فكيف يتهمون الرئيس ميقاتي بسنيته وهو قد نال 65 الف صوت سني في الانتخابات؟”.
وعن إمكان تسلمه وزارة قال وهاب “لا تحتملني الحكومة المقبلة وزيراً، وأتمنى أن تطعم الحكومة المقبلة بـ”تكنوقراط” وأنا مع أن يأخذ الدروز وزارة سيادية، انا مقتنع بوضعي وفقط أتحدث بلسان الناس، واعتقد أن الرئيس ميقاتي سيعرض الشراكة مع الفريق الآخر وهم سيرفضون وكل شخص شريف داخل الوزارة يمثلني، لا يمكن أن يشترك مشروعين داخل الحكومة ، وعلى الدولة أن تتحمل وزر الأوضاع العامة وان تفتح المجال أمام الناس للتوظيف”.
واشتر إلى أن “مؤسسات الدولة المهمة أنجزت خلال عهود الرؤساء فؤاد شهاب والياس سركيس، فلو كان هؤلاء موجودون اليوم هل قبلوا بمحلات العاب قمار في قرارهم؟”.
وتابع “لو كنت مكان سعد الحريري لعدت الاعتبار والنظر بكل سياستي واعدت قراءة الجغرافية السياسية والبلد اكبر من كل الشهداء، وهو تصرف وكأن البلد ملكه، والناس بحاجة أن ترتاح وتتخلص من المحكمة. اليوم أغلبية السنة ملّوا من هذه النغمة وبدا ذلك في التحركات خلال اليومين الماضيين”.
وأشار إلى أن “الرئيس كرامي شخصية وطنية ملتزمة وهو قد تحمل كثيراً والسيد نصرالله يحترم جداً الرئيس كرامي ولو كان الأمر مجرداً لاختار الرئيس كرامي لرئاسة الحكومة”.
وأكد أن “القاعدة الدرزية يعبر عنها وليد جنبلاط اليوم في تحوله، والجبل اليوم واحة أمان بمسيحييه ودروزه، وابرز مثال أن مرجعنا الديني الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين قال لي منذ عام ونصف قلت لوليد بيك أتمنى أن لا أموت وأنت على خلاف مع سوريا والمقاومة. في الأسابيع القليلة الماضية حاول وليد جنبلاط مبادرة مع سعد الحريري كي يغير رأيه ويقبل بالاتفاق ولكنه لم يفهم الرسالة، وحماية الجبل هي من حماية طائفة الموحدين وحماية لبنان. هنا كنت أتمنى لو كان بعض نواب اللقاء الديمقراطي وفياً أكثر من ذلك ومنهم أشخاص لا يستطيعون أن ينالوا 100 صوت في قراهم”.
واقترح وهاب “الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة على أساس النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة بلائحتين مقفلتين، وذلك يتم من خلال اقتراح تتقدم به الحكومة بقانون انتخابات عصري يدخل دم جديد على الحياة السياسية وإصلاح القضاء والأجهزة الأمنية وإصلاح الإعلام أي إصلاح قانون الإعلام لمواكبة عملية الإصلاح الهيكلية. ونحن سننجح اذا ما قمنا بفصل وضع لبنان عن المنطقة كما حصل بعد اتفاق الطائف وإلا فان التخريب السياسي سيبقى، إذ لم يستقر وضع لبنان نهائياً وحاول السوري والسعودي فصل لبنان عن المنطقة وطار سعد الحريري لأنه سار مع المشروع الأميركي”.
وحيا وهاب “الشعب التونسي على ما فعله واليوم نحيي الشعب المصري على موقفه وعسى أن نتخلص من هذه الطغمة الحاكمة في مصر، الم يتذكر أبو الغيظ أن أهل غزة هم من أهل السنة؟ هو فقط يتذكر أن السنة في لبنان لأن الحريري والسنيورة عملاء الأميركيين؟ لماذا يتدخل الأميركي عبر السفيرة بلبنان بالذهاب إلى النائب نقولا فتوش لتجبره على تغيير رأيه؟. لماذا بيانهم اليوم وهم يدلون بالوعظ السياسي؟ وهذا اكبر دليل على تدخلهم السافر، ونحن سنعمل على كسر قرار الأميركي ونجحنا بذلك، وهم توجهوا الآن ناحية التدخل في تونس”.
وعن عملية تشكيل الحكومة العتيدة قال “برأيي إن عملية تشكيل الحكومة سيكون سريعاً وربما هناك اقتراح بحكومة من 14 وزير وهذا أمر مهم ويسرّع العمل، وأتمنى رؤية الدكتور سليم جريصاتي وزيراً للعدل، وجوزف غصوب وزيراً للسياحة ومثلاً أسماء مثل مروان خير الدين، مروان المصري، أسد شرف الدين، شربل نحاس، ابراهيم كنعان، محمد فنيش، حسين الحاج حسن، ايلي الفرزلي وزياد اسود وغيرهم وزراء نظراً لكفائتهم”.
@