أعرب رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب عن “ارتياحه للمستجدات السياسية عبر استقالة وزراء المعارضة من حكومة الحريري”. مطمئناً الجميع بأن “كل الأمور طبيعية وعادية”، مشددا على أن “الجيش موجود وهو سيتولى الأمن وسيكون صارماً ومتشدداً بالأمن، ولا يظن أحداً أن هناك تصعيداً دراماتيكياً على الأرض، ولا يظنن أحد أن هناك شيئاً أمنياً أو عسكرياً”. وتابع “منذ أشهر لم اشعر بالراحة التي اشعر بها اليوم، ولا احد يخاف فإن الجيش سيستلم الأمور، ونحن اليوم في السيناريو الثاني من السيناريوهات العشر التي تحدثنا عنها سابقاً، ولن يكون هناك تطبيق ربما للبند العاشر الذي فيه شيء من القوة، ولكن إذا ما فكّر احد بالتماهي مع القرار الظني فان مجموعة من الأولاد ستذهب لجلبه بصندوق السيارة“.
وأشار وهاب، في حديث إلى محطة الـ“OTV”، ضمن برنامج “الحق يقال” مع الإعلامية ماغي فرح، إلى أنه “لا يمكن لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن يعود إلى رئاسة الحكومة، ولا حكومة قريبة”، لافتا إلى أن “المعارضة لن تسمي الحريري رئيساً للحكومة”، داعياً المعارضة إلى “تأليف حكومة سريعاً لأنها قادرة على ذلك”. وتابع “أنا شخصياً أعتبر أن يكون سعد الحريري رئيساً لحكومة لبنان هي إهانة للبنانيين، وإذا بقي الحريري يتصرف بهذه الطريقة، يطبق عليه مثل “لحاق الديك وشوف وين بوديك”، مشيرا إلى أن “تصرف الحريري بهذا الشكل سيؤدي إلى طائف 2، وهو قد أنكر منذ البداية وجود التسوية وبذات الوقت كان يفاوض بالتفاصيل ومنها تشريع فرع المعلومات وخصخصة الكهرباء وغيرها، وربما لمعالجة مشاكله المالية، وكان يهيء للتسوية عبر شركات لاستثمار مؤسسات الدولة في الخصخصة ولكن الأميركي بتدخله افشل هذه التسوية”. وتابع “كان من المقرر أن تبدأ التسوية من المحكمة الدولية وذلك لخوف الملك عبدالله من مفاعيلها، ويبدو أن الأميركي أقوى من الملك وافشل التوافق بعدما ربط كل الملفات الإقليمية بالوضع اللبناني، والحريري لن يعود رئيس حكومة بالمدى المنظور، وهو لم يعد زعيم أكثرية، بعد تغيير موقف وليد جنبلاط ونواب آخرين، وجنبلاط عندما يعطي كلمة يلتزم بها“.
وأشار إلى أن “بعض من الصحافيين والذين نسميهم “صحافيو الزيت” (النفط) نظّروا للديمقراطية والعدالة في السودان، وها هي المحكمة الدولية تختفي هناك بعدما قسم السودان وتشظت وحدته الوطنية، والمشكلة هي أن بعض اللبنانيين يستيقظون متأخرين، وهنا نتأكد كم كانت مهمة مواقف الجنرال عون منذ فترة طويلة وصعبة ولكنها أضحت أمراً واقعاً صحة خياره“.
وأكد أن “هناك قراراً لدى المعارضة بأن أي قرار لا يمضي به ميشال عون أو سليمان فرنجية لا أحد يمضي به، واطمئن إلى أنه لن يحصل أي انفجار في البلد، ونحن لدينا خطوات دستورية وقانونية سلمية سنتخذها، ونريد حفظ البلد”، معتبراً أن “هناك تدخلاً أميركياً حصل، وهذا التدخل الأميركي أحرج السعودية فأخرجها وأوصل إلى ما نحن عليه لان الأميركي لديه حسابات مختلفة، فهو لديه خارطة المنطقة ولن يسمح بتسوية منفصلة في لبنان”، مؤكداً أن “السوري والسعودي حاولا أخذ لبنان إلى تسوية منفصلة لان هناك شيء داهم على الساحة اللبنانية”، مشيرا إلى أن “التفاهم السوري- السعودي موجود منذ تموز الماضي، والموقف الأميركي لا ينفصل عن الموقف الإسرائيلي“.
وأكد أن “المحكمة الدولية أصبحت في مزبلة التاريخ، المحكمة الدولية ستدفن في العام 2011 وأصبحت خارج حدود لبنان، ونحن اليوم بلا حكومة وأي أمر تطلبه هذه المحكمة من أي مؤسسة فإنها مرفوضة ولا انصح أي احد بالتعامل معها وهذه مخالفة ويعاقب على هذا الأساس، لأن المحكمة الدولية عصابة كانت تحاول تفجير البلد عبر قرار فجائي، ولكننا فجرنا مشروعها باكراً واصلاً ليس لديهم أي دليل جدي، واليوم يحاولون الضغط على سوريا عبر تسريب أخبار أن بعض السوريين مشاركين في الجريمة، ولكن ذلك انتهى. الخطوات الدستورية والقانونية ستتوالى ونحن حريصون على استقرار البلد والمحظور الوحيد هو التعاطي مع المحكمة الدولية ويبدو أن الجميع قد سمع الدرس جيداً، ولدى حزب الله والمعارضة ملفات فضائية عديدة عن المحكمة وستكشف بالتتابع ونحن كلبنانيين لم نعد معنيين بهذه المحكمة“.
وسأل وهاب عن “موقف رئيس الجمهورية ولا يجوز أن يبقى متفرجاً، وربما لو كان إميل لحود أو ميشال عون أو سليمان فرنجية بشخصياتهم قد فرضوا تعاملاً مختلفاً مع الأحداث. واليوم كأن دوائر القصر الجمهوري مشغولة ببعض التراخيص في محيط القصر الجمهوري في بعبدا وهذه قضية قومية كبيرة اكبر من كل الأحداث، واسأل فعلاً ما هو موقف رئيس الجمهورية حتى نبني عليه؟”. وتابع “كيف نطمئن المسيحيين بالكلام، المسيحيون بحاجة إلى ترجمة هذه الطمأنة ونتجه ناحية تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية، ونحن في لبنان بحاجة إلى تسوية ما كي نعزز الوجود المسيحي في لبنان”. وأردف “أنا لا أؤمن بهذا النظام، ولكن كمعارضة نقول لماذا لا نتحدث بتعديل اتفاق الطائف وإقرار مجلس الشيوخ مثلاً؟ لأول مرة يتحدث جعجع كلاماً صحيحاً عندما قال “لا دوحة 2” ولكنني أتابع كلامه بأن هناك “اتفاق طائف 2” يجب أن يقر. كيف يذهب الحريري إلى رئيس الجمهورية في بيت الدين ويقول بعد خروجه: “سلمت رئيس الجمهورية التشكيلة الحكومية؟” . كيف يتم هذا ورئيس الحكومة دوره أن يتشاور مع رئيس الجمهورية وليس أن يفرض عليه. “رزق الله” على أيام الرئيس إميل لحود الذي كان “رجّال” ولن يتهاون في هذه الأمور. أطال الله بعمر الرئيس إميل لحود الذي وقف حارساً على باب الخزينة من اجل وقف نهنها فتآمر عليه النظام الأمني المشترك“.
وتابع “يحاولون اخذ المنطقة إلى الظلامية وتقسيم السودان والمنطقة، ومبارك غائب عن الوعي وهدفه فقط التوريث، ويفتعلون المشكلة مع الأقباط لأن البابا شنوده لديه من الوطنية ما لا يوجد لدى عدد كبير من القادة العرب، وهو رجل استثنائي وقد سجنه السادات 45 شهر بسبب عدم موافقته على التطبيع مع إسرائيل وحتى اليوم يمنع المسيحيين من زيارة القدس. الأميركي يخطط للعودة إلى منطقتنا والى لبنان بعدما ينتهي من تقسيم السودان، ولديه حساب آخر ولن يسمح بتسوية منفردة في لبنان، وبعد التطورات بعد الظهر اتصل الحريري من واشنطن بجعجع وطلب منه رفع سقف الكلام، كان لدى الحريري فرصة لحكم البلد بعد موت والده ولكنه أضاع الفرص. ولو تصرف بشكل صحيح مع القرار الظني لكان الوضع مختلف، والنائب وليد جنبلاط نصح الحريري أكثر من مرة بالسير في اتجاه التسوية ولكنه لم يستمع، وهو لن يعود إلى رئاسة الحكومة، وقدمنا له يد المساعدة منذ البداية، وحاولنا أن نشعره بأنه ليس غريباً ولكنه لم ينجح وحتى عائلة لم ترجع إلى البلد، وكيف سترجع وهو يعتبر حتى اليوم أن البلد شركة استثمارية ولم يكن يوماً يعمل كرئيس دولة، بل ينفذ ما تأمره به أميركا، تحدثنا في الأسابيع الماضية عن نضوج التسوية وهي فعلاً كانت موجودة، ومنذ تموز الماضي عمل الرئيس الأسد والملك عبدالله على إنضاج هذه التسوية، وما حصل اليوم أمر طبيعي، حكومة استقالت وهناك مشاورات لتشكيل حكومة جديدة ومن لا يدخل في الحكومة ينتقل إلى المعارضة. منذ ست سنوات أخذنا هذا الفريق أسرى، واليوم أعتقت المعارضة الناس منهم، فمنذ متى فريق الموالاة يتعرض للاستهداف وقد أعطاه حزب الله مجلس النواب في العام 2005 وتسامحنا معهم طيلة هذه السنوات وقد استعملوا ضدنا العالم اجمع؟. هل المعارضة اليوم هي التي كانت تتحكم بلعبة الملف الأمني السوري اللبناني المشترك؟، هل هي التي بنت المطار بتكلفة مضاعفة ونهبت الوسط التجاري لبناء سوليدير؟ هل هي التي أغرقت البلد بمديونية تتجاوز الـ 50 مليار دولار؟. وجوه قوى 14 آذار اليوم كالحة ولكن البلد اليوم ارتاح إلى حد بعيد، منذ ست سنوات وهم يبتزون بعهر لبنان حتى يبقون في السلطة“.
وأشار وهاب إلى انه “ربما الحكومة العتيدة لن تتألف بسرعة وأتمنى ألا نضرب الرقم الذي احتاجته الحكومة العراقية، الناس بحاجة إلى العمل والتعب كي تستطيع الأكل والتدفئة، والمعارضة أمام خيارات متنوعة ومتعددة ومنها : الرئيس نجيب ميقاتي_ عمر كرامي _ محمد الصفدي _ ليلى الصلح _ عبد الرحيم مراد … وغيرهم، لكن اطمئن إلى أن الوضع المالي ثابت وغير معرض للاهتزاز، وإذا ما استلمنا السلطة سيكون هناك خطة مالية جدية تمنع الفساد والهدر، وسيكون هناك خطة محكمة لإنماء الريف وتدعيم القطاعات الإنتاجية”. وتابع “الاغتيالات في السابق نفذت في أوقات محددة لتسريع عمل المحكمة ويقف خلفها الأميركي، ولكن اليوم لن يوقف التحول أي عائق، وهم حظهم كبير جداً لأن حسن نصرالله موجود وقد رحمهم، وكانوا يمترسون خلف الفتنة السنية الشيعية ولكن اليوم سقطت هذه المقولة، وجزء كبير من الطائفة السنية إلى جانب المعارضة ولن تكون هذه الفتن، أصبحنا في وضع جديد والمعارضة ستمسك السلطة و الدروز يطلبون وزارة سيادية، الأميركي مربك في ردة فعله، ويتحدثون عن بلد ممسوك والتشفي من الضباط والقضاة ومعاقبتهم على مواقفهم في السابق، فأي حكومة وحدة وطنية يتحدثون عنها؟. قلت في السابق أن الحكومة ربما تبقى حتى رأس السنة وهكذا حصل. المؤسسة الأميركية الحاكمة لديها فرصة للاقتصاص من حزب الله، وكان لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محاولة جدية من اجل إيجاد مخرج، والملك عبدالله كان يتعاط بنية طيبة من أجل التسوية، ولكنه لم يستطع مواجهة الأميركي“.
وتابع “المعارضة أفسحت بالمجال أمام تسوية، وحاول الحريري أن يأخذ الملف الاقتصادي ومن ضمن التسوية كان أن تأتي حكومة جديدة تنظف أوساخ الحكومات السابقة، وكان من ضمن الاتفاق الذي سقط أن لا يكون مشاركاً فيها القوات والكتائب ربما، وتحدث سعد الحريري عن بعض حلفاءه بأن التسوية تتم دونهم مقابل بعض “الشنط” المالية، وهؤلاء يذهبون إلى حفل زفاف الأمير عزوز بالطائرات الخاصة بالمئات،وهذا حدث كبير جداً، وأنا شخصياً اشكر الأميركيين على تدخلهم وفرط التسوية لأنه لا يمكن أن توجد تسوية بين مشروعين. حزب الله ليس فقط لاعب محلي بل لاعب إقليمي على مستوى المنطقة ويهمه أن يكون لبنان مستقراً وفي السابق دفع ثمن السماح لمشروع رفيق الحريري الاقتصادي وما تسببه من خراب في البلد، الأميركي يخسر الأوراق واحدة تلو الأخرى في المنطقة ولذلك يتمسك بالورقة اللبنانية، وحاول الأميركي عبر الحريري الحرتقة على حزب الله من داخل منزله اللبناني ولذلك أصبح حزب الله ملزماً معالجة الوضع الداخلي اللبناني ولو مع قليل من الألم، والعلاقة الوثيقة بين الرئيس الأسد والملك عبدالله حاولت استثمارها في تسوية لبنانية ولكنها لم تستطع أن تفرض حلاً للأزمة اللبنانية“.
ورد على كلامٍ سربته جريدة الديار منذ يومين عن “اعتراض الحريري على توزيري في الحكومة”، وأنا أرد عليه:”من قال لك بأنني اقبل أن أكون وزيراً في حكومة تترأسها أنت؟”. وتابع “عودة الحريري إلى لبنان لا تقدم أو تؤخر في سير الأمور، الجيش سيحفظ الأمن على الأراضي اللبنانية واللبنانيين يثقون بالعماد جان قهوجي، والوزراء سيصرفون الأعمال وعلى رئيس الجمهورية أن يبدأ بالمشاورات، وعلى أي حكومة جديدة أن توقف التعاون مع المحكمة الدولية وإسقاط البروتوكول الموقع معها، وليسمح لنا سعود الفيصل، الذي يعمل على الفتنة منذ سنوات، فان المحكمة تسببت بالانقسام وليس استقالة الوزراء، وليس هناك تسلح في البلد يؤدي إلى فتنة، وإذا ما استقال عدد من النواب فان المسارعة إلى انتخاب بديل عنهم سيكون سريعاً، اليوم انتصرت المعارضة على نفسها أولاً لأنها في السابق قبلت أن تجلس مع الحريري، رغم أنهم قد سخروا العالم لمواجهة فريق لبناني آخر، المذكرات القضائية عمل قانوني محض الآن وهذا متروك للقضاء“.
وأكد انه “لا يوجد شيء اسمه “مجتمع دولي” بل قوى مهيمنة، فكيف يمكنهم فرض عقوبات على لبنان وهناك 15 ألف جندي موجودون على الأراضي اللبنانية؟ لا خوف من أي حصار اقتصادي ولسنا في غزة وعلى حدودنا حسني مبارك بل بشار الأسد، وبعدما اخلوا باتفاق الدوحة واسقطوا الاتفاق فعمدنا إلى الاستقالة من الحكومة”. وتابع “على المعارضة بعد استلامها السلطة أن تعمل على محاسبة عدد من الأشخاص ومحاكمتهم ومنع الفساد والهدر المالي. ويجب إعادة الاعتبار إلى الضباط الأربعة، وفي الفترة الانتقالية أنبه أي ضابط أو موظف من تسريب أي شيء أو تهريبة ومثلاً أن يستغل عبد المنعم يوسف استقالة الوزير شربل نحاس وان يرتكب مخالفات، اليوم سنحاسب ولن يكون هناك “عفا الله عما مضى”. نحن لا نقوم بانقلاب بل نوقف مفاعيل الانقلاب السابق وبدأنا بإعادة المياه إلى مجاريها الصحيحة. لا وجود نية لتحركات على الأرض من قبل المعارضة بل الأمور ستسير وفق الآليات القانونية والدستورية، والمعارضة مرتاحة إلى عدد الأكثرية إلى جانبها، والنائب جنبلاط يمون على معظم كتلته“.
وأعلن وهاب “عن إطلاق حملة مليون شجرة وعلى من يرغب من الجمعيات والأشخاص المهتمين أن يتصلوا بنا لتزويدهم بالأشجار مجاناً من اجل إعادة الاخضرار إلى ربوع وطننا“.
وختم أنه “في الحكومة الجديدة إذا كان لنا حصة فإنني لن اقبل بغير وزارة الداخلية وإذا كان غيرها فان غيري ربما يكون وزيراً، ولا اعتقد أن وئام وهاب ليس موجودا في ضمير أي درزي“.
**