رأى أمين الإعلام في حزب “التوحيد العربي” هشام الأعور أن “هناك مسرحية اسمها محكمة دولية كان يُراد من خلالها فبركة شهود الزور لاتهام سوريا، ولكن فشل هذا السيناريو أدى إلى الانتقال لاتهام حزب الله. وكلام الرئيس بشار الأسد ايجابي جدا ورسم خريطة طريق للمستقبل، وأكد على كلام رئيس الحزب وئام وهاب على أن المحكمة صهيونية وقرارها مثل اتفاق 17 أيار”.الأعور، وفي حديث لتلفزيون “NBN”مع الإعلامية سهى وهبه، اعتبر “أنهم يريدون من المحكمة التأسيس لفتنة سنية – شيعية بهدف اتهام الطائفة الشيعية باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، لكن المحكمة الدولية سقطت “وسنصل مرحلة ربما بعد عشرة أيام من بداية السنة الجديدة حيث يصبح موضوع المحكمة خارج إطار التداول، وأننا نتجه إلى تسوية في المرحلة المقبلة والى انفراجات على الساحة الداخلية”.
وتابع الأعور “لم يكن سعد الحريري ولا يوم وحتى الآن يتصرف بايجابية، واكبر دليل على تسييس المحكمة وإنها صهيونية هو كلام جون بولتون ويؤكد ذلك إصراره على أن المحكمة ستتهم سوريا وحزب الله، وهناك مسرحية اسمها محكمة دولية يوما تتهم سوريا ويوم آخر تتهم حزب الله والهدف التسبب بفتنة سنية شيعية، واعتبار فريق 14 آذار أن المحكمة قد خرجت من يد اللبنانيين، نكون قد سلمنا كل سيادتنا للخارج، والحل المنطقي والعادل هو ما طرحه الرئيس نبيه بري عن ضرورة حل الأزمة وإحالة القضية إلى المجلس العدلي. فكيف تكون المحكمة الدولية شرعية وهي لا تحمل توقيع الرئيس السابق إميل لحود وهو من يوقع المعاهدات الدولية؟”.
وأضاف “كيف يشككون بالمجلس العدلي وهم يمسكون السلطة وزمام الأمور في البلد، ونحن بدورنا كحزب توحيد عربي نؤكد انه لا يجوز أن يبقى البلد كما هو منذ خمس سنوات وتحول البلد إلى جمهورية الضريح، والمعارضة تتعامل مع البلد بمسؤولية، ودعت كل الافرقاء إلى الحوار ولكن عملية اتهام فريق وطائفة لبنانية كبيرة غير عابر، وحددنا كمعارضة أن هناك 10 سيناريوهات في المرحلة المقبلة، وقد يكون العاشر منه فيه شيء من القوة، “ويا محلا 7 أيار”، وما يطرحه الفريق الآخر من حلول بإلغاء المحكمة مقابل تعزيز سلطته، أمر غير وارد على الإطلاق. ونحاول أن نجنب البلد تبعات القرار الظني، ويبدو أن المبادرة السعودية-السورية قد قطعت أشواطاً كبيرة. وبحسب ما يقال أن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى نيويورك ضمن هذه التسوية، ويبدو أن الضغوطات الأميركية كبيرة على الملك السعودي وفريق 14 آذار”.
وعما إذا استلمت المعارضة السلطة، أكد الأعور إنها “ستعمل على توزيع السلطة بين فئات الشعب اللبناني، وكيف يمكن وصفنا بأننا نحتكر السلطة وكل المؤسسات التي تريدها هي لكل الشعب اللبناني. وتجاربنا واضحة وحتى المقاومة مفتوحة أمام كل من يريد المشاركة وهذه سرايا المقاومة أمام كل من يريد المشاركة فيها. لغة الفتنة انتهت وهي أين يمكن أن تقع؟ بين من ومن؟ طالما أن البلد معطل بموضوع شهود الزور، فلماذا لا نقدم على حسم هذا الملف؟ عملية تشويه دور السنة هو عملية مبرمجة من قبل الأميركيين ومخابراتهم، ونحذر آل الحريري من إيقاظ الفتنة والسلفية لأنها قد تجرفهم هم أولاً”.
وعن دور رئيس الجمهورية قال الأعور “كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يقول انه حامي الدستور ويتصرف بعكس ذلك. لكن يبدو أن موقفه على الحياد سيبقى كذلك، ولكن لا يجوز أن يقول أن الدستور ينص على هذا البند وأنا رأيي مختلف. المقاومة التي حفظت كرامة العرب واللبنانيين ولولاها لما بقي كرسي يجلس عليها رئيس الجمهورية ولذلك يتوجب التأكيد على الثالوث اللبناني الجيش والشعب والمقاومة. أما طاولة الحوار الأولى كانت نظراً لغياب الحوار بين اللبنانيين وغياب الحكومة، أما اليوم فإنها طاولة فولكلور لا تجدي نفعاً”.
ونفى الأعور أي حديث عن خلاف أو تباين سوري إيراني “حول لبنان والمحكمة، واصلا المحكمة إسرائيلية فلن يكون هناك خلاف مطلقا، وكلام الرئيس يشار الأسد يماثل ما قاله السيد الخامنئي، والدور الإيراني في لبنان دور وحدوي ومكمل للحاجة اللبنانية، وأصلاً إيران حاجة إقليمية وعربية وإسلامية وعالمية لا تعمل به على صعيد المنطقة. واليوم الموقف السوري الإيراني اللبناني ينتظر ما ستصل إليه المبادرة السعودية السورية. فكيف يمكن أن نصنف دور إيران في لبنان بالسلبي، وهي التي قدمت الكثير وخلال زيارة الرئيس احمدي نجاد إلى لبنان كان واضحا مدى ردة الفعل الشعبي الايجابية على هذا الدور. ودورها مركزي في مواجهة المشروع الأميركي الصهيونلي وهذا أمر يجب أن نعمل على تعزيز”. وتابع “لموقف الإيراني وضع سقف لأي تسوية، واعتبر أن المحكمة لن تكون بخدمة “إسرائيل”، وعلى ما يبدو أن الموقف الإيراني قد شعر بأن التسوية قد وصلت إلى حدودها النهائية فقررت التدخل ووضع سقف لها، والموقف الإيراني لا بعبر عنه فقط حزب الله في لبنان بل هناك شريحة واسعة من الشعب اللبناني تؤيد هذا الموقف”.
وأكد الأعور انه “لو طُلب من النائب وليد جنبلاط التصويت على ملف شهود الزور لكان فعل ونحن لدينا ملئ الثقة بموقفه الحالي. لكن لماذا لا تتفرغ كل قوى البلد لمعالجة الملف الاقتصادي الاجتماعي ومعالجة مشكلة الناس؟”.
ورد على القائلين بضرورة المفاوضات وإلغاء سلاح المقاومة بأن “مقولة قوة لبنان في ضعفه قد سقطت وسقطت معها مقولة المقاومة الدبلوماسية والحل بحماية لبنان ونفطه وشعبه بالمقاومة. البلد فيه مشروعان ويجب لأن يغلب أحدهما الآخر. وهناك طروحات جذرية تقول بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وخيار التسويات والتبعية لأميركا والعرب قد سقطت. ماذا أعطت التسويات والمفاوضات غير الذل والهوان وهذا نموذج الديمقراطية في العراق زاهر جدا، والاتفاقيات تاريخياً عملت على تفكيك العالم العربي بدءا من اتفاقية سايكس بيكو واليوم تفكيك المفكك من السودان واليمن والعراق وغيرها”. وأكد أن “السنة يقاتلون بشرف في فلسطين والعراق وغيرها وهذا الأمر اسقط مقولة الفتنة، الأميركي لديه شروط كبيرة للتسوية ولكن الواقع على الأرض مختلف ويتحول باستمرار، ولم يكن يوماً الاتفاق السوري الأمريكي ينعكس سلباً على لبنان، وفي أيام الوجود السوري في لبنان شهد البلد استقراراً ملحوظاً، لكن ذلك لا يعني المقارنة بين مرحلة الوجود السوري في لبنان مع ما بعدها إلا دليلا على صحة ما نقوله عن دور سوريا في لبنان”.
وتابع “شهود الزور هم دعامة المحكمة الدولية، في كتاب “صناعة شهود الزور بيروت، باريس، تل أبيب” لكاتبه الأستاذ نضال حمادة عن شهود الزور يؤكد على أن أكبر شاهد زور في هذه القضية هو سعد الحريري نفسه، وشهود الزور والمحكمة وفريقهما يعملون ضمن أجندات سياسية، ويبدو أن هاجس السلطة عند سعد الحريري سيطغى على معرفة حقيقة من اغتال والده، وبعد اغتيال رفيق الحريري كان الطرح يتراوح بين اختيار سعد أو بهاء، وكانت الارجحية باتجاه بهاء الحريري إلا أن ذلك لم يتحقق بفعل تدخل بعض أعضاء العائلة السعودية واختير سعد لأنه أكثر خدمة لهم”.
وختم الأعور كلامه بالقول “المسعى السوري السعودي هو بوابة الحل، وكما رد الخليفة أبو جعفر المنصور على أحد طالبي تعيينه وزيراً أن قال له: “ارفع لواء الحق يتبعك الجميع”، فلنرفع لواء المقاومة يتبعنا العالم أجمع”.
0