هي ليست السنة الأولى لحزب التوحيد العربي ، فشمعات أربع أطفأها الحزب الذي حمل لواء العروبة و المقاومة . لكنه العشاء السنوي الأول الذي نظمته أمانة الاعلام في الحزب بمناسبة حلول عيدي الميلاد و رأس السنة الذي جمع أعضاء المكتب السياسي و مجلس الأمناء و مفوضي المناطق بالاضافة الى حشد من المحازبين و الأهل و الأصدقاء في مطعم الجسر – الدامور ، صالة chateau de la mer .
بعد النشيدين الوطني و الحزبي و كلمة عريف الاحتفال و كلمة ترحيب و شكر للرفيق هادي وئام وهاب من أعضاء المكتب السياسي و الأمناء و المفوضين العامين و المحليين و من جميع الرفاق الذين حملوا طيلة السنوات الماضية لواء الحزب و النضال من ضمن مبادئه و مواقف رئيس الحزب ، ناقلا تحيات والده الذي تعذر حضوره هذه السنة في هذه المناسبة الطيبة لأسباب صحية .
استهل امين الاعلام هشام الأعور كلمته مرحبا بالحاضرين بصفته منظما للعشاء فقال :
“ضمن أجواء عيدي الميلاد و رأس السنة ، أعادهما الله على الأمة بالخير و البركة ، نلتقي هذا العام في سهرة دافئة ، دافقة بالمحبة و الحبور … يهدر فيها صوت أحرار بلادي مدويا ، و على وقعه ، تغنج الحرية بحلة قشيبة حاكتها المعارضة من خيوط عصية على نار العدوان و أحابيل عصابة الأمم فيما التغيير يتهادى على صحوة التوحيد العربي صادحا …
الام القيود و الأغلال و عذابات التاريخ؟
هاتفا بنبرة الواثق … زفت الساعة :
الغد لنا ، و طفل المغارة منا و لنا ، و القدس المطهرة من رجس النتن يا هو و ربيبه … قبلتنا و لنا و النصر المؤزر بعونه تعالى ، فينا و لنا ، أقلامنا كقامقتنا شامخة لا تلين و لن تنحني” .
و تابع الاعور : ” ولأن قلمه كان الرمح الذي يقاتل به الظالمين و لأن قامته كانت ترتفع دوما فوق رؤوس انحنت للعاصفة ، كان التوحيد بعروقه الضاربة في أعماق تراب الأمة ، و مواقفه التي اختصرت المسافات و ألفت الجغرافيا و ازالت الحدود ، حتى باتت فؤوسا كتب عليها ، لا مكان ل”اسرائيل” على أرض ابي ذر الغفاري و سلطان باشا الأطرش و على كل شبر من فلسطين كل فلسطين .
و أضاف الاعور :”و اذا كان لكل مرحلة رجالها ، فما هي سنوات الماضي العتيق مرت كالطيف العابر الذي استوحش من دنيا الفناء هذه ،فغادر الى حيث التوحيد الحريص على تربية جيل جديد تتوفر فيه كل مواصفات و شمائل القدوة الحسنة التي ارتأيناها كي تكون لسان الحال الذي يحمل مسارا للتجديد بعيدا عن الجمود و التقليد “.
وختم أمين الاعلام بالقول :
“و بالمناسبة كلوا هنيئا و اشربوا مريئا
وانعموا بهنيهات هانئات
فيها من السحر و المغنى و الطرب ما تشتهون
وكل عام و انتم بخير “.
وتخلل الحفل كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ألقاها ممثله أمين العلاقات السياسية عصمت العريضي و مما جاء في الكلمة :
“نعم أيها الإخوة إنه مشروع الإدارة الأميركية التي تستمر في طغيانها وفي عنجهيتها من أجل إذلالنا ومصادرة ثرواتنا وطاقتنا.
ونحن بالتالي مشروع يواجه هذه الإدارة وكل إفرازاتها الدولية والمحلية، نحن مشروع قام منذ خمس سنوات على إثر دخول لبنان في نفق مظلم عندما اغتيل رفيق الحريري، وأخذوا البلد إلى حيث هم يشتهون معتقدين أن هذه اللعبة التي يديرها الكبار يكون للصغار أمثالهم في معتركها السياسي”.
وتابع العريضي :” لكننا صبرنا على الألم والجراح وقفنا كطائر الفينيق المنتفض من جديد ولنقول لهؤلاء الحراس، حراس التبعية والاستبداد والارتهان والارتباط وأنظمة الإعتدال ، نحن شعب قررنا أن نواجه ونستشهد”.
واعتبر العريضي في كلمته انه وبعد تهرب من حكومة فاقدة الشرعية وبقرار دولي من مجلس الأمن جاءت هذه المحكمة لتثبت تنفيذ القرار 1559 وكل همها بعيدا عن نشر العدالة ولا الحقيقة ولا معرفة من قتل الحريري بل العمل على إصدار قرار فتنوي من شأنه ان يعزز الصراع المذهبي بدأً من لبنان وصولا إلى كافة أبناء هذه المنطقة.
لذا كانت المحكمة عملاً أميركياً دولياً لخدمة إسرائيل، ولتحقيق ما عجزت عنه إسرائيل وأميركا وكل القوى العالمية في النيل من منعة المقاومة في حرب تموز عام 2006.
وقال العريضي : “إننا وفي كل هذه الأوضاع نتطلع إلى الدولة اللبنانية بشخص رئيسها ورئيس حكومتها لنقول لهم أين أنتم مما يجري الآن.
أتريدون أن تكتشفوا الحقيقة وانتم تحمون في حكومتكم أناساً وأشخاصاً يغطون من فبرك وصنع شهود الزور.
نحن كمعارضة قلنا وما زلنا نؤكد من جديد على مشروع الثالوث الوطني المقدس في وحدة الجيش ووحدة الشعب ووحدة المقاومة.
هذا الثالوث الوطني هو الذي استطاع أن يحمي لبنان ويرسله إلى خط الأمان، إننا نطلب من الحكومة وشخص رئيسها سعد الحريري بسحب القضاة من هذه المحكمة وبوقف تمويلها وبتغيير حكومي يطال معظم الوزارات في هذه الدولة لنأتي بحكومة قادرة أن تواجه المرحلة المقبلة.
إننا في المعارضة اللبنانية نعطي الفرصة للمبادرة السورية – السعودية المشكورة وهي قد حققت بعضا من الأمور الإيجابية ونحن ندعمها ونعمل لتمكينها”.
وختم العريضي كلمته بالقول :” إنكم تتهمون المعارضة بالتعطيل وشل أوضاع البلد الاقتصادية والاجتماعية، نقول لكم ما هو دور المعارضة، ما هو السبب الذي يحول دون تحويل ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي؟
وإذا خير الناس بين لقمة عيشهم واستقرارهم، فماذا يختارون؟ هل يختارون لقمة العيش على حساب الوجود، هل يختارون العيش بأمان على حساب المصلحة الوطنية العليا والمصالح القومية العليا، ماذا يختار الناس وإسرائيل تهدد اللبنانيين كل يوم وتبشر أبناء الأمة في عيد ميلاد السيد المسيح أنها على استعداد لشن حرب أخرى مدمرة على قطاع غزة”.
0