كشف رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب انه “على ما يبدو، لا بل نتمنى أن نفاجأ بتسوية أقرتها المبادرة السورية – السعودية، ونقل لي احد المقربين من الرئيس سعد الحريري انه بصدد القيام بخطوة قبل 20 الشهر الجاري”، وأشار إلى أن “فريق المعارضة مع إيجاد مخرج مشرف للأزمة، ونحن لا نريد التهويل على احد، لكن نصف اللبنانيين أو أكثر يشعرون بأنهم مستهدفون من المحكمة الدولية بقرار ظني تقف خلفه دول كبرى”.
وأضاف وهاب، خلال حديث إلى إذاعة صوت لبنان – الحرية والكرامة – مع الإعلامية بولا يعقوبيان، إلى أن “هناك رأياً خطأ نقع فيه جميعا وهو أنني أهدد ولكنني في الواقع أنا أحلل وبناء على ذلك أنصح الجميع أن لا يعتقد أن حزب الله سوف يقبل القرار الإتهامي ونحن بحاجة إلى تسوية لأننا باختصار تعبنا”. وأوضح “إذا تكلمنا في الواقع فهذا لا يعني أننا نهول أو نهدد أحداً فهناك طائفة تمثل ثلث اللبنانيين ويشعرون أنهم مهددون بقرار ظني لا يستهدف كشف الاغتيالات وإنما سلاح المقاومة. من غير الصحيح أن هناك حرباً بين اللبنانيين والمسألة تقتصر على نحو 40 أو 50 شخصاً يسيئون إلى الوطن وهم الذين فبركوا شهود الزور، وهناك محكمة زورت الحقائق خمس سنوات وهذا أمر خطير جداً”. واعتبر أن “عنوان السلاح عنوان فضفاض وحزب الله أكد تكراراً أن السلاح لن يبقى إلى الأبد، وهو وسيلة للدفاع عن النفس، وهو مرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي ما دام هذا الصراع قائماً”.
ولفت إلى أنه “ليس المطلوب تأجيل صدور القرار الإتهامي وإنما الحل يكون في إلغاء عمل المحكمة”. وأوضح”لأن المعركة إعلامية فتحنا المعركة باكرا. والمسألة تقتصر على 30 أو 40 شخصاً فبركوا كل هذه العملية، وهناك من قتل ويجب أن تحترم ذكراه. هناك محكمة زورت 5 سنوات”.
وتابع “القرار الظني لا يمكن منع صدوره من قبل المحكمة الدولية بل يمنع تنفيذ أي من مضامينه، وكنت أول من أثار موضوع اتهام حزب الله بالتورط باغتيال الرئيس الحريري عندما اخبرني احد المقربين من الفريق الآخر أن القرار الظني سيشمل أفراداً من حزب الله وأعاد سعد الحريري هذا الكلام أمام السيد حسن نصرالله. وما نفعله الآن هو معركة إعلامية استباقية لأننا نعتبر أن القرار قد صدر، وليس كلامنا هذا تهديداً للشعب اللبناني بل تنبيهاً من مخاطر مثل هذه المغامرات، ويختصر الاستهداف على من فبرك وركب هذه التركيبة الخطرة المدمرة للبلد”.
وتابع “النائب جنبلاط صرح بأن احدهم قد ابلغه منذ العام 2006 بأن القرار الإتهامي سيوجه إلى حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهنا نسأل لماذا بقي الضباط الأربعة في السجن حتى العام 2009؟. وكذلك وثيقة ويكيليكس عن الحوار الذي دار بين السفيرة الأميركية السابقة سيسون والقاضي دانييل بلمار عندما طلب منها بلمار تزويده بالمعلومات لأن ملفه فارغ. كذلك هناك مثل آخر على ما جرى من تناقض في العدالة الدولية ما حصل مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير عندما قبل بإجراء الاستفتاء في جنوب السودان توقفت المطالبة بتنفيذ حكم المحكمة الدولية الخاصة بالسودان لجلب لرئيس البشير إلى السجن، وهنا تتبين هشاشة ما يسمى بالعدالة الدولية، وهناك كثيرون في السجون اللبنانية أو العالمية يعانون من ظلم وعدوان، و البعض يتهمني بأنني اهدد وأهول ولكن حسب تحليلي انصح الجميع بأن لا يقتنع بأن حزب الله سيقبل بالقرار الظني”.
وأكد على أن “البلد بحاجة إلى إعادة هيكلة وتنظيم من جديد من القضاء إلى السياسة وقانون الانتخاب، وما جرى في لجنة المال والموازنة أمر كبير وجيد جداً. وأنا وحزب التوحيد العربي اتجاهنا وتفكيرنا علماني بغض النظر عن تمركز الحزب في هذه الفترة في طائفة معينة، ورغم تأييدنا الكبير لدور ومقاومة حزب الله ولكننا نميز أنفسنا عنه في نواحٍ عديدة وللتوضيح أن حزب الله لا يفرض مفاهيمه الاجتماعية والثقافية على الناس، وأنا أنشط بشكل كبير خارج مناطق الجبل إلى كل لبنان والمحافظات السورية. نحن نحمل في فكرنا العروبة والعلمنة ومع فصل الدين عن الدولة، وحزب الله يقوم بمهام المعركة عن كل العرب ولا يتدخل مع الآخرين”. وبارك لحزب الكتائب باستعادة “صوت لبنان”.
في سياق آخر، عرّف وهاب عن نفسه بأنه “إنسان علماني”، معتبراً أن “التوحيد يعني أن الله واحد وكثيرون من الدروز يؤمنون بما أؤمن به”، معلنا أن لديه توجهاً جديداً للحزب وهو أن ينضم إليه أفراد غير لبنانيين”. وأعلن أنه “مع تغيير النظام السياسي القائم في لبنان وإبداله بنظام علماني”، لافتاً إلى أن “الجبل شيء أساسي في المعادلة اللبنانية ولم يضرب الجبل إلا بعد تهجير المسيحيين منه”.
وردا عن سؤال عن الأفضلية لمنصب رئاسة الجمهورية المقبلة، أعلن وهاب أنه مع وصول رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون إلى الرئاسة كما يختار الى المنصب ذاته، جان عبيد.
في موضوع الإستراتيجية الدفاعية، أوضح وهاب أن “الأزمة هي إسرائيل وليس سلاح المقاومة”، مشيرا إلى أن “في الجلسة الوزارية المقبلة والمقررة يوم الأربعاء سوف تشهد انسحابات من الجلسة”.
في سياق منفصل وحول التجديد لحاكم مصرف لبنان، أوضح أن “رياض سلامة أعطى ثقةً عالميةً به وفي حال تغييره في هذا الوقت سنقع في خضة سيما وان هناك ضغوطا ًعلى الليرة اللبنانية”. وعن علاقته بوزير الدفاع الياس المرّ، أوضح أنها “ممتازة”. وإذ لفت الى انه “قد أختلف في سياستي معه، إلا أن ذلك لا يغير في الصداقة كما هو حاصل مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميل”.
واوضح ان “هذه أول مرة منذ 6 سنوات أُستضاف على إذاعة صوت لبنان لأنها كانت تحدد لائحةً بالشخصيات التي يجب استضافتها. ومن الخطورة أن لا يراعي الإعلام رأي الفريق الآخر”.
*