ابدى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب تشاؤمه من الاوضاع في لبنان، معتبراً ان «الامور خرجت عن السيطرة». ورأى ان «القرار الظني بالنسبة لنا هو اعلان حرب علينا، وسنتعامل معه كإعلان حرب»، واذ لفت وهاب الى ان التسوية السعودية – السورية لم تنضج بعد «لأن الطرف السعودي غائب عنها ولا يستطيع ان يفعل شيئاً في ظل الضغوط الاميركية عليه»، اكد ان «شروط التسوية ثلاثة: وقف تمويل المحكمة الدولية، فصل القضاة، والغاء الاتفاقية التي «هرّبها» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة»، جازماً بأن «لقاء نصرالله – الحريري لن يتم، ولا جدوى منه لأن سعد الحريري لا يلتزم ولا ينفّذ التزاماته»!
ورأى وهاب، في حديث خاص لـ «النهار الكويتية» من مكتبه في مقر حزب التوحيد العربي في منطقة بئر حسن، ان «المعارضة أخطأت في التعاطي مع المحكمة منذ ست سنوات حتى اليوم، عندما اعطى جزءاً منها شرعية لهذه المحكمة الدولية، التي كان واضحاً منذ البداية انها اداة اميركية – اسرائيلية»، مشيراً الى انه «اذا كان سعد الحريري يعتقد ان بامكانه التساهل في موضوع المحكمة، مقابل ان نتركه ليحكم لبنان، نقول له «فشر» لن يتمكن من ذلك… تفاصيل الحديث مع وهاب في الحوار الآتي نصه:
ينتظر لبنان تسوية تخرجه من أزمته، في وقت يكثر فيه الحديث عن قرب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية. هل يرى وئام وهاب اي افق للحل في المدى القريب المنظور؟ والى اين تتجه الامور؟
أي احد يريد ان يعمل على خط التسوية يجب ان يعمل قبل صدور القرار الظني، لأن حدود التسوية بعد صدور القرار الظني تصبح ضعيفة للغاية. أما البحث عن تسوية بعد القرار الظني، فأعتقد ان شروطاً كبيرة ستحكمها، لأن المسألة ستصبح أكثر تعقيداً.
ما مضمون هذه التسوية التي لم تنضج حتى الآن؟ ولماذا لم تنضج بعد؟
برأيي ان ثمة طرفاً من الاطراف الذين يسعون للتسوية لديه ظروفه الآن، وهو غائب. فالتسوية قائمة على قدميْن: القدم السعودية، وهي معطّلة الآن. والقدم السورية.
لكن الملك السعودي أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد انه سيتوصل الى حل مع الولايات المتحدة بشأن المحكمة.
لم يؤكد احد هذا الكلام. لكن، لاشك بان لدى الملك السعودي نوايا طيبة، والكل يجمع على هذا الامر، ويجمع على ان الملك حريص على عدم تعرض الاستقرار في لبنان لأزمة. لكن ماذا يستطيع الملك ان يفعل؟ هذا هو السؤال الاساسي الذي لم نلقَ جواباً عليه بعد.
أنت تجزم إذاً بان السعودية تتعرض لضغط اميركي في شأن الملف اللبناني؟
إذا قلنا ان السعودية لا تتأثر بموقف الولايات المتحدة يسخر منا السعوديون أنفسهم. فالمملكة لا تخفي علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة ولا تخجل بهذا الامر، وهي طبعاً تتأثر بالمواقف الاميركية. لكن الكل يجمع بأن الملك عبدالله بن عبد العزيز رجل عروبي وحريص على الساحة اللبنانية.
ألا ترى أن كلامك يتناقض في مكان ما مع كلام حليفك السيد حسن نصرالله، الذي ابدى تفاؤله من امكانية نجاح المسعى السعودي – السوري في الوصول الى مخرج لأزمة.
قد يملك السيد حسن نصرالله معطيات غير تلك التي أملكها. فأنا لست متفائلاً ابداً. واعتقد أن الامور خرجت عن السيطرة. وأجزم بأنه، بعد القرار الظني، تصبح المَوْنة أضعف. فحتى الحلفاء لن يمونوا عندها على المعارضة اللبنانية. القرار الظني بالنسبة لنا هو اعلان حرب علينا، وسنتعامل معه كإعلان حرب.
قبل أن نصل الى مرحلة ما بعد القرار الظني. ما شروط التسوية المنتظرة حالياً؟
شروطنا ثلاثة، وهي شبه واضحة: اولها وقف تمويل المحكمة الدولية، فصل القضاة، والغاء الاتفاقية التي «هرّبها» فؤاد السنيورة بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة.
تقول هرّبها السنيورة؟
طبعاً. هرّب السنيورة هذه الاتفاقية عبر حكومة مبتورة كان نصف اللبنانيين يقاطعونها. في ليل، هرّب السنيورة هذه الاتفاقية دون ان يناقشها رئيس الجمهورية. هذا حق لرئيس الجمهورية أُعطي له في «الطائف». لقد استُضعف الرئيس لحود يومها ومُرّرت الاتفاقية. وحتى مجلس النواب لم يناقشها. هل ثمة دولة في مجاهل افريقيا تقبل بأن يحصل فيها ما حصل في لبنان بشأن الاتفاقية؟ لا أحد يقبل.
لماذا وقّعت المعارضة اذاً على البيان الوزاري لحكومة الوحدة، الذي أكد المحكمة الدولية؟ لماذا عادت المعارضة وشرّعت اتفاقية «مهرّبة» وغير دستورية كما تقول؟
لأن دم رفيق الحريري كان في الارض، واعتقد أن بعض اطراف المعارضة كانت محرجة. وبرأيي ان المعارضة أخطأت أصلاً في التعاطي مع المحكمة منذ ست سنوات حتى اليوم. لقد كان من الخطأ ان اعطى جزء من المعارضة شرعية لهذه المحكمة الدولية، التي كان واضحاً منذ البداية انها أداة أميركية – إسرائيلية. لقد حصل خطأ. وافقنا ومن ثم تراجعنا. فليتركونا وشأننا، لا علاقة لهم بنا. فهل يخرّبون البلد لأنهم حصلوا على كلمة شرف من المعارضة بأنها تريد دعم المحكمة لمعرفة الحقيقة؟ ربما كان البعض متوهماً بأن ثمة تحقيقاً دولياً. أما انا، فمنذ البداية لم يدخل هذا الوهم رأسي، وقد لامني البعض. وبعض المعارضين التافهين تبرّعوا للرد علي، الا انهم بدوا تافهين وسخيفين.
لقد عارضت الجميع منذ بداية الحديث عن المحكمة، ودافعت عن رأيك المناهض لها. علام استندت في هذا الموقف؟
منذ اغتيال رفيق الحريري، وفي اليوم نفسه، قلت كلمتي الشهيرة في الوزارة، بعد تأكدي من أن الرئيس الحريري هو المستهدف، يومها قلت للجميع ان لبنان بعد الاغتيال غير لبنان قبله، وبأن لبنان مقبل على مخطط كبير. وكان واضحاً اننا اتجهنا نحو مخطط جديد. فبعد احتلال العراق، كان بديهياً ان تنتقل الامور الى مكان آخر. وربما وجد الاميركيون ان لبنان أسهل من سورية كساحة، فانتقلوا الى لبنان. كانت لي قراءة واضحة للامور واعتبرت منذ البداية ان لهذه المحكمة وظيفة معينة.
قلت ان القرار الظني اعلان حرب. أليس تعبيراً كبيراً ينطوي على تهديد؟
كلا ابداً. نحن نعتبر القرار الظني اعلان حرب وسنتعاطى معه على هذا الاساس.
لكنك قلت في السابق ان المعارضة لن تتعاطى مع القرار الظني قبل ان تلتمس ردة فعل الرئيس الحريري؟
قلت اننا سنتعاطى مع القرار الظني على ضوء ردة الفعل ازاءه. لكن في الواقع، ان موقف سعد الحريري لا قيمة له. وجزء من هذا الرأي يؤخذ به فقط لأنه ابن رفيق الحريري. لكن في الواقع، ان سعد الحريري استُخدم من دول كبرى ومن مجلس الامن في مرحلة معينة، والآن لم تعد له اي وظيفة. فهم ليسوا بحاجة له بعد، لذلك موقفه لن يقدم ولن يؤخر شيئاً بالنسبة للقرار الظني.
هل تعتبر ان الرئيس الحريري خائف من القرار الظني وتداعياته؟
يجب توجيه هذا السؤال له، لأنني لا افقه شخصيته. لكنني اعرف اننا امام شخصية لا تملك التجربة، شخصية اثبتت فشلها في ادارة الدولة، وقد اظهرت انها لا تصلح لشيء، لا لرئاسة الحكومة ولا للوزارة ولا لأي منصب آخر.
هل مازلت عند رأيك بأن الرئيس الحريري «رئيس عصابة»؟
نعم طبعاً. فهؤلاء الذين يديرون الدولة اليوم عصابة، يديرون الدولة بمنطق العصابة. وكل التصرفات عبر القضاء والامن والاجهزة والدولة أظهرت انهم عصابة. اليسوا عصابة من يديرون وزارة المالية اليوم؟ لقد فضحهم وزير الاتصالات والنائب ابراهيم كنعان في لجنة المال. لقد تلقوا مئتي مليار ليرة للهيئة العليا للاغاثة، ولم يدخلوهم الى الحساب، بل ادخلوها بقيمة خمسة عشر مليون ليرة. اليست عصابة من تفعل ذلك؟ هؤلاء يعملون مثل «اسكوبار»، وليس بمنطق الدولة. هؤلاء عبارة عن عصابة يجب ان يزج بها في السجن. واي دولة فيها حد أدنى من القانون تزج بهؤلاء في السجن.
من سيدخل هؤلاء السجن، وانتم لا تثقون في الدولة ولا بأحد في هذه السلطة؟
كيف ذلك؟ بالطبع ثمة اشخاص لم يشاركوا في الفساد. فهل كان حزب الله شريكاً في الدولة؟ وهل كان التيار الوطني الحر شريكاً في الفساد عندما ارتكب هؤلاء اخطاءهم؟ ثمة وزراء لم يشاركوا في الفساد. نحن نتحدث عن مليارات الدولارات، وعن نهج معتمد منذ العام 1992. فالى متى سيستمرون في هذا النهج؟ اذا كان سعد الحريري يعتقد ان بامكانه التساهل بموضوع المحكمة، مقابل ان نتركه ليحكم لبنان، «فَشَر»! لن يتمكن من ذلك.
ماذا قصدت بقولك، فليكملوا على هذا المنوال، اي سلوك العصابة، حتى تختمر الامور ونتخلص منهم دفعة واحدة؟ بأي معنى تريد ان تتخلص من شركائك في الوطن؟
أنا فرح بالاخطاء التي يرتكبونها. لقد كانت ثمة فرصة امام سعد الحريري لانجاز تسوية تاريخية عندما زار سورية. الا ان هذه التسوية التاريخية لم تكن لتجدينا نفعاً، لأنها كنت ستسمح له بحكمنا عشر سنوات اضافية وهو مرتاح. أما الآن، فأنا فرح بانه اثبت فشله في الحكم وفي انجاز التسويات التاريخية. وهذا افضل لأنه يخوّلنا احداث تغيير جذري. فلماذا يجب أن يبقى سعد الحريري رئيساً للحكومة؟ وهل هو شخصية عالمية نادرة لا مثيل لها مثلاً؟ كل الرجال السنّة الذين يعملون في الشأن العام في لبنان أفضل من سعد الحريري.
هل يعني كلامك ان القرار الظني سيكون تمهيداً لانقلاب واضح على السلطة من قبل الفريق الذي تعتبرونه منزّهاً عن الفساد؟
انا لا أتحدث عن انقلاب. الا ان القرار الظني سيكون بمثابة تتويج لانقلاب بدأه الاميركيون في العام 2005، عندما قتلوا رفيق الحريري. والقرار الظني هو تتويج لهذا الانقلاب. لذلك، نحن ننتظر القرار الظني الذي يكمل الانقلاب، لكي نبدأ بالغاء مفاعيله، وبعملية احباط هذا الانقلاب.
وكيف ستقومون باحباط عملية الانقلاب؟
لن أتحدث للصحف بالطبع كيف سيتم ذلك.
لكنك تحدثت في السابق عن سيناريوهات تتحضر. ما هذه السيناريوهات؟
طبعاً ثمة سيناريوهات، لكن من الطبيعي ألا اتحدث عنها في الصحف.
حسناً. ما طبيعة هذه السيناريوهات التي تحضرونها؟ هل هي سيناريوهات سياسية ام امنية؟
هي سيناريوهات ننفذها بحسب الضرورة. وكل الخيارات مطروحة.
ما رأيك في التقرير الروسي الذي اكد ان الحريري اغتيل بسلاح ألماني؟
لا أعرف. انا اعرف ان ثمة قراراً اميركياً اتخذ بتنفيذ عملية اغتيال بحق رفيق الحريري لاحداث فتنة سنية – شيعية. لقد كان طرح الاميركيين اغتيال السيد حسن نصرالله او رفيق الحريري. وربما استنتجوا ان اغتيال السيد نصرالله لن يؤدي الى الفتنة السنية – الشيعية، لأن اسرائيل سوف تتهم فوراً بالاغتيال وليس السنة في لبنان. ولذلك اغتالوا رفيق الحريري لافتعال الفتنة، وحصلت عملية الاغتيال. كما قتلوا ابو عمار، وازاحوا صدام حسين، رغم كل اخطائه التي ارتكبها بحق العرب والكويت وكل القضية العربية. لكن لا احد ينفي ان ثمة مخططاً كان يتحضر لكل المنطقة، من ضمنه اغتيال ياسر عرفات واغتيال رفيق الحريري. وقد بدأت الوثائق التي ينشرها موقع ويكيليكس بفضح امر النوايا الاميركية. ونتمنى ان تصدر جميعها حتى النهاية. وكذلك يفضح رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير في كتابه المهم التخطيط الاميركي لضرب سورية ولبنان وغيرهما.
هل تعتبر اذاً ان المنطقة تعيش اليوم فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي خططت له الولايات المتحدة الاميركية؟
طبعاً. المنطقة تعيش فشل المشروع الاميركي. الا انها في الوقت عينه تعيش عدم نضوج مشروع آخر، رغم الجهود الجدية لبلورة مشروع آخر، قائم على التواصل السوري التركي – الايراني، ولا اعلم ما اذا كانت السعودية وبعض دول الخليج ستكون جزءاً منه. هذا المشروع هدفه انشاء منظومة حماية وامن، ومنظومة سد فراغ. لكن ثمة سباق بين هذا المشروع ومشروع اسرائيلي آخر لسد الفراغ الاميركي. وانا اتوقع ان الاسرائيلي لن يكون في المرحلة المقبلة كما كان في المراحل الماضية بعد احتلال العراق. فبعد احتلال العراق، حاول الاميركي ضبط الاسرائيلي ضمن تحرّك معين ومحدود، حتى لا يؤثر على الخطة الاميركية في المنطقة. اما الآن، فانا أرى ان الاسرائيلي بدأ يتفلّت من الضوابط الاميركية. ولذلك، يجب ان نراقب الحركة الاسرائيلية. وانا اعتقد ان الاسرائيلي بدأ التحضير لحرب جديدة على لبنان.
وهل تتوقع ان يتم تتويج فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد وعملية احباطكم للمخطط الاميركي كما تقول، بحرب اسرائيلية جديدة على لبنان تحقق فيها المقاومة الاسلامية نصراً جديداً؟
الآن الاولوية الاميركية تتجه نحو القرار الظني. ينتظرون مفاعيل القرار الظني، لكنهم سوف يتفاجأون بأن هذا القرار لن يجدي نفعاً على مستوى احباط المقاومة. ولذلك قد يبدأون بعده بخيارات أخرى. هكذا لجأوا لخيارات مختلفة في العام 2005، عندما قتلوا رفيق الحريري، واخرجوا الجيش السوري من لبنان، لأن وجوده يمنع الفتنة. خرج السوري وبدأت تطرح فكرة الفتنة والحروب الصغيرة، ولم تنجح في نزع سلاح المقاومة. بعدها ذهبوا الى حرب تموز/ يوليو 2006، ومن بعدها حرب آيار/ مايو. كل تلك الخيارات لم تنجح في اضعاف المقاومة او في نزع سلاحها. الآن وصلنا الى القرار الظني. وكل هذه الخيارات هدفها اراحة اسرائيل من حزب الله. وفي النهاية اسرائيل توظّف العالم بأسره لمصالحها.
وهل مازلت مؤمناً بأن ثمة فريقا كبيرا يشارك اسرائيل في مصالحها؟
ثمة فريق صغير في لبنان اعتبره شريكاً لاسرائيل نعم. اما الفريق الاكثري، فهو لم يعد موجوداً بعد مواقف وليد جنبلاط من المحكمة ومن كل التطورات. الاكثرية باتت في مكان آخر. والمسألة هنا لا تتعلق بأكثرية وأقلية، بل تتعلق بمشروع حرب يصرّ عليه الفريق الآخر، ونحن سنتعامل معه كفريق في هذه الحرب.
ألا يوحي كلامك بآيار/ مايو جديد في لبنان؟
وهل ثمة 5 آيار/ مايو جديد لنتوصل الى احداث 7 آيار/ مايو جديدة؟
وماذا لو اعتبرت المعارضة ان القرار الظني هو 5 مايو جديد؟
هذا يعني حتماً ان ثمة 7 آيار / مايو جديدا، بكل صراحة وبلا خجل. لكن قد يكون هذا السابع الجديد من ايار / مايو مختلفا عن احداث ايار / مايو 2008.
من اي ناحية سيكون مختلفاً؟
سيناريوهاته مختلفة. نحن في وضع مرتاح للغاية وباستطاعتنا اتخاذ اي قرار نريده باعصاب باردة للغاية.
ينفي بعض حلفائك في 8 آذار حديثك عن سيناريوهات عندما نسألهم عنها..؟
الجهلة كثر في المعارضة كما في الموالاة. ولا علاقة لي بمن ينفي ومن يؤكد. واذا حلا لبعضهم ان يلفتوا انظار الناس بتصريحاتهم المناقضة لكلامي، فليكن لهم ذلك.
كيف قرأت زج اسم العقيد وسام الحسن في تقرار الـ cbc؟
لا قراءة لدي حول هذا الامر ولا اريد التعليق عليه.
وهل تعتقد انه يمكن تقديم التسوية في قلب القرار الظني، بمعنى اتهام شخصيات سنية الى جانب الشخصيات الشيعية لمنع اشعال الفتنة بين الطائفتيْن؟
لا يمكنني تفسير هذا الامر.
وهل تشك بتورط العقيد وسام الحسن بأي شكل من الاشكال؟
انا اعتبر ان عملية الاغتيال هذه اكبر من ان ينفذها افراد. ثمة جهات كبيرة نفّذتها، ربما بمساعدة بعض الافراد، لكن يجب الا نأخذ الاتهام الى تفصيل معين. أنا اعتقد ان الاميركيين اغتالوا رفيق الحريري.
قلت في كلام سابق لك ان احد الفريقيْن في لبنان سيربح في لبنان والآخر سيخسر، وبأن الرابح سيضع الخاسر في السجن! ألا ترى ان كلامك هذا يستحيل تحقيقه في لبنان، الذي اثبت التاريخ ان لا احد يمكنه إلغاء الآخر فيه؟ ثم من سيضع الآخر في السجن؟
إذا ربحوا هم (14 آذار)، قد ادخل أنا وامثالي الى السجن.
لماذا قد تُدخل الى السجن؟
ربما يعتدون علينا، لأنهم ربحوا.
وهل هذا يعني انكم، في حال ربحتم، سوف تعتدون على الفريق الآخر وتزجون باركانه في السجن؟
كلا ابداً. لكننا سنجري مراجعة لكل السياسة التي تم تطبيقها في السنوات الماضية. ومن يثبت القانون انه ارتكب خطأً يستحق دخوله السجن، سيتم ادخاله الى السجن. فالسنيورة ورّط لبنان بخمسين مليار دولار ديناً. فهل يجوز ان يبقى خارج السجن؟!
لماذا تتهجمون على السنيورة، رغم ان الدين وقع فيه لبنان على اثر تعاقب حكومات على مدى سنوات عديدة؟
كان هو وزير المال في معظم هذه الحكومات، وكل الهدر موقّع باسمه. فلنبحث عن اموال الهيئة العليا للاغاثة وغيرها. ولو كانت لدينا دولة تحترم نفسها، لكان هؤلاء في السجن منذ زمن.
وهل انت متفائل بقيام دولة تحترم نفسها في لبنان؟
انا لم اقل انني متفائل، الا انني اؤكد بانني سوف استمر بالعمل، مع بعض الحلفاء، على قيام هذه الدولة التي تحترم نفسها. فما الذي يمنعنا عن فعل ذلك؟ ولماذا سيبقى لبنان البلد الوحيد في العالم الذي يعيش بلا دولة محترمة. وفي النهاية، هل سيبقى المواطنون على صمتهم؟ طبعاً لا. وفي النهاية المواطن سيقول كلمته. فالمجتمع يتطوّر وهذا التطور، وان كان بطيئاً، الا انه لا بد ان يثمر في النهاية.
عن اي تطور تتحدث، ولا نسمع في لبنان سوى الكلام عن فتنة جديدة وسباق تسلح جديد بين الاحزاب والفئات الشعبية؟
ثمة مبالغة في موضوع التسلّح. ويجب عدم تصوير الامر وكأن كل فريق يمتلك ترسانات من الاسلحة لأن هذا الامر غير صحيح.
وحده رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د. سمير جعجع يتسلّح برأيك، حتى تبشّر بنقله في صندوق السيارة الى السجن؟
ليست مشكلتي مع سمير جعجع, بل ثمة ملف محضر في مخابرات الجيش، تم تحويله الى القضاء، يؤكد بان ثمة شاحنة سلاح كانت تتجه نحو منزله. هذه معلومة قلتها ولم اخترعها. هذا الملف تحول الى القضاء وتم التحقيق فيه، وطمست الحقيقة.
لم لا تدخل مخابرات الجيش اذاً الى الضاحية الجنوبية وتفتش عن ترسانات الاسلحة المخبأة هنا وهناك لتنظم فيها محاضر وتجري تحقيقات؟
موضوع المقاومة مختلف. اما في الشؤون الاخرى، فخابرات الجيش تدخل الى كل مكان، والشرطة القضائية تدخل الى الضاحية. وقائد الشرطة القضائية بلّغني شخصياً ان ثمة الكثير من رؤساء المافيات، ساهم حزب الله في اعتقالهم. لكن الخيانة كانت تأتي من بعض العسكريين في الجيش اللبناني، الذين كانوا يهرّبون هذه المافيات، لأنهم متورطون معها ويتقاضون الاموال منها.
هل يعني كلامك عن تداعيات القرار الظني على اسرائيل وقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، ان ردة فعل المعارضة قد تترجم بهجوم على قوات اليونيفيل في الجنوب مثلاً؟
اذا اخذ مجلس الامن قراراً بتنفيذ بعض الامور بالقوة وتحت الفصل السابع، فمن الطبيعي ان يدفع مجلس الامن ومؤسساته الثمن، لأن الفوضى يدفع ثمنها الكل.
لم التهويل بهذا القرار الظني، الذي لا يتعدى كونه قراراً ظنياً ستتبعه محاكمات لاثبات ادانة المتهمين او براءتهم؟
وهل الاتهام بالقتل يُقابل بالورود؟
لكنه اتهام صادر عن قضاء. وربما يتحتم عليكم انتظار الكلمة الاخيرة والحكم النهائي، لا ان تبنوا على مجرد قرار ظني.
أي قضاء؟ هذا قضاء «سرماية». هل هذا قضاء دولي. اليس معيباً ان نتحدث نحن العرب عن قضاء دولي، وثمة ملايين القتلى في العراق؟ كل يوم يمارس القتل في فلسطين. من انشأ لجنة تحقيق لأجل هؤلاء الضحايا في فلسطين او في العراق؟ اية عدالة دولية يتحدث عنها العرب؟ ولماذا عليهم ان يكونوا دائماً خائقين وخانعين وضعفاء وجبناء؟ لماذا نخاف مما يسمّى قرار دولي؟ لعن الله آباءهم وأبا القرار الدولي. واذا اتوا بقرارهم الدولي الى هنا سنكسّر رؤوسهم والقرار الدولي معهم. فلنرى ماذا سيفعل صاحب الوجه الأصفر بان كي مون، هو والامم المتحدة التي يحتمي فيها. فليأتوا الى هنا وليروا ماذا سنفعل بهم هم ومجلس الامن معهم!
لكن رئيس المحكمة اكد ان مجلس الامن ملزم بقرارات المحكمة وليس العكس، بمعنى ان الامم المتحدة لا دخل لها بقرارات المحكمة.
رئيس المحكمة شخص كاذب مكلّف بمهمة، وهو يحاول تخريب لبنان مقابل مبلغ من المال. لكننا لن نسمح له بتخريب لبنان.
لماذا لا ترون ايجابية ان رئيس المحكمة دعا القضاء اللبناني لتولي ملف شهود الزور، والذي تختلفون حوله مع 14 آذار؟
انا لا أرى اية ايجابية لأنني اعتبر ان هذه المحكمة انشأت لمهمة وهي تكمل هذه المهمة. هذا رأيي الواضح الذي لم يتغير منذ البدء ولن يتغيّر.
سقتنا في حديث مطوّل عن مرحلة ما بعد القرار الظني. هل هذا يعني انك لست متفائلاً بامكانية عقد جلسة للحكومة اللبنانية قبل صدور القرار؟
أنا لا أرى ان ثمة امكانية لعقد جلسة حكومية. لا بل انني اتمنى الا تجتمع هذه الحكومة، بل أن تذهب ونأتي بحكومة جديدة تعيد درس كل شيء.
وهل من المسؤولية الحديث عن تغيير حكومي في خضم هذه الازمة؟ وهل من السهل تشكيل حكومة وحدة وطنية ثانية في حالت استقالت هذه الحكومة اليوم؟
نعم بامكاننا تشكيل حكومة جديدة. وماذا فعلت هذه الحكومة اصلاً. هذه الحكومة ليست سوى فراغ. فلنبدّل الفراغ بفراغ. طالما ان سعد الحريري يشكل تجسيداً للفراغ، في شكله ومضمونه، فما الضير من استبداله بفراغ آخر.
انت تدعو اذاً لحل هذه الحكومة؟
لقد دعوت لاستقالتها منذ اشهر خلت.
ولماذا لا يستمع اركان المعارضة لرأيك فيستقيلوا من هذه الحكومة؟
غالباً ما يتأخرون قبل ان يقتنعوا بوجهة النظر الصحيحة. ماذا عساني أفعل لهم؟
وأنت غالباً ما تصعّد لهجة الخطاب أكثر مما يفعل حلفاؤك.
أنا لا اصعّد، بل أقرأ التطورات بشكل سليم، ولا أكذب على الناس.
وهل لحليفك السوري دور في قراءتك الصحيحة هذه؟
كلا. وهل أحتاج لمن يعلّمني لكي اقرأ الامور بشكل صحيح؟ وماذا ينقص اي مسؤول في لبنان لكي يطّلع ويقرأ ويحلل الامور بالشكل الصحيح؟ وكأننا اعتدنا في لبنان على موضة ان احداً يبلّغنا مواقفنا. هذا الكلام ليس صحيحاً.
كيف قيّمت زيارة الرئيس سعد الحريري لإيران؟
لم أتابعها.
ألا ترى انها يمكن ان تؤثر ايجاياً في تقريب وجهات النظر داخلياً وربما في تسريع لقاء الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله، الذي تنفي امكانية حصوله؟
أنا اعتقد ان اللقاء لن يتم.
لماذا؟ حتى انك قلت ان حزب الله لن يلتقي سعد الحريري قبل صدور القرار الظني. لماذا؟
لأن اللقاء يجب ان يتم وفق جدول اعمال معيّن. واذا كان اللقاء غير منتج فبرأيي لا طعم له.