أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “هناك مشروعان في البلد، وبعض اللبنانيين يأخذون أوامرهم من الأمريكي وهذا ما رأيناه بعد زيارة فيلتمان، لكن لا يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يكون حيادي في هذا الوضع، والسؤال هل تتعاون الدولة مع المحكمة الدولية أم لا؟”. وتابع “كل من يتعاط مع المحكمة الدولية هو إسرائيلي وعلى رئيس الجمهورية أن يحدد موقفه من هذا الأمر”.
وأضاف وهاب، خلال مقابلة على إذاعة “صوت بيروت” مع الإعلامية سلمى الحاج ضمن “على طاولة الحوار”، إلى أن “هذه المحكمة اكبر مهزلة وتجمع “أرطة” محتالين ونصّابين، وهؤلاء المخربين الذين يتبنون المشروع الإسرائيلي ومجموعة من الزعران تتهم طائفة بقتل زعيم طائفة أخرى. لقد تدرجت المعركة تصاعدياً ضد المقاومة من محاولة إشغاله بالدخول إلى الحكومة ثم حرب تموز ثم 5 أيار ثم المحكمة الدولية، ولكن فعلياً هدف المحكمة الدولية هو ما يعني إسرائيل هو ضمان أمنها بالنسبة للموضوع الفلسطيني عبر مفاوضات عقيمة وشل حزب الله ومقاومته في لبنان عبر إشغاله في الداخل”.
وسأل وهاب “لماذا يدعو رئيس الجمهورية إلى طاولة الحوار وهي تقطيع وقت بلا طعمة، وهي ليست ذات معنى؟ أين الإستراتيجية الدفاعية في ظل تعرض المقاومة لهجمة، وسلاح المقاومة لحماية لبنان قبل أي شيء آخر؟ هل الهدف من طاولة الحوار تحييد موضوع شهود الزور وإعادة ملف سلاح المقاومة إلى الواجهة؟”. وتابع “حزب الله غير معني بأي تسوية ولا نعترف بأي قرار تصدره هذه المحكمة وأي كان سيتعامل مع المحكمة سنمنعه، ونحن نتعاط وكأن القرار الظني قد صدر وسنمنع أي تجاوب من قبل الدولة اللبنانية مع قاض جاسوس ونصاب يسمى قاضي دولة، وما دعوة هذه المحكمة الدولية الإعلاميين إلا من قبيل التسلية وهم لديهم مال وفير نهبوه من الدولة اللبنانية ولكن كل ذلك لا يفيد بشيء”.
من جهةٍ أخرى اعتبر وهاب أن “الأميركي خائف على جماعته في لبنان وعلى الهدوء مع حدود فلسطين المحتلة واليونيفيل لن تستطيع التحرك بسهولة بعد القرار الظني، لا بل فإن الفريق الحاكم لا يستطيع أن يبقى في السلطة مع صدور القرار وما سيحدثه من فوضى”. واستدرك قائلاً “لا حرب أهلية في لبنان ويمكن أن يطمئن اللبنانيون، ولا داعي للخوف، لا فوضى أو حرب داخلية بل إن هناك 40 أو 50 شخصية يجب أن يدخلوا السجن وهم منذ 6 سنوات تسببوا بحرب إسرائيلية وكادوا أن يتسببوا بحرب أهلية داخلية”.
كذلك انتقد وهاب رئيس الحكومة سعد الحريري كونه “لم يتصرف ولا مرة كرجل دولة جدّي ومتزن في معالجة القضايا المطروحة، وهناك حوالي 200 ألف ولي دم وليس سعد الحريري وحده ولي دم، ورفيق الحريري قتل في سياق مشروع أميركي كبير، والوضع في المنطقة اعقد مما يتصوره الكثيرون، وقادمون على أعوام مفتوحة من الفوضى وربما تكون خطرة، لذا يجب إعادة فتح ملف المحكمة الدولية وكيفية تمريرها في ظل حكومة مبتورة وانقسام داخلي حاد”. وتابع “حاولنا تشجيع الحريري على الإقدام على خطوات متينة للمّ شمل اللبنانيين، ولكن انه يبدو في دنيا أخرى، وهناك كلام انه سينسحب من جلسة مجلس الوزراء إذا ما حصل تصويت. ومن هنا فإن خطوته الأولى من خلال تصريحه لـ”الشرق الأوسط” خطوة جريئة ولكنها بحاجة إلى استكمال ومتابعة، وما قاله كان تحصيل حاصل. وعلى الحكومة واجب معالجة ملف شهود الزور ومعرفة من خلفهم ومن دفعهم إلى ذلك. لبنان وأهله أعطوا الحريري الكثير، المستشفى الأكبر والجامعة اللبنانية الوحيدة ومطار بيروت الدولي جميعاً أسموهم على اسم الحريري، ومن هنا يجب أن يبدأ التحقيق منذ 5 سنوات والارتكابات التي قام بها هذا الفريق، وخاصةً السنيورة الذي هرّب الاتفاقية مع المحكمة الدولية بغياب نصف اللبنانيين، وبالتعاون مع المخابرات الأميركية، والعدالة الدولية كذبة، ولو كانت فعلاً لكانت حاسبت جورج بوش على جرائمه في العراق وإسرائيل على جرائمها”.
واعتبر وهاب أن “الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز لديه نيات طيبة بالتسوية ولكن كم يقدر على ذلك في ظل ضغط أميركي كبير، والثقل السوري السعودي يحمي الساحة اللبنانية من الانفجار. سوريا لا تفرض أوامرها في لبنان بل هي دولة إقليمية قوية ولديها مصالح في دول الجوار، ولكنها لا تتدخل في التفاصيل اللبنانية الداخلية، ويترك دور السفير السوري في لبنان ارتياحاً كبيراً في الأوساط السياسية اللبنانية، وجاء لقاء السفراء الثلاثة (السوري، السعودي، الإيراني) كان جيداً حتى في الشكل أي عملية ترطيب العلاقات في ما بين القوى هذه. ولكن هناك فرق كبير بين تعاطي هؤلاء السفراء وما يتصرفه فيلتمان حين يقول انه نبّه رئيس الجمهورية أو طلب من فلان بطريقة صلفة، وهو قد جاء كي يعالج موضوع التصويت، ولذلك التقى رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط كونهما قد كانا في المنطقة الرمادية”. وتابع “هناك بدائل كثيرة عن الحريري وهو إشاعة غير موجودة واختياره كان أسوأ قرار اتخذته القوى اللبنانية، ويمكن أن نعمل على تأليف حكومة انتقالية تمهد لتشكيل حكومة ثابتة، لأن الحريري اعجز من أن يقوم بخطوة وهو غير قادر على فعل شيء، كان مطلوباً منه مبادرة إنقاذية ولكنه لم يستطع، هو ما زال ضمن مشروع تدميري في البلد، وأنا شخصياً لا اقتنع بشخص الحريري، وهو يعمل خادماً لدى أمير صغير بشكل مذل، ونظرية لا غالب ولا مغلوب نظرية سخيفة ويجب أن ينتصر مشروع على آخر، وهذا ما سيحصل عاجلاً أم آجلاً”.
واعتبر أن “هناك عملية تشويه لصورة المقاومة التي انتصرت، ولن نسمح لهم بذبحنا ونحن نتفرج عليهم، ولا تسوية تحت ضغط سيف المحكمة الدولية وغيرها، ولماذا الخوف من المحكمة وأنا قد واجهتها منذ البداية وضربت هيبة المحكمة والقاضي النصّاب ميليس، 14 آذار لم تعد موجودة بعد خروج ميشال عون ووليد جنبلاط منها، وبقي فيها من هم موظفون، منهم من طردته صحيفته ومن سقط في الانتخابات البلدية ويتسلى بهذه البيانات. من هنا حتى يتمكن السعودي أن يمون على الأميركي بوقف المحكمة، علّه يستطيع إيجاد تسوية ولكن الأبواب تضيق أمام التسوية عن السابق”.
وختم قائلاً “الطائف في حالة موت سريري وهو غير قادر على الحياة، علينا إيجاد حل جذري لواقع هذا البلد وحمايته وحماية المقاومة. ومن هنا فإن حزب الله ما زال يعطي فرصة للتسوية ولكنه واثق من نفسه ولا يخاف مهما اقترب منه الخطر”.
@