رأى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “رئيس الحكومة سعد الحريري لم يستكمل الكلام الذي بدأه في صحيفة “الشرق الأوسط” لأن هناك مشكلة عند الحريري وهو لديه كلامين ولغتين ووجهين”، مشيراً إلى أن “المطلوب من الحريري أن يحوّل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري لأجل لبنان وليس لقتل لبنان”، محذراً من أنّ “الفتنة يمكن أن تبدأ لكن أحداً لا يعرف كيف تنتهي”.
وهاب، وفي حديث إلى تلفزيون الـ”LBC”، ضمن برنامج “نهاركم سعيد” مع الإعلامية دوللي غانم رأى أنّ “الضحك على الناس هو الذي أوصل سعد الحريري إلى ما وصل إليه”، لافتاً إلى أنّ “لدى الأخير مشكلة مالية حقيقية اليوم، وهي مشكلة مليار دولار وليس مئات الدولارات”.
وإذ رأى وهاب أنّ الحريري متمسك بالسلطة، تحداه أن يستقيل، موضحاً أنه “إنسان غير قادر على إدارة الحكومة باعتراف غالبية رموز الحكومة بمن فيهم وزراؤه، وهو غير قادر على إدارة الدولة، وبالتالي غير قادر على أن يكون رئيس حكومة”، مقراً في الوقت عينه أن “جزءاً من المعارضة لا يوافقني الرأي في دعوة الحريري للاستقالة”.
وهاب، اعتبر أنّ “الحريري أدخل البلد بحالة موت سريري، واستغرب تصوير الحريري وكأنه الوحيد القادر على تأليف حكومة في لبنان”، مشيراً إلى وجود الكثير من الأسماء القادرة على القيام بذلك على غرار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أو الوزير محمد الصفدي أو الوزير عدنان القصار أو الوزيرة السابقة ليلى الصلح وغيرهم “ولتكن حكومة انتقالية أو حيادية شبيهة بحكومة ميقاتي السابقة”.
ورداً على سؤال، رأى وهاب أنّ تعادل الأصوات داخل مجلس الوزراء في قضية “سوكلين” “لم يكن بريئاً، وكانت “اللعبة الوسخة”، وتأسف لعدم وجود رأي عام يحاسب الطبقة الحاكمة”.
من جهة أخرى، أشار وهاب إلى أن “مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان هو رأس الفتنة منذ خمس سنوات ونصف، وفيلتمان عنده صلافة ويريد أن يعلمنا كيف نتصرف بطريقته البشعة، وإحدى الصحف القريبة من آل الحريري تحدثت عن كلام فيلتمان لإحياء النورماندي الذي أوصل إلى القرار 1559 وأدى إلى اغتيال الحريري”.
وأشار إلى أن “الموقف الفرنسي وسياسة ساركوزي في الفترة الأخيرة خطرة على فرنسا في لبنان والمنطقة، وهي لا تفسح المجال أمام أي دور ايجابي لها”. ولفت إلى أن “هناك أكثر من عامل يثيرون الاستغراب من خلال توزيع خبر عودة بندر بن سلطان لكنها مؤشرات وكأنها توحي إلى أننا مقبلون على فترة صعبة، وكان ملفتاً كلام الوزير غازي العريضي، وهو محق، عندما قال أنهم سيستخدموننا في لبنان في حين أنهم ينسقون مع الإيراني في العراق. إلا أن لبنان في الثلاجة وحركته تدور حول القرار الظني، والى حد الآن وباستثناء الزوبعة التي ظهرت مع القرار الظني فان مصير لبنان ما زال في الثلاجة حتى الانتهاء من موضوع العراق. وهناك كلام وتنسيق أميركي مع الإيراني والسوري واصفه بالجدي وسيوصل إلى نتيجة ما، لأن المصالح معقدة ومتشابكة أكثر من أن نسمح لأنفسنا من الدخول فيها لأننا أدوات صغيرة في لعبة اكبر منا، واعتقدنا سابقاً بأننا نحن من نحرك اللعبة الإقليمية ولكن تبين بان هذا وهم، وصدق الوزير جنبلاط حين قال بأنه قد كان أداة صغيرة في لعبة كبيرة، بينما المشكلة أن الحريري لم يدرك بعد هذه الحقيقة وهو جاهل في هذا الموضوع. الحريري يفتقد إلى الخبرة والثقافة السياسية التي تمكنه الحكم في لبنان وهو لا يقرأ الصحف ولا يستمع لآراء الآخرين، ولا يكفيه جولاته وأسفاره وان يتلقى التوجيهات للإحاطة بالوضع اللبناني وتعقيداته”.
وتابع “لن نسمح للحريري أن يأخذ لبنان إلى حيث يريد وهو لا يملك صك براءة بلبنان ولن نقبل أن يدخل البلد في لعبة “ولدني”، وكلامه في صحيفة “الشرق الأوسط” غير كاف وهو يحتاج إلى ترجمة على ارض الواقع لجهة العلاقة مع سوريا، ونحن من يحتاج إلى ضمانات من الحريري الذي إلى جانبه مجلس الأمن وفرنسا والولايات المتحدة، لكنني احذره من انه سيصل إلى مكان سينقله من فشل إلى آخر نتيجة تعاطيه السياسي منذ ال2005، والضحك على الناس يا سعد الحريري أوصلك اليوم إلى الفشل، ولا تعتقد أن الأمور ما زالت سرية بعد أن تم تسريب الاتهامات التي سيصدرها القرار الظني، والقرار الظني سيصدر وربما يؤجله بلمار إلى شهر آذار، وسيبدأ باتهام عناصر معينة ثم يتدرج لاتهام منظمات حسب مصلحة بيلمار، ولائحة الأسماء المسربة إلى المحكمة الدولية من قبل إسرائيل هي أسماء كوادر من المقاومة، بينما السيادة الوطنية أهم من المحكمة الدولية ولو كان هناك عدالة دولية لكانت حاسبت الإدارات الأميركية الحالية والسابقة”.
وأشار وهاب إلى أننا “سنعمل على مواجهة أي اعتداء علينا من قرار المحكمة وغيرها، وسعد الحريري أداة صغيرة في هذه اللعبة الكبيرة، ولا يمكنه أن يبقي البلد في حداد مدى العمر، ورحم الله الشهيد رفيق الحريري بعدما شهدنا ما تركه لنا خلفه، وهو قد كان متوازناً ولا يقبل بأي استهداف للمقاومة وذهب ضحية القرار 1559 لأنه لم يسير به، كما خرج السوري من لبنان لهذا السبب”.
ورد على مقولة “التسوية بين المعارضة والحريري أن تسمح له بالحكم مقابل التسوية على المحكمة غير صحيح بل المعارضة تريد تسوية على كل القضايا الاجتماعية والسياسية، وأتحدى سعد الحريري أن يقدم استقالته، وهو متمسك بالسلطة ويريد أن يستثمر مشاريع عديدة كي يعوض خسائره المالية”.
وعن الشق الاجتماعي والاقتصادي قال وهاب “هناك إمكانية لتسوية وضع الكهرباء شرط أن يسمح للوزير جبران باسيل بتطبيق مشروعه، لكن شركة سوكلين تخالف كل القوانين وأغلى طن من النفايات في العالم هو في لبنان، والشركة تخالف كل الأعراف ومنذ كنت وزيراً للبيئة وبعد استدراجنا لبعض العروض جاءنا أغلى عرض يساوي ثلث ما تقبضه سوكلين”. وتابع “هناك ملفات قضائية كبيرة واعدّ ملفاً لهذا الأمر ومثال ذلك كيف تصرف القاضي فادي العنيسي مع محطة الـ “ال بي سي” وكيف سيعود ليدخل السجن بالقانون بعد وقت قصير”.
وأضاف “الفتنة لن تقع واللبنانيون لن يدفعوا الثمن بل أصحاب العلاقة مباشرةً، وهناك من اقنع الأميركي أن القرار الظني سيؤدي إلى فتنة داخلية تفكك حزب الله وتغرقه في صراعات داخلية، لكننا نقول وببساطة: ممنوع على أي جهاز بالدولة اللبنانية أن يتعاط مع القرار الظني بأي شكل من الأشكال، ونحن لسنا فريق ضعيف أو مرتبك أو خائف من الآتي، وحزب الله مشغول فقط بمتابعة العدو الإسرائيلي لا أكثر حتى لا يستغل الظروف ويقدم على أي مغامرة، وفي ملف شهود الزور يجب أن يحال هذا الأمر على المجلس العدلي وقد وعد السعودي بالمساعدة في هذا الأمر، فهل باستطاعته ذلك؟ ونحن نعلم أن هناك خوف لدى أصحاب السلطة من تحويل ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي لأنه سيطال كل المحيطين بالحريري، ولكن ملف شهود الزور لن يغلق بتاتاً، والزمرة هي نفسها التي كانت تعمل من خلف ظهر الحريري سيطالها التحقيق والمحاسبة، ومن لا يعرف أن محمد زهير الصديق وغيره من شهود الزور يموّلون من الحريري ومن بعض حاشيته، وما يهمنا هو أن يحاكم شهود الزور كي تتبين حقائق الأمور، وأي كلام عن فتنة سنرى أين سيكون هؤلاء المحرضون. العصابة التي تريد استكمال نهب البلد تعتبر أن حزب الله عقبة في وجهها وتريد التخلص منه بأي وسيلة، وما يحيط بالحزب من قوى ستنتهي مع انتهاء حزب الله”.
من جهةٍ أخرى رأى وهاب أن “رئيس الجمهورية لا يتخذ مواقف حاسمة وعليه أن يتخذ مواقف حاسمة في لحظات عديدة وعليه أن يحسم هذا الأمر، اما الوزير جنبلاط فإنه متمسك بالموضوع الشخصي مع الحريري ولكن في الثوابت الأساسية هو في الخط الذي يحمي المقاومة”. وعن وضع الطائفة الدرزية قال “الدروز، اليوم وكما كانوا، في موقع حماية ظهر المقاومة وسوريا، واليوم أكثر مرحلة الطائفة الدرزية مرتاحة ومطمئنة لمواقف الوزير جنبلاط وكل قوى المعارضة داخلها”. وتابع “هناك عمل لإخراج الواقع اللبناني من مأزقه ولم يتبين حتى الآن كيفية اتجاه الأمور، لكن ماذا يمكن أن ينتج اللقاء بين الحريري والسيد نصرالله؟ وهل سعد الحريري يمتلك قراره؟ وهل هو قادر على الالتزام وتنفيذ وعده؟ رغم أن اللقاء ممكن أن يحصل ولكن ما هي النتيجة التي ستكون من خلف هذا اللقاء؟ المدخل عبر فتح ملف شهود الزور، والدولة تعيش بأزمة ويأتي هؤلاء ليقولوا المحكمة مقدسة ولا يمكن المساس بها، البلد “خربان”، لا سلطة ولا قضاء ولا دولة تهتم بمواطنيها ولا أي شيء فقط الاهتمام بالمحكمة الدولية؟ فلماذا لا ينتقل النقاش إلى الإنماء، ولماذا نبقى تحت رحمة قرارات البنك الدولي ومشاريعه ومشاريع الحريري المشبوهة؟ لماذا تبقى سوكلين على هذا المنوال؟ وهل ان ميسرة سكر هو فقط منقذ البشر عبر سوكلين ونهب البلد؟ والى متى سيبقى حزب سوكلين حاكم البلد؟ لماذا لا يشرّح ملف سوكلين ويعرض أمام الرأي العام، وسوكلين تمول حملات انتخابية لعدد من النواب والأحزاب؟”.
وتابع “أتمنى أن يكون السوري قد اتخذ قراراً بتغيير أو بالمساهمة باستبدال سعد الحريري ولكن الواقع غير ذلك، وإنما هناك فرصة ما زالت سانحة أمامه لتغيير سياسته، وهناك مشكلة مع سعد الحريري هو تناقضه في المواقف مع ما وعد به. الآن علاقة الحريري بدمشق مقطوعة وحتى الوسطاء لا يعملون على هذا الخط”.
وعن تأثير القرار الظني على الاستقرار قال وهاب “الفوضى السياسية في البلد تعرض قوات اليونيفيل للخطر، وهذا تحليل سياسي وليس تهديد ولكن اليونيفيل محمية من الأهالي وحزب الله ومن نفسها نتمنى ألا تفرط بأي منها، وهناك موقفين في فرنسا بين من يريد أن يلعب دور ملحق بالأميركي وآخر يريد بعض التمايز، ونحن ما يهمنا أن يكون الفرنسي متمايز. المنطقة بحاجة إلى دور فرنسي أكثر تمايزاً، ودور ملحق بالسياسة الأميركية ستذهب القوى باتجاه العلاقة مع الأميركي”.
وختم بالقول “خلال الأيام العشرة المقبلة ستكون إفساحاً بالمجال أمام حل المسائل وإلا ستكون الأمور ذاهبة باتجاه آخر، والسيد نصرالله سيعلن بعض الأمور المهمة حول شهود الزور، وإذا ما المعارضة استلمت السلطة فان حزب الله لن يأخذ أي حصة، هذا إذا اطمأن إلى السلطة المركزية، لكنني اطمئن اللبنانيين إلى انه لا خوف من الأيام القادمة ولن تكون هناك أحداث على ارض الواقع بل أن عدد قليل من الأشخاص سيدفعون الثمن ممن يعملون على تغذية واذكاء الفتنة”.
وتقدم وهاب من عائلات الشهداء في الجيش اللبناني الذي سقطوا في مجدل عنجر بأحر التعازي وأسف “أن تقع أحداث مثل هذه في بلدة مجدل عنجر”.
@