اعتبر رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب أن “المخاوف على الساحة اللبنانية زادت بعد الإعلان عن مفاوضات إسرائيلية-فلسطينية الشهر المقبل، كون المشروع الإسرائيلي يتقدم على الساحة اللبنانية من خلال المحكمة الدولية التي هي إسرائيلية بامتياز”، لافتا إلى أنها “لم تعد جزء أساسي من اللعبة الأميركية بعد أن تخلت أميركا عن استخدامها بوجه سوريا، لتستعملها إسرائيل بوجه حزب الله والمقاومة”.
ولفت في حديث لتلفزيون “nbn” ضمن برنامج “صباح العالم” مع الإعلامي عباس ضاهر، إلى أن “الإسرائيلي قد يلجأ إلى اتخاذ أي تدبير أو مواجهة عسكرية مع لبنان بالتزامن مع المفاوضات مع الفلسطينيين”. وشدد على أن “المحكمة الدولية لن تأخذ بالقرائن التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وان القرار الظني اجّل لشهر آذار”، ومؤكدا أن “مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار يمارس الغش والخداع، والقرار الظني أعطي سابقاً لسيرج براميرتس ولكنه لم يمش به فأتى بلمار على أساسه”.
من جهة ثانية وفي الوقت الذي اعتبر فيه أن “التوطين حاصل وأضحى أمر واقع، ونحن نتكل على وطنية نتنياهو وليس على وطنية محمود عباس”. وأشار إلى أن “حزب الله” يملك موقفا أساسيا وجذريا ضمن قناعاته في الساحة الفلسطيني، ويرفض أي مفاوضات وله تأثيره على كل الفصائل ويساعد في العمليات في الداخل. وبذلك فإن الإسرائيلي بحاجة إلى أشغال حزب الله في الداخل اللبناني عبر المحكمة الدولية كي يتمكن من ضربه، وعلى خط موازٍ تلهي الفلسطيني بمفاوضات غير ذات جدوى”.
ودعا الحكومة إلى وقف تمويل المحكمة الدولية وسحب القضاة اللبنانيين منها، وإلا أننا نعتبر ان الفتنة والاستهداف مستمر”. وأضاف “نحن لن نهادن المحكمة الدولية ونحذّر أي كان من التعاون مع قراراتها، ولن نتهاون بذلك، ولن ندخل في التفاصيل، المحكمة مرفوضة بكل ما فيها وما عليها وما تقوله”. وأشار إلى أننا “بحاجة إلى الحوار اللبناني الداخلي ولا نريد أذية أحد ولكن لماذا الآخرين يريدون أذيتنا؟ موضوع تأجيل القرار الظني أسوأ بكثير من إصدار القرار، والحل يتوجب على الحكومة سحب تمويل المحكمة وإلا فان الفتنة قائمة ونحن في دائرة الخطر، وليس صحيحاً أن المحكمة قد خرجت من يدنا، وجريمة الاغتيال ليست جريمة ضد الإنسانية وهي ليست حق عام، وإذا ما سحب لبنان التمويل فان المحكمة ستتوقف”. وتابع “من هذا المنطلق دعوت رئيس الحكومة سعد الحريري إلى التنحي لفترة كم شهر وبعدها تعود على حصان ابيض”، مؤكدا تفهمه “لعدم استطاعة الحريري الطلب بسحب القضاة أو إيقاف المحكمة، وأنا ربطت استقالة الحريري بتوقيف التعاون مع المحكمة، وكلامي هذا ليس مرتبطاً برأي السوريين أو حزب الله”.
ورأى انه إذا “ما صدر القرار الظني وعمّت الفوضى الشارع، وبدأت السيارات المفخخة بين الجوامع والطوائف، ماذا يفعل الرئيس الحريري كي يوقف الفتنة؟ لا يمكن تحويل السنّة إلى طائفة ورفيق الحريري عمل على وقف التطرف وهذا ما سبب أيضا في إزاحته. هناك مشروع فتنة سنية شيعية في المنطقة وهذا ما تسبب بقتل الحريري الذي لم يكن يتساهل بأي موضوع يستهدف المقاومة أو أي فتنة في لبنان، والأجواء العامة في المنطقة مؤاتية كي يعم الاستقرار لبنان، وهذا يساعد الحريري كي يرتاح لبضعة أشهر ويأتي بديل عنه، ماذا يشكوا محمد الصفدي أو عدنان القصار أو ليلى الصلح حمادة كي يكون احدهم رئيساً للحكومة لبضعة أشهر؟”. وتابع “هناك شهود زور استخدمهم ميليس كي يشهدوا ضد الأبرياء، وما زال أمثال الصديق كشاهد زور حرّاً طليقاً، ولم يحاسبوا. هناك مهلة قصيرة كي يوقف شهود الزور وهذا قرار اتخذناه في اجتماع الأحزاب والقوى الوطنية كي نوقف تدهور الوضع وخروج الأمور من عقالها، ونحن كمعارضة أخطأنا من الأساس حين سمحنا للمحكمة بأن تكمل عملها بعد إطلاق الضباط الأربعة. المحكمة ليس لديها أي أدلة وهي لا تمتلك أي معلومات، والأميركي والإسرائيلي وضعوا القرار الظني ويحاولون تركيبه على أي كان”.
وأشار إلى أن “الفرق بين الحريري والسنيورة هو فرق بالذكاء وليس بالسياسة، والسنيورة لديه كفاءة، لكنه سيء بالسياسة بينما الحريري ليس لديه كفاءة”.
وهنأ الجمهورية الإسلامية الإيرانية “على انجاز محطة بوشهر، وهي للطاقة السلمية وليست للأسلحة الفتاكة التي تحرّمها كل المراجع الدينية في إيران، وقد نقل لي أحد الوزراء عن لسان بترايوس (قائد الجيش الأميركي قي الشرق الأوسط) أن كل الضجة التي تثار على موضوع إيران ستخف وتتجه الأمور نحو المفاوضات، والواقع أن أولوية الأميركي هي العراق رغم انسحاب القوات المقاتلة ولكن بقي 50 ألف جندي في العراق وهذا رقم ليس سهل”.
وعن تسليح الجيش قال “السلاح الجدّي لمواجهة إسرائيل يحتاج إلى 40 أو 50 مليار دولار، وبعد العديسة قال الإسرائيلي انه كان ينوي توجيه ضربة للجيش ولكن وجود المقاومة ردعه”. وعن حملة التبرع اشار الى انه “ليس هناك جدية في حملة التبرع للجيش وهي إعلامية فقط بينما الدولة من واجبها دعم الجيش ولديها الإمكانيات، لكن هناك فيتو أميركي على تسليح الجيش، واصلاً هم يضعون شروط على تسليح جيوش دول حليفة لأميركا. وليس هناك من أحد قادر على وضع إستراتيجية دفاعية وليخرج النقاش من دائرة الدس بين المقاومة والجيش، ولنخرج من هذا النقاش العقيم”. وسأل “هل يقبل وزير الدفاع أن تكون المقاومة بإمرة الجيش؟ وهل لدى الجيش مثل هذه الخطة؟”.
وانتقد “انتظار لبنان موضوع النفط من اجل إيفاء الدين العام، لأن هذا أمر طويل الأجل جداً، وعلى الحكومة أن تعمل على استرداد الدين عبر فرض شرائع وقوانين جديدة وضبط الإنفاق”. وأشار إلى أن “هناك وزراء جيدون في الحكومة ولكن الحكومة بشكل عام فاشلة، وعليها أن تتفرغ للعمل من اجل قضايا الناس المعيشية وعلى رأسها أولوية تأمين التيار الكهربائي. وهناك من جاء بشركات إنتاج للطاقة، وسنعلن أسماءهم قريباً، وهم كبار في الدولة، لكن هناك خطة كبيرة ومهمة وضعها الوزير جبران باسيل ولكنها تحتاج لأربع سنوات كي تتمكن من العمل بشكل جيد”.
وأشار إلى السجال الذي حصل بين تيار التوحيد ونواب المستقبل انه “لم أكن مع أي سجال مع أمثال عقاب صقر، والصبية هم من يهرّجون لمعلّميهم، ونحن جماعة مناضلين، ويبدو أنّ هناك إيعاز من تيار المستقبل لنوابه بالرد علي، وعلى ما يبدو أن سعد الحريري قد فهم كلامي خطأ وأنا قد ساهمت بشكل كبير في مساعدة الحريري في مراكز القرار في أمور عديدة، وأنا لست موظف عند أمير أو أحمل له زجاجة كولا أو فواد نساء عند أي أمير. نحن كنا أغبياء في مواجهتهم منذ الأساس، وقد اخذوا السلطة بالتطبيل والتزمير، ولكن سيذهبون مع الأميركي بعد تراجعه في المنطقة، وأقول لهم يا أيها الطامحون لاستلام السلطة لقد أتيتم مع الأميركي وستذهبون معه، لماذا الدفاع عن اتهام إسرائيل، وهل إسرائيل مظلومة؟ لماذا تقفون مع كل العالم ضدنا؟”. وتمنى على الرئيس الحريري “إسكات هؤلاء، وأنا قلت أن من يريد الفتنة سنضعه في صناديق السيارات، فلماذا اعتبر بعض نواب المستقبل والقوات أن الكلام موجه لهم؟. أنا لست خائفاً من الرد أو التحدي ولدي الكثير لأقوله ولكنني لن ادخل في هذا السجال ولست مديوناً من جراء شراء شقة في سوليدير بملايين الدولارات كي أفتش عن سجال اقبض ثمنه”.
وختم كلامه بالقول “يجب أن يكون هناك شراكة حقيقية في السلطة، وهناك ضباط يجب أن يعودوا إلى مراكزهم، وإذا لم يكن ذلك فانّ هؤلاء سيذهبون مع الأميركي، وطالما الناس تعطي الثقة لمثل هؤلاء الناس فان الأزمة ستزداد، والمسؤولون يلهون الناس بقضايا هامشية، ومن واجب الناس أن تحاسب المسؤولين ولو لمرة واحدة”.
@