هنأ رئيس تيار التوحيد وئام وهاب “رئيس الحكومة سعد الحريري على ما أدلى به لصحيفة “الشرق الأوسط” وهذا لا يختلف أبدا عما “قلتُه أنا” خلال السنوات الخمس السابقة، وأهنئه على جرأته الأدبية الكبيرة، وهذا ما سبق وفعله العماد ميشال عون سابقاً، ونظرتي اليوم إلى سعد الحريري قد تغيّرت”. مشيرا إلى أن”الرئيس رفيق الحريري قُتل لأنه كان عقبة بوجه الفتنة في لبنان، ولبنان ما بعده غير ما قبله وكان هو ضحية المشروع”.
وأضاف وهاب، في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال عبر برنامج “نهاركم سعيد” مع الإعلامية دوللي غانم، إلى أن “الحريري يعترف بما فعله، ولكن ذلك لا يكفي للمصالحة التامة والكبيرة مع سوريا، وأتمنى ألا تمضي خمس سنوات، ويطلع علينا ويقول أخطأنا باتهام “حزب الله” باغتيال رفيق الحريري، واعترافه بشهود الزور يشكل مرحلة جديدة وهذا ما كنا نقوله من قبل”. ونقل وهاب عن الأمين العام لـ”حزب الله” سماحة السيد حسن نصرالله أن “الرئيس سعد الحريري أبلغه ثلاث روايات عن اغتيال الرئيس الحريري، في المرة الأولى، بأن مجموعة الـ13 الأصولية هي التي اغتالت الرئيس الحريري، وهي مخروقة من سوريا، فرد عليه نصرالله بأن هذه الرواية غريبة إذ كيف يمكن لهذه المجموعة أن تتعاون مع سوريا العلمانية التي يكفرها أمثال هؤلاء. ثم عاد الحريري وزار نصرالله في المرة الثانية بعدما تغيرت الأجواء السياسية وأبلغه أن مجموعة من حزب الله هي التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري، وذلك من دون علمكم وبالتعاون مع السوريين. أما في المرحلة الثالثة قال له إن قتلة الحريري هم مجموعة من حزب الله بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني”.
وتابع وهاب “أن شهود الزور هم المقربون من سعد الحريري وفريق عمله وبعض الصحافيين الذين يتلقون رواتب من 14 آذار والحريري، وهكذا بكل خفة أدخلنا الناس بمشكلة خمس سنوات ونصف، ونقول غلّطنا من دون حساب للمرحلة حتى لعدم تكرارها، فلبنان ليس مكتوبا باسم سعد الحريري”. وأشار إلى أن “زعامة الحريري على المحك وعليه تثبيت زعامته عبر الخيار السياسي الصحيح، وسبق ورأينا ماذا حل بعدد من العائلات السياسية السنية في السابق، والحريري لا وجود له في التطرف وعليه المحافظة على الفرصة المتاحة له من قبل الرئيس الأسد والملك عبد الله، وبيروت ملك كل اللبنانيين وليست ملكاً للحريري أو للسنّة، فبيروت كانت لغير سكانها الحاليين، وهي عاصمة الوطن ومفتوحة لكل اللبنانيين، فلماذا يتصرف الحريري بهذه الطريقة وقد دفعته القمة السورية السعودية التي عقدت في بيروت ليكون زعيماً لبنانياً بينما هو يجعل من نفسه زعيم زاروب في حي بيروتي”.
وكشف وهاب أن “لقاءات سعد الحريري مع الرئيس بشار الأسد قطعت شوطاً كبيراً وبنت ثقة كبيرة بين الطرفين، لكن هناك قناعة تكوّنت أن الحريري إما أنه لا يلتزم بكلامه أو انه لا يمون على جماعته”. وسأل “لماذا يستقبل الحريري أيمن الصفدي مستشار الملك عبد الله بن الحسين الأردني ويخرج بعد ذلك ويمتدح المفاوضات مع إسرائيل؟ لبنان دائماً يدفع الثمن قبل كل مفاوضات مع إسرائيل وأبرزها كان اتفاق “كامب دايفيد” واتفاق “أوسلو” وغيرها، ماذا يمكن أن تجني المفاوضات غير توالد الأزمات، هل ستعالج مسألة اللاجئين؟، هل يحتمل لبنان توطين الفلسطينيين؟ نحن لا يمكننا أن نحتمل التوطين ولكن بكل أسف أصبح أمراً واقعاً وسيعطى الفلسطينيين حق التملك”.
وعن موضوع سلاح المقاومة قال “العالم بأجمعه يحرّضنا على سلاح المقاومة ولكن لا يمكن حل هذه المسألة بمعزل عن حق العودة للفلسطينيين وهذا يشكل ربط نزاع مع الصهاينة. ونحن نعتمد معادلة “السلاح مقابل عودة اللاجئين”. وكشف عن أن “المخيمات أضحت بؤرة وملجأ للخارجين عن القانون وهذا يحتاج إلى حل، بينما هناك بعض النواب في صيدا يتواصلون مع قتلة القضاة الأربعة المتواجدون في مخيم عين الحلوة”. وسأل “لماذا يتحدثون عن القرار 1559 ولا يأتون على ذكر القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين”.
وأشار وهاب إلى أن “رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون هو ضمانة للوحدة الوطنية في لبنان”، موضحاً انه “ليس مع العماد عون فيما قاله عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الرغم من أن عون معه حق في الكثير من انتقاداته ولكن هي ليست من مسؤولية رئيس الجمهورية، ولنعمل على خروج وزراء المعارضة من الحكومة، ولكن يجب أن لا يكون هناك تسريب لمحاضر التحقيق مع الموقوفين ومنهم مثلاً التسريبات من محاضر التحقيق مع العميد فايز كرم”. وتابع “في السابق وجّهت انتقاداً لرئيس الجمهورية لأنه لا يطبّق العناوين التي أعلنها وطلبت منه الاستقالة ليرمي المشكلة عند الآخرين ويتمكن من العمل، لكن رئيس الجمهورية بحاجة إلى صلاحيات، ونحن أصلاً بحاجة إلى تعديل اتفاق الطائف كي نتمكن من الخروج من أزمة النظام الذي يعتمد على إدارة خارجية كي يسير، وكان يتوجب مهاجمة رئيس الحكومة بدلاً عن رئيس الجمهورية”. وتابع “من هنا لماذا نحاكم الوزراء فقط ونطلب استقالتهم ومنهم الوزير المر مثلاً؟ ماذا أخطأ في موضوع الجيش؟ وربما المنتقدون للجيش لا يمكنهم العيش في بيوتهم لولا الجيش، ولنعمل على مساعدة وزير الداخلية على منع الفساد والأخذ بيده وأنا مع العماد عون بالسياسة ولكن ضد ظلم الوزراء بهذه الطريقة. هناك وزراء لديهم كفاءات عالية ولكن لا نرى ذلك مطبّق على أرض الواقع ومنها مثلاً وزير الاتصالات شربل نحاس وعليه أن يخرج عن صمته ويشرح للناس عن سبب مشكلة الخلوي، كذلك مشروع الوزير جبران باسيل جيد جداً ولكنه بحاجة إلى تسريع تطبيق مشاريعه، أو ملف السدود الذي يدخل مالاً وفيراً لخزينة الدولة ويتعاملون معها بخفة وهذا الأمر مصدر دخل وحيوي للبلد، ومستقبل العالم مرتبط بأزمتين المياه والبيئة وعلينا استباق هذه الأزمات وتطبيق مشروع باسيل في موضوع السدود، بينما هناك وزراء لا يناقشون وربما ينامون في جلسات مجلس الوزراء وهذا الأمر بحاجة إلى تسريع عجلة العمل في الوزارات. هناك وزراء ناجحون وليس هناك عمل حكومي شامل”، وطالب بسؤال الوزراء عن “كيفية إدارة الحريري لجلسات مجلس الوزراء، حتى “ينام الناس على ظهورهم من الضحك. وأجرى مقارنة بين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وعلى الرغم من موقفنا المعارض كليا له، كان يدير ملفاته بشكل ممتاز”.
وشدد على أن “هذه الحكومة قاصرة ولا نشعر بها وهي لا تقوم بأي واجب”، متمنياً أن “نذهب لإسقاطها لان إسقاطها ضرورة، وعدم إسقاطها سيؤدي إلى أن تُسقط لبنان في فخ المحكمة الدولية”. وأكد على “أنني أنا أمثل رأيي الشخصي وهناك من اشتكاني للرئيس الأسد ورد عليهم بأننا لا نتدخل معه وهذه حرية رأيه الشخصي، ولن أسأل عن رأي الآخرين بتصريحاتي ومواقفي وأتصرّف على ما يملي عليّ ضميري وأنا أتمنى على حلفائي أن يعملوا على إسقاط الحكومة، وكل الكلام الذي نردده هو في سبيل المحافظة على البلد وحمايته من الرياح الآتية”.
وأشار إلى أن “الصورة العامة سوداوية من العراق إلى أفغانستان إلى فلسطين إلى اليمن المتجه إلى التقسيم وبكل أسف الحراك الجنوبي والحوثيين والقاعدة تمتلك قدرات قوية فيه، بينما السعودية مقبلة على الأزمة بعد تقدم الملك عبد الله بن عبد العزيز بالعمر، وهو يعمل جاهداً لحل الأزمات في العالم العربي بالتعاون مع سوريا، وماذا يمكن أن يكون بعده الوضع وطاقمه السياسي المحيط به هرم وكيف يمكن أن تتجه الأمور مع فريق مخترق من جهات عديدة، والحل يكمن بتضامن لبنان مع سوريا أكثر وإغلاق منافذ الريح الآتية على البلد ومنها إسقاط المحكمة الدولية”. وتابع “يجب وقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها، وإذا ما زيد معاش رالف رياشي لا يعني ذلك أن يخرب البلد، وهو من كان يقبض بونات بنزين من الأمن العام ومخابرات الجيش وشارك في محاكمة سمير جعجع، وهناك الكثير من المعارضة يشاركونني الرأي في إسقاط المحكمة ووليد جنبلاط متخوف جدا من خطر المحكمة على لبنان”. وعن القضاء قال “هناك قضاة عملوا على تسخير القضاء لمصلحتهم ومنها مثلاً توقيف أحد الشباب المقربين مني لمدة أربعة أشهر دون وجه حق وكان السبب بذلك جوزيف معماري، ولنا حساب لاحق معه، وهناك فساد في القضاء ومنها تمييز بعض السجناء بسبب قربهم من أحد القضاة. وهناك قضاة كانوا شهود زور في قضية اغتيال الحريري ومنهم مثلاً الياس عيد الذي أوقف الضباط الأربعة أربع سنوات وكذلك صقر صقر الذي استكمل توقيفهم”. وأشار إلى انه “بعد عام من اليوم تتغير كل هذه التشكيلات القضائية وهناك قضاة يحاسبون على أخطاء صغيرة، بينما بعض القضاة لديهم أخطاء كبيرة جداً تغطى ملفاتهم لأنهم وقفوا في فترة سابقة ضد سوريا، وهناك بعض القضاة في السابق كانوا يستدعون المواطنين للتحقيق معهم عن زيارات قاموا بها إلى سوريا، وهناك مشروع لتنقية القضاء والأمن والإدارة وهذا أمر نحن معه ونؤيده بقوة، ونحن مع حملة مركّزة لإصلاح كل الوضع في لبنان، وذلك لأنه بعد عام يكون الاتفاق السوري الأمريكي قد سار على الطريق والآن تتم التسوية في العراق وبعدها في لبنان ونحن فرق عملة في مصالح الدول، وعند التسوية بين سوريا والأمريكيين نحن حلفاء سوريا ربما نتضرر لأن الفريق الآخر لديه قدرة على التزلّف أكثر منا مع السوريين”.
وأضاف “التسريبات عبر الصحف الأوروبية كانت مدروسة جداً وهي كانت اختبار لما يمكن أن تكون ردة الفعل، وفي السابق تعطلت مصالح ناس كثر من جرّاء اتهام سوريا ومنها مثلاً البلدات في مجدل عنجر وعرسال وعكار واليوم كيف يمكن التعويض على هؤلاء الناس؟ لماذا يقبل حزب الله بأن يبقى سيف المحكمة مسلّط على رقبته وآخر هم الدول مصير معرفة قتلة رفيق الحريري؟ أنا أخاف على لبنان جداً ولم أشعر بقلق على أحداث برج أبي حيدر لأنها فردية وخطأ يجب ألاً يتكرر ومخابرات الجيش أوقفت الفاعلين، لكن برأيي رأيي الشخصي أنه إذا تكررت الفتنة فان الدبابات السورية ستكون في بيروت، على الرغم من أنني أتمنى عدم الدخول السوري إلى لبنان كون سوريا خارج لبنان أقوى بكثير. لكن بكل أسف فإن كرة نار تتدحرج باتجاه لبنان وأي فتنة سنية شيعية لن يسمح السوري بامتدادها كما فعل في المرات السابقة”.
وأشار إلى انه “لو تآمرت سوريا على حزب الله لما خرجت من لبنان، واليوم سوريا تحمي حتى المسيحيين الذين يشتمونها وضمن اللعبة أن تبقى أصوات تشتم سوريا حتى لا يعتبر أحدا نفسه عنتر ولا يمكن إيقافه، لكن سوريا ضد الفتنة والتقسيم وغير ذلك لن تتدخل في لبنان”.
وعن التغيير الحكومي قال “اليوم بدا الحريري بدا أنه رئيس حكومة لبنان ويصر أن يبقى رئيساً للحكومة ولن يبيع دم والده لكن لا يمكن تدمير البلد، وإذا لم يرد الحريري إيقاف الفتنة ماذا يشكو أمثال محمد الصفدي أو ليلى الصلح وأي استفتاء بين الناس تكون الصلح الأولى في التأييد الشعبي بينما الرئيس نجيب ميقاتي لن يكون رئيس حكومة، ونسأله أين هو موقعه اليوم؟ وهو من أدخل البلد في نفق المحكمة”. وتابع “الأكثرية أضحت في مكان آخر، نواب المعارضة زائد جنبلاط وآخرين، ولكن تبقى المشكلة مع الحريري حول الملف الاقتصادي الاجتماعي، ويوم السبت الماضي ناقشنا أنا والوزير فايز شكر مع الوزير جنبلاط هذا الملف الذي يحتاج إلى معالجة جدية، وكنا متوافقين على ضرورة العمل على معالجته”. ووصف إفطارات رمضان في قريطم بـ”السخيفة، وهل يرى أصحاب الكرافتات الجالسون على هذه الموائد الفقر المدقع في المناطق؟ هل يعلم هؤلاء عن الفقر والحاجة والعوز عند الناس في مختلف المناطق اللبنانية؟”.
وعن الموضوع الدرزي الداخلي أشار وهاب إلى أن “تيار التوحيد يتمتع بمحبة وعلاقة جيدة مع جميع الأطراف وخاصةً مع الوزير جنبلاط”. وتمنى على الوزير طلال ارسلان الخروج من وهم الثنائية الدرزية وهناك قوى أساسية موجودة غير الثنائية ومنها تيار التوحيد وفيصل الداوود والحزب السوري القومي الاجتماعي وأحزاب الشيوعي والبعث وقوى وشخصيات أخرى ودور كبير للمشايخ ورجال دين فاعلين”.
وعن ملف مشيخة العقل أشار إلى انه “يضم صوته مع الشيخ نصر الدين الغريب إلى ضرورة استقالة شيخي العقل والتوافق على شيخ عقل واحد، وذلك بسبب عجز الشيخ نعيم حسن عن لعب دوره وهو يفتقد للمبادرة وهو ابن بيت عريق وشخص محترم ولكنه غير قادر على القيام بمهامه بشكل جيد”. وأضاف “فوجئت بعدما طرحت مشروع بناء مدينة لأبناء الطائفة في منطقة بعورته على ارض تابعة للأوقاف الدرزية أن سارع المجلس المذهبي إلى تأجير بعض الأراضي هناك بأسعار بخسة وكأن المشروع قيد الانجاز”. وعن زيارة رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين إلى دمشق أوضح وهاب إلى أنها “كانت في إطار زيارة اجتماعية ولم يحكى معه سياسة”.
وختم بالتأكيد على أن “أي جهاز أو مؤسسة حكومية يمكن أن تتعامل مع المحكمة ستدفع الثمن السياسي الكبير وسيتم التعامل معها كما يتم التعامل مع شبكات العملاء، رغم أنني اعتقد أنهم لن يجرئوا على مثل هكذا قرارات وهم يعلمون مدى خطورتها، وحزب الله لم يؤيد المحكمة سابقاً بل كان يداري منعاً للفتنة ونحن لن نصمت كمعارضة حتى إسقاط هذه المحكمة نهائياً”.
0