رأى رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب ان القلم والكتاب ميزة اجتماعية لبنانية يتمتع بها جميع اللبنانيين دون استثناء، وليست حكرا على فئة او فريق دون الآخر كما حاول الرئيس الحريري الايحاء به، معتبرا ان ما يفرق هذا الاخير وجماعته عن غيرهم من الفرقاء اللبنانيين انهم استبدلوا منذ العام 2005 راية المقاومة بالسكاكين لطعن حزب الله في ظهره وقلبه، اي منذ ان وهبهم امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاكثرية في المجلس النيابي وايصالهم بالتالي الى السلطة تفاديا لفتنة حتمية كانت تطل برأسها الصهيوني ـ الاميركي المشترك، مشيرا الى انه وبالرغم من تنازل السيد نصرالله آنذاك عن الاكثرية في البرلمان لصالح الاستقرار في لبنان لم يصل الامر الى تلافي الفتنة، بحيث عمد فريق الحريري بعد اشهر قليلة من تلقيه هدية السيد نصرالله الى الانقلاب على المقاومة وحزب الله ظنا من اعضائه انهم بمواقعهم السلطوية الجديدة يستطيعون انهاءها.
وردا على سؤال حول دور التفاهم السعودي ـ السوري حيال التوترات المستجدة على خط الضاحية ـ بيت الوسط، اكد وهاب في تصريح لـ «الأنباء» ان المملكة السعودية لعبت مع سورية دورا كبيرا في تهدئة الداخل اللبناني وضبط ايقاع الفرقاء اللبنانيين، منعا للوصول الى انفجار الازمات المتتالية فيما بينهم لاسيما ازمة المحكمة الدولية وتداعيات مسارها واهدافها الاسرائيلية الاميركية، لافتا الى ان «الجماعة» قفزوا في المقابل الى التمهيد للقرار الاتهامي وبالتالي الى الاطاحة بالجهد العربي المبذول لصالح الاستقرار والسلم الاهلي بين اللبنانيين، معربا عن اعتقاده بان تصرف الرئيس الحريري وفريقه يشير الى انه لم يعد معنيا بالتفاهمات العربية ـ العربية وبات يعمل على الخط المصري ـ الاردني ـ الاميركي الداعم للمفاوضات الثنائية المذلة التي تجري في نيويورك بين الاسرائيلي وما يسمى بالسلطة الفلسطينية (…).
لا نستطيع الانتظار!
وفي سياق متصل اكد وهاب انه وبالرغم من وجود رهان لدى الكثير من العقلاء اللبنانيين على التفاهم السعودية ـ السوري، الا ان المعارضة لن تستطيع الانتظار الى ما لا نهاية لتقويم «الاعوجاج الحاصل» واعادة القطار السياسي الى سكته الصحيحة، خصوصا وان الرئيس الحريري يتحدث بلغتين متناقضتين ويستعمل وجهين مختلفين الاول مصري ـ أميركي والثاني لبناني ـ سوري!
في رأي وهاب ان المفاوضات في نيويورك لن تصل الى مكان، وذلك لاعتباره ان الاسرائيلي لن يعطي الفلسطيني شيئا من حقوقه الطبيعية، معربا في المقابل عن خشيته من انعكاس تلك المفاوضات سلبا على الداخل اللبناني على غرار انفجار الوضع في لبنان اثر هبوط الرئيس المصري الاسبق انور السادات في مطار تل ابيب، وايضا على غرار انفجاره في بيروت اثر التمديد لاتفاقيات «أوسلو»، مشيرا الى ان مخاوفه تلك ناتجة عن وجود فريق لبناني معين يتبرع باستمرار لتنفيذ المخطط المتآمر على لبنان خدمة للمشروع الاميركي.
لسنا معنيين بالمحكمة الدولية
على صعيد آخر جدد وهاب وصف كلام المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار، بالكذب الدائم والمستمر والمستمد من المآمرة الاسرائيلية ـ الاميركية على المقاومة و«حزب الله» ووضعه في اطار الخديعة التي لا ينجرف بها اي عاقل سوى البعض من المشاركين بالمؤامرة عن علم او عن غير علم، مؤكدا ان قرارات المحكمة الدولية الاسرائيلية لن تنفذ في لبنان حتى ولو اتهمت الاصوليين بجريمة الاغتيال، وذلك لاعتباره ان فريق المعارضة غير معني بالمحكمة لا من قريب ولا من بعيد كونها محكمة اسرائيلية بامتياز، لافتا ازاء ذلك الى ان الرئيس الحريري ما عليه سوى تشكيل قوات مسلحة وغير مسلحة لتنفيذ قرارات المحكمة على الاراضي اللبنانية، معتبرا ردا على سؤال ان الحل يكمن في تراجع الحريري وفريقه عن مشروعهم للتمسك بالسلطة، معتبرا ان الفريق المذكور لا يبحث عن الحقيقة انما يبحث عن ضرب عصب المقاومة المتمثل بحزب الله وبالتالي عن الطرق الآيلة الى الامساك بالسلطة مؤبدا، مطالبا فريق الحريري بالخروج من هذا الوهم مع الخروج الاميركي من العراق، لانه سيؤدي في نهاية المطاف الى الاطاحة به.
@