اكد الوزير السابق وئام وهاب “أن الحريري لعب دوراً تحريضياً كبيراً، والتغيير الحكومي إذا حصل يمكن أن يشمل الحريري نفسه”، وقال “إن هناك أسماء سنية بديلة عن الحريري كمحمد الصفدي ونجيب ميقاتي وليلى الصلح وعدنان القصّار..”، مشيراً الى “أنه رغم خلافنا الجوهري مع فؤاد السنيورة فهو أكثر جدية من الحريري”. وأوضح وهاب أن مفتاح تسوية العلاقة بين رئيس الحكومة و”حزب الله” “هو بيد الحريري، إذ لا يمكن أن تكون علاقته جيدة مع السوريين ويتآمر على المقاومة”. وأضاف: “الحريري ما زال مقتنعاً باتهام المحكمة بأن “حزب الله” يقف وراء الاغتيال”. وأكد وهاب “ان المحكمة الدولية اسرائيلية، وكل ما يتفرّع عنها أصابع اسرائيلية، حتى القضاة اللبنانيين الموجودين فيها هم أدوات اسرائيلية”، معتبراً “أن بلمار كذّاب… ولدينا معلومات مؤكدة بأنه ركّب قراراً ظنياً هو موجود في جيبه”.
مواقف وهاب جاءت في حديث الى موقع “ليبانون فايلز” هذا نصه:
الى أي مدى يمكن ان يؤدي التشنج السياسي الحاصل على خلفية المحكمة الدولية والتوتر في الشارع الى حصول تغيير حكومي؟
إذا استمرت الأزمة السياسية ستؤدي حتماً الى تغيير حكومي، بعد أن يصبح التعايش مستحيلاً داخل الحكومة الحالية. الآن هناك تغيّر معيّن في موازين القوى محلياً واقليمياً، رغم هذا التغيير لم يطرح أحد التغيير الحكومي حرصاً على حكومة الوحدة الوطنية ودعمها. لكن عندما يترك الرئيس الحريري المهمات الوطنية الأساسية ويذهب ليغطس في زواريب بيروت، عندها تصبح المسألة فيها إعادة نظر بالكامل. لقد مارس الحريري دوراً تحريضياً غير مقبول، بينما المطلوب في هذه الحالة من الجميع التهدئة لأن التصعيد لا يفيد. لقد ارتكب الحريري خطأً كبيراً.
هل أخطأ تحديداً مع “حزب الله” أم مع السوريين؟
لقد أخطأ تجاه البلد. ماذا يستطيع أن يفعل مع “حزب الله”؟ موقفه من الحزب لا يقدّم ولا يؤخّر. هو رئيس حكومة كل لبنان، وليس رئيس زاروب “التمليص”. المشكلة الأساسيّة أن الحريري “مش قابض حالو بعد رئيس حكومة”. ولذلك فالإكمال في طريق التصعيد سيؤدي حتماً الى تغيير حكومي.
هل التغيير الحكومي الذي تتحدثون عنه يشمل رئاسة الحكومة؟ بمعنى آخر هل سعد الحريري هو المقصود تحديداً بهذا التغيير؟
أي تغيير حكومي سيشمل بالتأكيد كل التركيبة الحكومية. اليوم هناك تحالفات جديدة على الساحة الداخلية، هناك حكومة شكّلت على أساس أكثرية لم تعد موجودة اليوم. وهذا التغيير ممكن ان يشمل سعد الحريري. اليوم الجميع يحاول أن يساعد سعد الحريري، السوريون، “حزب الله”، التفاهم السوري السعودي… السؤال هل سعد الحريري يساعد نفسه، وهل هو راض عن أدائه كرئيس حكومة؟ اللبنانيون لا يرون أن الحريري ناجح كرئيس للحكومة.
لكن على الساحة السنية ليس هناك من اسم بديل عن سعد الحريري؟
طبعاً هناك بديل. محمد الصفدي “من شو بيشكي”، نجيب ميقاتي أتى رئيساً للحكومة في فترة سابقة، ليلي الصلح وعدنان القصار “من شو بيشكو”… هذه أسماء سنية أكبر من سعد الحريري.
لكن لا يمكن إغفال تمثيل الحريري للشريحة الأكبر من الطائفة السنية.
هؤلاء عندهم قواعدهم الشعبية أيضاً. القاعدة يصنعها المنصب. العماد ميشال عون عنده قاعدة مسيحية كبيرة ولم يصبح رئيساً للجمهورية.
هل ترى أن السوريين حتى اليوم غير راضين عن أداء الحريري؟
السوريون صادقون في مساعدة الحريري. والحريري تمكّن من نسج علاقة جيدة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأعتقد أن هناك محاولة سورية جدية لمساعدة سعد الحريري. لكن الأهم أن يساعد الحريري نفسه.
أين يخطئ الحريري تحديداً؟
بعض اللبنانيين لم يلمسوا حتى الآن بأن الحريري هو رئيس حكومة ناجح. مهما كان الرأي بفؤاد السنيورة، رغم أننا ضده بالكامل، ومستحيل أن يعود لرئاسة الحكومة، وهو من أكثر الذين تآمروا على لبنان، لكنه رئيس حكومة جدّي. الجدية غائبة عن أداء الحريري حتى الآن. الأمر الآخر، لا يمكن أن تكون علاقتك جيدة مع السوريين وتتآمر على المقاومة. هذا وهم كبير، عليهم أن ينزعوه من رؤوسهم. سوريا والمقاومة واحد. عندما تآمر الجميع على سوريا، وقف “حزب الله” الى جانب سوريا، والآن حتماً عندما بدأ الجميع يتآمر على المقاومة ستقف سوريا معها… وحتى الرمق الأخير.
هل تعتبرون أن “تيار المستقبل” يسير عكس التيار؟
مشكلة “تيّار المستقبل” انه ما يزال يعيش في الماضي
البعض طرح سيناريو بأنّ أحداث برج أبي حيدر هي رسالة سورية الى “حزب الله”..
هذا كلام سخيف لا أساس له من الصحة. ما جرى هو حادث فردي. من أحرقوا الجامع هم أربعة عناصر ألقي القبض عليهم وكشفت هوياتهم، وهم ليس لهم علاقة بحزب الله وليسوا أيضاً من الطائفة الشيعيّة، وقد قاموا بعمل تخريبي مقصود. كما أن هناك تحقيق لمعرفة من قتل مسؤول “حزب الله”. والسيّد حسن نصرالله بعد لقائه وفد “الأحباش”، اعتبر أنه لم يكن هناك مبرر لرد فعل عنيف، لكن الشباب فقدوا مسؤولهم، وهم أناس عندهم مشاعر، وقاموا بردة فعل لدقائق معدودة. لكن حريق الجامع عرف من قام به.
كيف يمكن وصف العلاقة اليوم بين الحريري و”حزب الله” على ضوء الكباش الاعلامي السياسي الأخير بينهما؟
الموضوع بيد سعد الحريري. لا يجب على الحريري أن يقبل بأن يستعمل موضوع رفيق الحريري كمطية لمحاربة “حزب الله”، ثم يسأل عن العلاقة مع الحزب. هو الآن يعرف أن موضوع والده يستعمل كورقة، يوم لمحاربة سوريا، ويوم لمحاربة “حزب الله”، وقد يستعمل في موضوع العقوبات على ايران… يجب على سعد الحريري أن يضرب على الطاولة ويوقف الاستغلال في موضوع مقتل والده.
ما هي الموانع التي تحول دون لقاء الحريري والسيد حسن نصرلله؟
السيّد حسن قالها، بأنه على قاعدة الاتهام المسبق “ما بشوف حدا”. والحريري حتى الآن مقتنع باتهام المحكمة بأن “حزب الله” يقف وراء الاغتيال، وأخبر الناس بذلك.
هل طلبت فعلاً القيادة السورية من وليد جنبلاط التدخل لإصلاح العلاقة بين الحريري والحزب؟
لا أعتقد ذلك، لكن جنبلاط يلعب دوراً إيجابيّاً في هذا الموضوع منذ البداية. وهو يحاول تخفيف الاحتقان، وطبعاً جنبلاط متوجّس من استخدامات القرار الظني، وهو ينقل هذه الهواجس الى الحريري كما ينقلها الى الرئيس الأسد.
لكن جنبلاط كان واضحاً عبر المطالبة بالتمييز بين القرار الظني والمحكمة، وهذا ما لا توافقون عليه انتم؟
أنا لا أوافق على التمييز. المحكمة الدولية هي أساس كل الشرور، وهي مسيّسة، واسرائيلية بالكامل. وواجب ألا نخطئ في هذا الحساب. هذه المحكمة هي اسرائيلية اسرائيلية اسرائيلية… وكل ما يتفرّع عنها أصابع اسرائيلية، إن كان لجنة تحقيق أو قضاة، وحتى القضاة اللبنانيين الموجودين في المحكمة هم أدوات اسرائيلية.
أنت تقول إذاً إن الحريري وجنبلاط وقوى 14 آذار يتمسّكون بعدالة “محكمة اسرائيلية”؟
“يصطفلوا ما عندي رأي فيهم”. لديّ رأي بالمحكمة. بكل صراحة، هذا المشروع الذي دخلوا فيه منذ ست سنوات، عليهم أن يخرجوا منه. هذا المشروع انتهى، وإذا لم يطلعوا منه سيغرقوا معه جميعهم، سعد الحريري وغير سعد الحريري. عليهم ان يعلموا أن هذا المشروع انتهى. ما تغرقوا فيه، وتغرّقوا البلد معكم…. “ويفكّوا عنّا بريحة طيبة”.
وأين حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من هذا المشروع الذي تتحدث عنه؟
ليفتشوا عليها. “أنا ما إلي علاقة”. لست المسؤول عنها. لكن لا أستطيع ان أجعل البلد ينتظر عشر سنين حتى أعرف هذه الحقيقة. الإمام علي اغتيل، والأمة أكملت مسارها. رفيق الحريري ليس بحجم الأنبياء والرسل. ما فينا نوقّف بلد حتى نعرف مين قتل رفيق الحريري.
هل تدعون صراحة للتغاضي عن معرفة هذه الحقيقة؟
أدعو لكي يمشي البلد. البلد أهم من أيّ شخص بالنسبة إلي.
ألم تكن رسائل بلمار مطمئنة بالنسبة إليكم حيال تأكيد رفض تسييسه أعمال المحكمة والتحقيق؟
بلمار كذّاب، وما يزال يكذب ويراوغ ويخادع. تصريحه بحد ذاته كله سياسة. لقد حصلت تدخلات كبيرة أدت الى خروج بلمار عن صمته، وتصريحه يؤكد ان المحكمة مسيّسة فعلاً، وكأنه يقبل التسييس بحدود معينة. لدينا كل المعلومات التي تؤكد “بأنه ركّب قراراً ظنياً كاذباً موجود في جيبه”.
بلمار يؤكد ان القرار الظني لم يكتب بعد…
بلمار كذّاب.
هل برأيك انتهت اليوم مفاعيل القمة الثلاثية في بعبدا؟ وهل فعلاً أعطى “حزب الله” مهلة سماح لترجمة مفاعيل هذه القمة قبل “ان يتصرّف”؟
“حزب الله” لا يعطي فترة سماح بالتعاطي مع الرؤساء، هذا غير صحيح. لكن الملك السعودي تعهّد بأن يقوم بمساعي لفترة بعد العيد من أجل معالجة الموقف. وأعتقد ان مفاعيل القمة ما تزال مستمرة، والدليل أنها ما تزال تشكّل غطاء حماية لكل الوضع.
ما هو مصير ملف شهود الزور برأيك؟
كلّهم شهود زور. يلّلي عاملين وزراء ونواب هم شهود زور. وهناك من هم في مراكز أعلى، وهم الذين “ركّبوا” التهمة وأتوا بشهود الزور وموّلوهم وأمّنوا الحماية لهم.
لكن الحكومة قامت بمبادرة ايجابية عبر إحالة الملف الى وزارة العدل للبحث في المخارج القانونية للمسألة، والتقرير سيصدر قريباً…
“ما رح يطلع معون شي”. هذا امتصاص.
السيد حسن نصرالله نفسه طالب بتشكيل لجنة برلمانية أو قضائية لبت ملف شهود الزور…
ليشكّلوا إذا لجنة برلمانية تتوفّر فيها ضمانة أكبر.
هل تشكّون بأداء وزير العدل؟
ليس تشكيكاً بوزير العدل، لكنّه في موقع سياسي لا يسمح له بأن يتعاطى بحرية مع هذا الملف.
**