أشار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب إلى أن “البعض يحاول التفريق بين لجنة التحقيق والمحكمة الدولية، محاولاً بذلك التذاكي علينا”. مؤكداً أن “كل تلك العملية مزورة منذ البداية، كمحكمة ولجنة تحقيق وغيرها، ولا يحاولن احدٌ جرنا أو الإيحاء أن هناك فرق بين هذا وذاك كقضاة ومحققين ولجنة تحقيق، وكل ما يصدر عنها مزور، ولا يجتهدن احد بعد الآن لأن الموضوع مرفوض جملةً وتفصيلاً”.
وأضاف وهاب، بعد زيارةٍ إلى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب في منزله في كفرمتى، بحضور رئيس بلدية كفرمتى المحامي حسين الغريب وحشد من المشايخ وأعضاء قيادة تيار التوحيد، إلى أن “زيارتنا إلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب هي للتشاور معه بمختلف القضايا، ودائماً نقف على رأيه، ونحن وسماحته كنا أول من نادى بتوحيد مشيخة العقل”.
وتابع “بحثنا الكثير من المواضيع ومنها أولاً المصالحات التي تتم في قرى الجبل، ونرحب بها باستمرار وحرصنا مع صاحب السماحة باستمرار على الوفاق في الجبل وكذلك في كل لبنان وتأكيد الحرص على حفظ كرامة ومصلحة الجميع، وطالما الوقت وقت مصالحات نعتقد أن كفرمتى والشحار وهذه المنطقة أصابها جرحاً كبيراً يوازي ما أصاب الجبل بأجمعه، نعتقد أنها تستحق لقاءً كبيراً على مستوى كل لبنان يؤكد على وحدة هذا الجبل، الذي نحرص عليه، وصاحب السماحة، على العيش المشترك بين المسيحيين والدروز فيه، وأي خطوة باتجاه إعادة اللحمة في الشحار تكون على مستوى كل لبنان، وان يشترك بها كل القيادات اللبنانية. هذه هي المصالحة التي تليق بهذه المنطقة وتعيد إلى الجبل رونقه، وتعيد لنا تلك الأيام الطيبة التي كانت فيها القرى تعيش بأمن وسلام”.
وأضاف “الأمر الثاني، وكان لصاحب السماحة الفضل في إثارته وعدم تركه يذهب مع الأدراج، هو موضوع أوقاف الطائفة الدرزية ومشيخة العقل. صاحب السماحة منذ البداية حريص على كل الموحدين فكيف به في موضوع مشيخة العقل، إذ أن هناك وضع شاذ حصل في فترة معينة، حين كان الانقسام سياسي، أما اليوم فإن الانقسام السياسي قد انتهى والجميع في خط واحد، من النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان إلى فيصل الداوود والأحزاب الوطنية الأخرى. الجميع في خط سياسي واحد، وأي انقسام على مستوى آخر هو مستغرب خاصةً من الناحية الدينية ومشيخة العقل والأوقاف. وهناك خلل كبير على المستوى الرسمي لمشيخة العقل، إذ أنها في موقع غير مبادر وغير قادر، مع كل الاحترام والتقدير لشخص سماحة الشيخ نعيم حسن وبيته المميز بالتقوى والأخلاق، لكنه لا يتمتع بأي دينامية واجبة على شخص شيخ عقل طائفة الموحدين”. وفي موضوع الأوقاف قال إنها “مجمدة ولم يحرك أي ساكن تجاهها وآلاف الشباب الدروز عاطلون عن العمل وبلا مساكن لائقة، وهناك مئات الآلاف من الأمتار المربعة من الأراضي ملك للأوقاف ومئات العقارات مجمدة لأنه ليس هناك مبادرة وليس هناك حل. ومن هنا من المنزل الذي دفع ثمناً كبيراً فداءً للبنان والجبل وطائفة الموحدين، نقول بكل محبة ونتوجه إلى الأستاذ وليد جنبلاط عليه القيام بمبادرة كبيرة لحل هذا المشكل القائم في مشيخة العقل والأوقاف والمطلوب توحيد الموقف ويجب أن يكون لدينا شيخ عقل مرن ومتحرك قادر على اخذ المبادرات وعلى التحرك ومعالجة مشاكل آلاف من أبناء الطائفة، الذين يهاجرون أو يفتشون على منازل ويتأخر عندهم سن الزواج نتيجة هذه الأزمات”. وأشار إلى أن هناك “مناسبات رسمية كثيرة تحصل ولا تصل هذه الدعوات إلى سماحة شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب، إذ على الجميع أن يعلم أن الدروز اليوم منقسمون بين مشيختي، عقل ونتمنى على من يعنيهم الأمر الالتزام بذلك، وإذا كان هناك قانون قد وحد مشيخة العقل من فوق وبشكل عام، لكن هناك على الأرض مجموعة من المشايخ والسياسيين قد سمت شيخاً للعقل وقانون الأوقاف الذي اقر كان منقوصاً ولم يوافق عليه مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة، وأتمنى على الآخرين اخذ هذا الأمر بعين الاعتبار”.
من جهةٍ أخرى نبه وهاب “أصحاب الزواريب من محاولة جر المقاومة إلى حيث هم، وننبه من استهداف المقاومة وهي اكبر منهم ومن مؤامراتهم وحياكتها حولها”. وتمنى على “رئيس الحكومة أن يتصرف كرئيس حكومة كل لبنان، وليس كرئيس تيار سياسي كما كان في السابق، وإذا ما بقي على هذا المنوال فإن عمر حكومته سيكون قصيراً، وهو ليس زعيم زاروب في بيروت بل عليه أن يكون حريص على حياة كل اللبنانيين ومستقبلهم، وعليه أن يخرج نحو معالجة الأمور الوطنية الكبرى، وهذا أمر ضروري وأساسي لتأمين استمرار هذه الحكومة”.
الشيخ الغريب
من جهته رحب الشيخ نصر الدين الغريب “بمعالي الأستاذ وئام وهاب في هذه الزيارة الاجتماعية”. وقال “نؤيد كل ما ورد على لسانه خاصةً المصالحات وتحديداً في كفرمتى، وموضوع أوقاف الطائفة ومشيخة العقل والوضع السياسي في لبنان وصولاً إلى المحكمة الدولية”. وأضاف “لا نشك في وطنية معاليه، ومواقفه تنبع من وطنيته الصادقة ونتمنى له مستقبلاً زاهراً في لبنان والجميع في بوثقة سياسية واحدة تجمعنا جميعاً من اجل عروبة لبنان والمقاومة البطلة والدعم المستمر والدائم لسوريا العربية بقيادة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد”. وتابع”نحن مع حقوق اللبنانيين ولا نريد أن تتسلط فئة على أخرى، لكن كرامة الوطن تبدأ من الجنوب، وطالما أن الجنوب محرراً كان لبنان كله حر ومحافظاً على سيادته واستقلاله فعلياً لا كما كان يقال فيما يسمى ساحة الحرية”.
وأضاف “هناك أحداث مؤلمة مرت على العاصمة بيروت، وإنشاء الله ألا تتكرر مرة أخرى، ونرجوا من الجميع التعقل، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الذي يجب عليه أن يكون لكل اللبنانيين لا لحزب أو لفئة معينة، ومن ذهبوا ليؤموا المصلين في بعض المساجد بعد الأحداث، نتمنى أن يعيدوا النظر في هذه المواقف وان نؤم جميعاً في مسجد واحد لبناني عربي حتى تعود لهذا الوطن كرامته وتكون الوحدة الحقيقية التي نصبو إليها جميعاً”. وأيد الغريب بالكامل كلام وهاب عن المحكمة الدولية “ولا داعي للمزيد”.
@