أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الوضع السياسي سيئ جداً، وما زال هناك محاولة لاستثمار جريمة الاغتيال المستنكرة”، وأشار إلى أننا “إذ نرتاح للتفاهم السوري السعودي ونعتبره مساحة جيدة لإراحة الوضع اللبناني، تبقى هناك فئة من اللبنانيين ما زالت تتعاطى بسقف أعلى وقد تأتي بالويلات إلى لبنان، والسقوف الأخرى التي يراهن عليها هذا البعض قد تؤدي إلى فتن كبيرة غير محسوبة ويمكن أن يدفع ثمنها كل اللبنانيين”. واعتبر أن “هذه الحكومة مسؤولة أمام شعبها وعليها نزع فتيل الفتنة قبل وصولها إلى البلد، وليست من مسؤولياتها فقط تلقي سهام الفتنة ومحاولة معالجة النتائج بل عليها المعالجة الوقائية قبل وقوع الأحداث، وعندما يصبح لبنان غير معني بالمحكمة الدولية ويقطع التمويل عنها تسقط لأنه قانونياً لا حق عام في هذه المحكمة”.
وتابع وهاب، في كلمة له من منزل الدكتور رمزي سري الدين خلال جولة قام بها في بلدة عترين الشوف، بحضور رئيس البلدية سجيع سري الدين وأعضاء البلدية وحشد من المواطنين، أننا “نحن في الجبل محصنون على الصعيد السياسي ولكن صحتنا من صحة الوطن، وإذا كان الجبل محصن سياسياً بشكل كبير عبر العلاقة مع سوريا والمقاومة، وهو إلى جانب المقاومة في أي أزمة وظهير لها، ونحن غير حياديين في هذا الصراع ومعنيون به إلى العمق، وكل قيادات الجبل متفقة على هذا الأمر، وحدتنا في الجبل هي على أساس العروبة والقومية والمقاومة، وذلك هو الأهم والأساس في وضعنا السياسي”.
من جهةٍ أخرى أكد وهاب أن “الانقسام في مشيخة العقل يجب ألا يستمر، ولا يجوز أن يبقى الانقسام الروحي طالما هناك وحدة سياسية، لا بل ممنوع أن يستمر هذا الانقسام، ونحن أطلقنا أكثر من مبادرة في هذا المجال ومؤخراً أطلق سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب مبادرة تجاه الشيخ نعيم حسن الذي يمتلك الشرعية القانونية بالتوقيع تجاه الدولة اللبنانية والمنتخب من قبل المجلس المذهبي، بينما الشيخ نصر الدين الغريب نادينا به شيخاً للعقل وهو يمثل فئة من أبناء الطائفة وما زال يمتلك الشرعية الشعبية”. وتابع “صاحب التوقيع يتحمل عادةً المسؤولية الأكبر وهناك وضع غير صحي في المجلس المذهبي، والأمور لا تسير بشكل صحيح، ونحن بحاجة إلى أن ينفذ المجلس عدد من المشاريع ومنها مثلاً المشروع السكني في منطقة الدامور بعورته، ويمكن بناء الآلاف من الشقق السكنية لأبناء الطائفة الذين يريدون الزواج بأسعار رمزية وعلينا تأمين الدعم لذلك وهناك إمكانية كبيرة عبر دعم من عدد من الجهات والتبرعات. لا يمكننا أن نكمل على هذا المنوال من النزوح من القرى إلى المدينة والهجرة إلى الخارج”.
وختم كلامه بالقول “من هنا فإن الاستقالة ليست عيباً ونحن نقدر للشيخ نعيم حسن سيرته الشخصية وسيرة عائلته المحترمين وهم من أفاضل مشايخ الطائفة ويحظى بكل الاحترام ومن بيت روحي كبير، وليس عيباً أن يستقيل إذا كان ذلك يشكل نقلة نوعية للمجلس المذهبي ومؤسسات الطائفة نحو الوحدة ومضاعفة الجهد والعمل. ويجب أن يكون هناك لجنة من جميع فئات والتيارات السياسية والفكرية في الطائفة تقوم بمشاريع استثمارية للأوقاف. وإذا ما استمر الأمر على هذا المنوال لا يمكننا أن نكمل كذلك. وأنا لا اتهم أحداً بالسرقة أو الاختلاس لا سمح الله من مال الأوقاف، ولكن هناك عدم استثمار صحيح لهذه الثروة”.
كذلك ألقى الدكتور رمزي سري الدين كلمة رحب فيها بوهاب والحضور وأكد على أن “الوحدة تبقى على أسس المقاومة والعروبة وانخراط لبنان بشكل كامل في صراعنا مع العدو الصهيوني، ومن مقومات هذا الصمود ضرورة العمل على الإنماء المتوازن ودعم صمود المواطنين في قراهم وتحصين الواقع الاقتصادي في الجبل وكل الريف اللبناني من اجل تثبيت خطوات السلم الأهلي بشكل فعال”.
بعدها كانت جلسة حوار مطولة بين وهاب والحضور.
**