بالزغاريد والهتافات والأسهم النارية استقبلت حاصبيا رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، وبحضور مئات من المشايخ الأجلاء رعى وهاب مع المرجع الروحي الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب افتتاح مستوصف عين جرفا الخيري الذي أنشأته هيئة العمل التوحيدي، بالإضافة إلى تقدمة سيارة إسعاف. وقد أعد لوهاب استقبال حاشد بحضور النائب قاسم هاشم وممثلون عن النائب أنور الخليل، النائب اسعد حردان، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار التوحيد.
بعد النشيد الوطني اللبناني وتعريف من الشيخ سامي أبو ذياب، وقف الحضور دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش اللبناني وشهيد الصحافة عساف أبو رحال الذين سقطوا في المواجهة الأخيرة، ثم ألقى الشيخ بسام دربية كلمة باسم هيئة العمل التوحيدي أكد فيها على “التزام هيئة العمل التوحيدي العمل لمساعدة أهلنا في كل المناطق بما نستطيع إلى ذلك سبيلا”. وتحدث رئيس الدائرة الثقافية في هيئة العمل التوحيدي الشيخ راتب نصرالله، وكذلك كانت للشاعر نزيه أبو زور قصيدة شعرية في المناسبة.
وهاب
ثم ألقى الوزير وئام وهاب كلمة أكد فيها على أهمية “الكلام الكبير الذي صدر بالأمس عن النائب وليد جنبلاط بعد عودته من سوريا، هذا الكلام الذي يشكل صمام أمان وضمانة بمواجهة كل ما يحاك للبنان، وادعوا الجميع إلى قراءة هذا الكلام بتأنٍ كبير لان فيه نصيحة حقيقية ومخلصة لدرء الخطر القادم على لبنان. ولأننا لن نتهاون مع أي محاولة لأن تصبح محكمة الدجل والنفاق الدولي تتحكم بمصير اللبنانيين وبالعلاقة بينهم أو أن تحدد مستقبل لبنان. إن هذه المحكمة الآتية إلينا تستطيع الحكومة رفضها باسم كل اللبنانيين وباسم الوفاق الوطني وان ترفضها درءً للفتنة وحفاظاً على السلم الأهلي، وكل مؤسسة حكومية أو عسكرية أو غير ذلك ستتعاطى مع هذا القرار الفتنة سنعتبرها مؤسسة إسرائيلية وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
وتوجه وهاب بالتحية إلى “أهلنا الصامدين الصابرين في الجولان السوري المحتل والتحية إلى أرواح شهدائهم الأبرار، والى معتقليهم الأبطال وآخرهم المعتقل البطل فداء الشاعر الذي اعتقلته قوات الاحتلال منذ أيام ونقول لهم أن الفرج قريب وانه لا تعنينا لا خطوط زرق ولا خطوط حمر ولا تعنينا أي حدود كل هذه الأرض أرضنا والجولان يعنينا كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.
وأضاف “في طريقي إلى هذه المنطقة الحبيبة والى هذه البلدة الكريمة سألتني اشجار الزيتون ومياه الحاصباني، عن موعد الفرح الآتي لتلك الربوع المنتظرة منذ رمن بعيد، وحدّثني الشيوخ والأطفال والشباب والنساء عن لقاء الوطن بالارض والشعب والمؤسسات عن استحقاقات المصير في الصراع من اجل البقاء مع اعداء الله والوطن والمجتمع، سألتني الديار وربعها الميامين عن صحوة الانسان وخلاصه وانتصاره وتحقيق ذاته. هنالك وقفت ذاكرتي وذهب عقلي ليحاكي تلك التساؤلات فآنتفض الوجدان المفعم بالايمان وانبرت صور التحولات من بدء التكوين حتى يومنا الحاضر فشدت عزيمتي وشحذت همتي وأدركت معنى الحكمة وجوهر المعتقد القابض على النفوس المؤمنة كما الجمر القابض على ايدي الدعاة والمرسلين واوليائه الصالحين. عندها عدت للينبوع الى منهل المعرفة وحقيقة الوجود الى اننا قوم سارت بنا المراكب وسط البحار وخضنا غمار المواجهات والتحديات وقاومنا كل عوامل الجهل والتخلف والانقسام استطراداً لتوحيد الخالق عز وجل وتوحيد كتابه العزيز في رؤية اخذتنا الى قول الحقائق والنطق بصدق اللسان وحفظ الافوان والبراءة من الابالسة والطغيان، لذا أصبحنا في عالم الوجود معرفة تلتزم بالثوابت الدينية وتحافظ على الانتماء للارض والوطن والدفاع عن كرامته وحريته”.
وتابع”وما معركة الخندق للصحابي الاكرم سلمان الفارسي عليه السلام الى جانب الرسول الاعظم محمد بن عبدالله الا صورة مشهدية صادقة في مواجهة عبدة الاوتان والازلام والمتحكمين بمصير الناس، وما ثورة السلطان في وجه الانتداب الفرنسي الا حالة عكست ذاتها من صلابة معتقدها وفهم رسالتها في وجه الطامعين والمستعمرين الى ان نهضت الامة من سباتها العميق وانفجرت براكين الثورة والمقاومة على تراب الجنوب وفلسطين فجاءت بشائر الانتصار تاتي بعد عدوان تموز وعدوان غزة وتأتي على يد جيشنا الاعز فتردي العدو الاسرائيلي لتتكامل الاسطورة في القوة التي اشتعلت عبر مثلث الانتماء الوطني الشعب والجيش والمقاومة وثالوث الممانعة والصمود القومي ما بين لبنان وفلسطين وسوريا ومقاومة العراق للدخلاء والغاصبين الى كل ما يجري في محيطنا الاقليمي من صراعات وتجاذبات”.
وأردف “أيها الأعزاء أطمئنكم اليوم وعلى وقع الزيارات الملكية والرئاسية العربية وحركة الموفدين من كل اقطار الدنيا بأن هذا السياق ما كان ليأتي لولا القدرة والامكانية التي بلغها وطننا لبنان والذي اصبحت قوته في مقاومته التي باتت بمندرجاتها التي ذكرت تشكل الحلقة الاقوى في مفاصل الصراع بوجه كل الاحتلالات والاعتداءات والقرارت المسبقة، لذا أقول لكم وأقول للحاصباني وللزيتون والرجال والنساء ان زمن الانتصارات مستمراً حتى قيام الساعة وهذا هو الوعد الصادق وان زمن الانظمة والحكام الخاضعين للارادات الاجنبية قد سقط وولى، وان عهد التحكم برقاب الناس قد تلاشى واضمحل فلا الوصايات تجدي ولا صكوك الملك تبقى لذلك اتت الثورة من رحم الايمان واتت المقاومة من رحم الوجدان وغدت بيارق النصر ترتفع نحو السماء توحد الارض والمقدسات بعد ان وحدتها كتب المرسلين والأنبياء. نعم هذه هي وحدتنا وهذا هو توحيدنا وذاك الباقي كتابنا فلا تخافوا من هذا النعيم الأبدي الأزلي الذي اشتقنا اليه ولا ترهبكم قعقة السلاح الشيطاني بل تهيأوا لامتشاق سيف المقداد بن الاسود وصهوة الخيول المواكبة للظهور المنتظر، حيث قرقعة الأراضي والسموات وتغيير وجه التاريخ وصياغة الزمن الاتي بعد حساب المفسدين والظالمين والمستكبرين”.
وختم بالقول “أيها الإخوة والأخوات، إن مستوصفا خيرياً يساعد في تلبية بعض الاحتياجات ليس ذلك هو الهدف الذي نصبو اليه بل ان رؤيتنا تتعدى هذا الاطار الى بناء المؤسسات التي تحمي كرامة الانسان في ارضه ووطنه، وهذا عمل متواضع لهذه المنطقة التي تحملت الكثير أثناء الاحتلال وبعده، ورؤيتنا تتعدى هذا الإطار إلى بناء المؤسسات التي تحمي الإنسان وكرامته وندعوا الدولة إلى أن تأخذ دورها وتحضر إلى هذه المنطقة ولا يكفي أن يصطحبكم أمير قطر الشيخ حمد إلى هنا حتى تتعرفوا إلى الجنوب، وعليكم أن تزوروها بمفردكم وتروا حاجات أهلها ومعاناتهم، والتحدي أمام هذه الدولة والتي تبقى موازنات حكوماتها فقط لخدمة الدين العام وبعض الأجور، ويجب أن تتحول لخدمة المناطق النائية في مناطق الجنوب والبقاع والجبل وكل المناطق النائية.
وهنا من الجنوب لا بد من توجيه التحية إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي وقيادة الجيش وضباطه وعلى التصاقهم بالشعب والأرض والمقاومة، هؤلاء الذين قاتلوا بالسح الخفيف واللحم الحي ورأينا صورهم على الشاشات كيف تصرفوا بشجاعة فائقة في الدفاع عن أرضهم وعزة وطنهم وهم سيبقون كذلك إلى جانب المقاومة.
وان جئنا اليوم اليكم الى هذه الارض الشريفة الطاهرة الى جوار خلوات البياضة الى مرجعية الاجاويد والاتقياء والموحدين فإننا نأتي الى رؤية تلك العمائم والمناديل البيضاء التي اعتنقت في جذوتها ملاحم الوفاء والفداء والذود عن الارض والعرض والكرامة نأتي لنؤكد العهد والوعد بأننا قوم لا يستكون عن المجاهرة بالحق ولا يخافون من بشر مثلهم كي لا يتسلطون عليهم واننا سنمضي بدعاء البياضة الطاهرة للتلاقي مع المسجد الاقصى وكنيسة القيامة ومقام النبي شعيب عليه السلام، عندها فقط نكون احفاد سلمان والمقداد وابا ذر وعمار بن ياسر عندها تطمئن قلوب المعصومين فيأتي الخلاص المنتظر ويتحقق الوعد فتزهر الارض وتشرق الانوار وتنتصر الامة بحكمة قادتها المجاهدين والرؤساء الصادقين والرجال الاوفياء المناضلين الذي عاهدوا الله وما بدلوا تبديلا. حتى ذلك اليوم سيبقى تيار التوحيد تيار المقاومة الشريفة تيار الوطن والامة تيار الوحدة والتوحد والانصهار الوطني والقومي”.
0