اشار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الى ان “المقاومة اتخذت قراراً صعباً وقاسياً بعدم التدخل في المواجهة الاخيرة التي جرت بين الجيش اللبناني والعدو الصهيوني، ولهذا القرار اسبابه الداخلية اللبنانية والبعض في لبنان يتناغم والمنطق الاسرائيلي منهم عن دراية وآخر عن غباء”. واضاف “صعوبة اتخاذ القرار من قبل المقاومة امس جاء على خلفية عدم الربط بين الاحداث في الجنوب وقضايا اقليمية. والنتيجة الاهم في اشتباك امس انه لا ضمانة لاحد مع الاسرائيلي. في ظل تعاطف من عناصر دول اليونيفيل مع كيان الاحتلال”. ولفت الى ان “الصراع ليس فقط مع كيان العدو بل مع المجتمع الدولي وقرارته الجائرة بحقنا وغياب العدالة، واذا ما نفذ الاسرائيلي القرارات الدولية فإن مشكلته مع النظام الرسمي العربي تحل، ولكن ازمته مع الشارع العربي لن تحل كون الموضوع يتعلق بمسألة وجودية وعقائدية وانا من هؤلاء الذين لا يمكن ان اعترف بوجود الكيان الغاصب على ارض فلسطين التاريخية”.
واكد وهاب، في حديث ضمن برنامج مع الحدث من قناة “العالم” مع الزميل فؤاد الخرسا، الى ان “تصدي الجيش للاعتداء الاسرائيلي لا يحتاج الى مؤتمر حوار وطني حول استراتيجية الدفاع الوطني وهي بالمناسبة بحاجة الى بضع ضباط ذوي خبرة يضعون تصوراً عاماً وترفع الى وزير الدفاع الذي بدوره ينقلها الى مجلس الوزراء حيث تقر، وكل هؤلاء الجالسون حول طاولة مجلس الوزراء لا يفقهون شيئاً من الاستراتيجية الدفاعية وهم اصلاً لا يعرفون الجنوب لولا زيارة امير قطر المشكورة الى هناك. وما حصل بالامس من مواجهة بطولية خاضها الجيش اللبناني دون الحد الادنى من القدرات وخاض مواجهة مكشوفة دون دشم او تحصينات، يكشف ان الجيش اللبناني غير قادر على القيام بالمواجهة ضمن هذه الامكانات، وغير قادر على القيام بمعركة كبيرة بل على مواجهات ومناوشات محدودة”.
واشار الى انه “بناء على مقولة كيسنجر الشهيرة ان حرب المئة عام قد بدأت بين السنة والشيعة وهذا ما يحدث فعلاً، وحذار من هذه الفتنة في لبنان كما يحدث في العراق وافغانستان وغيرها”. وتابع “اغتيال رفيق الحريري اتى في سياق مشروع كبير، وفي حسابات الدول لن يبنى الاغتيال على اساس خلاف شخصي او مشكلة بسيطة بل يأتي في سياق مخطط كبير، وجاء اغتيال الحريري في سياق هجوم جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد على المنطقة، وربما توقف الزحف الاميركي باتجاه سوريا بعد غرقهم في وحول العراق وخوفاً من ان تفلت الامور من عقالها، ولكن كان الهدف اسقاط سوريا، ونظراً لتعثر المشروع الاميركي في المنطقة بدأ يتقدم المشروع الاسرائيلي، وما نشهده هو تقدم المشروع الاسرائيلي. وبهذا التحول يصبح الاستهداف مباشراً اكثر باتجاه حزب الله. وبذلك نتأكد ان الاتهام موجود وتحضر الاجواء لالباس التهمة الى متهم”.
واكد وهاب ان “الرئيس سعد الحريري روى ثلاث روايات للسيد نصرالله: الرواية الاولى منذ عامين ان عناصر اصولية قد نفذت الاغتيال بالتعاون مع المخابرات السورية. وهو اشار يومها الى ما عرف لاحقاً بمجموعة الـ 13 والتي سجلت حلقات من خلال صحيفة الاخبار. في الرواية الثانية ان بعض العناصر من حزب الله تخترقها المخابرات السورية. وفي الرواية الاخيرة ان هناك عناصر من حزب الله يخترقها مخابرات من الحرس الثوري الايراني بقيادة العميد قاسم سليماني، وهو من القيادات الايرانية التي تتابع ملف فلسطين والمقاومة الفلسطينية، وبعض المقاومات العربية. وبالنهاية فإن كل ما يلفق من اخبار هو كذب بكذب ولم يثبت اي رواية منها بل كانت اتهامات محض سياسية، وفبركة شهود زور، وبلمار اكذب من ميليس. ونحن ما كنا نطلبه سابقاً هو ان يوضع الاحتمال الاسرائيلي كخيار ممكن، انما اليوم فانه لدى السيد نصرالله من الادلة والبراهين والحقائق التي تظهر الكثير من الامور. واصلاً اغتيال الحريري يحمل دوافع متعددة ومنها خدمة للاصولية ربما. واي اتهام لعناصر من حزب الله هو مقدمة لاتهام قيادة الحزب بشكل متدرج”.
وختم ان “لبنان اهم من اي شخص ومنذ ست سنوات ونحن نعيش في مأتم دائم وهذا غير منطقي، والحكومة لا تستطيع التهرب من الوقوف عند موضوع الاتهام الى حزب بحجم ودور حزب الله، وهذا امر خطير جداً وليس عابراً، واليوم اكثر من نصف اللبنانيين ضد المحكمة التي هُربت في ليل وفي ظل مقاطعة وزراء احتجاجاً على استعجالها، نستنتج انه ليس هناك من قضاء عادل في ظل موازين القوى الدولية الحالية، ونحن نشكك بنتائج المحكمة كيفما كانت قراراتها”.
@