اعتبر رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب ان طائفة الموحدين الدروز قد مرّت في مرحلة صعبة وان هدف جميع قياداتها كان نبيلا في التفتيش عن سبل حمايتها وهي اقتضت منا جميعا افعال وردود افعال بحجم خطورة المشاريع الخارجية. وقال نحن لم نصنع دورا للطائفة وانما نحن حراس على دور الطائفة العروبي الذي شكل اساس وجودنا وديمومتنا وموقعنا وماضينا ومستقبلنا .
ودعا وهاب خلال زيارته منزل امين بو وادي في بلدة بتلون الشوفية وكان في استقباله رئيس البلدية وحشد كبير من اهالي البلدة الى ضرورة ترفع الجميع عن الخلافات السياسية فالناس هم بحاجة الى قدراتنا وليس الى خلافاتنا واصفا الوضع الداخلي الدرزي بالمثالي بعد ان توّحد بالكامل موقف جميع الفرقاء السياسيين ،وهم مدركين لخطورة الامور الآتية الى المنطقة ، وقال : اننا سنبقى في هذا الموقع الموحد والمثالي على الساحة اللبنانية بعد ان زال الخلاف السياسي الى غير رجعة واصبحت خيارات الجميع واضحة من ضمن خط العروبة التي حمتنا وستحمينا . واشاد وهاب بحديث رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط خلال المؤتمر الاغترابي ووصفه بأنه كلام سياسي اساسي ومهم واعتباره وثيقة سياسية داعيا الجميع الى العمل بموجبها .وتابع وهاب : نحن دور وليس حجم ،دورنا كبير في الوطن العربي من سلطان باشا الاطرش الى كمال جنبلاط الى كل القيادات الدرزية الاخرى الى دروز فلسطين المحتلة الى اخواننا في الجولان المحتل منذ 43 عاما والذين يقاومون الاحتلال الاسرائيلي ويصرون على هويتهم السورية والعودة الى وطنهم .واضاف وهاب : نحن دفعنا بهذا الاتجاه خلال السنوات الماضية وعملنا من اجله وليس دورنا ان نتقوقع وننعزل في بقعة جغرافية معينة لأن التقوقع هو بمثابة الموت بالنسية الينا .وبالاضافة الى تأكيده على موضوع الوحدة الوطنية شدد وهاب على الشريك المسيحي في منطقة الجبل والذي يتطلب منا جميع العمل والمساعدة على عودته لأن الجبل لن ينهض اقتصاديا وعلى كل االصعد الاخرى الا بعودة هذا الشريك . واعتبر وهاب ان الجبل فقد نصفه الآخر منذ اكثر من 27 سنة ونحن وكما الآخرين نصر بالطبع على تأمين عودة كريمة للمسيحيين ومستمرة وليس “ويك اند ” وانما اقامة يومية ودائمة كي نبني نحن واياهم مؤسسات للمنطقة وسياحة وثقافة وفن واجتماعيات والى ما شابه ذلك لأن هذه المنطقة لن تنهض دون عودة الشريك المسيحي لذلك علينا جميعا ان لا ننسى عودة هذا الشريك التاريخي . واشار وهاب الى انه وعلى الرغم من مرور فترات من الخلاف بيننا وبين الشريك المسيحي الا ان هذه الفترات يمكن اعتبارها قليلة امام الفترات الكبرى من التحالف .وقال : نحن تحالفنا مئات السنوات مع المسيحيين مقابل خلاف كان يحصل معهم لسنوات قليلة وكان عادة نتيجة تدخل العامل الخارجي . وتوجه وهاب للآخرين بالقول انه في العام 1982 تدخلت “اسرائيل ” وافتعلت فتنة الجبل ، والآن “اسرائيل ” تتدخل مجددا عبرما يسمى محكمة دولية لافتعال معركة ثانية في لبنان شبيهة بحرب الجبل . لذلك حذر وهاب من الوقوع في مثل هذه المعركة واصفا موقف الرئيس سعد الحريري تجاه سوريا بالممتاز وممتاز ان يؤسس على مثل هذا الموقف ودعا الى ضرورة تطويرهذه العلاقة مع سوريا كون هذا الموقف يحمي لبنان وسوريا ويحمي الجميع لما فيه مصلحة البلدين والشعبين .فالعداوة مع سوريا لم تكن كما اعتبر البعض منذ 6 سنوات مربحة ولكن الحمدلله اليوم ربما يوجد قناعة بأن الصداقة والتحالف مع سوريا والعلاقات المميزة معها هي الأربح.
وحول موضوع المحكمة الدولية اعتبر وهاب ان المحكمة آتية بحبل تريد ان تلفه على اعناق الشرفاء في هذا البلد ولكن سوف نقطع هذا الحبل قبل ان يستخدمه احدهم ولن نراعي احدا في هذا الأمر . واضاف : اليوم استمعت الى الرئيس الحريري وهو يقول روح رفيق الحريري لن تكون سببا في احداث فتنة في لبنان وهذا تطور ايجابي يجب ان نؤسس عليه وليس على الغوغائية في تحريض الشارع او الحديث وكأن المحكمة شيء منزل من السماء فهذه المحكمة يوجد فيها قضاة يفتعلون ويسوقون اتهامات ولدينا الكثير من الوثائق التي تدين هذه المحكمة وسوف نعلنها في الوقت المناسب .ونوّه وهاب بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تحدث عن اقحام المواطنين في معارك سياسية في حين هناك امور اخرى تتطلب المعالجة مثل موضوع الخدمات التي يتوجب على الدولة الانصراف له بعد مرور 6 سنوات على عدم الاهتمام بهذا الملف الحيوي مقابل الهاء الناس في صراعاتنا السياسية واضاعتهم عن مطلبهم الاساسي وهو مصلحتهم وواجبات الدولة تجاههم لذلك دعا وهاب الى ضرورة التخلص من هذا الصراع الكبير الذي اتى به المشروع الاميركي الى المنطقة منذ احتلال العراق وحتى اليوم .وقال وهاب : هذه الدول تعمل دائما من اجل مصالحها وهذا ما بينته الأحداث خلال السنوات الماضية عندما تبيّن للبعض كيف باعتهم هذه الدول عندما تعاملوا معها في العم 1982 وعندما تعاملوا مع الاطلسي او خلال اتفاق الطائف فلنعمل نحن ولو لمرة ان نفكر بطريقة لبنانية وعربية صرفة بدون مصالح هذه الدول الكبرى .
وتطرق وهاب الى موضوع الانماء في منطقة الجبل وكشف عن اهتمام بالغ يقوم به بالتعاون مع جنبلاط والآخرين لبذل اقصى جهد مع دوائر ووزارات الدولة في كل المجالات من اجل مواجهة هذا الحرمان الذي نعيشه منذ ما قبل وما بعد استقلال لبنان فيما لا احد يدّعي انه يستطيع ان يكون بديلا عن الدولة ولكن نحن قادرين ان نساعد في الكثير من الامور حسب قدراتنا وامكانياتنا وعلى حث الدولة على القيام بدورها الانمائي بدل من اعتبار لبنان وكأنه سوليدير والعمل فقط على الطرقات التي توصل الى سوليدير ولكن ليس هذا هو لبنان الذي توجد فيه مناطق اخرى محرومة وهي تمتد من عكار الى اقليم الخروب الى الجنوب الى الجبل الى البقاع . وختم وهاب بالاشارة الى بعض الاصوات التي بتنا نسمعها اليوم وهي تدعو الى دعم الزراعة والصناعات الخفيفة الجبلية من اجل تحقيق الانماء المتوازن ولكن هذا الأمر يتطلب بعض الوقت من اجل تحقيقه ولا يمكن تحميل تقصير الدولة للأحزاب او للأفراد او للفئات ولا يستطيع احد ان يأخذ مكان الدولة وعندما تطالب هذه الدولة بحقها عليها في المقابل تأمين حقوق المواطنين لذلك اعتبر وهاب ان المعركة هي كيف يمكن تحويل مؤسسات الدولة الى مؤسسات قادرة ان تقوم بدورها من اجل تأمين خدمات الناس .
*