أكّد رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب على المشكلة التي بدأنا نعاني منها جميعا، والتي تتمثل في غياب المصداقية عند اليونيفيل والمحكمة الدولية وأيضا في قرارات مجلس الأمن التي بدت غير حريصة عللا السلم والأمن الدوليّين، وعلى مصالح جميع الدول المنضوية تحت لوائها، بعد أن أصبحت جميع هذه المؤسسات الدولية تعمل بتوجّهات من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
واعتبر وهاب ضمن برنامج “صباح العالم” مع الإعلامية مهى شمس الدين على شاشة الـ”أن.بي.أن” أنّ من يؤيد اليونيفيل اليوم دون أن يبدي أي تحفظ على مهمتها في الجنوب يكون ضد مصالح الدولة اللبنانية، خاصة بعد أن اعترف قائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب بجملة من الأخطاء اقترفتها هذه القوات في الفترة الأخيرة.
وتابع وهاب: لو كان هناك دولة تحترم نفسها لما أعطي الحق لسمير جعجع في إطلاق المواقف التي تصب جميعها في خدمة المشروع الإسرائيلي، خاصة وأن هناك من يراهن اليوم على ضربة إسرائيلية محتملة لحزب الله من أجل تمرير مشروع التوطين والتقسيم.
وهذا ما بدا واضحا على حد تعبير وهاب، بعد البيان المشترك بين أوباما ونتنياهو الذي وللأسف لم يسلّط الضوء عليه كافياً من قبل وساءل الإعلام اللبنانية، حيث اتفق الطرفان على إلغاء حق العودة، وهذا يعني برأينا تكريس التوطين.
وقال وهاب: بعد هذا كله نتفاجئ بالإشارة التي بتنا نسمعها كل يوم بالمجتمع الدولي الذي لم يقدم شيئا للبنان منذ احتلال أرضه من قبل “إسرائيل”، لذلك اعتبر وهاب انه لو كانت الدولة بالفعل”أبو ملحمية” كما وصفها جعجع، لكان الأخير اليوم مسجونا داخل القضبان، لأنه يريد وغيره أن يسيّد العصر الإسرائيلي مجددا في لبنان، فمن كان مع الدبابة الإسرائيلية في العام 1982، من الصعب علينا أن نصدّق بتغيير “جناته” لنطلق عليه اليوم صفة الوطني، ومن قام بقتل دولة الرئيس رشيد كرامي وغيره من الرموز الوطنية، ومن بنى زعامته على جماجم المسيحيين، لا يحق له أن يعطي دروسا في الوطنية والهجوم على الآخرين.
وعن موضوع المحكمة الدولية، جدد وهاب موقفه من المحكمة واعتبرها محكمة تزوير ونصّابين، وقال لو اعترف بها العالم كله، فلن أعترف بها ولن أمثّل أمامها. ودعا وهاب المحكمة إلى استدعاء شاهدي الزور أمثال جعجع، الذين أدخلوا البلاد طيلة 4 سنوات في عداء مع سوريا، واعتدوا على كرامات الضباط الأربعة، وأهانوا الناس بتلفيق تهم بحقهم دون أي دليل يذكر. ووصف وهاب المحكمة بأنها “إسرائيلية” بقرار تشكيلها وعملها وتحقيقاتها ونتائجها. وهذا ما جاء يؤكّد كلام أشكينازي، لذلك اعتبر وهاب أن من يشك بأن المحكمة إسرائيلية هو بحد ذاته إسرائيلي، ولن نترك بلدنا لقمة سائغة بفم الإسرائيلي مهما كلّفنا الأمر من أثمان. فالمقاومة ، تابع وهاب ، هي كرامتنا وعزتنا وهي التي يعتمد عليها في كل العالم العربي.
وتوجه وهاب لرئيس الحكومة سعد الحريري بالقول:” أنا أراهن على عقلانية الرئيس الحريري وعقلانية الملك عبد الله الذي أبدى حرصا واضحا على لبنان خلال القمة العربية المؤخّرة، وربما أزعج بموقفه بعض الأوساط في الداخل الذي لم تحبذ ما قام به الملك عبد الله تجاه سوريا ولبنان.ووضع وهاب الرئيس امام مسؤوليته التاريخية واعتبره بانه يعرف اكثر من غيره بسيناريو المحكمة واسماء المتهمين واهدافها، لذلك دعا الى وقف أي تعامل مع المحكمة الدولية، بعد ان تحول مشروعها للاعتداء على البلد وتدميره، وعندئذ سيكون الرئيس الحريري بما لديه من السلطة والاموال وسوليدير الخاسر الاكبر. وقال وهاب: ما نطمح اليه مع الرئيس الحريري ان يكون زعيم ليس فقط لجزء من طائفة وانما زعيم وطني وهذا يترتب عليه بالطبع اتخاذ موقف وطني وان يتحلى بالجرأة اللازمة لما فعل من قبله النائب جنبلاط لأنه لو اجتمعت كل الاساطيل وجيوشها، سيبقى لبنان بمقاومته التي عندها من الادارة الكافية التي لا تلين.
فمن قتل الرئيس الحريري اضاف وهاب، هو الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش ومشروعه للمنطقة مع المحافظين، والرئيس الحريري قتل في اطار مشروع احداث فتنة في المنظقة.
على صعيد آخر حذّر وهاب من اعمال النهب البحري التي تمارسها شركة سوليدير التي تحاول التلطي وراء انشغال الناس بالصراعات السياسية والهائها عن موضوع النهب الحاصل وادخال الكورنيش البحري في قلب المدينة، وتساءل وهاب من اعطى الحق بالغاء الواجهة البحرية معتبراً ان ما تقوم به سوليدير خطير جداً ولا يجوز السكوت عنه.
وعن علاقته بجنبلاط اعتبر وهاب ان هناك من حاول وضع الدروز في المواجهة ، ولكن الدروز رفضوا هذا الامر، ونحن لن نسمح بذلك ولدينا الوعي الكافي كي لا نسمح لأحد ان يدخلنا في حروبه، فالوزير جنبلاط اليوم هو في موقع الحليف لسوريا وحزب الله والرأي العام الدرزي هو بالطبع في هذا الجو.
واضاف وهاب: الوزير جنبلاط متحمس وخائف مما هو آتي وهو لم ينتقل من موقع الى موقع آخر كي يتهمه احدهم بالهجوم على الموقف الآخر وجنبلاط يدرك حجمه وحجم الآخرين، وكان محق عندما اعتبر بأنهم كانوا ادوات في المشروع الاميركي، عكس البعض الآخر، ممن تناسوا قضايا الناس وهو مهم وابدوا اهتماماً اكثر بالقضايا الدولية. فبدل ان يتوهم النائب السابق فارس سعيد بأنه يدير لعبة العالم ولعبة المنطقة، فليتواضع قليلا ويهتم اكثر في قرطبا التي تعاني من الحفر والخنادق، فمن كانت ضيعته آخر همه من الطبيعي ان يصبح لبنان هو ايضاً آخر همه.
وفي موضوع علاقات بعض السياسيين المستجدة مع سوريا، اشار وهاب الى حقيقة ان سوريا عندما تعادي لا تخفي عداوتها وعندما تصادق تصادق بالعلن. وهي صادقت بالفعل الوزير جنبلاط الذي اصبح قريب جداً من سوريا.
وعن علاقة الرئيس الحريري بسوريا، اعتبر وهاب ان الحريري صاغ علقاة جيدة مع الرئيس الاسد ولكن أي علاقة جيدة هي تحتاج الى تطوير عبر الاداء، وكل ما كان اداء الحريري فيه من الحرص على السلم الاهلي وسلاح المقاومة وعدم المساومة على لبنان ضمن لعبة الدول كل ما كانت علاقته جيدة بسوريا.
فهذه الطريق هي وحدها القادرة على حد قول وهاب في التوصل الى تحقيق الامان السياسي.
وكشف وهاب خلال المقابلة عن زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الاسد الى لبنان، وهو الذي زار لبنان سابقاً في عهد الرئيس اميل لحود عبر مطار بيروت للتأكيد على استقلال لبنان وسيادته, وقال وهاب: على لبنان اليوم ان يكون جزء من مشروع عبقري يقوم به الرئيس الاسد على مستوى المنطقة، بعد ان حوّ تركيا التي كانت على عداء مع سوريا الى حليف لها من ضمن منظومة تمتد من طهران الى انقرة الى دمشق. وهي تحاول ملء الفراغ الذي تركه فشل المشروع الاميركي في المنطقة. فعلى لبنان، اضاف وهاب، ان يفتش عن مكان له في هذه المعادلة الاقليمية الجديدة، داعياً السلطة التنفيذية الممثلة برئيس الجمهورية والحكومة الى ادراك مثل هذه المتغيرات والعمل على وضع لبنان على خارطة هذه التحولات والتعويل كثيراً على زيارة الرئيس الاسد للبنان، بدل من الزيارات اتي يقومون بها الى بنغلادش او تونس وغيرها من الجولات الاخرى التي لا تضع لبنلن على الخارطة الدولية.
كما دعا وهاب الرئيس سليمان ان يركز مع الرئيس الاسد على ضرورة عقد المجلس الاعلى اللبناني- السوري من اجل اخذ قرارات هامة وتفعيل الاتفاقات المشتركة والبحث في كيفية ادخال لبنان في هذه اللعبة التي تتشكل على مستوى المنطقة، مشيراً الى ان الرئيس الايد واضح في مواقفه ولا يوجد عنده مشكلة مع أي لبناني الا من تربطه علاقة مع ” اسرائيل”، وهذا الامر يحدده اللبناني وليس الرئيس الاسد، الذي كبّر من لعبة سوريا في المنطقة واذا ما ادرك لبنان هذا الامر فسندفع الثمن.
ولدى سؤاله عن الزيارة المرتقبة للرئيس نجاد الى لبنان، اكد وهاب وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب لبنان عندما تركه الكثيرون من العرب، واشار الى ان جنوب لبنان ما كان ليحظى برعاية احد من الدول العربية باستثناء الرئيس حافظ الاسد الذي اهتم بأدق تفاصيل المواجهة مع ” اسرائيل” بالاضافة طبعا الى الدعم الايراني التي دعمت المقاومة وما زالت، هذا فضلاً عن اهتماماتها التي تصب على انماء الجنوب والذي نأمل ان يمتد هذا الانماء الى قرانا في الجبل. فما لم يفعله السنيورة الذي يعمل حالياً سكرتيرا لدى جعجع من اجل تسويقه في دول العالم قامت به ايران مشكورة.
لذلك انتقد وهاب موقف الحكومة من العقوبات على ايران وقال: كنت اتمنى ان يرد لبنان الجميل لايران بتصويته ضد العقوبات في مجلس الامن، ولكن يبدو ان الاميركي طلب من الرئيس الحريري التصويت الى جانب العقوبات وهكذا حصل، ولكن كان من الافضل له ان يبيع الموقف لايران من اجل لبنان.
ورحب بزيارة وهاب الرئيس نجاد المرتقبة الى لبنان واعتبر ان لزيارته ستكون لها نتائج ايجابية وعسى ان يكون لبنان قد جهّز حلفه للحصول على الدعم الايراني في كثير من المجالات مثل المحروقات خاصة وان ايران بدأت تصنع اليوم السيارات والخليوي والادوات الكهربائية وغيرها.
وعن السجال الحاصل حالياً حول الحقوق المدنية للفلسطينيين ايّد وهاب اعطاء الحقوق المدنية والانسانية للفلسطينيين من دون ان نمنحهم الجنسية، او المشاركة في الانتخابات او الدخول الى الجيش واعتبر ان من حقهم ممارسة عملهم السياسي كي يبقوا مصدر ازعاج دول العالم ريثما تحقيق عودتهم الى فلسطين المحتلة.
وتابع وهاب: علينا جميعاً ان يكون لدينا الجرأة الكافية لمناقشة هذا الامر والعماد عون ليس ضد الحقوق الضرورية للفلسطنيين. واعتبر ان الرئيس الحريري هو الاقدر ان يناقش الامر مع كافة الاطراف والامر لا يناقش على شاشات التلفزة من خلال البيانات والعنتريات التي تطلق بين حين وآخر.
وعن كلامه حول تغيير مرتقب للحكومة، اعتبر وهاب ان اداء الحكومة صفر ولكن هناك وزراء جيدين امثال الوزراء حسين الحاج حسن، محمد خليفة، ابراهيم نجار، سليم الصايغ، زياد بارود، الياس المر، غازي العريضي على الرغم من القرصنة المالية التي تمارسها ضده وزيرة المال ريا الحسن. واعترف وهاب انه لو كان عندنا جميعاُ مشروع اقتصادي اجتماعي بديل لكنا قد طلبنا من الناس التمرد على هذا الواقع الاليم.
وكشف وهاب عن مشكلة في قوى الامن الداخلي، تجلت في عدد من الاحداث وآخرها اعتداء ست دركيين على شخص في المستشفى، وقد تم تصوير هذا الامر من قبل نقابة المستشفيات وتسليمه للوزير خليفة. لذلك اعتبر وهاب ان هناك وزراء ناجحين ولكن حكومة فاشلة ونحن ضد عزل احد. ويبدو ان المحكمة الدولية هي المستعجلة على تغيير الحكومة التي ربما تكون اولى ضحايا هذه المحكمة.
ولمس وهاب جدية للعمل عند وزير البيئة وتساءل عما يقوم به النائب فتوش الذي قضى على الجبل بأكمله من خلال الحفريات التي يقوم بها، وهذا الامر له علاقة بالطبع بالهواء الذي نتنشقه والمياه التي نشربها، ولكن عندما تكلمنا بهذا الموضوع تبرع المطران اندريه حداد للدفاع عنه محولاً القضية من مشكلة كسارات الى احداث فتنة طائفية وهذا ما لا نسمح به، فنحن متمسكين ، ختم وهاب، بتعزيز الوجود المسيحي في الجبل حفاظاً على مبدأ الشراكة.
0