أشار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب إلى أن “هناك مخاطر كبيرة تتهدد الوضع العام في البلد، إذ انه وبالأمس تحدث (جيفري) فيلتمان عن مبلغ مالي وُزع في لبنان لتشويه سمعة المقاومة بعد الانتصار في حرب تموز، والآن هناك مبالغ أخرى رصدت تحت شعار ما يسمى بـ”المحكمة الدولية”، ولكن مصير هذه المبالغ المرصودة سيكون كما مصير المبالغ السابقة التي رصدت لعملية التشويه، ولذلك نحن الآن، كقوى سياسية في منطقة الجبل خاصةً، متعاونون لتجاوز أي مخاطر ناتجة عن المحكمة أو عن أي عدوان إسرائيلي محتمل، انطلاقاً من موقعنا العربي وهو الذي يحفظنا ويسمح لنا بتجاوز المخاطر”.
وأضاف وهاب، خلال حفل تكريم أقيم على شرفه في منزل الناشط السياسي خالد خداج في بلدة كفرمتى بحضور عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما، مسؤول جبل لبنان في حزب الله الحاج بلال داغر، عضو مسؤول التيار الوطني الحر في عاليه عماد مكرزل وعضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني فادي حداد، رئيس دير سيدة شملان الأب أنطوان ضو، رئيس بلدية كفرمتى المحامي حسين الغريب، مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي في كفرمتى، الخبير الاقتصادي غالب أبو مصلح مختار كفرمتى شوقي حداد، أعضاء اللائحتين اللتين تنافستا في الانتخابات البلدية الأخيرة في البلدة، وفد من تيار المجتمع المدني المقاوم، حشد من الأصدقاء والمواطنين، وكانت مناسبة لاستكمال المصالحة في بلدة كفرمتى، إلى أن “موضوع المهجرين ما زال جرحاً نازفاً، وما يمكننا تسميته بالجناح الآخر الذي رحل عن الجبل في ظروف معينة وترك جناحه الآخر مقيماً على هذه الأرض، فإن الجناحين قد تضررا من هذه الحرب المشؤومة، ويجب أن يكون لدينا جميعاً جرأة المصالحة الحقيقية والثبات في هذه المنطقة والأرض والتفاعل بيننا عليها، لأن كلمة العيش المشترك كلمة قليلة على ما هو تاريخي بين جناحي الجبل، المسيحيين والدروز، وهذا الثنائي هو الذي أسس وحمى لبنان”. وتابع “المشكلة الاهم اليوم هي في كيفية تأمين مبالغ إعادة الإعمار لهذه المنطقة، وهناك مشكلة مالية كبيرة، ما يستوجب أن يكون هناك حل عادل لمسألة التعويضات المالية، وهي تستأهل ان نتنازل عن بعض التفاصيل لتسهيل العودة، مع زيادة حجم التعويضات، ويستوجب إرضاء كل المتضررين بعدالة وهم كثر بين أبناء هذه المنطقة”.
وأشار إلى أنه “من تبعات الملف الاقتصادي الاجتماعي أننا لن نستطيع تقديم أي شيء للناس دون ان نتعاون جميعاً كقوى سياسية واجتماعية وجمهور، ونحن مقبلون على معركة اقتصادية اجتماعية، والأزمة هي هي ما زالت تراوح مكانها وان تغيرت الأوجه منذ عقود، إذ أن المسألة الاقتصادية لم تتغير، وهناك ضرورة أن تتكاتف كل القوى الديمقراطية والتي لديها قواعد شعبية من اجل لعب دور كبير في المعركة الاقتصادية الاجتماعية الآتية”. ودعا النائب وليد جنبلاط “من كفرمتى إلى أن يلعب دوراً أساسياً في هذه المعركة، ونحن كأبناء الجبل نعاني من مشكلة حقيقية تنعكس علينا أكثر من المناطق الأخرى بعدما تعرضت منطقتنا للنتائج المباشرة للحرب الأهلية وذلك لعدم وجود إنماء حقيقي وفعلي ونعاني من ارتفاع نسب الفقر والحرمان، رغم أن بعض الوزارات تساهم في حل بعض المشكلات مثل وزارة الأشغال ولكنها تبقى مبادرات فردية لا تصنع حل فعلي رغم أهميتها، ولكن يجب أن يكون هناك مشروع متكامل لخوض المعركة الاقتصادية الاجتماعية بشكل ديمقراطي”.
وانتقد وهاب كيفية مرور “الموازنة من أمامنا وهي تعتمد الأسلوب ذاته في استهداف جيوب الفقراء، وتعطي كل ما تحتاجه هذه الطغمة الرأسمالية الحاكمة والمتحكمة، وتعمل على حماية الشركات الاحتكارية الكبرى، وتغفل حماية المواطن. وتخلوا الموازنة من أي خطة جدية للإنماء المتوازن وإنماء الريف ووقف الهجرة”.
وأشار إلى أن “الإخوان العائدين إلى قرى الجبل قد اضطروا إلى ترك قراهم ولكن كلنا مهجرون في قرانا وبلداتنا ومنازلنا، لأن الفقر والبطالة وغياب المؤسسات شكل من أشكال التهجير، وادعوا للقيام بعمل يومي من قبل النخب في المناطق لبلورة مشروع اقتصادي اجتماعي. هذه مسؤولية كل القوى السياسية من اجل نهضة مجتمعنا من هذا الواقع”.
ولفت إلى “أننا ونحن على أبواب شهر تموز، وكل الحاضرون هنا، قد تخرجنا من مدارس العروبة والمقاومة، وقضية فلسطين هي بوصلتنا، وبعد هذا العمر لسنا مستعدين لتغيير قناعاتنا، وكل من يقترب من هذه العناوين يكبر وكل من يبعد عن فلسطين يصغر. اليوم هذه معادلة دول وأفراد، واكبر مثال هو الدور التركي المتجدد كيف انه عندما اقترب من فلسطين كبر دوره، وعندما بعض العرب ابتعدوا عن فلسطين بدأت تصغر أدوارهم. نحن اليوم أمام مرحلة ظاهرها هدوء ولكن في المضمون هناك مخاطر كبيرة ومن هنا كانت كل الجهود تنصب في الجبل لحماية موقعنا، وهذا كل ما قمنا في الأمس القريب عبر حفظ الموقع التاريخي، ونحن الآن مطمئنون إلى موقعنا وتمركزنا السياسي”.
وختم بالترحيب بالجميع “في منزل الرفيق خالد خداج وهو بيت للجميع، وأرحب بكل أبناء المنطقة وبالتحديد أولئك الذين كانوا على تنافس انتخابي فيما بينهم في الانتخابات البلدية ولكنه تنافس رياضي. ونحن نعتبر انه ليس هناك من رابح أو خاسر في الانتخابات، إنما المهم أن تربح بلدة كفرمتى، وينطبق عليها مثل تلميذ المعلم سقراط حين جاءه قائلاً: يا معلمي أريد أن احكم أثينا. فسأله سقراط عن سبب ذلك؟ فأجاب: أنني أفضل من كل حكام أثينا. فرد سقراط: ليس مهماً أن تكون أفضل من حكام أثينا بل أن تكون على قدر مشاكل أثينا. وأتمنى أن تكون البلدية الجديدة برئاسة الأستاذ حسين الغريب على قدر المهمات المنتظرة لها، وكفرمتى بحاجة ماسة إلى كل دعم وهي البلدة التي دفعت بالإضافة إلى كل قرى المنطقة الثمن الغالي والأكبر خلال الحرب الأهلية وما زالت حتى اليوم تدفع هذا الثمن”.
من جهته رحب صاحب الدعوة خالد خداج بالوزير وهاب وكل الحضور وقال “أن اللقاء هو تكريس لجو المصالحة بحضور احد ابرز النجوم السياسيين حالياً معالي الأستاذ وئام وهاب، في لقاء يجب أن يعمل على الإضاءة ملفات الاقتصادية الاجتماعية بعيداً عن الخلافات السياسية الحادة التي تجاوزها الواقع السياسي المستجد إلى آفاق رحبة وواسعة. وانطلاقاً من الموقع السياسي المتحصن خلف المقاومة تستوجب دعوة جميع القوى السياسية إلى التوجه ناحية هذه الملفات المعيشية في بلد تبلغ فاتورة الكهرباء والمياه والهاتف فيه أرقاماً قياسية”.
كذلك رحب مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في كفرمتى شهين الغريب بالحضور، مشدداً على أن “وحدة الموقف السياسي تاريخياً يجمعنا في مواجهة عدو صهيوني واحد، وكانت لنا صولات وجولات معاً في مواجهته حين اجتاح لبنان”. وختم “نحن معاً في خدمة القضايا الحياتية في سبيل أبناء مجتمعنا”.
كذلك ألقيت قصائد شعرية لكل من الشاعر عادل خداج والدكتور غالب نور الدين.
0