أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ان “محاولة تصوير الفلسطيني وكأنه فوق القانون أو قاطع طريق أو إرهابي، هو أمر عنصري ويؤدي إلى توتير الأمور وليس إلى تهدئتها. وان هذه السياسة المتبعة مع الفلسطينيين هي التي تحوّل المخيمات إلى بؤر إرهابية، حتى المنظمات التي ترفض الإرهاب كالإخوة في الجبهة الشعبية، وينسقون مع الأجهزة الأمنية المختصة في الدولة، لكنهم في النتيجة غير قادرين على ضبط الوضع في المخيمات إذا ما استمرت الأمور هكذا، والتي قد تتحول مع الوقت إلى ملاجئ إرهابيين إذا ما استمر هذا الظلم اللاحق بها”.
وأضاف وهاب، بعد استقباله مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز مصطفى، إلى أن الأمر “بحاجة أن يعالج بهدوء، لان الفلسطيني تحت القانون وليس فوقه ويخضع للقوانين اللبنانية وهم أصلاً لم يطالبوا بغير ذلك يوماً، ولسنا بحاجة إلى شعار جديد كي نحرض الناس عليه. وباختصار: هناك مشكلة قائمة اسمها الواقع الفلسطيني المأساوي في لبنان، ما هو الهدف من الضجة: معالجتها أم مفاقمتها؟ بكل أسف ما يحدث اليوم يفاقم المشكلة ويجعلها مستعصية وقد تطال الجميع”.
وتابع “إذا ما وافق الفلسطينيون على التوطين فإنهم يفقدون مبرر وجودهم. نحن ضد التوطين بكل أشكاله ووجوهه ومع عودة الفلسطيني إلى فلسطين وضد أن يبقى أي منهم في أي مكان من العالم دون أن يعود إلى بلاده”. وأشار إلى أن “لبنان لا يتحمل التوطين سياسياً وأخلاقياً واقتصادياً وأكثر من ذلك لا يمكنه الاحتمال مذهبياً وطائفياً، وهذا الأمر مرفوض بالكامل ولكن ذلك لا يعني أن الفلسطيني لا يحق له ممارسة عمل سياسي، وهو أصلاً لا يمكنه أن يستكين دون عمل ونضال حتى يتمكن من العودة إلى بلاده وإذا ما بقي دون نضال فإن الإسرائيلي يرتاح ويبقى الوضع على ما هو عليه”.
وتمنى على الرئيس سعد الحريري “الذي يستطيع بصلاته مع كل الأطراف وبعلاقاته صياغة مخرج ما لهذا النقاش، وهو رئيس للحكومة، ويستطيع نقاش الموضوع بهدوء بعيدا عن المزايدات الفارغة. وهذا التصعيد اليوم لا مبرر له، والجميع منفتحون على النقاش والحوار”.
وتابع وهاب أن “البحث قد تم حول الوضع الفلسطيني في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة خاصةً وإننا نلحظ أن الإسرائيلي يحاول من خلال حصاره لغزة تحويل الأنظار عن القضية المركزية وهي قضية القدس. وهناك محاولات حثيثة لتهويد القدس وزرع المستوطنات فيها ومحاولات هدم المسجد الأقصى. وما يجري في غزة بحقيقته بالإضافة إلى عملية التجويع التي تمارس هو عملية مكشوفة لصرف الأنظار عن موضوع القدس، بينما المطلوب موقف عربي وإسلامي واضح من موضوع القدس وهو يبقى الموضوع الأساس”.
مصطفى
من جهته أكد أبو عماد رامز أن “الزيارة كانت في إطار تقديم التحية لمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس تيار التوحيد، وهذا التيار الذي شكل علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية منذ تأسيسه، وما تحمله التيار ورئيسه هو محط اعتزاز وفخر، وله من كل الشعب الفلسطيني التحية”.
وتابع “كانت مناسبة لوضع الإخوة في التيار في نتائج مؤتمر العام للجبهة وفي إطار وضعهم في الأجواء السياسية الفلسطينية من مصالحات داخلية، وما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات تصفية، من التهويد والاستيطان انطلاقاً من القدس والضفة الغربية مع الاستمرار في حصار غزة، وهذا الأمر مدعاة إلى توجيه دعوة للجميع لحشد الطاقات في سبيل مواجهة هذه الأخطار. وفي ظل الاستكانة والتماهي الكبير الذي تمارسه معظم الأنظمة العربية مع المشروع الإسرائيلي والأميركي”.
وأشار إلى أن “القضية الفلسطينية وحق العودة في خطر، وما يطرح عن موضوع الحقوق الفلسطينية وحق التملك فإنه للأسف قد خرج عن سياقه الطبيعي وخلق حالة من الجدل والنقاش”. وأضاف “الفلسطيني الذي يعيش في لبنان منذ ستة عقود يطالب بأن يكون كل الشعب اللبناني مع قضيته ولا نريد أن يكون هناك خلافاً عميقاً في الداخل اللبناني وان يكون الملف محط سجال ومزايدة لان الموضوع لا يحتمل. وهناك مسألة بسيطة وهي أن الفلسطيني قد اقتلع من أرضه منذ 62 عاماً ونتمنى على الإخوة اللبنانيين أن يمنحوا الفلسطيني الحد الأدنى من الحياة الكريمة وعلى الأقل تملك شقة”.
وأردف “ما نسمعه عبر وسائل الإعلام يأتي خارج السياق، مراراً وتكراراً نحن ضد التوطين بالمطلق، إن كان مقنع أو غير مقنع، ومن الفلسطينيين من يبحث حقاً عن جنسية أخرى وإذا ما منح بعضاً من حقوقه المدنية فإن ذلك يعني إزالة المخاوف من التوطين أو الحصول على الجنسية اللبنانية”.
ونبه إلى أن “التوطين ليس فزاعة بل هو مشروع قائم في الأوساط الأميركية والإسرائيلية والأوروبية، وهم يتحينون الفرص لتطبيقه وشطب حق العودة نهائياً، ونتمنى على الإخوة اللبنانيين عدم اعتبار الفلسطيني قد جاء ليأخذ مكان أخيه اللبناني على الإطلاق، نحن أشقاء وأبناء امة واحدة ونشكر الشعب اللبناني على كل ما قدمه للقضية الفلسطينية”.
وختم أن “مهلة الشهر التي أعطاها الرئيس نبيه بري للنواب لمعالجة وإقرار حقوق الفلسطينيين، نقول لهم أننا قد صبرنا ستة عقود ونستطيع أن نصبر شهراً آخر، ولكن علينا أن ننبه إلى خطورة حشر الفلسطيني في الزوايا الحادة وهذا ما لا نتمناه على الإطلاق، ولا يجوز للدولة أن تطلب منا الواجب وتتغاضى عن حقوقنا، نحن جاهزون لكل التسهيلات بل أننا تحت القانون ولكن علينا أن ننبه، وندعوا إلى قيام طاولة حوار فلسطينية – لبنانية تناقش كل المواضيع دون تردد أو خوف”.
0