برعاية وحضور رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب اقامت مدرسة الضياء في برج البراجنة الاحتفال السنوي لها، وتخلل الاحتفال كلمة للوزير وهاب قال فيها:
للذاكرة المدرسية في جعبتي الكثير، مما أختزنه من لحظات كانت تلامس في جوهرها، حوافز تدفعني للإجابة عن أسئلة شكلت إمتداداً يتصاعد بحد ذاته، لليوم الذي نحن فيه، للواجب الوطني، حيث ما زالت تراود عقلي، ودفعت بي نحو خوض الصراع السياسي علنا نبني حُلم الأجيال بوطن تسوده العدالة والقوانين، وتحفظ فيه الحقوق والواجبات، وتتجه نحو فعل الإرادة الحرة،المنبعثة من جوهر إيماننا، إلى رحاب الإنعتاق من التبعية والوصاية، وسيادة الدولة القوية والقادرة على صيانة شعبها، وصياغة نظامها بما يتناسب مع روح العصر، وتطور العلوم، إلى دولةٍ تتساوى في تطلعاتها نحو بناء الإنسان، على أسسٍ خارجة عن جدران الطوائف، وتجاذبات المناطق، وفقدان السيادة، هناك حيث نظام ومنهج تربوي موحد، وطبابةٌ، وضمانات مجانية، تُعطى لجميع الناس العاملين في قطاعات الإنتاج المتعدد: فكراً وغلالاً وصناعة، وحفظ حقوقهم في سن التقاعد، وعالم الشيخوخة، الى دولةٍ، قائمة على نظام إنتخابي جديد، عماده النسبية، إلى حيث يُصبح الإنتماء للوطن فوق الإنتماء للقبيلة والمذاهب ومن بيدهم سلطان القرار، إلى حرية الرأي والمعتقد، بدل اللحاق بموروثات الإستعمار من ألقاب مخلوعة هنا وهناك، تجثمُ على صدورنا منذ مئات السنين، فتحولنا قطعاناً بشرية تُساق الى حيث لا قدرة لها على الرفض والممانعة، إلى دولة يُصبح فيها الإنسان سيداً على ذاته، حراً بإرادته، إنسان يحمل على كتفيه أعباء المواجهة، وبين كفيه سلطان القرار، وعلى جبينه أكاليل من المجد التائق لتحقيق وبلوغ الأهداف والأغراض الوطنية والقومية العليا…
أيها السادة،
تلك كانت المعاناة ومازالت، ولو بشكل بدأت تتغير فيه حكايات الإستزلام والإرتهان، حيث إنتصبت على منحنيات دروبنا وقرانا، هامات الرجال الواعدة، الآتية من رحم الأمة ووجدانها النابض، المؤمنة بقضيتها العادلة والشريفة، والتي حملت على منكبيها الوعد الصادق بقيامة الإنسان الجديد، والوطن الجديد، ورسم جغرافية المنطقة من جديد، بما يتناسب مع المبادىء والقيم في أحقية القتال، لسحق ذاك التنين السرطاني الصهيوني، وكل اذنابه الموتورين من أنظمة الخزي والعار والتآمر…
أولئك الرجال، الذين تساءلوا لمرات ومرات، من جلب علينا هذا الويل؟ ولماذا التسليم بكل أمر مفعول؟ وأين يكمن الخلاص؟ وبالرغم من كل ذلك لماذا تُشرق علينا الشمس صبيحة كل يوم؟؟؟
ويلُنا أيها السادة، تراكم منذ عهود الإستعمار والإنتداب، حيث بذور الفتنة والتقسيم والتفرقة، وويلنا من الأنانيات التي تربينا عليها: شهوة الذات، وشهوة السلطة، وشهوة الرياسة، وشهوة الزعامة،وكره الآخر، والخوف من الآخر، وكأننا نُقيم في دويلات خارجة عن روح المواطنية والإنتماء،وروح الأخوة والمحبة والبناء، وروح الديانات التي ما عرفت الاّ إلاه واحداً لا شريك له دون سواه…
ويلُنا إسقطناه يوم التقطنا ثقافة الوطن بكاملها، وطن الأباء والأجداد، وطن الوحدة الإجتماعية، والتي تشكل في عنوانها الأبرز وطن الشعب والجيش والمقاومة، فصارت الحياة بمعناها النهوضي، آخذةً في بعدها الإستراتيجي، الدولة القادرة والقوية والعادلة، الدولة التي جمعت بنيها، وأصبحت تشكل النموذج الحي الذي يُقتدى في صناعة التاريخ الجديد،والإنسان الخارج لملاقاة الشمس التي من أجله فقط ، صارت تشرق في كل يوم جديد…
هو أيها الأخوة، الوطن الذي إشتقنا إليه، حيث لا شرقية ولا غربية، لا طائفية ولا مذهبية، لا إقطاعية ولا رأسمالية، بل هو وطن عربي الهوية، فلسطيني القضية، وطن خرج من الوصاية والتبعية، ومن الوعود والعهود التآمرية الأمريكية والقوى الإستعمارية، إلى وعود المقاومة القومية من جنوب لبنان إلى قطاع غزة وساحات العراق، إلى ممانعة سورية، والدعم المباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والإلتفاف الصديق الآخذ في التبلور من تركيا أردوغان ، إلى البرازيل وفنزويلا وبعض المنتدبات الدولية…
إنه الوطن الذي حوّل ملاعبنا للتقاطعات الجهادية، وأرواحنا لحالات إيمانية إستشهادية، إنه وطن التحولات،من حالة الضعف،إلى معرفة القوة التي كانت في صدورنا وقلوبنا، فإنفجرت لتصنع التاريخ والوطن، وتحطم أحلام الطغاة والمفسدين، وتُغني لأجيالنا التي هي أنتم:
إننا أمة قادرة على صنع المستقبل الذي يليق بنا جميعاً.
أيها الأحباء:
مَنْ كان مثلي لا يستطيع في مثل هذه المناسبة ، أن يهديكم العاباً أو ملابسا جميلة، لأن تلك الهدايا آتية من أولياء أمركم،وقلوب أمهاتكم، وفرح معلميكم وإدارتكم.
مَنْ كان مثلي،يُهدي أبنائه،صوراً كبيرةً وجميلةً لوطن يستطيع أن يؤمن لكم الحياة الحرة الكريمة، لوطن يحميكم في مستقبلكم ودروب عملكم، لوطن حرٍ تحييون فيه أحراراً،فتلك هدية المؤمن بحقه وشعبه ورسالته،هدية كل فردٍ منكم في مستقبل قريب على صهوة الفرح الآتي لإقامة الأعياد وتقديم الهدايا، على أرض فلسطين الجبيبة تحت قبة الأقصى وكنيسة القيامة…
أيها الأبناء الأعزاء، سأل الممكن المستحيل:أين تُقيم؟ فقال:في أحلام العاجزين،ثم سألت السماء الأرض: أين فيك العمران؟ فقالت:في قلوب الشباب. ذلك لأنكم أنتم قلب الشباب النابض، للمجتمع الناهض،وإن آلامنا بدأت تتلاشى على عتبة تحقيق أمالنا الواعدة بالعام الجديد والمستقبل الزاهر والمجيد…
لمدرسة الضياء إدارة ومعلمين وطلاب،أحمل إليكم باقات من الكلمات النابعة من ضياء العقل، ولهفة الوجدان،أحمل إليكم تباشير المواسم الواعدة بالحصاد والغلال الوفير، وإن العصافير التي أمامي ستذهب إلى قرميدها الأحمر، لتبني إقامتها، من فوهات شقائق النعمان، ومن جداول الأنهار المضرّجة برائحة التراب، ومن عطر القضية وشذاها الطاهر على ربى جبل عامل…
وتابع الوزير وهاب،
أيها الإخوة عندما دخلت ملعب هذه المدرسة شاهدت صوراً كثيرة للقائد الشهيد عماد مغنية والذي اعتبره بطل الاستقلال الحقيقي في هذا البلد، هذا الرجل الذي خطط لآلاف العمليات ضد العدو الصهيوني ساهم إلى حد كبير وكبير جداً في صنع الاستقلال الحقيقي للبنان، وليس الاستقلال الممنوح أو المعطى، وهو الوحيد الذي ساهم في اخذ الاستقلال بالقوة كما يكون الاستقلال.
وقال وهاب: وأنا أشاهد هذه الصورة الكبيرة لهذا القائد الكبير مرّت في ذاكرتي أسماء الكثير من الشهداء من بلال فحص إلى سناء محيدلي إلى احمد قصير إلى كل هؤلاء الشهداء الأبطال، والآن ونحن نتذكر الحاج عماد مغنية، ونتذكر هؤلاء الشهداء نرى بأن هناك من يحاول الإساءة لذكرى شهدائنا في هذه الأيام يوماً عبر محكمة دولية، ويوماً عبر أمور أخرى.
وختم وهاب بالقول: إننا نقول للجميع بأن هؤلاء الشهداء هم رمز عزتنا وكرامتنا، هم كرامة وطننا وكرامة مقاومتنا، ومن يعتدي على سمعة هؤلاء الناس هو كمن يعتدي علينا جميعاً، فليحذر الجميع.
0