بالزغاريد وإطلاق الرصاص والمفرقعات استقبلت مدينة شهباء في محافظة السويداء رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، الذي لبى دعوة احد وجهاء المدينة الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي إلى مهرجان تكريمي تخلله غداء، بمشاركة النائب السابق فيصل الداوود وحضور محافظ السويداء د. مالك علي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حسين جربوع، النائب عبدالله الأطرش، الأمير يحيى عامر، حشد كبير من المراجع الدينية التوحيدية في جبل العرب وحشود من المواطنين.
وبعد كلمة ترحيبية من صاحب الدعوة الشيخ الصحناوي تحدث كل النائب الأطرش والأمير يحيى عامر ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وقصائد شعرية، ألقى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب كلمة قال فيها:
سلام عليكم يا أهلنا في السويداء القلب، في شهباء المنارة، سلام على أرض العروبة والصمود والممانعة، على عرين الأسد وأشباله الميامين، على تاريخ الإباء والأجداد والأجيال، على صفحات العز والإباء والفروسية، سلام آتٍ على صهوة الجياد الأصيلة، وصليل السيوف المعتّقةِ بدماء الأحرار والأشاوس، الذين”عاهدوا الله وما بدلّوا تبديلاً”، سلامٌ على الخُضر وشيحان وعين الزمان، ومقارن سوريه وكل مدنها وقراها، سلام على عين الزمان، على باعث انتصارات الأمة وقائدها ورئيسها بشار الأسد، سلام لك يا سلطان باشا الأطرش، وعليك يا رمز الوحدة والتحرير من رواسب الاستعمار، سلام على الأجاويد والرجال والنساء والأطفال، الذين عبقت رائحة تراب الوطن في صدورهم، والذين تصبو أنظارهم إلى سفوح الجولان وذرى القنيطرة، وكل السلام لدولة أرض السلام فلسطين، للمسجد والكنيسة وبيت لحم، لبيسان وغزة، للشهداء والجرحى والمعتقلين، السلام لبابل والفرات، ولكل أحرار الأمة والعالم الصامدين في وجه الغزاة والطامعين، السلامُ أحمله إليكم من وطن المقاومة والانتصارات، من جبلٍ سطر ملاحم الفداء دفاعاً عن عروبته، وعن حريته وكرامته، من جبل أكد انتمائه القومي، وقراره المقاوم، من جبل حفظ تاريخه، وحقيقة وجوده، حيث ارتباطه العضوي المتكامل، مع الحاضنة الحقوقية والجغرافية والاجتماعية لبقائه واستمراره، عنيتُ بها الجمهورية العربية السورية بشعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة والقادرة، قيادة الأسد، الآتي من حافظ العهود والوجود الأسد المطمئن على مسار عرينه في وجه كل المؤامرات والحملات والحصارات، العرين الثابت على سفوح حرمون وقاسيون ودروب الأمة التي استعادت مجدها بطبيب العيون والبصر والبصيرة، نسر سوريا الكرامة، وضميرها المقاوم، ووجدانها النابض بالوعيد، ووعده القريب بعودة الجولان وكل حبة تراب مقدسة من خاصرة سوريا الجنوبية فلسطين.
سلامٌ على شهداء وجرحى أسطول الحرية، وسلامٌ لأسطول الحرية الثاني المبحر قريباً بإتجاة غزة، والتي ما زالت رغم الحصار تقاوم بعرق الجبين ودماء القلب، إلى حماس والجهاد، إلى أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة وعلى امتداد شارعنا العربي.
أيها المشايخ، أيها الأخوة.
وفي هذا السياق، حيث اجتاحت التظاهرات معظم الدول العالمية وعواصمها من واشنطن إلى لندن وباريس وبرلين وغيرها، منددةً بالهمجية والبربرية الإسرائيلية مطالبةً بتشكيل لجنة تحقيق دولية، ندعو الدول العربية التي ترتبط بعلاقات مع الكيان الصهيوني، لقطع علاقاتها مع هذا الكيان فوراً، وندعو كل الدول العربية لسحب المبادرة العربية للسلام المتخذة في قمة بيروت، كما ندعو النظام المصري لإبقاء معبر رفح مفتوحاً دون أي قيد أو شرط على قطاع غزه، ولمحمود عباس نقول:لن يُجديك نفعاً هذا اللهاث وراء سرابٍ ووهم، فلا المفاوضات المباشرة ولا الغير مباشرة تعطيك وجوداً أو كياناً، وحدها إرادة الثورة والانتفاضة والقبض على البندقية تعيد الحقوق لأصحابها، فما أًخذ بالقوة لا يُسترد بغيره، وقطاع غزة خير شاهدٍ على ما نقول.
لقد تمّ أيها السادة انكشاف إسرائيل، فقد حاولت أن تأخذ لبنان عام 82 إلى اتفاق منفرد ولم تنجح، وحاولت تصفية الثورة الفلسطينية وفشلت، وارتكبت المجازر على مدى عقود من الزمن، من دير ياسين، إلى صبرا وشاتيلا وقانا، وعقدت اتفاقات اعتقدها البعض بوابةً نحو السلام، لكنها كانت تستعمل سياسية التفرد والقضم حين تستطيع، إلى أن كان يوم المقاومة والتحرير والانتصار في لبنان عام2000 وتحرير معظم الأراضي اللبنانية، وبقائها في مزارع شبعا، والجيش في عدوان تموز عام 2006، ومحاولة إسقاط غزة المستمر حتى الآن دون جدوى.
لقد سقطت هيبة هذا الكيان، وأصبح غير قادر على فرض شروطه وتحقيق إنجازاته، وبدأ حلمه التلمودي من الفرات إلى النيل يقبع بين سندان المقاومة في الجنوب ومطرقة المقاومة في غزة، وصولاً إلى غرق حليفه في رمال العراق، مما أفقدها السطوة والتمادي، وذهبا لإطلاق الموفدين إلى عرين المقاومة بحثاً عن إيجاد مخرج يليق بهما، في عملية وهمية أسموها خارطة طريق لسلام مزعوم…
لكن ثقة المقاومة بنفسها، وثقة القيادة بقادتها، أوقعتهم في حصارٍ مُحكم، إبان انعقاد القمة الثلاثية في دمشق ما بين الرئيسين الأسد ونجاد والسيد نصر الله، وما أعقبها من قمة تركية إيرانية سوريه، إلى الاتفاق الأخير قي طهران مع البرازيل وتركيا حول الملف النووي الإيراني…حيث ضاقت بهم السُبل وولجوا إلى ضرب أسطول الحرية، والى إعادة تحريك ملف المحكمة الدولية المتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علهّم من خلال ذلك يحققون مشروعهم الفتنوي المذهبي، ويبدلون في مجريات الأمور…
لكننا وكما أكدنا منذ خمس سنوات، أن هذه المحكمة ليست سوى إطاراً سياسياً مصنوعاً ومعلباً ومبرمجاً، لمقتضيات المواجهة مع دول الممانعة والصمود، ولن نستطيع أخذ الأمة إلا إلى حيث يريد قادتها الأحرار والشرفاء.
إن قتل مليون شخص في العراق، وقتل الالآف من النساء والأطفال والشيوخ في لبنان وفلسطين، مسألة لا تحتاج لإدانة دولية، وان تهجير المسيحيين المشرقيين من بلادهم في فلسطين والعراق، لا يخضع في الحسابات الأوروبية والدولية لأية معايير، وواحد اسمه شاليط تتدخل كل تلك الدول للإفراج عنه، بما يشكل معايير مزدوجة، وانحياز كامل للقرار الأميركي المنفرد على الساحة الدولية. لذا، يأتي بالأمس قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على إيران مندرجاً في نفس السياق، لمحاولة التقاط أنفاسهم في الربع الساعة الأخيرة من مشروعهم الذاهب نحو الزوال..
يا أهلنا في سوريا الصمود: لقد شكلت هذه الأمة وعبر التاريخ المديد، محورا ً استراتجياً للصراع عليها، بما تمتلكه من مقومات مادية وروحية، حيث هي مهد الرسالات السماوية، وأرض الأنبياء والمرسلين، وأم الشرائع والقوانين والدساتير ومهد الفتوحات والحضارات، لذلك غدت هذه الأمة في صراعها الطويل والشاق، تحمل في أرجائها رسم المعالم الكونية الجديدة…وإن هذه الأمة التي قتلت التنين قادرةُ في كل وقت على قتل هذا التنين المتصهين الرافض لكل المعتقدات والقوانين والدساتير..
إذا كان بلفور أعطاهم وعداً، وإذا كانت سايكس-بيكو رسمت خرائط جديدة بيننا، فنحن قومٌ رفض التطبيع، ورفض الاستسلام والخنوع، نحن قوم وُجدنا للذود عن الأوطان وعن الأعراض والشرف والكرامة، نحن قومٌ ما تعودّت خَيلنا إلا الجموح نحو بلوغ الأهداف الوطنية والقومية، ودماؤنا نعطيها دون تردد أو سؤال، متى كانت القضية تساوي وجودنا الدنيوي والسرمدي.
أيها الإخوة يا أبناء جبل العرب، نعرف أن بالكم عندنا كان منذ سنوات وأنكم كنتم تحملون همنا طيلة السنوات القليلة الماضية، أما الآن فإننا في لبنان في موقف واحد موحد إلى جانب سوريا والى جانب الموقع الصحيح وكلامي هذا باسم كل الموحدين في لبنان دون استثناء وقد تحملنا الكثير في السنوات الماضية خلال المؤامرة التي حيكت على لبنان، لكننا نؤكد أننا نقوى بسوريا وموقفها وهذا موقف كل الموحدين في هذه المنطقة، وقضيتنا الأساس إلى جانب فلسطين والجولان الذي يتوجب أن نعود إليهما والى ترابها ونحن أحفاد سلمان الفارسي وحمزة بن علي الزوزني وأبا ذر الغفاري ننتظر عودتنا إلى أرضنا في الجولان العربي المحتل وكل ارض فلسطين الحبيبة.
أخيراً عقيدتنا وحدوية، وديننا وحدوي، ودم ميسلون يتعانق كل يوم مع دماء غزة وبنت جبيل، وأرضنا واحدة، والسلام عليكم“.
0