بدعوة من معهد المسار أقيم احتفال تخريج طلاب المعهد برعاية وحضور رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، حيث ألقى كلمة قال فيها:
لبّيت دعوتكم بالحضور، للاحتفال سوياً بانقضاء عام دراسي وتكريم للناجحين من الطلاب بعد جهد وتعب وسهر لازمهم منذ البدايات حيث تدرّجوا لسنوات مضت الى ان بلغوا هذه المرحلة من تقرير مصيرهم العملي والمستقبلي
ان هذا اللقاء اعادني لزمن كنت فيه اتلقف الدراسة بين رفاق لي وزملاء امضينا من الوقت الطويل في فرح دائم مما حملني للعودة الى تلك المرحلة حيث ارى نفسي عبر تلك الذكريات
كم كانت الاحلام تراودني بأن نكون قادرين على صنع المستقبل وتحقيق الامال والطموحات لابناء وطننا كافة على حد سواء.
لقد بات العلم يشكل اليوم الممر الوحيد لبلوغ الاهداف وما يشهده العالم من تطور تقني وتكنولوجي يدل على مدى التطور الحاصل في ادارة الشعوب والمجتمعات وقد بات من الواجب علينا مواكبة هذا التطور بما يخدم حاجاتنا ومصالحنا الشخصية والوطنية والقومية وتقديم كل مساعدة وعون لمجتمعنا.
وما انتم اليوم سوى جزء من هذا المشروع الهادف لصياغة وطن جديد يقوم على اعتماد القوانين المتطورة التي تخدم الانسان وتحقق متطلبات وجوده من الزامية التعليم ومجانيته الى تأمين فرص العمل للمتخرجين الى قانون للطبابة والضمان الصحي والاجتماعي وضمان الشيخوخة وبلوغ سن التقاعد الى تطوير القوانين الانتخابية واعتماد النسبية والغاء المحاصصات حيث سيصبح انتماؤنا للوطن والدولة وتقفل ابواب الهجرة ونحيا كما الشعوب الحرة في رحاب بلد يليق بنا وبوطن نفخر بالانتماء اليه
ايها الاخوة
انني اذ اتقدم من المتخرجين بأطيب التمنيات بنجاحهم لا بد لي ومن هذا المكان بالذات من الدخول الى بعض النقاط التي يجب التوقف عندها في سياق ما يشهده الوطن والمنطقة من تطورات بعد فشل المشروع الصهيوني الاميركي في المنطقة بدءً من فلسطين وجنوب لبنان والعراق بتنا نتعرض للمزيد من الحملات ومحاولة النيل من الانتصار الذي تحقق في العام 2000 وفشل العدوان في تموز 2006 ودحر الاعتداء عن غزة نتعرض لضغوطات من الخارج تنعكس في احيان كثيرة على وضعنا في الداخل مع ادوات مازالت تراهن على هذا المشروع فتنبري بين الحين والاخر لاتخاذ مواقف تصب في خدمة هذا المشروع على حساب مصلحة الدولة والوطن.
فمن لوم لفخامة رئيس الجمهورية على توصيفه الانتصار بمثلث الشعب والجيش والمقاومة وانه سيحمي ذلك المثلث من كل متآمر الى استمرار التشكيك بالعلاقة مع سوريا الى طرح حياد لبنان في المواقف الدولية كلها مؤشرات واضحة على ان هذه الادوات مازالت تحاول العودة بالامور الى سنوات مضت وانقضت واكل الدهر عليها وشرب فنسيت اتفاق الطائف وتناست اتفاق الدوحة ولم تقرأ المستجدات الاقليمية والدولية .
ولذلك كان الاعتداء على اسطول الحرية في مياه البحر المتوسط وفرض المزيد من العقوبات على ايران واعادة تحريك ملف المحكمة الدولية، عوامل متعددة تأتي في توقيت واحد لضرب المحور القومي والاقليمي الصامد والممانع للهيمنة الاميركية الاسرائيلية.
من هنا يتبين لنا وبشكل واضح مدى تلازم المراهنين على هذا المشروع وانتظار العاصفة التي قد تهبّ من جديد.
ومن هنا فإن هذه الحكومة هي حكومة الفتنة الوطنية وليس الوحدة الوطنية لان قرارها الاخير أمس قصدت منه إعادة الفتنة والانقسام بين اللبنانيين لانها ساوت بين الخير والشرّ.
لقد آن الاوان للحكومة ان تحسم هذه الملفات بشكل سريع وان تلتزم ببيانها الوزاري وان لا تحاول الهروب الى الامام لان ذلك لن يجديها نفعاً بل سيأخذها الى طريق مجهول النتائج.
ايها السادة
ان موقف لبنان أمس في مجلس الامن وامتناعه عن التصويت ضد العقوبات الدولية بحق ايران يشكل عودة لمقولة قوة لبنان في ضعفه وهذا زمن ولى وانقضى ويشكل خطوة مشكوك بأمرها حيث أتت إستجابة لانظمة الارتهان العربية والتخلي عن قوة لبنان وقدرته عبر شعبه وجيشه ومقاومته على ردع العدوان وتغيير المعادلات
ان هذا الموقف يؤكد لنا من جديد ان المنطقة بكاملها ما زالت تستهدف من المشروع الاميركي الصهيوني وعليه فما زال مشروعنا نحن التمسك بالخيار العربي والقومي المقاوم لهذه المشاريع وعلى السلطة والدولة تحديد موقفها النهائي في هذا الصراع فأما ارتهان وتبعية ووصايات وإما تحرير ومقاومة وانتماء اذ لا يجوز البقاء في موقع لا طعم ولا رائحة ولا لون.
اما نحن فرهاننا لم يتبدل ولم يتغير وقناعاتنا ثابتة في التمسك بمحور المواجهة والصمود القومي والاقليمي اذ غدت القمة التي عقدت في دمشق بين الرئيسين بشار الاسد واحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله تشكل بالنسبة لنا قمة العرب والمسلمين قمة الجهاد والنضال لاستعادة الحقوق وطرد الغزاة والطامعين.
وعلى كافة العرب ان يعلموا ويتعلموا من خلال دينهم وكتابهم الكريم بأن لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى
نعم ايها الاخوة لن يعود التاريخ الى الوراء فقد ولى زمن الهزائم وبدأ العالم يتغير وصارت مصالح الامم تتحكم بسياساتها وما علينا سوى الارتباط بواقعنا القومي والاقليمي حيث اثبتت السنوات الاخيرة صحة هذا الرهان للتعبير عن حقوقنا وكرامتنا واستعادة كل شبر سليب من ارضنا
لقد اصبحنا نمتلك القوة وهي وحدها كما قال صاحب الوعد الصادق
ستغير وجه هذه المنطقة بكاملها
بورك لمعهدكم هذا النجاح وللادارة والمعلمين التقدير وللطلاب وذويهم التهاني والى عام جديد آخر ملؤه الخير والوعد بالانتصار لوطننا لبنان وامتنا بكاملها.
والسلام عليكم
0