أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “كل السياسيين اللبنانيين لديهم رهانات سياسية خارجية إلى حد ما، وذلك بسبب النظام السياسي اللبناني الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه، وكل السياسيين كبارهم وصغارهم شركاء في هذه اللعبة، ما يضعف الدولة اللبنانية”. وتابع “أنا لست شريكاً في السلطة ولكنني حليف لبعض القوى المشاركة في الحكومة مثل التيار الوطني الحر وحزب الله. لكننا نحاول تشكيل جبهة معارضة مشتركة بين مجموعة من القوى مثل الرئيس عمر كرامي، وتكون شعاراتها مبدئية، وتنتقد حتى أخطاء حلفائنا من الوزراء والنواب”.
ورفض وهاب، من خلال برنامج “في الصميم” على محطة “ال بي بي سي” مع الإعلامي حسن معوض، أن يوصف بأنه مندوباً سورياً في لبنان بل “أنا حليف وصديق لسوريا وليس كل ما اقوله يعبر عن موقفها بالكامل، إنما يجب أن لا يكون لدينا عقدة من التحالف والعلاقة مع سوريا”. وتابع “الوضع اليوم تغير عن السابق والمحور السوري قد صمد، لكننا لا نثق بالمؤسسة الأميركية الحاكمة ومخادعاتها”.
وعن الخلاف مع رئيس الجمهورية قال “يوم انتقدت رئيس الجمهورية ربطت بين وعوده وما تحقق، وطالبته بالاستقالة إذا لم يستطع تنفيذ هذه الوعود وتطبيق برنامجه، لكن رغم هذا النقد فإنني اتشرف بلقاءه ولا مانع لدي كي اشرح له هذا الموقف مباشرةً”. من جهةٍ أخرى أكد وهاب أن “الموقف من النائب وليد جنبلاط ارتبط في السنوات الاخيرة بموقفه العام، وخوفنا على مصير طائفة الموحدين الدروز وموقعهم في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وتاريخياً ليس لدى الدروز مشكلة مع سوريا، وخلال الازمة الاخيرة كان مشايخ الطائفة يعبرون بوضوح عن اعتراضهم على الخلاف مع سوريا وهم يعتبرون العلاقة معها ضمانة اساسية وثابته لمستقبل الدروز ودورهم وموقعهم”.
وعن علاقة الرئيس الحريري بسوريا قال وهاب ان “العلاقة بين الحريري وسوريا تختلف عن علاقة جنبلاط بسوريا، ويبدو جلياً قدرة جنبلاط على اتخاذ القرار وتطبيقه على ارض الواقع، لكن الوضع يختلف عند الرئيس سعد الحريري رغم انه يبدو صادقاً في بناء علاقة وثيقة مع دمشق”.
وأشار إلى أن “النائب وليد جنبلاط هو من اوجد 14 آذار وفي اللحظة التي قرر فيها التخلص منها دمرها. وذلك بسبب التغيّرات المتسارعة في المنطقة التي ساهمت بالتغيير، ومن هذا التغيير أيضاً أن العماد ميشال عون قد قام ببناء علاقة كبيرة وموثوقة مع دمشق واضحى زعيماً لمسيحيي الشرق وليس زعيماً محلياً لبنانياً. ونستنتج من ذلك أن سوريا لا تشترط في العلاقة معها إلا الحفاظ على الثوابت الوطنية وهي الدفاع عن المقاومة والايمان بالعلاقة الطبيعية والعميقة بين البلدين”. وتابع “موقفنا في السنوات القليلة الماضية كان يعبر عن ضمير الدروز وهواجسهم، في حين تعيش طائفة الموحدين اليوم راحة نفسية كبرى تجاه هذه التغيرات الايجابية في العلاقة مع سوريا والمقاومة. واصلاً الدروز يعيشون ثقافة المقاومة منذ قرون، والثورة السورية الكبرى اكبر شاهد ودليل على ذلك، وصمود دروز الجولان في ارضهم رغم صعوبات الحياة التي لا تطاق ودروز اراضي العام 1948، ومنهم ناشطون في مواجهة التجنيد الاجباري والحفاظ على عروبة الطائفة ومنهم سعيد نفاع واحسان مراد والشيخ على المعدي وغيرهم، وخلال الاحتلال الإسرائيلي لبنان قام الدروز بمواجهات بطولية ومنها انتفاضة بيصور وعدد كبير من العمليات في مواجهة الاحتلال”.
واعتبر أن “المفاهيم العامة قد تغيرت منذ العقود السابقة خاصةً بالنسبة إلى نظرة الناس إلى الأحزاب والعقائد، وهذا ما كنا نراه في التوجهات السياسية لابناء الطائفة الدرزية في لبنان. ولكن الثابت ان ما كان يقال عن الثنائية في الزعامة قد سقط بفعل ولادة تيار التوحيد وغيره من التجمعات الاهلية، ويؤكد أن مبدأ العمل السياسي يحتاج الى الكفاءة وليس الى الارتباط فقط بالوراثة وعلى اساس انه ابن عائلة إقطاعية تاريخياً”.
وأشار إلى أن أزمة 7 أيار “مسؤول عنها رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وهو الذي افتعل السبب في القرارين الشهيرين في 5 ايار، عندما حاول ضرب سلاح الاشارة للمقاومة وهو الامر الخطير الذي يهدد ويعرض المقاومة للاستهداف المباشر من العدو الإسرائيلي”. وأكد أن “الجيش اللبناني غير قادر حالياً على مواجهة أي عدوان إسرائيلي كونه يعمل بأطر كلاسيكية، أما قرار الحرب فهو عادةً وللأسف بيد إسرائيل وليس بيد أي كان من العرب، ولذا لا يمكن تسليم سلاح المقاومة قبل نهاية الصراع العربي الاسرائيلي، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم، وعودة كافة الحقوق”.
0