اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب انه “في الوقت الذي نتعرض فيه للتهديدات اليومية من قبل العدو الصهيوني، يوهمنا البعض انه قادر على ان يحصل على شيء من واشنطن. ونحن نقول له كفاك تلهٍ بالسفر، وما يفيدك هو ان تبقى هنا تتحمل مسؤولياتك هنا بين شعبك، وامام هذه الحكومة مسؤوليات كثيرة تتركونها منذ اشهر، وتذهبون الى هناك لتسترقوا بعض المواقف والكلمات”. وسأل وهاب “على ماذا ستحصلون من الولايات الاميركية، هل ستعطيكم سلاحاً يمكّن الجيش اللبناني من مواجهة اسرائيل واعتداءاتها؟ هل ستعطيكم مساعدات دون مقابل سياسي لتسددوا دينكم الذي ورطتم به البلد منذ عشرين عاماً وما زالت مستمرة؟. ستسمعون هناك الدرس ذاته من الاميركيين: “حزب الله وسلاحه خطر على اسرائيل”، “اياكم ان تغامروا وتستفزوا اسرائيل فإنها ستدمركم”. ونحن نقول: لن نغامر ولكن اذا اعتدت اسرائيل فإنها ستدمر ونحن سندمر، وهي ستقتل ونحن سنقتل، نحن لا نسعى خلف الحرب ولكن اذا ما فرضت علينا فاننا لن نهرب منها”.
وسأل وهاب، خلال كلمةٍ له في احتفال اقامه حزب الله في بلدة راشكيدا في البترون لمناسبة عيد المقاومة والتحرير بحضور عضو المكتب السياسي للحزب الشيخ محمد صالح، ومسؤول الحزب في الشمال الشيخ رضا احمد وحشد كبير من المواطنين والحضور، انكم “تذهبون الآن الى اميركا وزار قبلكم عدد كبير من اللبنانيين والعرب: ماذا حققتم؟ هل تمكنتم من تحرير الارض او بعض الاسرى الموجودون لدى الصهاينة؟، انظروا الى انجازات محمود عباس وماذا جنى من كل تنازلاته؟”.
وتابع “هذا الفريق في لبنان لا يذهب الى الخارج الا ليعود الينا بالديون، باريس 1 و 2 و 3، ومن ثم يروجون مقولة ان المقاومة تحرم البلاد من المساعدات والازدهار، والحقيقة انهم لا يأتون الينا الا بما يزيد الديون على رقبة اللبنانيين. وفي الموضوع الاقتصادي لدينا تساؤلات عديدة عن جدوى المشروع الاقتصادي المتبع، وهل هناك عدالة وتساوٍ في الضريبة المفروضة على المواطنين في لبنان؟، لماذا يدورون على الابواب في الخارج كي يشحذوا الاموال ولا يضعون خطط تنموية فعلية وحقيقية؟، بالطبع فإنه بإمكان الدولة ان تعيش اذا ما وضعنا خطط شفافة دون هدر، وعندها بامكاننا النهوض باقتصادنا والعيش بكرامة. لكن اذا ما حاول اي كان ان يقدم نماذج بديلة كما يفعل الوزير شربل نحاس، كونه فقط قد سمح لنفسه وناقش وزيرة المال في مجلس الوزراء بالموازنة، وهي المستعجلة للخصخصة وزيادة الضرائب كما معلمها فؤاد السنيورة، فتهب عليه في اليوم التالي شلة الموظفون المعينون برتبة نائب في مجلس النواب. خرجوا على الوزير نحاس على اساس انه يُمنع النقاش عن اي كان، ونحن دورنا كمواطنين فقط ان ندفع الضرائب لخدمة الدين دون نقاش، ولا نجد اي خطة للانماء المتوازن او تنمية الارياف او تطوير قطاعات الصحة او التعليم”.
واردف “بدلاً من التلهي بالسفر والصور التذكارية عليكم ان تقيموا في لبنان وتفعّلوا ورشة عمل الحكومة، او اخرجوا على الناس وقولوا لهم انكم غير قادرين على ادارة الدولة، وتلك الاكثرية التي كنتم تهددون بها لم تعد كذلك، وعندها نحن قادرون على صياغة طريقة جديدة لادارة شؤون الدولة وتسيير امور الناس”. ونصح الذاهبون الى واشنطن “بعدم التورط بأي وعود معهم لانكم غير قادرين على الايفاء بالوعود ونحن لنا الحق في الدفاع عن الارض بالسلاح وانتهى العصر الذي كنا فيه نقف شحاذين على ابواب مجلس الامن والامم المتحدة والدول الكبرى لطلب الشفاعة والرحمة من عدوان اسرائيل، وهؤلاء جميعاً لا يوصلونا الى اي نتيجة ناجحة وعملية بل فقط الحل بالمقاومة ودعمها وهي عزتنا وقوتنا”.
وحذر المسؤولون، كون لبنان اليوم يترأس مجلس الامن، الى ان “بعض الدول تحاول الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر الملف النووي ومحاولة استصدار قرارات ما عن المجلس، ولذا نحن نقول ممنوع ان يكون لبنان على الحياد، بل عليه ان يكون بموقفه بالكامل الى جانب ايران الشقيقة والصديقة، ونحن الى جانبها في وجه الظلم الذي تتعرض له، وغير ذلك، وبرأيي الشخصي، فان الامور ستزداد صعوبة وخطورة وحذار من ذلك”.
واضاف ” في بلدة رشكيدا قضاء البترون، وبمناسبة عيد التحرير والانتصار، عيد المقاومة المجاهدة في دحرها للعدو الاسرائيلي من لبنان، يومها كان للتحرير انبعاث جديد، حوّل وجه لبنان والمنطقة من حالة القنوع والذل والهوان الى حالة من العزة والكرامة أيقظت في وجدانية شعبنا العربي. ان القوة وحدها قادرة على صنع القرار وتحرير الذات والارض وفرض المعادلات وإملاء الشروط الوطنية والقومية. وفي ذلك اليوم، تأكد للعالم أجمع بأن قوة لبنان ليست في ضعفه بل في قوة مقاومته وجيشه وشعبه ودولته، تلك القوة التي سرعان ما غدت في ارض فلسطين ثورة للحجارة وثورة للسلاح، فتحولت ساحات الامة الى مواجهات مباشرة مع العدو الغاصب وبات العدوان في الاسر وبات المستعمر في العراق يفتش عن الخروج من المأزق. فآختلطت الاوراق مجدداً وباتت لعبة الامم عاجزة عن فرض شروطها كما كانت الحال في ظل أنظمة الرجعة والتآمر والانبطاح”.
وتابع “في ذلك اليوم نهض شعبنا من كوابيس الاحباط، وولج التاريخ للمرة الاولى بعد زمن طويل، وشعر بالعودة الى زمن الفتوحات والانتصارات، زمن الشرائع والقوانين، زمن الرسالات السماوية التي عمّ انتشارها على العالم خيراً وسعادة وثقافة ووجود. في ذلك اليوم سقط الخوف من قاموسنا. فلا التهديد بالاساطيل والبوارج، ولا التخويف بالاجتياحات والطائرات عاد لها مكان في قلوب المقاومين والمجاهدين والمؤمنين، بل مؤتمنين على قضية الامة واستعادة مقدساتها وكل حبة تراب سلبت منها. ومنذ ذلك اليوم والمواجهة مستمرة وبأساليب مختلفة. تارة بتغذية النعرات المذهبية والطائفية، وأخرى بالنعوت الارهابية والاحلاف الاقليمية. وكل تلك المحاولات وجدت وللاسف قلّة من ابناء شعبنا يستعملونها كالدمى لتحقيق تلك الاهداف والغايات الرخيصة. وقد باتت كل تلك المحاولات مكشوفة الاهداف وساقطة في النتائج. فها هم يعودون للتدافع والتوافد الى سوريا، وينتظرون تأشيرات الدخول، ومنهم من عبر ليلاً في مناسبة ديبلوماسية علّه يلقى ابتسامة او مصافحة يستطيع من خلالها العبور الى حالة من الامان النفسي وليس سياسي. وها هي حركة الموفدين الدوليين ترخي بضلالها على المنطقة حيث كان آخرها زيارة الرئيس الروسي واعلانه الاستمرار في تسليم سوريا كل ما تحتاجه من سلاح، وبناء مفاعل نووي للاغراض السلمية، واللقاء الذي جمع تركيا وسوريا وقطر في سياق تحرك اقليمي يهدف الى صيانة المنطقة في وجه الغطرسة الامريكية والاسرائيلية. وما العلاقة الاستراتيجية التي تجمع سوريا مع ايران والمقاومة في فلسطين ولبنان إلاّ الصخرة الحقيقية التي تحطمت عليها كل الفتن والمؤامرات، وحولت وجه هذه المنطقة الى قوى قادرة على فرض شروطها القومية لحماية الامة وسيادتها واستقلالها”.
وختم “إننا، ومن خلال هذه البلدة الكريمة، لا يمكننا إلا أن نتوجه الى قيادة المقاومة الشريفة ومجاهديها البواسل وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله، بأسمى آيات التقدير والوفاء، ونتوجه للرئيس المقاوم إميل لحود لمواقفه المستمرة في هذا الاطار، ولكافة أبناء هذا الوطن، وللشعب العربي السوري وقيادته الحكيمة بشخص رئيسها الدكتور بشار الاسد، ولايران الثورة الاسلامية ولسماحة الامام الخامنئي دام ظله وللرئيس نجاد، لنجدد لهم ومعهم العهد والوعد، بأن سلاح المقاومة سلاح الكرامة سلاح الامة سيبقى طالما بقيت الدماء تجري في عروقنا. ونظمئن الخائفين على عروشهم وقصورهم بأن هذا السلاح هو زينة الرجال وسوف يزداد حجما ونوعاً طالما الشوق يهتف من حناجرنا بالنصر الكامل على اعداء الارض واعداء السماء. وسوف تعود كنيسة القيامة والمسجد الاقصى رغم أنف الظالمين والمستكبرين، وهذا وعدنا الصادق صدقناه وصدّقناه، وإن غداً لناظرنا قريب”.
*