رأى رئيس تيار التوحيد أن “الحكومة ستشهد تعديلا على بعض وزرائها بعد الصيف المقبل، نظراً للوضع الحكومي المتهرئ الذي لا يمكنه أن يستمر أكثر على هذا المنوال، وهذا رأيي الشخصي وليس إشارة سورية”. وأشار إلى أن “الرؤساء بحاجة إلى التفرغ للبلد قليلا والتخفيف من السفر والتفرغ للقضايا الأساسية المهملة والتي تحتاج إلى معالجة”. وسأل عن جدوى زيارة “الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن وبعدما يسمع كلام الأميركيين هل يمكنه أن يلتزم بأي شيء تجاههم؟ أم سيحرج نفسه ويحرج البلد في قضايا لا يمكنه الإيفاء بوعوده؟. هل يمكنه أن يحصد من الزيارة التزاما بعدم الاعتداء علينا من إسرائيل وان تنسحب من الأراضي المحتلة؟”. واعتبر أن “الزيارة لن تفضي إلى نتائج مهمة وأنها تشكل عبئا من خلال المطالب الأميركية المعروفة والتي تستهدف المقاومة وسلاحها، ولن تكون أكثر من فرصة لأخذ صورة تذكارية مع الرئيس اوباما”.
وأضاف وهاب، في حديث على قناة الـ”أو تي في” ضمن برنامج “حوار اليوم” مع الإعلامي رواد ضاهر، إلى أن “هناك ملفات عالقة بين لبنان وسوريا بحاجة إلى معالجة، والحريري يتعامل بشكل انتقائي معها، وادعوا وزير الدفاع الياس المر إلى إعادة دراسة المعاهدات الأمنية، والى ضرورة أن يضع رئيس الجمهورية يده على هذا الملف لإزالة سوء التفاهم والسجالات الحاصلة، لان معظم من يتحدث عن المعاهدة اللبنانية السورية لم يقرأها وهي بالمحصلة وفي أجزاء عديدة منها لمصلحة لبنان”.
وأشار إلى أن “لدى رئيس الحكومة مشكلتان: عدم خبرته الجيدة والعميقة في ملفات البلد، وبعض المستشارين المحيطين به، من أمثال محمد شطح ومازن حنا اللذين لديهم مشروع سياسي واضح، واحذر الرئيس الحريري منهم وأخشى أن يكون مستقبله في رئاسة الحكومة كما جرى لسلفه فؤاد السنيورة. والمشكلة أن رئيس الحكومة لا يهتم بالوضع المعيشي ومعالجة البطالة والنزوح من القرى والأرياف والهجرة إلى الخارج وبمعظمها هجرة الأدمغة، وبعض الوزراء لا هم لديهم سوى مهاجمة الوزير شربل نحاس لان لديه رؤية واضحة حول الإدارة والاقتصاد”. وعن الحملة على وزير الداخلية زياد بارود أكد وهاب أنها “ظالمة خاصة أنه يعتبر من أكفأ الوزراء الموجودين على رأس عملهم في الحكومة الحالية، بالإضافة إلى وزراء آخرين ممتازين ولديهم الكفاءة الكبيرة لكن هناك أداء حكومي بشكل عام سيء”.
ورأى وهاب أن “لا حرب إسرائيلية في الأفق، وإذا ما اندلعت فان المفاجآت ستغرق الإسرائيلي فيما لا يتوقعه، بينما سوريا مرتاحة إلى وضعها الإقليمي بشكل جيد وكبير، وليس لدى الأميركيين أي مشروع تجاه لبنان حاليا”.
وقال “لم اطلب موعد من رئيس الجمهورية وأنا أتشرف بزيارته ومواقفه الأخيرة مشرفة وخاصة في موضوع المقاومة والعلاقات اللبنانية السورية، ومن الممكن أن ازور بعبدا قريباً وموقفي السياسي انتفى بعد مواقف الرئيس الأخيرة”. وعن الموازنة قال “ليس هناك موازنة حقيقية بل مجموعة تحاول جمع الأموال لخدمة الدين العام التي ورطنا بها مشروع السنيورة في السابق، وهناك مصادر يمكن توفيرها للخزينة ومنها وقف السفر وتكاليفه الباهظة، بينما السياسة المالية ذاتها منذ مطلع التسعينيات ولم تتغير والنهب مستمر، والخصخصة مشروع نهب جديد للدولة وعلى المعارضة أن تواجه هذا المشروع بجدية، خاصة ملف الهاتف الذي تجني منه الدولة أكثر من مليار دولار سنويا، ودول العالم إذا ما قررت بيع قطاع منتج فان الرقم يضرب عادة ب 30 ضعف ولكنني ارفض بشكل مطلق بيع أي قطاع عام، حتى لا تصبح الدولة مجرد شرطي لحماية أصحاب رؤوس الأموال”.
وانتقد أداء المندوب اللبناني في الأمم المتحدة نواف سلام “السيئ جدا، ونحن ضد فرض العقوبات على إيران ولبنان عليه أن يلعب دور في مجلس الأمن، واحذر من التهاون أو حتى الحياد في هذا المجال”.
وعن موضوع البلديات قال “التيار الوطني يعد رابحا بعد الانتخابات البلدية لأنه الوحيد الذي قال قبل المعركة أنا لدي معركة سياسية، ولكن عليه أن يعلن بشكل تفصيلي ويرد على كل مقولات خسارته في الانتخابات، وجعجع فقط يعدد خسائر العماد ميشال عون ولم يقل أين ربح هو، في حين أن الوزير الياس سكاف هو الرابح الأكبر في زحلة وحصد الأكثرية من الأصوات المسيحية في المدينة. التيار الوطني الحر تقدم حوالي 12 % في الوضع المسيحي في العاصمة بيروت، لكنه ارتكب خطأً في جبيل وفادي حواط ليس في 14 آذار. ويتحدثون عن الصوت الشيعي بشكل عنصري، فهل الشيعة غير لبنانيين؟ أو مجنسين حديثا؟”.
وعن انتخابات الجبل قال “حاولنا المعالجة بهدوء ونجحنا في عدد كبير منها، ولكننا فشلنا كما في دير القمر، وتيار التوحيد فريق ضمن الأحزاب السياسية في الجبل إنما لم تكن هناك معارك سياسية في الانتخابات البلدية، بل غلب عليها الطابع العائلي”. واقر بارتكاب خطأ في مدينة الشويفات، وقال “كنت أتمنى أن لا تكون هذه الغلطة بحق التيار الوطني الحر في موضوع نائب رئيس البلدية”. وأشار إلى أن “النائب وليد جنبلاط قد اتخذ قرارا استراتيجيا باعتماد خطه السياسي الجديد وهو أجرى مراجعة للسنوات الخمس الماضية، هناك جدية من قبل قوى الجبل السياسية من اجل تعزيز الوجود المسيحي فيه”. وتابع “في الانتخابات البلدية حققت المعارضة تقدم واضح في البقاع الغربي وخاصة المعارضة السنية، بينما هناك بعض القوى الصغيرة في جزين تتلطى خلف القوى الكبيرة ولكن الناس تعرف كيف تختار”.
وأسف وهاب لبعض “أداء قادة المعارضة” واعتبر أن “جمهور المعارضة أفضل بما لا يقاس من أداء رؤسائها، واحمّل المسؤولية للجميع في عدم جمع هذه القوى حتى في صورة تذكارية”.
0