رأى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لن تحمل جديدا ولن تفضي إلى نتائج على صعيد الملفات المهمة، وهي للذكرى واخذ الصور، وإنها “بلا طعمة”، ومشكلة الشرق الأوسط لم تعد أولوية لدى الإدارة الأميركية”، مؤكدا أن “مأزق أميركا في العراق وأفغانستان دفعها لتأجيل مشاكل فلسطين ولبنان، ليس هناك مشروع أميركي تجاه لبنان والمنطقة”.
وأشار وهاب، في حديث إلى قناة “الجديد” ضمن برنامج “الحدث” مع الزميلة سمر أبو خليل، أن “الانفتاح الروسي على المنطقة وتناغم المواقف السورية الإيرانية والتركية ستعيد خلط الأوراق في المنطقة وستضع أميركا أمام خيارات صعبة، خصوصا مع عجز حلفائها من عرب الاعتدال أو “الاعتلال” على تغيير الواقع”.
وأضاف “الحريري لن يستفد من أي شيء من أمريكا، وهل ستشاركه الإدارة في همومها؟ وهو أيضاً لا يستطيع أن يقدم شيء أو يتعهد بشيء تجاه أميركا، بينما أولوية الأميركي هي العراق ثم أفغانستان التي أضحت أولوية بالنسبة لما يجري فيها”. وتابع “الفلسطيني غير المقاوم يجري خلف أوهام التسوية والإسرائيلي غير جاهز لأي نوع من السلام، والفلسطيني لا يمكنه أن يتنازل إلى حدود إسقاط الحقوق التاريخية خاصةً في موضوعي الاستيطان والقدس، ولا شيء في المنطقة يجري بشكل جدي كي نركض باتجاه أميركا إلا ما يستفيده الحريري من الصورة مع اوباما. وإذا قرر الروس الدخول إلى المنطقة فان الأمر ممتاز كونه يدخل في اللعبة عبر البوابة السورية، وهي لاعب أساسي له استقلاليته في المنطقة وهي ليست كما دول “الاعتلال” في المنطقة. والمنطقة تتجه نحو حلف استراتيجي مكون من تركيا وروسيا وسوريا وإيران وقطر وكل حركات المقاومة، ويعمل هذا الحلف على إعادة اللحمة إلى العراق ومنع تفكيك المنطقة إلى دويلات طائفية واثنيه ومذهبية، وهناك تطور كبير في موقف تركيا تجاه المنطقة وتتابع قضاياها الوطنية وتهتم بها خاصةً موضوع غزّة، في حين أدرك الروس خطورة غيابهم عن المنطقة وإذا لم يواجهوا أميركا هنا فان أميركا تذهب إليهم في عقر دارهم، في حين دول الاعتدال العربية عاجزة عن فرض شرعيتها على شعوبها وهي باقية بفعل أجهزتها المخابراتية”.
وأضاف “حسبما يتردد أن ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز قد تطور موقفه باتجاه عدم القبول بالسياسة الأميركية المطلقة، بينما سوريا تأقلمت مع لغة التهديدات ولا يخيفها أصوات من هنا وهناك، العملية السياسية المعقدة في العراق اضطرت الأميركي للحديث مع كل القوى في المنطقة. وهناك كلام جدي بين الأميركي وسوريا في ملف العراق، ومن المؤشرات المهمة أن انضمام سوريا إلى منظمة التجارة العالمية لم يلق أي اعتراض أميركي وهذا يؤشر على تسوية ما، ومسألة إرسال السفير الأميركي إلى دمشق لا تخدم سوريا بل هي مسألة رمزية فقط”.
وسأل وهاب “ماذا يمكن لرئيس الحكومة أن يجني من زيارته إلى واشنطن، هل يضمن أن المقاومة لن تتسلح وترفع من مستوى جهوزيتها، أو يمكن للحريري أن يضغط على حوري وفتفت، ولكن هل له أن يضغط على اوباما لمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان، والنكتة هي القول أن لبنان يمكنه أن يضغط على اوباما كي يضغط على إسرائيل. الأميركيون سيقولون للحريري ولغيره لا تستفزوا إسرائيل وليس لديهم كلام غير ذلك، وهم قد عاتبوه بعد كلامه عن صواريخ السكود. ونحن لن نرفع الرايات البيضاء في وجه إسرائيل وتهديداتها حتى ترضى أميركا”.
وكشف وهاب “ان رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري ابلغني أن اتصالاته مستمرة مع الرئيس الحريري، والنقاش لا يحمل أي تعديل أو تغيير في المعاهدات اللبنانية السورية”. وتابع “أتمنى على رئيس الجمهورية الإعلان عن رأيه صراحةً تجاه المعاهدة اللبنانية السورية وهو ضد أي تعديل في هذه الاتفاقية، وان يطلب اجتماع للمجلس الأعلى اللبناني السوري بحضور قيادات البلدين وتطوير هذه الاتفاقية، وكما سحب رئيس الجمهورية فتيل النقاش عن موضوع المقاومة كذلك عليه سحب فتيل موضوع العلاقات اللبنانية السورية وان يعمل باتجاه تطويرها”. وأكد أن “موقف رئيس الجمهورية عن المقاومة شكل صداً منيعاً بوجه كل محاولات إسرائيل لزعزعة الاستقرار الداخلي وساهم في حماية المقاومة”.
وانتقد وهاب “أداء الحكومي السيئ رغم وجود وزراء ممتازين ورائعين مثل العريضي، نحاس وبارود وغيرهم، ورغم وجود بعض التناقضات داخل الحكومة، يبدو ان رئيس الحكومة لا يدير بعض التفاصيل الصغيرة ولا يمكن أن يبقى همه الاول والاخير الخصخصة، ولن يستطيع ان يكون اداة بيد الاميركي كما كان فؤاد السنيورة قبله لان المشروع الاميركي قد سقط. وانصح الحريري بعدم اللعب في الهامش المتاح بين سوريا والسعودية لأننا لا نثق بمستشاريه مثل محمد شطح أو مازن حنا تجاه المشروع الأميركي، ويمكن أن يتسببوا بكارثة في البلد. وما أقوله هو رأيي وليس رأي السوريين وحتى لو كانت علاقته مع سوريا جيدة فلا يمكن أن نقبل بالخصخصة أو بالتصرف الشبيه مع زياد بارود. المرحلة السابقة انتهت ولم يعد الحريري لديه الأكثرية ومسألة الخصخصة اكبر مثال”. وقال “زياد بارود سجّل نجاحاً كبيراً في مسألة الانتخابات وتعاطيه بالتوازن مع كل القوى ولا يجوز أن يتحدث موظف برتبة نائب معه بهذه الطريقة وتهديده لمستقبله السياسي”.
وانتقد وهاب “عدم اعتماد النسبية ما يشكل خطر على كل القوى وخاصةً قوى المعارضة، وهي تواجه بعضها بعضاً وجزين اكبر مثال وليس هناك إلا حزب الله يعمل على الجمع والتواصل مع كل القوى”. وسأل “لماذا تتصرف المعارضة بهذا الشكل وعدم التنسيق في ما بينها، وعدد كبير من نواب المعارضة لم يستطيعوا الفوز ببلديات قراهم؟”.
وأكد وهاب أن “جمهور التيار الوطني الحر ربح معظم البلديات، ويخرج علينا سمير جعجع بفجور ويتغنى بخسارات التيار الوطني الحر، ونسأله أين ربح هو في جبل لبنان؟”. وأشار إلى انه “لماذا يتغنى عدد من الأحزاب بانتصارات وهمية بعد النتائج ولم يتجرؤوا على إعلان ذلك قبل الانتخابات؟ والتيار الوطني الحر قد تقدم حوالي 12 % عن الانتخابات النيابية الأخيرة ويبدو أن عملية التنظيم داخل التيار قد بدأت تعطي ثمارها. بالنسبة إلى جبيل فان إدارة المعركة كانت خاطئة وزياد حوّاط ليس من 14 آذار والتيار اخطأ بالدخول في هذه المعركة”.
أما عن الانتخابات في الجبل فقد أكد وهاب انه كان هناك “بعض التمرد على التوافق”. وتابع “في انتخابات الشويفات اتفقت الأطراف جميعاً على أن تكون البلدية من حصة الوزير طلال ارسلان، ولكن في كفرمتى كانت هناك مواجهة مع الاشتراكي وربحت اللائحة المكونة من كل القوى المعارضة. في بلدة مزرعة الشوف كانت المواجهة بوجه النائب وليد جنبلاط وسقط مرشحه لرئاسة البلدية وهو كان على حق بموقفه الذي يؤكد على عودة المهجرين. في بلدة كفرحيم كان هناك مشكلة عائلية وكانت المسألة صعبة إلا أن الأمر يمكن أن يعالج بهدوء. في بلدة عين عطا للأسف سقط التوافق وخرج المسيحيون من المعادلة وحاولنا إلغاء الانتخابات ولكن الوقت لم يسمح بذلك. العصبيات العائلية لعبت دوراً أساسياً ومن المعيب أن نعلن أن أعضاء حزبيين قد فازوا بالمجالس البلدية”. وأكد أن التوافق سجل “نجاحاً لا بأس به بين القوى السياسية في الجبل ومثال ذلك مدن الشويفات وعاليه وبعقلين وقد عملنا على وصول أفضل الممكن، رغم أن هناك بعض التمرد في بعض القرى على القرار السياسي”. واكد ان “لا مشكلة جدية بيننا وبين الامير طلال ارسلان والمشاكل نحو حل وهي عابرة”.
وكشف عن اتصال “جرى بين النائب جنبلاط والنائب السابق فيصل الداوود كي نعمل على مداواة كل الملف الدرزي بكل قواه”, وعن مجموعة “الداعي عمار” قال وهاب “هذه الفئة عندها رأي واجتهاد ديني وهم موجودون في القرى، وهناك تخويف أكثر من الحجم الطبيعي لهم، وهناك معالجة لملفهم بطريقة هادئة مع كل القوى السياسية وهناك محاولات لمحاورة هذه المجموعة التي لا تتعاطى السياسة بل لديها سلوك اجتماعي مختلف بعض الشيء ولكنهم لا يشكلون خطراً كبيراً كما يصوّر، بل المشكلة الوحيدة كانت معهم خلال أحداث أيار، والمعالجة ممكنة بالحوار وبهدوء”.
وردا على اتصال من المستشار الإعلامي للرئيس نبيه بري الدكتور علي حمدان، قال وهاب ان “الرئيس بري لديه كل الجرأة كي يعلن موقفه وأنا كنت ضد معركة جزين النيابية ولا احمّل المسؤولية لطرف ولكنني أخشى أن تستكمل المعركة في البلدية، وغير صحيح أن الرئيس بري قد لعب لعبة ما في انتخابات مدينة جبيل بل كانت معركة عائلية، ومن المعيب أن يتم الحديث بهذا الشكل عن صوت شيعي وغير ذلك، أليس هؤلاء مواطنين لبنانيين ولديهم الحق في التصويت مثل بقية المواطنين”. وتمنى وهاب أن “يحصل التوافق في صيدا بشخص الرئيس التوافقي والتوجّه نحو إنماء صيدا التي تحتاج إلى الكثير”. وعن انتخابات زغرتا قال “نحن مع الوزير سليمان فرنجية ويبدو أن الفريق الأخر المواجه له يرتبط بقوى خارج القضاء”.
ووصف وهاب الموازنة المطروحة أنها “غير مدروسة بل هي على طريقة “هات ايدك ولحقني” وهي لخدمة الدين العام الذي ورطنا به مشروع فؤاد السنيورة، ويبدو أن رهان السلطة على الخصخصة باستثناء الأمن الذي يحمي أصحاب رؤوس الأموال، وإذا ما بقي الوضع كذلك فإننا متجهين ناحية مشكلة في موضوع الخصخصة وهذا من أسباب الأزمة مع الوزير شربل نحاس ومع الوزير باسيل. وهنا المطلوب من المعارضة أن تواجه الخصخصة بجدية دون الدخول في تسويات وعدم السماح بارتكابات جديدة، وهناك محاولة لخصخصة الهاتف من اجل الربح السريع والتوجه لناحية شركة الميدل ايست وغياب أي توجه نحو المشاريع الإنمائية. البلد بحاجة لوضع خطة واضحة من اجل “الضريبة العادلة” والموحدة تجاه المواطنين”.
وتوقع وهاب ان هناك “توجه نحو تغيير حكومي حتى آخر السنة وهناك مصلحة لدى أطراف وقوى داخلية، لان الحكومة غير قادرة على التقليع والرئيس الحريري غير قادر على إدارة ملف الحكومة، وليتفرغ لإدارة تيار المستقبل، وهناك غياب الثقة بالدولة وحادثة كترمايا اكبر مثال على عدم ثقة المواطنين بالقضاء”.
وقال وهاب “أنا شخصياً مع الرئيس عمر كرامي كرئيس للحكومة وإذا لم تكن المعادلة تأتي به فليكن غيره مثل محمد الصفدي ونجيب ميقاتي وليلى الصلح”. ونصح الحريري “بعدم سماع عدد من مستشاريه لأنهم لا يوصلوه إلا إلى ما وصل إليه السنيورة من قبله”.
0