أكد رئيس «تيار التوحيد » الوزير السابق وئام وهّاب ان تفاهماً تاماً حصل بينه وبين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على الكثير من الامور الانتخابية، لافتاً الى انه «من الآن حتى اربع او خمس سنوات، سوف تتغير الكثير من الوجوه والمعادلات في لبنان».
وقال وهّاب، في حديث خاص لـ «النهار» من مكتبه في بيروت ان «سورية اليوم في موقع جاذب للكثير من اللبنانيين»، وتمنى على رئيس الجمهورية اللبنانية ان «يبادر الى تطوير العلاقات بين البلدين بشكل افضل، يتجاوز المجلس الاعلى اللبناني – السوري الى صيغة معينة، شبيهة بما قام به الاتراك والسوريون»، معلّقاًعلى احتفال السفارة السورية في بيروت بالقول: «بقيت ساعة وربع امام مدخل البيال بسبب زحمة المشاركين، وأكاد اعجز عن اللحاق بالراكضين نحو سورية».
وتوقع وهّاب ان «يصار الى تغيير حكومي أواخر فصل الصيف المقبل، يعكس موازين القوى الجديدة في لبنان»، وعزا الامر الى «وجود الكثير من الملفات الاقتصادية والامنية والعسكرية التي تتطلب علاجاً بطرق مختلفة» تفاصيل الحديث مع وهّاب في الحوار الآتي نصّه:
بدايةً، اين وئام وهاب من الانتخابات البلدية بين الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال ارسلان؟
حسب القرى والبلدات، تفاهمنا مع الوزير جنبلاط على الكثير من القرى، تحديداً في منطقة الشوف. ثمة تفاهم تام معه على الكثير من الامور، ولقد تشاركنا في حلحلة بعض الاشكالات في القرى، وحاولنا الحصول على مجالس بلدية بالتزكية في الكثير من القرى، ذلك ان الانتخابات فاجأت الكل. والجيد في هذه الانتخابات هو انها لم تحدث استنفاراً سياسياً، الامر الذي تجلى بالاتفاقات والتزكية.
ألا تعتقد ان هذه «الديموقراطية التوافقية» تلغي المبدأ الديموقراطي الذي لطالما دافعت عنه؟ او انك اصبحت الآن جزءاً من اللعبة ونسيت الديموقراطية لصالح تقاسم الجبنة؟
لا طبعاً. وقد تلغي هذه التوافقية التنافس الديموقراطي في مكان ما، لكن المشكلة كانت في المفاجأة التي احدثتها هذه الانتخابات. فلا أحد توقّع حصولها، ولا احد كان يريد الخوض فيها. الكل كانوا يفضلون التغيير. لذلك لجانا الى التزكية، وحاولنا اختيار الافضل، وان كان هذا الامر يلغي التنافس الديموقراطي لصالح تجنب المشكلات والتوترات في القرى، خصوصاً ان العداوة الناجمة عن الانتخابات البلدية غالباً ما تأخذ طابعاً عائلياً يؤثر في استقرار القرى والبلدات.
ما نقاط القوة لديك، التي ساعدتك في اختراق الثنائية الاقطاعية ضمن الطائفة الدرزية؟
عدة نقاط ساعدتني. أولها وجود جو درزي متحرر خارج الاصطفاف الثنائي التقليدي، بالاضافة الى الخيارات التي اتخذتها في السنوات الست الماضية، والتي كانت اساسية لتعزيز ثقة الشارع بي وبخياراتي. وليست قليلة «معمودية النار» التي قمت بها خلال هذه السنوات. وفي النهاية، انا أعمل بجهد، ولست ممن ينتظرون ارثاً معيناً من احد. فانا اعمل حوالي 18 ساعة في اليوم. والتراكم مهم في العمل السياسي، ولقد راكمنا وعلينا ان نراكم المزيد من الخبرة والمواقع. والاهم من كل شيء هو ان الخيارات السياسية التي اتخذتها تعتبر رابحة اليوم، بالاضافة الى اصطفاف الدروز في خط واحد كان خياري منذ البداية، الامر الذي يساعدني اليوم. وما يهمني اكثر من كل شيء، وتحديداً عندما تربح خياراتنا، هو حفظ مصلحة الطائفة الدرزية وموقع هذه الطائفة.
وما سبب القطيعة بينك وبين الامير طلال ارسلان، رغم كل المصالحات التي تمت؟
لا اعرف. ومن جهتي لا مشكلة لدي معه، وليست لدي اية عقدة تجاهه. وليست لدي أية مشكلة في التصالح معه. لا اعلم ما هي حساباته، لكن برأيي ان وهم الثنائية الدرزية انتهى. واذا عجز وليد جنبلاط، مع كل قوّته التي صنعها مع تراكم السنوات، عن فرض الآحادية داخل الطائفة، فهل لطلال ارسلان ان ينجح في فرض الثنائية؟ اعتقد انه طموح كبير لا يتحقق.
هل تتجه الطائفة الدرزية اليوم اذاً الى نوع من «الترويكا» بين «بيك وسطي» و«مير» معارض، ووئام وهاب دمشقي؟
كلا، فانا لست كذلك. انا حليف لسورية نعم، ولكنني لبناني قبل كل شيء، ودرزي من جبل لبنان. وأصر على ذلك. قد يكون هوائي دمشقياً، نعم، لان دمشق هي بوابة العروبة، وهذا الامر من ثوابتي. لكنني أيضاً ضد الثلاثية، فلست ضد الثنائية من اجل فرض نفسي كطرف ثالث كلا. انا مع الديموقراطية بالكامل، ووجودي داخل الطائفة اليوم يعزز الديموقراطية فيها. وانا ارى ان ثمة الكثير من الشباب تم تغييبهم عن العمل السياسي، وهؤلاء هم من اعتمد عليهم اليوم. واعتقد اننا مقبلون على مرحلة جديدة في الاوضاع ككل. وكل ما نراه اليوم سوف يتغير في المستقبل. وبرأيي انه، من الآن حتى اربع او خمس سنوات، سوف تتغير الكثير من الوجوه والمعادلات.
الى جانب خطابك السياسي الذي يستقطب هؤلاء الشباب الذين ذكرت، الا تعتبر ان «الهواء الدمشقي» الذي تحدثت عنه هو الذي يستقطب اليك القادة السياسيين اليوم، وفي طليعتهم وليد جنبلاط؟
كلا. والكل يعلم انني صنعت وضعيتي وحدي، بدون مساعدة احد. ولقد صنعتها في وقت كانت سورية مطاردة ومنبوذة في لبنان. وثمة الكثير من حلفاء سورية لم ينجحوا بصنع هذه الوضعية. لكن، لا شك بان سورية اليوم في موقع جاذب للكثير من اللبنانيين. لكنني غالباً ما احب الاتجاه بعكس السير، ولذلك سرت باتجاه سورية في الايام الصعبة. اما اليوم، فأكاد اعجز عن اللحاق بالراكضين نحو سورية. (ضاحكاً) فعندما ذهبت الى مجمع البيال في بيروت للمشاركة في احتفال السفارة السورية، انتظرت في السيارة اكثر من ساعة وربع من الوقت، حتى تمكنت من بلوغ باب البيال، نتيجة زحمة المشاركين فيها. وانا لا اقيم وزناً لهذه المعادلة. وبرأيي ان ثمة شيئاً تغير في المنطقة. ثمة تعثر اميركي في المنطقة يقابله تقدم سوري. وهذا هو السبب في استدراك البعض لهذه التغيرات والانفتاح على سورية.
ما كان تعليقك على هذا الحضور اللافت في احتفال السفارة السورية؟
أراه جيداً، فانا من البداية، كنت اعلن عن رأيي بان ثمة فريقا لبنانيا يتبنى خيارات غير صحيحة بالنسبة لسورية، خيارات غير قابلة للحياة. فالاميركي يستخدم من يريد، ولفترة من الوقت يحددها هو، ثم يرمي لاعبيه خلف ظهره ويمشي. الاميركي ليس لديه اخلاقيات في السياسة، والتاريخ يبرهن هذا الامر، من شاه ايران الى كرزاي، الى باكستان، الى كل ما يحصل في المنطقة والعالم. الاميركي لا يقيم حساباً لأحد. أما عند السوريين، فالامر مختلف، والنظام السوري معروف بالوفاء لحلفائه، وهذا جزء من سياسة ارساها الرئيس الراحل حافظ الاسد وما زالت مستمرة. لذلك، لم يكن من المجدي ان تحصل هذه الاندفاعة في مواجهة سورية، وهذه الطموحات الكبيرة التي راهنوا عليها جميعاً. والبعض شطح الى حد الحلم باحضار المعارضة السورية الى بيروت، واحضار الاخوان المسلمين الى بيروت، وتخريب النظام السوري. كل هذه الطموحات اثبتت فشلها.
وهل انت راضٍ عن مسار العلاقات اللبنانية – السورية اليوم؟
انا مع تطوير هذه العلاقات، واتمنى على فخامة رئيس الجمهورية ان يبادر الى تطويرها بشكل افضل، يتجاوز المجلس الاعلى اللبناني السوري الى صيغة معينة، شبيهة بما قام به الاتراك والسوريون. ففي النهاية، ثمة مصالح شعبين، تم التلاعب بها على مدى خمس سنوات، أثبتت فيما بعد ان مصالح الشعب اقوى من مصالح السياسيين والدولة. انا مع تطوير هذه العلاقات الى ما هو افضل، لان لبنان بحاجة للانفتاح على هذا السوق الكبير في سورية والوطن العربي. ولبنان قادر على صنع شيء كبير بامكانياته، اذا انفتح على هذا السوق.
عندما يتم الحديث عن تطوير العلاقات بين البلدين، تتبادر الى الذهن بعض الخطوات العملية التي قد يكون على الطرفين القيام بها قبل كل شيء، منها مثلاً ترسيم الحدود واغلاق ملف المفقودين في السجون السورية وما الى ذلك من ملفات عالقة بين البلدين. ما هو موقفك من هذه القضايا؟
اولاً، مسألة الحدود غير ذي قيمة، ولا «طعمة» لها. فالحدود يمكن ترسيمها بهدوء، من خلال انشاء لجان مختصة تنجز هذه المهمة. ومسألة الحدود ليست مشكلة وليست موضوع خلاف يومي بين لبنان وسورية. ثمة بعض النقاط التي يقوم تنازع حدودي حولها منذ ايام الاستعمار الفرنسي، ولكنها ليست بالامر الملحّ. أما بالنسبة للمفقودين، فليس ثمة مفقودون سياسيون لدى سورية. ولقد زرت في سورية بعض اعضاء اللجنة المختصة بهذا الشأن، وأكدوا لي انهم اجتمعوا باللجنة اللبنانية، ولكنها لم تظهر ملفاتها لانها لا تملك ملفات، بل هي تملك مجرد اسماء، دون ملفات عن كيفية اختفائهم او امكنة اختفائهم او ما الى ذلك. والكل يعلم ان الميليشيات لم تقصّر في الحرب اللبنانية، ولقد قتلوا الكثير من المواطنين، وتحججوا فيما بعد بانهم موجودون في سورية.
ولماذا لا تقدم سورية البراهين على هذا الكلام، وتخلص نفسها من هذا المأزق اذاً؟
لقد ابلغت سورية هذا الكلام للجنة اللبنانية. والسوريون لا ينشرون كل شيء في الاعلام كما يحصل في لبنان. لقد اظهر السوريون ملفاتهم امام اللجنة اللبنانية واكدوا لهم عدم وجود مفقودين لبنانيين في السجون السورية. وفي سورية تتم محاكمات يعاقب على اساسها السجناء، ولا يختفي اي موقوف، كما يحاول البعض ان يصوّر الامور.وكل ما يحصل في لبنان هو كلام اعلامي، او بالاحرى اعلان سياسي يستخدمه البعض.
هل تتوقع ان ينعكس الانفتاح اللبناني على سورية بشكل ايجابي على العلاقات اللبنانية – الايرانية؟ واين تجد مستقبل هذه العلاقات؟
ايران دولة حذرة لناحية التدخل في التفاصيل اللبنانية. وايران حافظت على علاقتها مع كل الاطراف، حتى الاطراف التي لا يرتبط حزب الله بعلاقة جيدة معها. اما في موضوع المقاومة، فايران لا تساوم عليه. ولا اعلم اذا كان هذا الموقف يزعج بعض اللبنانيين، لكن ايران مصرة على الحفاظ على علاقتها مع كل القوى، ومنها قوى 14 آذار، التي لم تقطع علاقتها بها.
ما الذي يثبت ان المشروع الاميركي هُزم في المنطقة؟
مشروع جورج بوش هزم في المنطقة. وليس لدي تحديد دقيق للمشروع الاميركي، لان طبيعة المشروع الاميركي، برأيي، تغير في السنوات الماضية. والمشروع الذي انطلق في العام 2003 لم يعد هو نفسه. والسؤال هنا، هل المشروع الاميركي هو الفوضى؟ واذا كان هو الفوضى، فقد نجح اذاً. وهل المطلوب شرق اوسط جديد في المنطقة بهيمنة اميركية – اسرائيلية؟ واذا كان كذلك فقد فشل حتماً. لكن لا شك بان المشروع الاميركي اودى بالمنطقة الى الفوضى. ثمة جهود كبيرة تبذل لاعادة بناء العراق الموحّد، لكنها تفشل. وبرأيي ان كل مجريات الامور في المنطقة اليوم تتوقف في العراق. فالعلاقة السعودية – السورية تخضع لاختبار في العراق، والعلاقة الاميركية – السورية تخضع لاختبار في العراق، والعلاقة الايرانية مع بعض الاطراف تخضع لاختبار في العراق. من ناحية ثانية، هل المشروع كان القضاء على المقاومات العربية، ومن ضمنه حرب يوليو وحرب غزة؟ من هذه الناحية فشل طبعاً. واذا كان المشروع هو الفتنة السنية – الشيعية، فانا اعتقد ان هذه الفتنة لم تنتهِ، لان الفتنة ما زالت تطل برأسها كل يوم بصورة مختلفة. وفي لبنان تظهر بوادر الفتنة مجدداً عبر المحكمة الدولية.
لماذا؟ وهل يعتبر استدعاء المحكمة الدولية لاشخاص ينتمون الى جهة معينة، بوادر فتنة؟
المحكمة الدولية كاذبة منذ البداية. هي محكمة كذب منذ البداية.
لكنها هيئة قضائية دولية!
هي هيئة قضائية كاذبة. وكل مؤسسات الامم المتحدة مؤسسات كاذبة تأتمر بأمر الادارة الاميركية. والكل يعلم ان مجلس الامن، تاريخياً، لم يتخذ اي قرار يلزم اسرائيل. ونحن كعرب، لا يمكن ان تكون لدينا ثقة بمؤسسات تابعة للامم المتحدة، طالما ان هذه المؤسسات تحركها الادارة الاميركية. اما بالنسبة للمحكمة الدولية في قضية استشهاد الرئيس الحريري، فلقد تبينت اكاذيبها منذ البداية، عندما حكمت بتوقيف اربعة ضباط، لم تثبت ادانتهم. ولقد ادانت نفسها من خلال هذا الامر. واليوم، اذا لم تحاكم هذه المحكمة شهود الزور، واذا لم تستعد ثقتها، فكيف سنثق بها. هذه المحكمة كذب بامتياز، ولا امكانية لاقناعي بالثقة بها.
ماذا لو اثبتت هذه المحكمة ان لا علاقة لسورية بمقتل رفيق الحريري؟ هل تصبح موضع ثقة عندئذ؟
لهذه المحكمة وظيفة سياسية، بدأت مع سورية. وعندما فشلت مع سورية، انتقلت هذه المحكمة الى وظيفة ثانية مع حزب الله.
وهل تعتبر ايضاً ان الحديث عن امتلاك حزب الله هو بدوره محاولة فتنة؟
وهل يحدث فتنة امتلاك حزب الله لصواريخ سكود بمواجهة اسرائيل؟
هل هو تهديد او تمهيد لحرب مقبلة اذاً؟
حزب الله لن يبادر الى الحرب. اما اذا شُنّت حرباً على لبنان، فحزب الله سوف يتصدّى لها، بكل الاسلحة.
وهل ترى الحرب قريبة في الافق؟
هذا موضوع اسرائيلي. واسرائيل تهدد يومياً بالحرب. اما حزب الله، فكل ما يقوم به هو انه يحاول استبعاد وقوع حرب، وتحاشي وقوع هذه الحرب. لكننا امام عدو لا يحيا الا على الحرب، وهو الذي يهدد. حزب الله لا يهدد، وهو ملتزم بتحرير فلسطين طبعاً، لكن هذا الامر يمارسه الفلسطيني من الداخل، وحزب الله لن يشن حرباً من الخارج لدعم الساحة الفلسطينية. حزب الله هو قوة دفاعية عن لبنان.
كيف قرأت حديث وزير الخارجية المصري الاخير، والذي رفض خلاله حديث اميركا عن تزويد سورية لحزب الله بالصواريخ؟
الحديث ايجابي من حيث الشكل. ولا ادري اذا كان يعكس تغيراً ما في السياسة المصرية. واذا كان ثمة تغير ما، فيجب ان نلمسه على ارض الواقع.
هل تجد امكانية لتغير المواقف العربية باتجاه موقف عربي موحد بمواجهة اسرائيل؟
كلا. ليس ثمة موقف عربي موحد بمواجهة اسرائيل. والعرب، حتى الآن، مازالوا غير قادرين على تصديق واقع ان اسرائيل دولة لا تريد السلام. ويحاولون قدر الامكان ان يحصلوا على تنازلات شكلية . كقضية الاستيطان مثلاً، البعض يحاول حصر المشكلة مع اسرائيل بالاستيطان، متناسين المشكلات التاريخية مع اسرائيل. وبرأيي ان معركة القدس قادمة لا محالة. واليهود قرروا احتلال المسجد الاقصى واقامة منشأت فيه. برأيي ان المعركة قادمة وكل ما يحصل يؤجلها ليس الا.
وهل سيبقى حزب الله متفرجاً اذا ما وقعت هذه المعركة برأيك؟
الكل سيتحرك عندما تحصل المعركة الكبيرة. فهذه هي القدس، وهي رمز بالنسبة لنا كمسلمين وعرب. وفي النهاية، حتى الانظمة التي تبدو اليوم غير مبالية لهذا الامر، قد تضطر للتحرك تحت ضغط الشارع عندئذ.
كيف تصف الواقع السياسي في لبنان اليوم؟ ولبنان الى اين في المستقبل القريب؟
برأيي ان لبنان اليوم في الثلاجة، ريثما ينتهي موضوع العراق. الاولوية للعراق حتى عدة اشهر في المستقبل. وبعدها، ربما ثمة حديث عن تغيير حكومي في لبنان، يعكس موازين القوى الجديدة في لبنان.
لماذا سيتم تغيير الحكومة؟
الحكومة الحالية ليست ناجحة حتى الآن.
وبأية صيغة سيتم هذا الامر؟
لا أعلم. لكن ثمة تغييراً حكومياً قد يتم في آخر الصيف.
هل هذه معلومات؟
هذه توقعات. انا أتوقع ان يصار الى تغيير حكومي، لان ثمة الكثير من الملفات الاقتصادية والامنية والعسكرية التي تتطلب علاجاً بطرق مختلفة.
هل تتوقع اذاً ان يصار الى اسقاط حكومة الوفاق الوطني الحالية لمصلحة حكومة جديدة تكون فيها الغلبة لفريق لبناني على آخر، او لنهج على آخر؟
كلا. لن تكون ثمة غلبة لأحد على احد في الحكومة المقبلة. لكن ثمة توازنات جديدة. ثمة مرحلة جديدة تستدعي تصحيح كل اخطاء المرحلة السابقة.
وهل هذا الامر يرتبط ايضاً بتصحيح العلاقة مع سورية؟
العلاقة مع سورية لا تفرض شيئاً، بل ان المعادلة الداخلية هي التي تفرض. سورية والمملكة العربية السعودية، وسورية بشكل أساسي تساعد في انجاز الكثير من الملفات او المواضيع الخلافية في لبنان. واعتقد ان الوضع الحكومي الحالي في لبنان نشأ في ظل ظروف معينة تغيرت، الامر الذي يستدعي تغييراً حكومياً.
0