أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب انه “قد جمعتنا علاقات طيبة جداً بالإخوة الإماراتيين منذ تأسيسها أيام المرحوم الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، وكان هو بالفعل يتحسس القضايا العربية ويهتم بها، ولكن ما نشهده من سياسة حالية تثير الاستغراب، وما أثار استغرابنا كلام وزير الخارجية الإماراتي منذ أيام عندما قال أن إسرائيل هي كإيران”. وأضاف “انه كلام خطير للغاية ويعكس نوايا من يتحكم اليوم بقرار الإمارات وهي نوايا سيئة وتنعكس على دورها ووضعها وشعبها وكل وضع الخليج الذي تهدده مثل هذه المواقف”. وأسف وهاب “أن يكون هناك وزير خارجية عربي لا يميّز بين الصديق الذي دعم القضايا العربية ودعم تحرير لبنان والمقاومة في فلسطين، وكانت دولته تتفرج علينا، ويتحدث بهذه الطريقة عن إيران ويعتبر وكأن النزاع حول جزيرة صغيرة غير مأهولة مثل مسألة النزاع حول فلسطين، وإذا كانت القدس توازي بئراً للنفط بالنسبة لهذا الوزير فهناك مشكلة حقيقية ولا نعرف كيف سنعالج هذه القضية ولكنه منطق خطير وسينعكس على كل الوضع في منطقة الخليج العربي، وإذا استمر بعض قادة هذه الدول في الاستماع إلى الرأي الأميركي والإسرائيلي حول العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف وهاب، بعد استقباله وفداً من لجنة المبعدين من الإمارات العربية المتحدة برئاسة حسان عليان أننا “قد استمعنا من الإخوة المبعدين من الإمارات عن معاناتهم دون أي وجه حق وهم عشرات العائلات وكان لهم فترة طويلة في الإمارات ولهم مصالح كبيرة فأجبروا على ترك أعمالهم. وقد جرى اهتمام شكلي بقضيتهم هنا والدولة اللبنانية كما عادتها تتكل على ذاكرة الناس كي ينسوا القضية، والآن يبدو أن أركان الدولة قد نسوا الملف ولم يعيروه أي اهتمام وهذا أمر لا يجوز”.
وتابع “المشكلة أننا في دولة لا تتحمل أبناءها ليبقوا ويعملوا فيها ولا تحميهم وتحمي مصالحهم خاصةً وان هناك اعتداء قد حصل على هذه العائلات من قبل سلطات الإمارات دون أي مسوغ أو إجراء قانوني، بل فقط من اجل انتماءهم المذهبي وهذا أمر خطير للغاية ولو كنا أمام دولة تحترم نفسها لوجب على لبنان أن يعامل الإمارات بالمثل، ومثلما الإمارات طردت مواطنين فإن لديها هنا في لبنان مصالح وعلينا أن نرد بالمثل ولكن الدولة التي تفتش عن مصالح بعض أفرادها أو بعض أركانها أو لدى بعض قادتها مصالح في هذه الدولة أو تلك هي التي تتخلى عن مساعدة مواطنيها وهذا أمر في غاية الأهمية ونحن نشجع الإخوة على مثل هذا التحرك لمنع المسلسل الجديد من التهجير الجديد وهذا مسلسل مشبوه ولا نعرف من يقف خلفه”.
عليان
من جهته قال رئيس اللجنة حسان عليان انه “قد ناقشنا مع معلي الوزير، وهو صوتنا المدوي للحق ونشكره على مواقفه الوطنية في الدفاع عن المحرومين والمظلومين، وهو من طالب الدولة بإنصاف ومساعدة أصحاب الحق في قضية المبعدين من الإمارات العربية المتحدة”. وأشار إلى أن “اللجنة بصدد تحرك جديد ونطلب مناصرة الجميع لنا، وهذا التحرك سيتخذ أشكال مختلفة وعملياً سيكون التحرك على الأرض ولن نقف لنبكي على الأطلال ونكتفي بالتصريحات الإعلامية، بل سنكون أكثر جدية في التعاطي، ومنذ تحركنا في البداية منذ تسعة أشهر لم نسمع آذاناً صاغية ونريد إسماع صوتنا، ومنذ زيارتنا إلى الرئيس نبيه بري بعد عودته من الإمارات وما حمله من وعود منها يبدو أنها لم تف بوعودها ونحن أرسلنا إلى دولة الرئيس رسالة مفتوحة عبر الإعلام وتشير الرسالة إلى نوع التحرك ولن نقف بعد اليوم مكتوفي الأيدي، وسنكون أكثر جدية. وبالمقابل لن نعلن أشكال تحركاتنا ونطالب الدولة بالتحرك ومساعدتنا قبل فوات الأوان وهناك فرصة متاحة”. وأضاف “هناك موجة جديدة من الإبعاد تقوم بها دولة الإمارات، وهناك اعتداءات تقوم بها السلطات فيها على المواطنين، وانتهاك لحقوقهم كبشر. وهناك تعاطٍ مذل بحق اللبنانيين المقيمين وحالة قلق وخوف ممن لا يزالون موجودين على أرضها، وتستمر دولتنا اللبنانية في صمتها المطبق في متابعة هذا الملف بجدية، ونحملها المسؤولية في الأيام المقبلة عن أي تحرك قادم، إذ سيكون في البداية تحرك هادئ ولا نعلم كيف تتجه الأمور لاحقاً وهناك موسم سياحة واصطياف قادم نحن والدولة نحرص على أن يكون هادئاً وناجحاً، ولكن لن نسمح بأن تموت قضيتنا ومصالحنا، والدولة معنية بالمعالجة من رئيس الجمهورية نزولاً إلى كل المسؤولين”.
*