أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “من دحر إسرائيل في عدوانها على لبنان عام 2006 واجبرها على الانسحاب في العام 2000 ومن اسقط عوامل الخوف من نفوس ابناء شعبنا منها فهو قادر على تحقيق الوعد الصادق ومن اسقط إسرائيل في عدوانها المستمر على قطاع غزة يستطيع أن يسقطها في أي عدوان قادم”.
وأضاف وهاب، خلال احتفال أقامته حركة الاشتراكيين العرب مهرجاناً حاشداً في الذكرى 73 لتأسيسها في مدينة حماه السورية، وتحدث في الاحتفال د. أسامة علي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وصفوان القدسي باسم الجبهة الوطنية التقدمية، واحمد الأحمد أمين عام حركة الاشتراكيين العرب عضو الجبهة التقدمية، انه “في الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس حركة الاشتراكيين العرب، نأتي الى سوريا العروبة والى مدينتها حماه النابضة بالوفاء للمبادئ القومية، لنبارك للاخوة في الحركة التي حملت ومنذ تأسيسها الصوت الوحدوي، المدافع عن حقوق الامة وتبيان تاريخها المجيد في وجه المطامع الاستعمارية والتي شاركت في حرب الانفاذ من اجل فلسطين وعملت في سبيل قيام الوحدة السورية المصرية، وغدت منذ عام 1973 في عداد احزاب الجبهة الوطنية بقرار من سيادة الرئيس القائد حافظ الاسد رحمه الله، وباتت تشكل مع حزب البعث العربي الاشتراكي التوأم الفكري والسياسي بل الجذري من اجل القضية القومية والعربية وقلبها الجريح فلسطين السليبة بين ايدي الطغاة والفاسدين”.
وأضاف “لقد شهد القرن الماضي احداث خطيرة على امتنا فرزحت تحت الانتدابين الفرنسي والبريطاني، والذي كان من نتاجهما اتفاقية سايكس – بيكو ووعد بلفور المشؤوم، ومنذ تلك الحقبة قامت الانظمة العربية نتاج هذه المرحلة فذهبت امتنا ادراج الرياح وتقاذفتها المؤمرات والدسائس وزرعت بذور التفرقة والتجزئة وعوامل التخلف والانحطاط الفكري، وأرست قواعد القهر ومواجهة الحركات التحررية فتاجرت بفلسطين وباعوها بفضة لليهود، واعتمروا تيجانهم الفارغة تشبهاً بالاصنام والتماثيل وهدروا ثروات الامة لبناء قصورهم وملذاتهم كل ذلك تحت اسم القضية والامة والتعاليم الدينية فحللوا الحرام وحرّموا الحلال، وبادروا الى انهاك الثورة الفلسطينية وادخلوها في سوق التفاوض والاتفاقيات الذل والخيانة والتفاقيات المنفردة وجلبوا لشعوبهم الفقر والعوز وحاصروهم في سجونهم الدكتاتورية وبنوا الجدران الفولاذية حتى خبت شعلة الثورة وعوامل الانتصار وكدنا نصل الى مرحلة اليأس والاحباط، لكن هؤلاء لم يعلموا بأن أشدّ ساعات الليل ظلمة عند انبثاق الفجر، وان الحقائق تبقى والخرافات تزول، وان الدم تبقى رائحته تنبعث من صلب الارض مهما تعددت السنين وان التاريخ العربي الممهور بدماء القادة والشهداء هو التاريخ الذي سيبقى متلازماً مع المؤمنين بحق الصراع والجهاد ونصرة القضية عملاً بناموس الحياة وطبيعة البقاء وارادة الله التي لا تقهر حتى قيام الساعة”.
وتابع “كانت ثورة البعث، حيث اقامت الدولة بكل مضامينها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وذهب قائدها في حركتها التصحيحية الى حيث غدت وجه الامة المشرق واشعة الشمس التي تلوّح لسواعد العمال والفلاحين ومنبر الوحدة القومية بكل ابعادها وتجاوزت خطوط سايكس بيكو وكامب دايفيد ووادي عربة وجسدت دولة الصمود والممانعة وبقيت نقطة الارتكاز القومي للقاصي والداني وحاضنة لكل الشرفاء والمناضلين فدفعت الاثمان الغالية من عناقيد كرومها في كل الساحات والميادين من فلسطين الى لبنان دفاعاً عن السيادة والحرية وتمسكاً بمدرسة الاسد الذي غيّر الموازين والمعادلات وفرض الحقوق المشروعة فوق كل اعتبار فلا هادن ولا ساوم ولا فاوض الا من موقع القوة والعزة والاباء والخلود، وجاء الشبل من ذاك الاسد من عرين العنفوان القومي من معاقل الشيم والكرامة والاخلاق فكان بشاراً وملهماً وحاذقاً ودوّر الزوايا وقرّب المسافات ورصّع جبين الامة بأكاليل الغار عبر محاور المقاومة الشريفة في جنوب لبنان وبطاح فلسطين وبلاد الرافدين. لقد حمل في قلبه قلب الاسد وفي لسانه زئير الاسد وعلى كتفيه جبال قاسيون وحرمون والجولان وعلى راحتيه الوفاء للرجال الصادقين بعز الامة وشرف القضية وفي عينيه عين نسر سوريا الذي ما وطأة قدماه الا الروابي والشواهق وملاقاة الشمس”.
وأشار إلى انه “ها هي الأيام تشهد وها هو التاريخ يسجّل بأن وعد الاب صادق ووعد الابن في سر ابيه وها هو يبشر بعودة الجولان بعد ان تكاملت المقومات والامكانيات المعنوية والمادية وبعد ان خطى في بعده الاستراتيجي خطوات كبيرة باتجاه تركيا اردوغان وطهران نجاد وتشافيز فنزويلا والغى تأشيرات الدخول وفتح ابواب العلاقات الدولية من اوسع ابوابها فبدت بوابات دمشق تطرق من الغرب والشرق مستأذنين الدخول اليها عبر المبعوثين والموفدين وها هي اميركا تعيد سفيرها بعد ان ادركت بأن سوريا هي الاساس في اي ملف قومي او عربي او إقليمي. أن سوريا التي حوصرت لسنوات مضت من اجل اخضاعها للارادات الاجنبية اكدت من خلال موقعها ان خيارها الايماني بحق الوجود هو الرابح في ضمير الشعب ووجد ان الامة وان انظمة الردة والرجعية باتت محاصرة في اقفاصها العظمية ولم يبق منها سوى الاسم لصفات سقطت تحت اقدام المجاهدين والمقاومين والصامدين في وجه الغزاة والطامعين. لذا، ما سمعناه بالامس القريب من وزير الخارجية السوري بأن أي حرب قادمة سيتم من خلالها تدمير مدن الكيان الصهيوني ولن تشهد اجيالنا الجديدة بعدها ابواباً للمفاوضات مما يعني ذلك ونقولها بكل صراحة لن تشهد الاجيال اية مفاوضات لان عندئذ لن يكون هنالك من دولة اسمها إسرائيل. وما يؤكد ذلك جاء على لسان سيد المقاومة حسن نصرالله بأن اي عدوان تقوم به اسرائيل مجدداً سيغير وجه المنطقة والمقاومة ستقوم بقصف المدن والمصانع والمعامل وكل البنى التحتية للدولة العبرية. لقد ولى عصر الهزائم ولم تعد إسرائيل هي الأستاذ في هذه المنطقة والجميع تلامذة لديها، هذا عصر ولى وأصبح من الماضي وبدأ عصر بشار الأسد وحسن نصرالله وكل المقاومين الشرفاء، ولذلك لقد ولى عصر الهزائم. ألم اقل لكم بأن ادارة الرئيس بشار الاسد أثمرت لامتنا ربيعاً دائماً ومجداً خالداً. ألم تشاهدوا بالأمس لقاء القمة بين قادة الامة وكبار رجالاتها؟ ألم تروا “المشعل” في يد، و”الطهران” في يد، وبين كلتا المشهدين اسد الامة وعرينها وسيد المقاومة وانتصاراتها؟ ألم يخبرنا أجدادنا وآباؤنا عن تاريخنا العربي والفتح الإسلامي؟ عن الأندلس وعن الحرف والشرائع والنواميس وعن جبال الألب؟ عن الرسالتين المسيحية والمحمدية التي اضاءت النور في قلوب بني البشر؟ عن كنيسة القيامة وبيت لحم والاقصى الشريف؟ عن حيفا ويافا والناصرة؟ عن القدس والرحابنة وفيروز؟ عن اسوارة العروس؟ عن جوليا بطرس وقولولن منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى، ألم نخبر بكل ذلك ايها الأعزاء؟. لقد أضيئت مشاعل الثورة وصهلت جياد العزّ والفداء ولن تعد تلهينا المفاوضات ولا رسائل الموفدين على المستوى الاقليمي ولا طاولات الحوار على مستوى داخلنا اللبناني قالمحور القومي تحدد وادارة الصراع والقتال تحددت والاستراتيجية الدفاعية اتخذت وما أوخذ بالقوة لا يستردّ الا بالقوة. وان صراعنا مع اسرئيل ليس على الحدود بل هو صراع على الوجود ولقد بات الغرب يدرك بأن الخطر عليه من هذا الجسد السرطاني والصراع بين الامم هو صراع على المصالح القومية العليا وليس كرمي لعيون هذا النظام او ذاك المليك او الحاكم. انني وبفعل حرارة الايمان والمعتقد أردد معكم في هذا اليوم بأن التحرير قادم والانتصار آت ولسوريا العروبة قدرها في رفع لواء الامة وبيارق الكرامة”.
وختم “غداً ستقام مهرجاناتنا في مرتفعات الجولان، في مجدل شمس وبقعاتا ومصعدة وعين قنيا وكل قرى الجولان المحتل الذي نوجه له التحية ولأهله الصامدين لأكثر من أربعين عاماً الذين لم يساوموا لا على سوريا ولا على الهوية ولا على انتمائهم ولا على عروبتهم. ستقام صلواتنا في القدس والاقصى وستسقط اقنعة الخزي والعار عن الوجوه الصفراء المقيته ويلعنها التاريخ. وستدوّي هتافاتنا: لعينيك يا امتي هذا القليل وهذا المحور العربي والاسلامي الكبير واننا على العهد باقون”.
0