رأى رئيس تيار “التوحيد” وئام وهاب أن “هيئة الحوار هي للتسلية الوطنية فقط”، ولفت إلى أن السؤال هو “لماذا تشكيل هيئة الحوار اليوم”. وسأل “مَن مِن شخصيات الحوار يفهم في الإستراتيجية الدفاعية”، معتبرا أن البعض منهم يعتقد أن الحوار سيوصل إلى نزع سلاح “حزب الله”، لافتا إلى أن “الإستراتيجية الدفاعية وضعتها المقاومة والمطلوب اليوم احتضان وطني للمقاومة”.
وأضاف، في حديث إلى برنامج مع الحدث على شاشة المنار مع الزميل محمد شري، إلى أن “الظروف اليوم تختلف جداً عن الطاولات السابقة والتي كانت يومها ضربة موفقة للرئيس نبيه بري، لنقل الحوار من الشارع إلى طاولة تجمع الأقطاب، بينما اليوم فإن معظم الأسماء المقترحة للحضور على الطاولة لا يعرفون بالإستراتجية الدفاعية”. واعتبر أن “رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع ربما يكون لديه إستراتيجية لتسهيل مهمة إسرائيل”، متسائلا “هل من تعامل مع الإسرائيليين وقتل رشيد كرامي وآلاف اللبنانيين حصل على موافقة من اللبنانيين لطرح إستراتيجية دفاعية؟”. ولفت إلى أن جعجع يريد طرح موضوع السلاح على الطاولة، وان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أخطأ عندما وقع في هذا الفخ، وربما تعرض للضغط من بعض الجهات الخارجية، ومن الخطأ أن تشارك القوى الحليفة لنا ولحزب الله بهيئة تضع السلاح على طاولة النقاش، وهناك آلاف الأهداف لأميركا وإسرائيل في المنطقة التي يعيق سلاح “حزب الله” تنفيذها”. وسأل “أين القيادات من طاولة الحوار مثل عمر كرامي، سليم الحص، أسامة سعد، الياس سكاف، وغيرهم وطلال ارسلان لا يمثل كل المعارضة الدرزية، أو الحزب الشيوعي والاتحاد العمالي طالما يتحدثون عن تمثيل القطاعات. إن استنساب رئيس الجمهورية لاختياره أعضاء طاولة الحوار عرضة للنقد، واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية لا تكون بهذه الطريقة، ولو أطلق رئيس الجمهورية طاولة حوار حول ملف الكهرباء لكان الأمر أفضل بكثير”.
وتابع ” المطلوب احتضان وطني للمقاومة، والبيان الوزاري حدد أن الدفاع عن المقاومة حق وحق تحرير الأرض ونحن بحاجة إلى خطة من مجموعة ضباط، ونصيحتي للمقاومة أن لا تعطي شرف للبعض بمناقشة ملفها على الطاولة، والمقاومة لا تطلب من احد الإذن لتحرير أرضها. وضيعان الوقت والضيافة على طاولة الحوار”. وأضاف “نصف الطاقم السياسي اللبناني يعمل لدى السفارة الأميركية وبالتالي عند الإسرائيلي فهل نخبرهم عن خطط المقاومة وبعد دقائق تعرف بها إسرائيل. أما قائد الجيش فقد كسر قاعدة التغطية على بعض الضباط وعمالتهم رغم مخاطرها ولكنه رفع الغطاء عنهما والعمالة لا هوية لها، ورهان العديدين على ضربة إسرائيلية ضد حزب الله والمقاومة والبلد مكشوف والكلام في الصالونات معروف، لكن هناك آلاف اللبنانيين من غير حزب الله هم في سرايا المقاومة ومستعدون للمواجهة. ونحن على استعداد لاستعاب كل من يريد المقاومة والى أي جهة انتمى أو طائفة”.
أما في موضوع زيارة النائب وليد جنبلاط إلى سوريا قال وهاب انه “ليس هناك أي تأخير أو معوقات لزيادة النائب جنبلاط إلى سوريا، لكن بعد قول جنبلاط لبعض الكلمات سيكون في دمشق خلال 48 ساعة، وليس هناك من طلب سوري بأي شيء من جنبلاط وهذا أمر معيب وليس صحيحا، وجنبلاط سيقول كلام شخصي معين قبل ذهابه، والطائفة الدرزية تسبق قيادتها إلى سوريا، بل أن هناك كوادر عديدة من الحزب الاشتراكي متحمسة جدا للعلاقة مع دمشق وبعض الأصوات القليلة جدا تشذ عن القاعدة، لا بل هناك توجه لدى عدد من كوادر الحزب الاشتراكي مستعدة للقتال مع حزب الله والمقاومة في أي حرب مقبلة”.
وفي موضوع مشيخة العقل قال “لدينا شيخي عقل، الشيخ نصر الدين الغريب والشيخ نعيم حسن، وهما أفضل المشايخ من حيث السلوك الشخصي ولكن نحن مع شيخ عقل واحد للطائفة، وأنا اقترح استقالة الشيخين وانتخاب واحد ربما يكون احدهما، ولا يجوز أن يبقى الوضع الدرزي على حاله من التأزم المادي والاقتصادي. وأنا ضد التصنيف التقليدي للعائلات الدرزية والانقسام السياسي لا يتعلق بالتقليد. والصراع يعطل عمل مؤسسات المجلس المذهبي، وطرحت مشروع بناء مدينة سكنية في منطقة بعورته تقدم خدمة للشباب الدرزي، تتكون من عشرة آلاف منزل وتباع بأسعار مدروسة ويتحمل المجلس المذهبي جزءً من التكاليف ضمن آليات قانونية محددة”.
وأضاف “اللبنانيين لا يطلبون الكثير من زعمائهم، ولكن مثلا لو يتحدث السياسيين عن الكهرباء، أزمة السير، التعيينات الإدارية والإذلال الذي تتعرض له الكفاءات وغيرها. لكن هناك أسماء ممتازة في التعيينات ومنهم الوزير خالد قباني، إنما المعايير المعتمدة هي الولاء السياسي قبل أي اعتبار، والتعيينات في لجنة الرقابة على المصارف أمر معيب وكيف يمكن للأشخاص أنفسهم مراقبة أعمالهم. والمحاصصة تؤثر سلبا على كل البلد والقوى معارضة ومولاة، وعلى السياسيين اختيار الأكفأ من اجل خدمة الشأن العام بشكل أفضل وهناك أمثلة حية ممتازة وتجارب بعض الوزراء جيدة”. وهناك حملة من فؤاد السنيورة على وزير الأشغال غازي العريضي بشأن خصخصة الميدل ايست وغيرها من المشاريع التي فيها نهب للمال العام”.
وفي موضوع التنصت من قبل السفارة الأميركية قال “لا يمكن للأميركي استباحة البلد بهذا الشكل، والمعلومات التي تصل إلى الأميركي حكما تصل إلى الإسرائيلي، وهو موضوع يستوجب تحقيق من وزارة الداخلية وامن الناس ليس ملكا لأحد، ولا يجوز التعاطي بخفة معها، والبحث قي مجلس الوزراء بدلا من التلهي يتقاسم جبنة التعيينات. المخابرات المصرية تعمل في البلد بشكل كبير جدا وبعض الأجهزة الخارجية وهاب: هل من احد يصرف كم هو الطاقم للسفارة الأميركية وأين وكيف يعملون تحت كذبة المساعدات الأميركية، بينما الإيرانيون يقدمون المساعدات عبر الأجهزة الرسمية. ونحن في لبنان للأسف كما بنات الهوى تخرج مع الجميع ولا نحترم بلدنا وكرامتنا الوطنية، لكن هناك شيء ما يحضر في هذا المجال وخلال الأشهر القليلة المقبلة هناك تغيير ما سيحدث يمنع هذا الفلتان”.
وعن علاقة الرئيس الحريري مع دمشق قال “نشأت علاقة شخصية جيدة بين الرئيس الحريري والرئيس الأسد ولا شك بنوايا الحريري ولكن حدث تشويش على زيارته والتمني أن يكون الحريري أقوى من هذا التشويش، وان يفهم العقل السوري أكثر فأكثر وعليه أن يعمل على ذلك، وكل اللبنانيين لديهم مصلحة بإنجاح حكومة الحريري وهي حكومة وحدة ولكل اللبنانيين ومنع المتضررين من استغلال أي خلاف. لان هناك بعض المحيطين بالحريري يستفدون من خلافه مع سوريا”.
وأشار إلى أن “لبنان لم يعد أولوية بالنسبة للقوى الإقليمية والدولية إلا بما يتعلق بالمقاومة والعراق يمثل أول الاهتمامات، وأضحت سوريا تختصر العرب في المواجهة والموقف العربي، وليس هناك موقف بل هناك موقف إسلامي”.
واعتبر أن “القمة الثلاثية في دمشق كانت هدية إلى المسلمين وكل الأحرار في العالم وأعادت التوازن مع إسرائيل، وبعض العرب يلومون تدخل إيران في فلسطين ولبنان وهم من تخلى عن المقاومة بينما كان واجبهم مشاركة إيران وغيرها في دعم المقاومة”. واعتبر أن “أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون هو موظف في الدوائر الخارجية الأميركية، ويوم كوفي عنان اعترض على موضوع العراق اختلقوا له ملف ابنه والفساد وبعدما مشى معهم لم يعد هناك من مشكلة، لكن هناك عربدة إسرائيلية في المنطقة وردت المقاومة في لبنان أن زمن إسرائيل قد سقط وقمة دمشق حققت توازن في المنطقة. والسلاح المقاوم اسقط في 2006 الشرق الأوسط الجديد، ويومها سوريا خرجت من لبنان كونها لم توافق على التآمر على سلاح المقاومة. وإذا اعتدت إسرائيل سيسقط عليها عشرات آلاف الصواريخ عليها. على إسرائيل وأميركا أن تفهم أن هناك قوى ترفض أن تكون تابعة لها. وبالتالي فإن قمة دمشق قد أجلت الحرب لا بل يمكن انها قد ألغت الحرب، لكننا سنستمر بدعم حركات المقاومة داخل فلسطين التاريخية بكل السبل”. وتابع انه “ربما كان حضور رئيس الجمهورية اللبنانية الى قمة دمشق ستحرجه مع أصدقائه، لكن لبنان سيشهد مرحلة مثلما نهوض كما شهدها بعد اتفاق الطائف من ولكن دون الوجود السوري”.
واستنكر وهاب ما “ما يحدث في العراق أمر معيب بحق إخواننا المسحيين واستهدافهم خاصة في محافظة الموصل. كذلك وقاحة النظام الأردني وصلت إلى صدور محاكمة مجموعة على نوايا هذه المجموعة التي كانت تنوي مساعدة أهل غزة. ونحن نفهم أن في مصر رجل مريض على رأس السلطة اسمه حسني مبارك يود توريث ابنه ويقدم كل أوراق حسن السلوك للإسرائيلي بينما في الأردن ما زال الملك شاب ولا داعي لكل هذه التنازلات”.
0