أكد رئيس تيار التوحيد أن “حل أزمة النظام السياسي اللبناني هي بإلغاء الطائفية السياسية، واعتماد قانون النسبية على أساس الدوائر الكبرى، وخفض سن الاقتراع إلى 18، إلا أن النسبية في البلديات لا معنى لها، لا بل تسبب الشلل في العمل الإنمائي في القرى والمدن، وهي قادرة هذه الوحدات الجغرافية على إقامة التوازن في داخلها ومراعاة التنوع فيها”. وأضاف “النسبية يجب أن تطبق في النيابة أولاً وليس في البلديات، ونحن نشعر أن قانون البلديات كما قدمه وزير الداخلية زياد بارود دعائي أكثر مما هو واقعي”.
وأشار وهاب، في حديث إلى قناة الـ”او تي في” في برنامج حوار اليوم مع الزميلة ديما صادق، إلى أن “حديث بعض النواب عن المجلس اللبناني السوري الأعلى ديماغوجية وتفتقد الواقعية السياسية والعملانية، لا بل تغفل ما تقدمه هذه الاتفاقية من خدمة إلى لبنان. والعلاقة اللبنانية السورية سابقاً كان فيها أخطاء كبيرة ولكن هناك ظلم بحق اللواء رستم غزالي، وهم لا يتحدثون عن تصرفات عبد الحليم خدام وغازي كنعان، بينما اللواء غزالي عمل على الملف لمدة سنة ونصف فقط، وبعدما صدر القرار 1559 قرر الرئيس بشار الأسد الانسحاب من لبنان. لكن بعد الانسحاب السوري شهد لبنان عدد كبير من الاغتيالات والتفجيرات ونهر البارد ولم يحاكم ولم يحاسب أي مسؤول امني، ومن المعيب استسهال الاتهام إلى شخص اللواء غزالي وأنا مررت بتجربة أيام وزارة البيئة ولم تكن العلاقة معه كما يصفون ويتحدثون”.
من جهةٍ أخرى أكد وهاب أنه “ليس لدي دور مباشر في زيارة النائب وليد جنبلاط المرتقبة إلى سوريا، أن الأمر محصور بيد حزب الله والسيد حسن نصرالله، كونه الوحيد القادر على تقديم ضمانات في موضوع جنبلاط، وأنا دوري كأي شخص يسعى إلى تقريب جنبلاط من دمشق، بينما حزب الله يستطيع تعميق العلاقة بشكل حقيقي بين جنبلاط ودمشق. وكان الرئيس نبيه بري قد نقل أجواء ايجابية جدا من دمشق”. وتابع “لم يطلب احد من جنبلاط قول الكلام الذي قاله في الأيام الأخيرة، وهو كان ابلغني منذ فترة انه يشعر بأنه قد أساء في الكلام إلى الشعب السوري ويجب توجيه اعتذار عن الإساءات، لكن ليس هناك مطلب سوري محدد من جنبلاط وكل ما يتداوله الإعلام عار من الصحة، وفي الحقيقة فإن جنبلاط قد ذهب سياسيا إلى سوريا”.
وأضاف “سوريا تلعب دور في المنطقة اكبر من حجمها الاقتصادي والجغرافي وذلك نتيجة دور قيادتها السياسية، وهي تهتم بالملفات في المنطقة أكثر بكثير من الملف اللبناني، إنما تطمئن إلى ستاتيكو لبناني على ارض الواقع ولديها أولويات في العراق وفلسطين وإيران وليس لبنان، ولحظة المصالحة يختارها الأقوى وهذا واقع سوريا اليوم”.
كذلك تساءل وهاب عن سبب “كل ذلك “التخبيص” في موضوع كارثة الطائرة الإثيوبية، في حين كان يتوجب تحديد جهة واحدة محددة للتعاطي الإعلامي مع ملف هذه الكارثة، ومصائب الناس في ملف الطائرة تكفيهم ويا ليت يكف المنظرون عن الكلام، وأنا لا اشك بنية وزير الأشغال العامة غازي العريضي ولكن لماذا تقدم شهادات تقدير إلى بعض العاملين قبل نهاية التحقيق، وهناك أمر غير طبيعي وقع للطائرة ونحن بانتظار نهاية التحقيق، وكفى استغلال مآسي الناس بالخطابات والبيانات من كل المراجع السياسية”.
وتابع “هل العهود السابقة والعهد الحالي أفضل من عهد الرئيس إميل لحود، لا سيما وان انتخاب الرئيس ميشال سليمان كان خرقا للدستور ولم يكن انتخابه قرار لبناني، واللبنانيون عادةً ينفذون أوامر خارجية دائما وهذا ما يحدث في انتخاب رئيس الجمهورية باستثناء انتخاب الرئيس سليمان فرنجية، والدول الفاعلة في الساحة اللبنانية تعمل مصلحتها دائما، وشكل الحريات في لبنان مضبوط على اللعبة السياسية، وكثير من الصحافيين ينظرون للسلطان مقابل حفنة من الدولارات، وما حدث في موضوع باسكال لحود خرق للحريات العامة في لبنان، ولا يمكن لوسائل الإعلام تحمّل الحديث عن الفساد فعليا، في حين مثلاً يستنتج بعض النخب اللبنانية بسخافة أن الحق دائما على الفلسطيني والمقاومة وحصار غزة أمر مشروع وتتحمل مسؤوليته المقاومة. في لبنان لدينا حريات فردية سطحية وليس حريات سياسية بالمعنى الحقيقي، ومثلاً هناك وسائل إعلام قاطعتني لأشهر لأنني تجرأت وانتقدت دولة عربية، وسبب الفساد في لبنان هو النظام السياسي وليس فقط الرئيس رفيق الحريري، ويوماً قال لي الرئيس الحريري انه مضطر لرشوة الميليشيات كي لا ينقضّوا على الدولة. لكن ليس من حق الدولة أو أي جهة أن تمنع أصوات مثل باسكال لحود من الانتقاد، رغم أن حرية الرأي يجب أن تبقى ضمن اطر محددة، والرئيس سليم الحص لم يدخل لعبة الفساد في البلد هُدد بالقتل على ذلك وهو رئيس حكومة”.
وسأل “هل ينظّر علينا بالحريات والديمقراطية اليوم من قتل المئات وذبح على الهوية ومن قتل داني شمعون وضباط الجيش في صربا وجماعة ايلي حبيقة وغيرهم الكثيرين؟ هل ثورة الحرية هي بتحكّم الميليشيات وأمثال سمير جعجع بالدولة اللبنانية؟” وأشار إلى أن “المشكلة تكمن في أدائنا تجاه سوريا وكل دول العالم، وتجربة السنوات الخمس الماضية أسوأ بكثير من السنوات التي سبقتها وما يسمونه حقبة الوصاية السورية، ولو أزيلت من بعض الشوائب يومها في الأداء كان لبنان بألف خير، إنما نحن دولة قاصرة في حل مشكلتنا الداخلية في ابسط الأمور حتى في تعيين مدير أو حاجب، ومشكلتنا في السيادة هي انه لو كنا نتكلم لغة انكليزية مع السوري كان الوضع أفضل؟ واسأل أليس اللبنانيون هم من يتآمر بعضهم على بعض؟ النائبة نائلة معوض كانت نائبة على أيام الوصاية السورية أم لا؟ يوم خرج السوريين لم يعد يستطيع فارس سعيد أن ينجح بمقعد نيابي، كذلك الأمر مع النائب السابق نسيب لحود الذي بقي نائبا طيلة فترة الوصاية نائباً”.
واعتبر أن “الرئيس بري يعتبر نفسه انه يطبق الطائف، لكنني أنا مع تعزيز وطمأنة المسيحيين في لبنان ودورهم”. وتمنى “لو نخفض طموحاتنا ونعالج مسألة أزمة السير، والانتباه إلى بعض المحافظين يعطون رخص لمحطات بنزين دون مراعاة القانون، والاهتمام من الوزير بارود بالصورة أكثر من السلطة غير ضروري كأن يلتقط صور على إشارة السير للوزير ولكن السير لم يمش”.
من جهةٍ أخرى توقع وهاب انه “حتى الآن لا حرب إسرائيلية، ولكن إذا ما غامرت إسرائيل فإنها ستدفع الثمن وهناك آلاف الصواريخ ستتساقط على فلسطين المحتلة، رغم التهديد الإسرائيلي الدائم للبنان، ولكن في حال أي اعتداء المقاومة جاهزة للرد والردع، ونحن لا نخدع أنفسنا فان إسرائيل قادرة على التدمير في لبنان وسوريا ولكنها حتما ستدفع الثمن”.
0