نفذت الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية اعتصاما عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم، امام السفارة المصرية إحتجاجا على “إقامة الجدار الفولاذي الذي تشيده السلطات المصرية”.
شارك في الاعتصام حشد من الشخصيات والأحزاب اللبنانية وممثلون عن القوى الفلسطينية ووفود شعبية ورفعت خلاله اللافتات والشعارات المنددة بإقامة الجدار”.
والقى رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب كلمة الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية فاعتبر “ان هذا اليوم هو يوم التعبير عن الغضب الشعبي ويوم من ايام بيروت المؤمنة والمجاهدة والملتزمة وبيروت التي دحرت الاجتياح الاسرائيلي”. ودعا باسم المشاركين “الدول العربية المراهنة على السلام الموهوم بالعودة الى نبض الشارع العربي من العراق الى فلسطين ولبنان واتخاذ الموقف الذي يعيدها من الوصاية الاميركية حيث سقطت كل الاتفاقيات وكل نتائج المؤتمرات ومشاريع التسوية وها هي تصريحات نتنياهو وليبرمان تهدد وتتوعد. ولن تنفعهم محادثات ولا مفاوضات ولا جولات بل ان فعل المقاومة في فلسطين كل فلسطين بالتحديد واعتداء تموز على لبنان يعطي الصورة الواضحة بأن هذه الطريق وحدها الكفيلة باستعادة الاراضي المغتصبة”.
واشار الى “ان اسرائيل بنت جدار العزل واقامت المستوطنات وتهود فلسطين بالكامل والنظام المصري يقيم جدار الموت والحصار على اهلنا في غزة وينتقم من شعبه العربي بالحصار الاقتصادي والسياسي في الداخل فيعتقل المناضلين ويحتكر السلع والمواد الضرورية حيث آخرها ازمة الغاز وبيعه لاسرائيل بأبخس الاثمان”.
اضاف: “انني وباسمكم جميعا اقول لمصر مبارك سيسقط جدار الفصل في فلسطين وسينهار جدار العار والموت على معبر رفح. وسوف ترون بأن اي حرب قادمة رغم الوعيد والتهديد سوف تغير وجه هذه المنطقة وكل ارضنا العربية والاسلامية. ويا عرب حقوقكم في دياركم مصادرة وحقوقكم في مقدساتكم مغتصبة، فلا تراهنوا على قمم حكامكم بل ليبق دائما رهانكم على شعلة الثورة ودماء المجاهدين وفعل المقاومة التي وعدت وصدقت بأن النصر آت لا ريب فيه”.
وحيا المعتقل سامي شهاب ورفاقه وقال: “انتم في سجنكم اليوم تحاصرون حسني مبارك ونظامه وليس هو من يعتقلكم بل انتم الذين تعتقلونه على كرسيه”.
وكانت هناك كلمة لممثل جبهة النضال الشعبي “ابو شادي” الذي اعتبر ان “حماية الأمن القومي يبدأ برفع الحصار وليس ببناء الجدار”، وحمل على “النظام المصري والعربي الذي يتابع ما عجزت عنه إسرائيل”. وأكد ان “شعب غزة والمقاومة العربية لن ترفع الراية البيضاء”.
ثم القى محمد ياسين كلمة “تحالف القوى الفلسطينية” فقال: “ان شعبنا العظيم يقف بين جدار الفصل العنصري وجدار العار، وفينا من لا يفهم ومن يتجاهل ومن يتفهم ويغض البصر عن مأساة أهلنا في غزة، ضاق عليهم البحر والبر والجو، وأطبق الحصار لكن نبض إرادة الحياة دفعهم نحو أعماق الأرض، في انفاق إمداد لاستمرار الحياة في الحصول على لقمة عيش أو حبة دواء حتى هذا غضب الجار الشقيق قبل العدو اللئيم أغضبتهم الإرادة، والصمود والثبات على الحق لأنهم استسلموا وسلموا بالأمر الواقع منذ زمن، فلم يكن أمامهم الا تفكير شيطاني، ليس له مثيل في التاريخ، جدار فولاذي، تحت الأرض، وخراطيم مياه، تغرق القائم من الأنفاق، ليضيق الخناق، لكن لن تتحقق مآربهم، في استسلام شعب يصنع أساطير الصمود والثبات، بعد ان سطر ملاحم البطولة والفداء”.
وسأل:” من أين يأتي الخطر على الأمن القومي، من الكارثة التي يعيشها شعبنا في غزة، ام من العدو المتربص بنا جميعا، فالسيادة مهددة من العدو الصهيوني فقط”.
والقى نائب رئيس “جبهة العمل الاسلامي” الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري كلمة باسم الجبهة وجهها الى الازهر وقال فيها: “لا الفولاذ ولا الحديد ولا الجدران الاسمنتية تستطيع ان تقطع الوصال بيننا وبين امتنا”. وأشار الى “ان اهل غزة صامدون ويفترشون الارض ويلتحفون السماء حفاظا على ارضهم ودينهم والبعد القومي والاسلامي والديني لكي يجعلوا من انفسهم اكياس رمل يدافعون فيها عن عمقهم وعمق امتهم”. وانتقد سياسة النظام المصري مؤكدا “ان شعب غزة اقوى من هذه الجدار”.
بعد ذلك تحدث النائب مروان فارس موجها التحية الى المشاركين، ومعتبرا “أن الاجتماع اليوم هو لتوجيه رسالة من الوطنيين والقوميين في لبنان، الذين قاتلوا في بيروت وصنعوا عام 1982 مجد المقاومة وتصدوا للجنود الصهاينة في بيروت”.
وقال “إن القضية الفلسطينية هي جوهر القضية القومية على وجه كامل”، مشيرا الى “أن الشعب الفلسطيني قدم نموذجا للانتصار في غزة على أن الشعب العربي يستطيع أن يهزم العدو الصهيوني تماما كما فعلت المقاومة في لبنان منذ عام 1982 وفي عام 2006، إذ سقطت في وادي الحجير الدبابة الاسرائيلية وسقطت هيمنة الجيش الاسرائيلي الصهيوني”.
أضاف: “إن لبنان وقف دائما الى جانب الشعب الفلسطيني، وعلى الفلسطينيين أن يكونوا الى جانب اخوتهم اللبنانيين في تحقيق المطالب الفلسطينية في لبنان”.
وأكد “أن الفلسطينيين سينالون على أيدي المقاومة الفلسطينية والوطنيين حقوقهم كاملة على الاراضي اللبنانية، فلا يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا في مخيمات البؤس في لبنان. إن التجربة التي مررتم بها في لبنان يرفضها الوطنيون اللبنانيون”.
وشدد على “أننا مع إعادة إعمار مخيم نهر البارد فورا ومع اعطاء الاموال اللازمة لاعادة بناء هذا المخيم، كل ذلك على طريق العودة الى فلسطين. وإن المشروع الاوروبي هو مشروع إقامة الفلسطينيين حيث يقيمون، ومشروع توطينهم حيث هم موجودون. والقرار 194 يقضي بحق العودة، ويجب أن يطبق فورا وأن يعود الفلسطينيون، وهم لا يريدون البقاء في لبنان”.
وأشار الى “أن الشعب الفلسطيني قاتل في غزة، وحاصره النظام العربي المصري، وهذا الحصار لن يستطيع أن يسقط إرادة الشعب الفلسطيني”.
0