أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “ما بدأ يتسرب إلينا من عاصمة القرار في العالم “واشنطن” خطير جداً، خاصةً وانه يأتي بعد زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إليها وما سمعه من كلام من بعض المسؤولين الأميركيين”. وهنا “لا شك بأن موقف فخامة الرئيس كان ممتازاً، ولكن بكل محبة نقول لفخامته انه يتوجب وضع كل اللبنانيين في صورة المباحثات التي جرت هناك، وفي صورة الكلام الذي نقل عن بعض المسؤولين الأميركيين والذي يحمل تهديداً خطيراً للبنان ولكل الساحة العربية، خاصةً وان هناك جواً أميركيا معيناً يتحدث عن ضربةٍ إسرائيلية في زمن ما للبنان، أو كلام أميركي يتحدث عن تطورات خطيرة ستحصل في المنطقة، وهنا على فخامة الرئيس أن يصارح اللبنانيين بهذا كي نكون مستعدين لها في المرحلة المقبلة”.
وأضاف وهاب، خلال حفل توقيع كتاب “محطات صحافية” للكاتب والباحث مازن يوسف صباغ بدعوة من مؤسسات المعهد العربي التربوية وجامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة، وبحضور رئيس مؤسسات المعهد العربي النائب السابق حسين يتيم وحشد من السياسيين والمثقفين، أن ما “شاهدناه بالأمس من احتضان سوريا لرئيس الحكومة اللبنانية، يؤكد أنها ما فعلت يوماً إلا ما يصب في مصلحة لبنان والأمة، لأنها الشام التي تلبي النداء عندما يحتاجها شقيق أو شقيقة انطلاقاً من دورها القومي لدعم لبنان في مهمة إعادة إحياء مؤسسات الدولة ودعم المقاومة وتحصينها في كل الاستحقاقات القادمة، وهذه الاستحقاقات كبيرة وخطيرة ، خاصةً بما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية الجدية دائماً في استهداف لبنان والأمة العربية”.
وتابع مخاطباً الكاتب مازن صباغ انه “في انحناءات الزمن، تأخذ الكلمة مداها وتسافر في الأقلام إلى حيث تعبّر عن ذاتها، فيهدأ القرطاس تحت وطأة التدوين، وفي زمن المتغيرات، تنتصب الرؤى في الخواطر، وتذهب الى البعيد في اعماق الوطن، تفتش عن الذاكرة، في محطات التاريخ، والبقاء في استمرارية الوجود، فتزهر المكتبات، بعبق المضامين المؤرخة للحقائق، وبشذى الافكار المنبعثة من صلب القضية، ورحم الأمة. إنه زمن التحولات، في مسيرة القدرة على الإبداع، والاتكاء على نبض العقل، والرسم بالريشة والالوان، لترسيم الواقع، بما يحقق التعبير المطلق، عن جراحات مازالت في طور العلاج والنقاهة”.
وأردف “تأخذك المشاهد المتنقلة، وتأسرك اللوحات ورمزيتها، في سياق القفز نحو الانعتاق، من عوامل التجزئة والاستفراد، فيأتي البحث جراحات متلاحقة، لواقع بات يعتقلك بين السلاسل والكوابيس، هنالك تتراكم الأسئلة والصور، وتقبض على عقلك واناملك، وتذهب لتلامس الحقائق المعبرة عن ذاتها، بل الصاخبة بكل انواع الموسيقى، فيتكامل المشهد، وتفتح الستائر، ويبدأ الاستعراض الذي يليق بالحرية والالتزام. وعليه، تقف السنابل فوق المروج الوادعة، ويأتي عصفور الدوري يبشر القرميد الأحمر بشقائق النعمان، ويلفظ البحر من أعماقه، ما احتبس من عوامل مناخية، وتسقط السماء على صدر الارض، كل مقومات الحياة واستمراريتها، إنه سرّ التكوين، بل صيرورة الموت، وانبعاث الوجود من جديد.
هي رحلة المسافر، بل رحلة المهاجر، إنها الخيم العتيقة، والجباه العنيدة، كوفية المجاهد، ومناديل الايمان، التي تلوح للاقصى وبيت لحم، إنها أبجدية الجنوب، وحضارة بابل والرافدين، هي طفلة الجولان، واغنية بيسان، واصوات الاجراس التي تقرع مبشّرة بميلاد سعيد، هي نزف الشرايين، ونحيب النساء، هي الوعد المنتظر، وعودة المسيح، هي قيامة الساعة وازهاق الباطل، إنها جدارية أراها في عيني الشاخصة نحو البعيد، وفي جذوة الشعور الذي يمتلك كياني، انها القصيدة والمواويل، واشتياق الناي لبوحه فوق الروابي ومنحنيات الوديان، إنها المحطات، ولكل محطة حكاية، ولكل محطة عنوان، هي ابنة العقل، وصحوة المعرفة، بل هي الانتماء للأرض، حيث تصبح اضاءة الشموع احرفاً تتشابك، ونقاط تقع فوقها وتحتها، فتولد الجملة، بل المقالة ويقف الكتاب شاهداً، في محكمة الفصل والقرار. هو المازن والوازن في الصباغ الارجواني، وهو الكاتب والباحث، ينحني لملامسة الياسمين، ويتمدد لمحاكاة الواقع… ويلتقط مفاتيح الخزائن والمدائن، ويغني للعشق الاتي، للوطن والارض، وينام تحت الشمس، مغمضاً عينيه على خيوطها الذهبية، وتأتي صحوة الفرح لديه، انه باق ولو أتى زمن الرحيل، هو رحّالة المرحلة، يحاكي الاسماء، ويستعرض الاحداث، يجذبك للمتابعة، ويدفعك دائماً لملاقاته حيث يشاء، هو حركة لا تهدأ، دائم السؤال، وإن اعتقدنا للحظة بأنه غاب، يأتيك من حيث لا تدري، مجدداً ومتجدداً في اطلالاته المميزة، إنه أسلوب آخر، حملته اليوم اليك يا مازن، تناسيت السياسة، لان للسياسة الان في محطاتك ابحاث وتفاصيل، ولان في عداد المتكلمين كلمات تتلاقى في ما نبتغي وما نريد”.
وختم بالقول “إنه إصدار للمحطات الصحفية، واصدار للمواقف الوطنية والقومية، إنه هوية العام الجديد، للعصر الجديد، والقنديل الساكن تحت القناطر القديمة، إنها محطات كتبها الكاتب السوري مازن يوسف صباغ وقدم لها البروفيسور العراقي المعروف رئيس جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة الدكتور مخلص احمد الجدّة، ونحتفل بالكتاب في بيروت، انه الدليل على وحدة الأمة وترابطها، بين مدنها من العراق إلى القدس الى عمان الى الشام التي تحتضن كل العرب. لك المحبة، ولك السلام، والينابيع في كانون تتدفق بغزارة الانتاج لما فيه خير الناس، والمجتمع، والأمة”.
كذلك تحدث في الاحتفال كل من رئيس جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة البروفيسور مخلص احمد الجدة، رئيس مجلس إدارة تلفزيون المنار عبد الله قصير، المحامي والصحافي جوزف أبو فاضل، رئيس مؤسسات المعهد العربي التربوية نائب بيروت السابق الدكتور حسين علي يتيم، وكانت كلمة ختامية للكاتب مازن صباغ شكر فيها “كل من ساهم في إنجاح انجاز هذا الكتاب والمشاركة في حفل التوقيع”، وكان حفل كوكتيل على شرف الحضور
0