أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “المصالحات في الجبل ليست مصالحات على حساب مصالحات أخرى أو على حساب احد” معتبرا أن “هذه المصالحات تعطي دفعا باتجاه حل ملف المهجرين”، داعيا الحكومة إلى تامين الأموال اللازمة لإنهاء هذا الملف”.
وأضاف، بعد لقائه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الرابية، أن “الخطوات الكبيرة التي حققها العماد عون على كل الصعد الوطنية كان لا بد من التشاور مع دولة الرئيس أبرزها في أمرين الأول على صعيد الجبل والمصالحات الوطنية بشكل عام. ومن هنا فإن ما حصل في الجبل من مصالحات فهي ليست على حساب مصالحات أخرى وهي ستعزز أجواء الائتلاف، والجبل يتسع للجميع بمن فيهم الاخصام ونحن حريصون على إعادة بناء الجبل بالتعاون مع الخصوم السياسيين والحلفاء، والأمر الثاني هو فيما يتعلق بموضوع المهجرين في الجبل، وما حصل من لقاءات بين دولة الرئيس عون والنائب جنبلاط هو ايجابي جداً ونحن عملنا عليه في السابق وحسناً فعل فخامة الرئيس حين دعا إلى هذا اللقاء لأنه يعزز أجواء التفاهم في الجبل، والعماد عون يفهم حقيقةً تركيبة الجبل بعكس آخرين وهو عاش قريباً منها ويفهمها بالنسبة إلى لبنان”. وأضاف “يجب إنهاء موضوع المهجرين في وقت قريب والحكومة الجديدة مطالبة بتأمين الأموال اللازمة لذلك والتي تحتاج ربما إلى ما بين 200 إلى 250 مليون دولار لإنهاء هذا الملف وإلغاء الوزارة، وموضوع التعويضات أساسي إذ لا يمكن دفع المبلغ ذاته الذي كان يدفع في العام 1998، أي أن مبلغ الـ 20 ألف دولار للمنزل، بينما اليوم لا تكفي لأعمار غرفة في منزل، ويلزم للمناطق التي سيعود إليها مهجرين إليها يجب أن يزاد المبلغ إلى 50 أو 60 ألف دولار وحسب تقدير اللجان حتى يعود المواطن بكرامته إلى منزله بعد عشرون عاماً من التهجير وخاصةً في قرى مثل بريح بعد إجراء المصالحات وكذلك في قرى الشحار، كفرمتى عبيه، وفي بلدة كفرسلوان وغيرها”، وأبدى وهاب تفاؤله “بملف المهجرين لإنهاء هذا الملف والمصالحات الأخيرة ايجابية وتعطي دفع لإنهاء الملف وان يتم ختم الجرح الكبير في الجبل وان ننطلق إلى بناء الجبل”.
وبشأنٍ آخر قال وهاب أن “التعيينات الأمنية والإدارية، خاصةً وان الأجهزة الأمنية بحاجة إلى “نفضة” كبيرة وتعيينات جديدة تعيد الثقة لديها في المرحلة المقبلة، بعد أن فقد كثير من اللبنانيين الثقة ببعض الأجهزة الأمنية، وان لا يستثنى احد وان تتم على أسس واضحة وصريحة”.
وبخصوص التعيينات الإدارية، انتقد وهاب ما وقع من “عمليات التهريب في “middle east” وكازينو لبنان مؤخراً، مع الاحترام إلى كل من كان وراء هذا الأمر، وإذا ما استكملت الأمور على هذا النحو فإن مشكلة كبيرة ستقع في موضوع التعيينات”. داعيا إلى أن “تراعي التعيينات الإدارية الكفاءات وهناك كفاءات كبيرة وان لا تتخذ المواضيع على أساس الصداقة والعلاقات مع هذا المسؤول أو ذاك، ويجب أن يعلم الجميع أن ليس كل الأطراف التي شاركت في السلطة ستقبل بذلك إذا ما تكرر ذلك في المستقبل، ومن هنا يجب إعطاء نموذج آخر للبنانيين في موضوع التعيينات تقطع مع الماضي، وتراعي الكفاءة وان يتلطى كل شخص خلف طائفته حتى يتعين وليس هناك مشكلة طائفية مع الشخصيات الكفوءة”. وهذا “من مصلحة الرئيس الحريري أن يقطع مع المرحلة الماضية وان يركز على تعيين الكفاءات في الإدارة”.
وانتقد وهاب “الزيارات الكثيرة للبعض إلى الخارج فيما البلاد بحاجة إلى ورشة داخلية كبيرة، إلا إذا كان لدى البعض أفكار كبيرة من قبيل إعطاء النصح لاوباما في ملفات أفغانستان والعراق وان ننقذه من مأزقه، وغير ذلك ليس لدى اوباما أي شيء يعطينا إياه”. معتبرا انه “من الغباء أن نصدق أن أميركا تريد مساعدة الجيش اللبناني للتصدي للعدو الإسرائيلي خصوصا أن أميركا لم تعزم على أي خطوة لتسليح الجيش دون موافقة “إسرائيل” على ذلك، ولدينا خيارات أخرى كثيرة من اجل تسليح الجيش ومنها إيران وسوريا وبعض الدول الأوروبية”.
وحول زيارة النائب جنبلاط إلى سوريا، لفت وهاب إلى أن “الأولوية هي في زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا بعد نيل الحكومة الثقة، وتليها بعدها زيارات أخرى، وسوريا لديها دور أساسي في لبنان وهي لاعب رئيسي في الداخل اللبناني”.
0