أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الوضع اللبناني متجه إلى المزيد من الاستقرار والتفاهم بين اللبنانيين، والنقاط الخلافية تعالج بشكل جيد، وكان للتدخل الايجابي للرئيس سعد الحريري في موضوع البيان الوزاري الأثر الجيد، خاصةً في قضية العلاقات اللبنانية السورية لجهة التخلص من بعض الكلمات الفارغة التي استحدثت خلال السنوات الماضية، وهي كلمات فارغة لا تؤدي إلى مكان ولا تبني ثقة بين البلدين، وموضوع العلاقات اللبنانية السورية يشكل تحدي كبير أمام الحكومة، بالإضافة إلى تحدي كيفية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتعزيز المقاومة”.
وأضاف وهاب، بعد استقباله السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان في مكتبه وبحضور المستشار السياسي للوزير وهاب عصمت العريضي، أمين الإعلام في التيار هشام الأعور، مدير العلاقات العامة في المؤسسة التوحيدية للخدمات الاجتماعية بيار أبي سمرا، حيث تم البحث في القضايا التي تهم العلاقات بين لبنان والسودان، انه “تم البحث في بعض تفاصيل السياسة الداخلية اللبنانية رغم أن سعادته على مسافة من الجميع”. واستغرب وهاب “الحملة التي شنت على دولة الرئيس نبيه بري بعد إعلانه عن موضوع الطائفية السياسية، وكأن البعض لم يقرأ ما قاله رئيس المجلس النيابي، وهو قد أكد انه يريد تنفيذ الطائف، ونسأل كيف شكل المجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي الاجتماعي وغيرها من المؤسسات التي دعا إليها اتفاق الطائف؟ الرئيس بري دعا فقط إلى تشكيل الهيئة لبحث السبل الآيلة إلى إلغاء الطائفية السياسية وهذه الهيئة برئاسة رئيس الجمهورية وما هي المشكلة في هذا الموضوع؟، ثم عند تشكيل هذه الهيئة ستؤدي في مكان ما إلى تشكيل مجلس الشيوخ، ونحن كطائفة درزية نصر على هذا الأمر، ونعتقد أن هناك ظلم كبير لاحق بنا في هذا المجال وعدم إعطائنا حقوق مكتسبة لنا، ومشاركتنا في السلطة التنفيذية وفي الكثير من الأمور في المرة المقبلة متوقفة على قضايا لا يمكن أن نتنازل بها بعد الآن، ونحن نطلب من الرئيس بري الاستكمال في هذا الأمر، ووضع الأمر موضع التنفيذ لأنه أمر ضروري ولا يجوز أن نبقى في إطار نظام يخدم الطوائف وزعماء الطوائف وإقطاعيات الطوائف، وآن لنا أن نفكر في كيفية بناء نظام يخدم اللبنانيين بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية”.
وتابع “التقيت سعادة السفير اليوم في زيارة تعارف، وناقشنا كذلك الوضع في السودان ولبنان والمنطقة بشكل عام ونحن موقفنا واضح في التضامن مع السودان الدولة العربية التي تعاني من الكثير من صنوف الظلم ومن الهجمة الامبريالية عليها منذ فترة طويلة في استهداف لوحدة السودان كقيادة وشعب ونظام ولوحدة أرضه. ومن هنا نحن مع الوحدة السودانية وكذلك الوحدة اليمنية وكل الأقطار العربية، ومع تعزيز وحدة السودان وقوته، وهو البلد الغني بموارده الطبيعية، وهذا ربما ما يحوّل الغنى إلى عبئ وليس إلى ثروة حقيقية، وهذا ما يجعله مستهدفاً من أكثر من دولة كبرى، وكذلك ما يجعله مستهدفاً من المحكمة الدولية التي حاولت أن تضرب ضربتها في السودان عبر استهداف الرئيس عمر حسن البشير، ولكنه واجهها بكل شجاعة، وبالمناسبة هذه المحكمة تحاول أن تزور في كل مكان وأصبحت دائرة من دوائر الخارجية الأميركية وليست محكمة جنائية دولية مستقلة أو تابعة للأمم المتحدة بل هي تنفذ الأوامر الأميركية في كل مكان. وطبعاً الرئيس البشير في مواجهته لهذه المحكمة تمكن من إيقافها عند حدودها، وكرامة الرئيس البشير من كرامة كل العرب خاصةً وانه كان المطلوب أن تخيف هذه المحكمة كل العرب عبر ضربها رئيس عربي أو عبر محاولتها لجر رئيس عربي إلى المحكمة حتى تخيف كل الناس وتقول أن من يحاول مخالفة الأوامر هذا مصيره”.
وأضاف “على ما يبدو أن السودان بدأ يتجاوز هذا القطوع الكبير الذي مر به عبر صموده أولاً والتضامن العربي وضعف الحملة التي دعمت المدعي العام (اوكامبو) يومها لإصدار مثل هذه المذكرة التي لم تلق تجاوباً من الكثير من الدول، وهذا أمر ايجابي لوضع حد لمثل هذه القرصنة التي هي مثل القرصنة التي يقوم بها بعض القراصنة الصوماليين، ولكنها تحمل ما يسمونه الصفة الدولية” ولكنها قرصنة عبر مؤسسات دولية”.
السفير سليمان
من جهته شكر السفير سليمان “الوزير وهاب على مواقفه” وقال “وجدته صاحب رؤية واضحة وثاقبة ومعلومات حرة، وقد تداولنا في هذه الجلسة حول كل الشجون والأمور ذات الاهتمام المشترك في قضايا ومشاكل المنطقة وكيفية حلها، من لبنان إلى السودان، وهذه قضايا تهمنا وخاصةً الشأن اللبناني، ونهتم بنمو وازدهار لبنان وان يجد موقعه في العالم كما يستحق وهو البلد الزاخر بالخيرات والمقدرات والمليء بالبشر المقتدرين في كل تفاصيل الحياة، وتمنينا أن تحل كل مشاكله، واللبناني إنسان مثقف ونحن لا نخشى على لبنان وهو الذي علم البشرية الإبحار ويستطيع أن يسير وسط العواصف السياسية المتلاطمة في المنطقة، وهو المجاور لعدو شرس جداً للأمة العربية ويسعى إلى تفتيتها واغتصاب حقوقها وارتكاب كل الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني، إذا كان هناك حقاً قانون إنساني وشرعة دولية ينبغي أن توجه ضد العدو الإسرائيلي لأنه صاحب الأيادي الطويلة والسوداء في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة ويخرق كل الشرائع الدولية وضد الإنسانية”.
*