أكد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب على الدور الايجابي الذي تمارسه سوريا نحو لبنان من منطلق الحفاظ على العروبة، والمقاومة والعداء ل”اسرائيل” وهذا ما سهّل التقارب بينها وبين عدد من السياسيين اللبنانيين خاصة وأن سوريا لا تأخذ مسألة الاساءة الشخصية التي مورست ضدها في السنوات الأربعة الماضية بعين الاعتبار وانما ما يهمها هو الموقف السياسي وهذا ما سوف يسمح بطبيعة الحال بالزيارات المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري وللنائب وليد جنبلاط الى دمشق في وقت قريب.
ولمس وهاب خلال مقابلته التلفزيونية على قناة الجديد مع الزميلة نانسي السبع حالة من القلق عند جنبلاط والتي قد تكون نتيجة قيام بعضهم بمحاولة التشويش على علاقة جنبلاط بدمشق، وكشف وهاب عن لقاء مرتقب سيجمعه مع جنبلاط مطلع الاسبوع المقبل لمناقشة هذا الأمر معه خاصة وان سوريا كانت قد أرسلت عدة اشارات مطمئنة لجنبلاط وانه مرحب به في دمشق بعد أن يقوم بمبادرة ايجابية اتجاه الشعب السوري بهدف دفن المرحلة الماضية.
أما عن موعد زيارة جنبلاط الى دمشق اكد وهاب ان هذه الزيارة المرتقبة ستتبع زيارة الحريري الى دمشق.
وفي موضوع السياسة الخارجية لسوريا اشار وهاب الى ان سوريا اصبحت اليوم مرتاحة اكثر من اي وقت مضى بعد ان تحررت من جميع الضغوط الدولية التي مورست ضدها، وهي الان تقوم بلعب دور من آذربيجان الى فلسطين المحتلة، فيما نبقى نحن اللبنانيين” ضائعين في التفاصيل الزغيرة”وأضاف وهاب: لقد أصبح موضوع العراق بالنسبة لسوريا أولوية وخط أحمر لا يمكن تجاوزه وهم مستعدين للدفاع عنه الى ما لا نهاية من أجل تثبيت وحدة العراق وانسحاب الاحتلال عن أرضه وبناء سلطة مستقرة فيه، فالعراق أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لسوريا كما هو حال لبنان ، ولذلك اذا ما لمست سوريا أي بذور لفتنة سنية شيعية تهدد وحدة لبنان فهي حتما ستتدخل. مع العلم بأن سوريا لم تخرج من لبنان لتعود اليه وهي عندما أدارت ظهرها للملف اللبناني جاء العالم وطلب منها التدخل من جديد لمعالجة الملف الحكومي. فلبنان أضاف وهاب محكوم بالتدخل الخارجي منذ قيامه منذ ايام فخر الدين حتى اليوم، ولكن بعضهم يرى ان سوريا تتدخل بشؤوننا الداخلية ولكنه يغض الطرف عن الممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة للولايات المتحدة والمانيا وغيرهم والتي تعمل على مراقبة حدودنا وتفتيش السيارات بين لبنان وسوريا وتصوير كل الأمور التي تحصل هناك بموافقة الحكومة اللبنانية،وتساءل وهاب الا يعتبر ذلك تدخلا بشؤون لبنان الداخلية ولكن المشكلة تابع وهاب بان هناك أشخاص يمكن وصفهم بالدجالين يمارسون الكذب والخداع على الشعب اللبناني فتراهم يذهبون برفقة نسائهم الى الخارج ويحصلون على شنطة بقيمة 5 مليون دولار من أحد الأمراء أو المشايخ ثم تراهم يعودون الى لبنان و يحدثونك عن السيادة و الاستقلال.
وقال وهاب: صحيح أن هناك عدد من الملاحظات على الاداء السوري في لبنان خلال الفترة السابقة ولكن علينا ان لا ننسى الدور الكبير الذي لعبته سوريا على صعيد تأمين وحدة لبنان والمساعدة على وقف الاقتتال بين اللبنانيين وازالة الحواجز التي وقفت بينهم وتوحيد الجيش الذي كان مقسما الى عدة ألوية ووضع حد لحرب الشوارع.
وحول تشكيل الحكومة اللبنانية كشف وهاب عن أهمية التقارب السوري- السعودي الذي سهّل بدوره عملية التشكيل على الرغم من العرقلة الأميركية والتي كانت تعارض صيغة ال 15-10-5 ، مع العلم بأن سوريا لم تضغط على حلفائها للتراجع عن حقوقهم والدليل على ذلك عدم تنازل العماد عون عن اي من حقوقه في الوزارة بل ظل متمسكا بها حتى نال ما اراد من حقائب ووزارات. ورفض وهاب الكلام الذي يحكى اليوم عن خلاف حصل بين الجنرال عون والوزير فرنجية على خلفية تشكيل الحكومة واصفا ما جرى بينهما بسوء تفاهم وليس أكثر. وكشف وهاب عن اتصالات غير مباشرة تحصل بطريقة ما بين سوريا و الرئيس الحريري الذي أكد أمام عدد من الاعلاميين و الصحافيين على أهمية الدور الذي لعبته سوريا لجهة تسهيا تشكيل الحكومة وهذا ينم عن أهمية العامل الجغرافي واخده بعين الاعتبار عند الحريري لدى ممارسته السياسة كما تمنى وهاب أن يزور الحريري دمشق عن طريق الوزير فرنجية.
وحول قمة الاسد – سليمان شدد وهاب على اهمية هذه القمة التي تميزت بصراحة الطرفين وتاكيدهم على الهموم المشتركة اللبنانية السورية في مواجهة العدو الاسرائيلي ودعا اللبنانيين الى الاستفادة من هذه القمة و التأسيس عليها من أجل الوصول الى علاقات مميزة مع سوريا.
أما عن البيان الوزاري فتوقع وهاب ان لا يجرى عليه اي تعديل اما اذا حصل عكس ذلك فهو سيكون لمصلحة تعزيز دور المقاومة وتطوير العلاقة بين لبنان وسوريا بالاضافة الى ضرورة التركيز على الشأن الاجتماعي والمعيشي للمواطنين.
وتوقع وهاب حصول تغيير في سياسة القوات اللبنانية سينعكس في المستقبل القريب على مواقفها السياسية. أما عن حزب الكتائب فقال:”يجب ان يقرر الرئيس الجميل ماذا يريد بالتحديد فأنا التقيته منذ مدة وقال لي أمور لا أريد الكشف عنها الان فالمجالس بالامانات ولكن استغربت بعد فترة الكلام الذي صدر عنه وطالب فيه سوريا بتقديم الاعتذار من اللبنانيين كشرط اساسي قبل ان يتوجه الى دمشق ولكن اذا دخلنا في موضوع الاعتذار تابع وهاب على الكتائب عندئذ ان تعتذر من اللبنانيين التي مورست عليهم الاعتداءات على يد ميليشا حزب الكتائب ومن المضحك عندما نطلب من أحدهم ان يفتح سوبر ماركت فنراه يسارع الى فتح كوخ بيبسي فالسياسة عادة لا تبنى على سياسة الحي للحصول على بعض الاصوات الانتخابية فاللعبة اكبر من هيك هذا على الرغم من اعترافنا بدور الكتائب في سعيها الى جانب القوى الاخرى في تحقيق الاصلاح الداري والمالي ومعالجة موضوع الفساد خاصة وان الوزير بيار الجميل الذي شارك في الحكومات السابقة لم يتناوله أحد في مواضيع الفساد وهذا أمر ايجابي”.
وعن الموضوع الدرزي اكد وهاب عل ضرورة تعزيز وضع الطائفة نافيا وجود أي اتصالات مع الوزير طلال ارسلان مع العلم بانه كان يفضل مشاركة ارسلان قي الحكومة من خلال مروان ابو فاضل او مروان خير الدين الذي يمتلك افكار متطورة في الملف الاقتصادي والمالي ولكن ما حصل كان نتيجة اخطاء مارسها احدهم في السنتين الاخيرتين والتي انعكست سلبا على دور المعارضة الدرزية.
وانتقد وهاب سياسة الوزير الياس المر واعتبرها غير واضحة وغير وسطية وهو اقرب في سياسته الى 14 آذار بعكس الوزير زياد بارود الذي تميز بادائه غير المنحازوتوقع ان تعمر الحكومة الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة الا اذا حصل تفاهم اميركي سوري كبير على عدة امور من بينها الملف اللبناني عندئذ سيتغير كل شيء.
وحول عملية السلام في المنطقة اعتبر وهاب ان السلام يحدث في حالة واحدة عندما نزيل اسرائيل من الوجود اما ما تقوم به سوريا اليوم فهي تمارس لعبة الأمم ويخطىء من يعتقدانه لو حصلت سوريا على الجولان المحتل يمكن ان تقبل بالسلام فسوريا لا تنسحب من القضية الفلسطينية.
اما عن الادارة الاميركية الجديدة قال وهاب بانها مرتبكة وتعيش حالة من الضياع على مستوى الداخلي والخارجي وحول العلاقات السعودية اليمنية استنكر اي اعتداء على الاراضي السعودية واشار إلى رفض التتدخل بشؤون اليمن الداخلية فلا وجود لخلاف سعودي يمني والعلاقة اعمق مما نتصور.
0