حيا رئيس الجمهورية الأسبق العماد إميل لحود “عيد شهداء المقاومة” وذكر بـ”التضحيات الجسام التي أدت إلى انتصارات لبنان المبينة على العدو الإسرائيلي” وشدد على أن “الإنسان اقوي من الآلة وان إرادة القتال والموت في سبيل الأوطان هي سر كل انتصار، بدليل انكسار الآلة العسكرية الإسرائيلية الهائلة أمام إرادة المقاوم اللبناني المتشبث بأرضه وكرامته وحقه المشروع بالسيادة والحرية، وما استشهاد اقرب الأعزاء إلى قلب سيد المقاومة إلا دليل قاطع على أن مثل هذا الإيمان يتولد عنه إنسان لا يقهر.
ورحب الرئيس لحود، أمام زواره في منزله في اليرزة، بـ”تأليف حكومة وحدة وطنية بعد طول انتظار، وتمنى لها النجاح في أداء المهام المنتظرة منها”. وأمل أن “يأتي البيان الوزاري معززاً للروح النضالية والكرامة الوطنية ولمبدأ أن قوة لبنان في قوته”.
وكان الرئيس لحود قد استقبل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، بحضور النائب السابق إميل لحود، وقد أدلى وهاب بعد اللقاء بالتصريح التالي:
أولا نبارك للبنانيين بالحكومة الجديدة التي شكلت بالأمس، وطبعاً تشكيل الحكومة لحظة مهمة ولكن المحطة الأهم هي في ماذا ستفعله هذه الحكومة في المستقبل، وهناك عدة ملفات ضاغطة وأساسية وتستدعي من الجميع التعاون من اجل هذه الملفات وسيكون لديها مهمات كبيرة ودقيقة، والحكومة يجب أن تكون حكومة الناس وليس أن تعمل على حساب الناس وخاصةً أن الناس أصبح لهم أربع أو خمس سنوات يعيشون في هذا الصراع السياسي الكبير الذي كان قائماً والذي كان يلهي الحكومات عن دورها تجاه الناس”.
أضاف “في البداية هناك موضوع أساسي وهو موضوع العلاقات اللبنانية السورية التي يجب أن تكون على أفضل ما يكون، هذه العلاقات يجب أن نعيد صياغتها وان يتولى الرئيس الجديد للحكومة دولة الرئيس سعد الحريري وبمعاونة كل الوزراء إعادة صياغة هذه العلاقات بما يخدم لبنان أولا ثم سوريا، لان هذه العلاقات هي ضرورية، أي يجب أن ندفن المرحلة السابقة بأكملها ويجب أن نضع حداً لأي احد يحاول الإساءة مجدداً إلى هذه العلاقات.
الأمر الآخر هو موضوع المقاومة وسلاحها: ما يحصل في المنطقة، يجب أن يخرجنا من المرحلة السابقة التي حاول البعض تصوير الأمر وكأن المطلوب هو معالجة موضوع سلاح المقاومة بينما سلاح المقاومة هو نتيجة لعدوان مستمر على لبنان والمنطقة وهو نتيجة لوجود كيان غاصب يعتدي علينا كل يوم. لذلك موضوع المقاومة وسلاحها إن كان داخل الحكومة أو في البيان الوزاري أو على طاولة الحوار، إذا حصلت هذه الطاولة ولا اعرف ما هي الضرورة لها طالما يجب أن يدفعوا في اتجاه أن يكون للحكومة خطة في اتجاه الإنماء المتوازن ومعالجة الفساد والهدر وإصلاح الإدارة لا أن تكون داخل الحكومة تكملة عدد لا تقدم ولا تأخر ويبقى كل شيء على ما هو عليه، وإذا ما بقي كل شيء على ما هو عليه فإن كل الناس يفقدون في النهاية مبرر شعاراتهم ووجودهم السياسي، لذلك يجب أن يكون هناك خطة واضحة لوقف الهدر والفساد. وتطوير الإدارة والإنماء المتوازن والاهتمام بكل المناطق الفقيرة والبعيدة عن العاصمة.
والأمر الآخر الذي يجب أن تتم مناقشته بهدوء هو موضوع الخصخصة والذي يجب أن تعرف أين هي مصلحة الدولة في الخصخصة وأين هي مصلحة المواطن في الخصخصة يجب أن يناقش بعمق وما هي المصلحة الوطنية فيه. وهناك حكومة وحدة وطنية لماذا لا تناقش الأمور داخل الحكومة ولكن موضوع سلاح المقاومة والمقاومة وتعزيزها يجب أن يكون في أساس عمل الحكومة لتعزيز المقاومة لمواجهة المرحلة المقبلة. نحن ذاهبون إلى مرحلة جديدة حتى أن بعض الفلسطينيين الذين كانوا يراهنون على شيء ما مع إسرائيل فقدوا هذا الرهان وهذا الأمل المفقود يعني انه يجب أن تنتبه أكثر للأخطار الإسرائيلية ويجب أن نعزز المقاومة أكثر لا أن نستمع إلى بعض أصوات النشاز التي بدأت تخرج والتي لم تعد تجد مهمة لها إلا التركيز على موضوع سلاح المقاومة.
وتابع: الموضوع الآخر هو موضوع اقتصادي اجتماعي يجب أن تكون لدينا خطة ولدى هذه الحكومة خطة وخاصة وزراء المعارضة، معالجة الأمر بهدوء لا أن تتورط في مشاريع في إطار الخصخصة وفي النهاية تنحسر الدولة بكل شيء ولا تعطيها شيئا وإذا كان لدى احد تصور مسبق لموضوع الخصخصة أو يأتي بخطة مسبقة في هذا الموضوع يجب أن يتنبه لان هذا الأمر سيكون دونه عقبات كبيرة خلال العمل الحكومي في هذه الملفات، وإذا اتفقنا عليها يمكن أن يكون هناك حكومة منتجة وإذا حصل خلاف على احد هذه الملفات نحن نكون قد دخلنا في أزمة داخل الحكومة أو في المرحلة المقبلة ونكون قد انتقلنا من أزمة عدم التأليف إلى أزمة داخل الحكومة.
سئل: هل أصبحت زيارة الرئيس سعد الحريري قريبة إلى سوريا؟
أجاب: أتوقع أن يزور الحريري دمشق خلال أيام قليلة وان يزور الوزير وليد جنبلاط دمشق بعده ويزور أطراف آخرون، موضوع زيارة دمشق بحكم تحصيل الحاصل لم يعد موضوع نقاش وأتوقع أن تنشأ علاقة جيدة بين الرئيس الحريري وسوريا طبعا من الجانبين. الجانبان مهيآن لهذا الأمر والرئيس الحريري يدرك أن العلاقة مع سوريا يجب أن تكون علاقة ممتازة لان هذا الأمر يسهل عليه الكثير من الأمور وسيجد من الرئيس بشار الأسد الراعي والحاضن والقادر على مساعدة لبنان بشكل كبير
0