اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب انه “يرى علاقة مميزة جداً ستربط الرئيس المكلف سعد الحريري مع سوريا بقيادتها السياسية، كون سوريا أصبحت خارج التداول في موضوع المحكمة الدولية، وتلعب دوراً ايجابياً في دعم الرئيس المكلف، وليس هناك من ضغوط سعودية – سورية على حلفائهم في لبنان، وربما تحركات البلدبن تشمل خارطة أوسع من الدائرة اللبنانية الضيقة، وكل من يفكر بأن السعودية مستعدة لفتح مشكلة مع أميركا بسبب لبنان فهو واهم”.
وأضاف، خلال مقابلة مع “إذاعة النور” ضمن برنامج “السياسة اليوم” مع الزميلة بثينة عليق، أن “القناعة تزداد عندي بأن عقدة التشكيل أضحت خارجية بامتياز كون المسائل في المنطقة مترابطة مع بعضها من فلسطين إلى العراق وأفغانستان إلى لبنان، وبكل أسف ما زالت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مسيطرة في مفاصل إدارة الرئيس باراك اوباما، خاصةً بما يخص الملف اللبناني وتدخلات جيفري فيلتمان، وهو بالمناسبة رجل مشبوه ومرتشي ويتحرك باتجاه لبنان وهو لا يمثل الإدارة الأميركية الحالية بل إدارة بوش التي أوهمت الأميركيين أنها قامت بانجاز انتصار في لبنان، بينما الرئيس اوباما ما زال حالماً وليس لديه خطط واضحة في سياسته تجاه لبنان والمنطقة، وبالأصل أميركا لا تستطيع تقديم شيء لحلفائها حتى من أيام بوش فكيف بها اليوم؟، وبسبب ذلك تبددت الآمال بقرب التشكيل، وهناك محاولات جدية للحلحلة ولكن الفريق القريب من الحريري عطل ذلك بأمر وضغوط الأميركيين، رغم العجز الأميركي عن انجاز أي مكسب لهم”.
وأضاف “الحريري كان جريئا في قبوله إعطاء الاتصالات للتيار الوطني الحر، وحتى الآن لم تتبدد مفاعيل القمة السعودية السورية الايجابية، لكن لبنان ليس من أولوية سوريا، ولكنه بحكم الجاذبية يكون ضد سوريا أو معها”. وتابع “اتفاق 5-10-15 أصبح ثابتاً، وغريب كلام البطريرك صفير عن أكثرية وأقلية، بينما جنبلاط أضحى لديه برنامج سياسي جديد وربما تحالفات جديدة، و14 آذار أصبحت من الماضي ولا تستطيع الحكم، وسوريا مع تسهيل التشكيل وتسهيل مهمة الرئيس المكلف، والسياسة الواقعية تقتضي بانفتاح القوى الأساسية على بعضها البعض”. وتابع “فرنجية زعيم وطني كبير ولديه الحيثية وليس مدفوعا من سوريا هكذا وبكل بساطة، وأي خلاف بينه وبين العماد عون غير وارد مطلقا. وعلى الجميع فهم ان لا احد يمون على العماد عون لا سوريا ولا غيرها، ومطالبه محقة وليكمل الرئيس المكلف بمحاورته”.
واقترح وهاب “أن تكون حقيبة التربية بديلاً عن الطاقة بالإضافة إلى الاتصالات والشؤون الاجتماعية مع رابعة، وعند هذه الصيغة ممكن أن تحل الأزمة، أما حقيبة المهجرين فإنها قد أضحت غير ذات جدوى لان مسألة عودة المهجرين مسألة شائكة والدولة غير جدية في معالجة الملف، وهي قضية إنمائية بامتياز، وعودة المهجرين بحاجة إلى خطة إنمائية شاملة. وهناك حقائب خدماتية تدر مالا على حامليها بكل أسف وهذا واقع لبنان. ونأسف أن هناك تعامل سيء مع طائفة الموحدين الدروز في موضوع الوزارات الأساسية، وفي المرة المقبلة سيكون لنا وزارة أو أكثر سيادية ولن نقبل دون ذلك”. وأضاف “وليد جنبلاط كان على علاقة سابقا مع أميركا ولكن اليوم تغيّر، ولقاءه والسيد نصرالله أسس لمرحلة جديدة، وهو يربط زيارته إلى دمشق بزيارة الحريري إليها، ولقاءه مع عون يؤخره الاتفاق على الحكومة، وهناك تعددية وتنوع ثابت في داخل الطائفة الدرزية على أساس حماية المقاومة وسوريا”.
وختم “الطائف سقط في عام 2004 ونحن اليوم خارج توازن الاتفاقات، وكون اتفاق الطائف جعل لبنان بلا رأس، وأعادنا من الطائفية إلى المذهبية، لذا نطالب بمجلس للشيوخ وإعادة توازن السلطات وتعديل الدستور كي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات فعلية، وكل ذلك بحاجة إلى اتفاق سوري سعودي أميركي جديد يعيد إلى لبنان التوازن والاستقرار”.
**