اقام السيد مفيد حمزة حفل عشاء تكريمية على شرف رئيس تيار التوحيد وئام وهاب في منزله في بلدة عبيه – قضاء عاليه.
حضر الحفل رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي (رئيس بلدية عبيه – عين درافيل) نزيه حمزة، مسؤول جبل لبنان في حزب الله الحاج بلال داغر، منفذ عام الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسام العسراوي، مسؤول منطقة عاليه الغرب في الحزب الشيوعي اللبناني فهد ابي صعب، فادي حداد ممثل التيار الوطني الحر، اسد سويد عن حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس دير سيدة شملان الاب انطوان ضو، رئيس الحركة الثقافية الاجتماعية الخبير الاقتصادي غالب ابو مصلح، وفد من تيار المجتمع المدني المقاوم، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الاجتماعية الثقافية وحشد من المواطنين من ابناء البلدة والجوار.
بعد كلمة ترحيب من صاحب الدعوة مفيد حمزة، اكد فيها على “الترحيب بمعالي الوزير في منزله وبلدته وبين اهله، ونحن اذ نرحب به مؤكدين على وحدة الجبل بكل تنوعاته وعائلاته الروحية والاجتماعية والسياسية والحزبية وووقوفه صفاً واحداً في خط المقاومة والممانعة التي تحمي وحدة وسيادة هذا الوطن”، وجدد “التأكيد على ثوابت العيش المشترك ومواجهة كل ما يستهدف وحدة لبنان من مؤامرات تقسيمية، والعزم على تحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير النظام بما يحقق العدالة لكل المواطنين على السواء”.
حمزة
رئيس “الحزب الديمقراطي الشعبي” نزيه حمزة اكد ان “عودة المهجرين لم تبدأ بعد في بلدة عبيه، وهي البلدة التنوخية التي كانت عاصمة لبنان على مدى 500 عام ولم تعرف في تاريخها اي من مظاهر التفرقة الطائفية وكانت المثال الاعلى في العيش المشترك، وهي قد ظُلمت كثيراً بهذا التأخير رغم ان المصالحة قد تمت بشكل كامل بين الاهالي. ومن هنا نتمنى في ظل هذه الاجواء المريحة والهادئة في المنطقة وفي لبنان عامةً وقد حقق الفريق المواجه لكل المخططات الامبريالية والصهيونية نجاحاً كبيراً في صموده وتصدية وثباته منذ العام 1982 عبر القاومة واسقاط اتفاق 17 ايار حتى العام 2000 الى عدوان العام 2006، الذي اسقطه ابطال حزب الله والمقاومة الوطنية الشريفة”. واضاف “من هنا نسغل هذه المناسبة من اجل المطالبة بإنصاف هذه القرية وتقديم ما تحتاجه من قبل المراجع المختصة وعلى رأسها عودة كريمة لاخواننا المهجرين وتأمين البنى التحتية بما يليق بحاجات الناس وحياتهم اللائقة والكريمة”.
الاب ضو
ثم كانت كلمة لرئيس دير سيدة شملان الاب انطوان ضو استهلها بعرض “لمحة تاريخية عن قيم العيش المشترك واهميته الحضارية في تاريخ هذا الجبل وعلى الاخص بلدة عبيه، والحضور الى هذه القرية الوادعة هو حضورٌ روحي لانها بلدة كل العائلات الروحية اللبنانية من الامير السيد عبدالله التنوخي الذي هو وليٌ من اولياء الله وهو قديس بالنسبة الى طائفة المسيحيين، ومن اهم رجالات الاصلاح والثورة على التخلف في عصره”. وروى الاب ضو “عدداً من العبر التي كان للامير السيد عبدالله التنوخي الفضل في جعلها منارة حضارية وقدوة انسانية تتمثل به الناس حتى اليوم”. ودعا ضو “الحضور وكل اجهزة الدولة المختصة والمجتمع المدني للاهتمام بالتراث وحفظه وصيانته من اجل الوصول الى نهضة علمية للمحافظة على الارث الحضاري والتارخي لبلدة عبيه لما تمثل في تاريخ لبنان”. واضاف ان “خلاصنا هو بالوحدة الوطنية الحقيقية والفعلية التي تؤمن الحوافز للنهوض بكل قطاعات الحياة في لبنان، وما نراه في فلسطين من تراجع وضياع في مسألة المقاومة والتحرير هو بسبب الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية، ونحن انتصرنا على اسرائيل بفضل وحدتنا وتلاحمنا كشعب لبناني بكل مكوناته”.
وهاب
رئيس تيار التوحيد وئام وهاب اكد ان “عبيه تفاخر حتى وقتنا الحاضر بمدارسها ومؤسساتها الحاضنة لاجيال عديدة تخرجت من على مقاعدها، الى وقفات العز والبطولة لابنائها في وجه الاحتلال الاسرائيلي وبطلها سمير القنطار عميداً للاسرى والمعتقلين والمقاومين والمجاهدين كما صخور هذا الجبل والوطن في وجه الطغاة والمستكبرين”. واضاف “ان زمن الفتوحات قد ولّى، وجاء زمن الانتصارات، وجمعكم هذا من طلائع انتصاراتنا فكراً وغلالاً وصناعة وقتالاً.
انكم جمع يعبر عن المقاومة في هذه المنطقة، وطالما النقاش اليومي في البلد حول المقاومة ودورها والاستراتيجية الدفاعية وحول ما حصل في احدى قرى الجنوب، ونقول ان كل بيوت لبنان هي بيوت للمقاومة وهم اليوم يتلهون بنقاش تفصيلي، هل هناك صاروخ في المنزل وماذا حصل؟ الجواب ان المسألة تتعلق بوجود اسرائيل نفسها، ومدى شعورها بخطورة المقاومة عليها ولا تتعلق بأي شيئ آخر، والصراع مفتوح وليس من باب الحلم ان نقول ان “اسرائيل” ككيان هي على طريق الزوال. وهي بعدما تحول هدفها من ان تكون دولة من الفرات الى النيل، ان تقف عاجزة في مواجهة المقاومة في لبنان وما اقتبسته المقاومة في فلسطين، وعندما تصبح بحاجة الى جدار عازل لكي تحمي مستوطناتها فهي اذن على طريق الزوال ولا تستطيع حماية نفسها”.
اضاف “ومن هنا انتم بما تمثلون من جمعيات واحزاب، وتحدتم بالعلم والمعرفة والثقافة قررتم ان تستلموا زمام المبادرة، فغدوتم حيثية ترسم اروع صور العمل المشترك السياسي والوطني والحزبي، لكنني اقول لكم وبكل صدق وشفافية علينا الاعداد لتنظيم صفوفنا واحزابنا وحركاتنا، عبر عمل جبهوي مشترك، او فسمّوه ما شئتم عملاً يرتكز في بنائه على اقامة برنامج جديد يعتمد على مبادئ واهداف واضحة وصريحة، إن على صعيد بنية النظام اللبناني ام على صعيد الرؤية العربية والدولية، فينقسم عندها البلد الى تيارين، او مشروعين وليس الى تيارات ومشاريع”.
تابع “انني ومن عبيه اناشد القيادات الوطنية لتوحيد هذا البرنامج الثقافي والفكري والسياسي والاقتصادي، كما انني ومن خلال قمة دمشق الاخيرة بين الملك السعودي والرئيس السوري ومن الغاء للمناورات التركية – الاسرائيلية، وتزامن الغاء تأشيرات الدخول بين تركيا وسوريا، وما يجري من مفاوضات بين ايران والدول الخمسة وانعكاس كل ذلك على ساحتنا العربية والاسلامية ارى ان هنالك تحولات علينا ان نساهم في ادراكها وكل ذلك ما كان ليحدث لولا حرب تموز الظافرة الخالدة وانتصار المقاومة التي نحن وانتم جزء منها وغزة الصامدة.
فالدروز كانوا ومازالوا رأس الحربة في مقارعة الاستعمار والعدوان، والدرع العراقي للمقاومة الوطنية والعربية والاسلامية، وفي صلب الممانعة والتمرد على الطغيان، وها هي الجولان تقف بالشموخ القومي، متمسكة بكل حبة تراب، ورافضة لكل عوامل الخنوع والاذلال والتطبيع، فالدروز وبكل مراحلهم التاريخية، أثبتوا ان الدفاع عن الارض والعرض صنوان مقدسان، لا تنفصم الواحدة عن الاخرى عملاً بالتعاليم الدينية الشريفة والتزامهم بقوى التحرر والاستقلال ومشاعل الحرية. وهذا ما نراه اليوم يتجسد من جديد عبر قياداتهم واحزابهم فهم موحدون ومتوحدون على القرار السياسي الوطني والعربي والتي باتت سوريا الحاضنة الدائمة لكل اعمال المقاومة الشريفة من لبنان الى فلسطين والعراق، ونحن متفقون جميعاً على كل هذه العناوين”.
واضاف “وعليه فنحن مع استكمال بقية المصالحات في الجبل، واولها المصالحات بين المقيمين انفسهم، بحيث تشمل كل القوى والتيارات والفعاليات، واهمها قريباً مصالحة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن ثم بعض المصالحات بين المهجرين المقيمين، والتهجير لا يعني فقط الخروج من الارض والبيوت بل الفقر والبطالة وغيرها هي تهجير بحد ذاته.
الامور بحاجة الى كل تلك المصالحات لنشكل النموذج الحقيقي للتعبير عن ارادتنا في الحياة الحرة الكريمة واننا وفي هذه العجالة نترك للنقاش بيننا امكنة اخرى يتلاقى فيها اصحاب المعرفة والاختصاص وتقدم من خلالها الدراسات والابحاث منطلقين من الثوابت الفكرية والمبادئ الاساسية التي تحمي مجتمعنا وامتنا.
اذا كان علينا ان ننسى جراح انفسنا لمواجهة جراح امتنا البالغة ذلك لا يعني ونحن في عبيه ان نلحظ وللمرة الاخيرة وجوب اقفال ملف المهجرين لهذه البلدة واعطائهم، مقيمين وعائدين، الحقوق المتوجبة لهم اسوة ببقية قرى الجوار والوطن وزيادة التعويضات. ومن هنا نطالب بحكومة وحدة وطنية، وهي ستشكل انشاء الله خلال العشرة ايام المقبلة اذا سارت الامور على ما هي عليه الآن، حتى لا ندخل في ازمة سياسية مفتوحة، وبعد تشكيل الحكومة علينا ان نشكل قوة ضغط من اجل اعطاء التعويضات العادلة للمقيمين والعائدين”.
*