اكد نائب رئيس تيار التوحيد الرفيق سليمان الصايغ خلال برنامج “صباح العالم”مع الزميل عباس ضاهر على قناة ال”ان بي ان”، على اهمية التوافق الداخلي في تشكيل الحكومة، و تامين الرعاية السورية-السعودية الشرط الاساسي لولادة مثل هذه الحكومة خاصة و ان الطائف جاء نتيجة تسوية سورية-سعودية، موضحاً ان الطائف عاش حتى العام 2005 على الرغم من الشوائب التي تحكمت به، وبعد هذه الفترة دخلنا في ازمة حكم بسبب غيلب الرعاية الاقليمية، واشار الى ان البلد لا يمكن ان يحكم ضد سوريا او بالغاء سلاح المقاومة او بالتحالف مع اميركا او باقلية او اكثرية ،مطالباً بالوقت نفسه بتطبيق بنود اتفاق الطائف واهمها بند الغاء الطائفية السياسية، مع تعديل المسائل الاجرائية المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية كي يصبح قادراً بالفعل على لعب دور الحكم.
وقال الصايغ “اين الحرية والسيادة والاستقلال في ظل عصر العولمة ؟، مشيراً الى ان الحكومة ليست بحاجة لاستشارات و انما لقرارات بتشكيلها و ما ينقص الرئيس المكلف هو القرار الجريء، داعياً اياه ان يسرع بتشكيل الحكومة و تنفيذ مطالب المعارضة المحقة والقفز فوق كل التفاصيل الصغيرة كي يزور سوريا وهو رئيس حكومة و ليس رئيس مكلف.
و نصح الصايغ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف عدم الاستماع للكلام الصادرعن بعض السياسيين اصحاب المصالح الشخصية ، و اضاف” سمير جعجع غير مقتنع بفكرة بناء دولة و هو صاحب مشروع تقسيمي و فيدرالي.
و تساءل الصايغ: “لماذا لا يحق للجنرال عون صاحب ثاني اكبر كتلة نيابية ان يمتلك وزارة سيادية كالداخلية او المالية ؟ و لماذا الفيتو عند الاكثرية على بعض الوزارات؟ ” معتبراً ان هذا الفيتو هو الذي اخر عملية التاليف في المرحلة الاولى.
و حذر الصايغ من خطورة الدور الاميركي الذي يراهن في لبنان على ما بقي من جماعة 14 اذار بعد اخفاقاته في افغانستان و العراق، متسائلاً:”ماذا تستفيد اميركا من عملية تعطيل الحكومة؟”
كما اشاد بمواقف النائب جنبلاط ووصفه بالقارئ الجيد للاحداث، فضلاً عن تمتعه بالذكاء و المرونة و الشجاعة و هو ياخذ مواقفه على هذا الاساس. كما نوه بالدور الايجابي للرئيس بري الذي لديه من الحكمة و الشجاعة و بعد النظر ما يكفي لمعرفة مصلحة البلد.
و رداً على سؤال، قال الصايغ: نحن غير مسؤولين عن الجفاء الحاصل مع طلال ارسلان وحلفائنا يعرفون ذلك ونحن حريصون على علاقة جيدة معه ودعوناه اكثر من مرة لترؤس المعارضة الدرزية ولكن لا نعرف ما هي ظروفه.
اما عن العلاقة مع دروز سوريا اعتبر الصايغ ان العلاقة طيبة و هي عمقنا العربي لا تلغيها حقبات من المشاكل الصغيرة، كما ان سوريا هي المرجع السياسي لدروز الجزيرة العربية، مشيراً الى ان الدروز في الاساس هم سيف العروبة و الاسلام و من يخرج عن الموقف العربي الدرزي خرج عن الدروز.
و حول التقارب السوري- السعودي اعتبر الصايغ ان قرار الملك عبدالله ليس نتيجة ضوء اخضر اميركي بل نتيجة قراءة للواقع العربي الجديد مشيراً الى ان “هذا التحول قابله الرئيس بشار الاسد بالمشاركة في افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا”
و دعا الى ضرورة التركيز نشر فكر و ثقافة المقاومة لان “اسرائيل” هي عدو ابدي لا يمكن التوصل معه الى حل ونحن نؤمن بان اسرائيل الى زوال، مؤكداً على ان سلاح المقاومة هو الضامن الاساسي لوجود لبنان على الخارطة السياسية العالمية و محاربة مشروع التوطين .
و راى الصايغ انه لا يوجد استقرار في المنطقة بوجود حكومة نتنياهو التي تعمل على تهويد القدس و تهجير لمليون فلسطيني.
و رداً على سؤال قال الصايغ :” مصر(الله يعينها على مشاكلها الداخلية)، مصر هذه ليست ام الدنيا و ليست ام المليون شهيد التي حررت سيناء في ال73 و راعية الحقوق العربية، مصر اليوم اصبحت مستباحة و بعيدة عن مناصرة الحقوق العربية و ستصل قريباً الى كارثة، و الشعب المصري سيثور ضد النظام المصري الفاسد الذي اضطر بعد عجزه عن تركيع حماس المسارعة الى اقامة حواراً معها و الاستماع الى مطالبها.
و اشار الصايغ الى اهمية التحالف السوري-التركي-الايراني، داعياً الى توحيد الجهود لمواجهة “اسرائيل” التي تقوم اليوم بتهويد الدولة الفلسطينية من خلال عملية “الترونسفار” التي تمارسها بحق عرب ال48 و الاستفادة من أي تقارب عربي-عربي للمساهمة في دعم الموقف المقاوم و الممانع في المنطقة
و اشار الصايغ الى اهمية الدور الايراني في المنطقة معتبراً ان “الايراني عاقل و حكيم و من الخطأ التعامل معه مثلما تعامل الغرب مع صدام حسين”و اضاف ان ايران تدرك مصدر قوتها و ضعف الاخرين و هي تعرف ايضا بان اميركا عاجزة عن توجيه ضربة عسكرية ضدها لان الرد سيكون قاسي و العالم لا يمكنه ان يتحمل نتائجها من الناحية الاقتصادية.
*