2009 – 09 – 26
عقد في منطقة جبل الشيخ في بلدة مغر المير لقاء ضمّ آلاف مشايخ الطائفة الدرزية من لبنان وفلسطين وسوريا والاردن وحضر حوالي 500 شيخ من منطقة الجولان المحتل.
وشارك من لبنان وفد كبير ضمّ رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب والمرجعيين الروحيين ابوسليمان حسيب الصايغ وابوعلي سليمان ابوذياب ومشايخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا ومحافظة القنيطرة وريف دمشق.
وتحدث وهاب قائلاً:
تأتون مع الغيث، مع بواكير الشتاء الواعد…
تأتون من رحم المعاناة والصمود، ورائحتكم تعبق بشذى تراب الجولان وفلسطين الصابرة…
تقبضون على الجرح، وشفائه بات قريباً… تمتشقون هاماتكم في وجه الغاصب والمحتل، وتهتفون مع غزة، وبيسان، ويافا، بأن الانتصار قريب، وأجراس القدس تردّد صداها مآذن الاقصى الشريف…
نراكم في قبضة الريح والعواصف، بيارق للعزة وللمجد وللخلود…
وإيمانكم يرصّع عمائمكم الناصعة، بصدق الوفاء، وقدسية الانتماء… ألستم “من قوم لا يخشون بشراً مثلهم حتى لا يسلّطوا عليهم ؟؟؟”
ألستم معشر الاخوان وصدق اللسان وحفظ الاخوان؟؟؟
إنها الأمانة التي بين أيديكم… صنيعة التاريخ، وأمجاد صلاح الدين ويوسف العظمة وسلطان الاطرش…
بل إنها أمانة سلمان الفارسي… والمقداد، أمانة أولئك المجاهدين عبر التاريخ في وجه الطغيان والمستعمرين…
والأمانة تنتقل عبر العصور والأجيال… وها هي اليوم في يد قائد عربي كبير، وفارس يعربيّ أصيل، ينحدر من سلالة الأسود فتذهب أشباله، تناضل، وتقاتل، وتصارع التنين المتصهين.
لتبقى “حافظة” للعهد والقسم والولاء، لأمة ظنّها أعداؤها قد انقرضت، لكنها أمة ما تعودت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها تحت الشمس.
إنها أيها المشايخ الأجلاء، حكاية الصراع، في وجه كل الطغاة والمفسدين… حكاية السيف المشرع، والذي حوّل ألوان هذه الأمة… الى ألوان الحياة الجديدة التي حطّمت القيود والسلاسل، من عقال الأنظمة الرجعية، الى رحاب الشارع العربي المفتوح، من بطاح فلسطين وهضبة الجولان، إلى بلاد الرافدين، وجنوب لبنان…
إنه فعل العقل، وعمل النفس، وإرادة الكلمة والموقف، وعطش الأمة، وجوع أجيالها التائقة لصياغة التاريخ المقاوم. المضرّج بدماء الشهداء والقادة الكبار…
ايها السادة المشايخ الاجلاء:
جئنا اليكم من لبنان المقاومة، التي فرضت واقعاً جديداً في معادلة الصراع وموازين القوى… لنقول لكم بإسم كل ابناء الطائفة الدرزية في لبنان ودون استثناء بأننا الى جانبكم والى جانب سوريا وبشار الاسد. هذا هو قرارنا وهذه هي كلمتنا.
نعم أيها الاخوة، لقد جاء زمن الانتصارات وولّى زمن الهزائم فالمراهنة على السويات باطلة، فمن كامب دايفيد الى أوسلو الى وادي عربه الى الشرق الاوسط الجديد، الى ما شهدناه بالأمس في امريكا من لقاء بين أوباما وعباس ونتنياهو…
إنّ محورنا القومي، آخذ بإتجاه التحرير والانتصار، فما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان، امتداداً الى باكستان وافغانستان، سلسلة مترابطة لا تنفصل، والمشروع الامريكي مستمراً لبسط سيطرته ونفوذه والاستحواذ على الموارد النفطية وينابيع المياه… ومازال هذا المشروع يراهن على ادواته المحلية في كل كيان… ولم يدرك بعد، أن ارادة الشعوب أصبحت براكين تغلي، بل باتت أكبر بكثير من كل مفاعلاتهم النووية… وإنّ في أمتنا قادة كبار يحترفون صناعة التاريخ وصياغة النظام الجديد…
أنتم اليوم في وطنكم وارضكم، تأتون لتجسّدون تلك الارادة القومية الجامعة… تأتون لتنهلوا من مدرسة بشار الاسد دروس الفداء، والوفاء، والعزة والكرامة… دروس الصمود والتصدي ودعم كلّ حركات المقاومة الشريفة في وجه كل الغاصبين…
إنها مدرسة حطين، وميسلون، وتشرين، والكفر، مدرسة “الحافظ” الذي علّمنا أنّ في هذه الامة رسالات علّمت الانسان ما لا يعلم، فهي مهد الحضارات الفكرية، والدينية، وهي قبلة الانبياء، وأرض الصالحين والطاهرين، وهي أمة بدأت تفعل لتغيّر وجه التاريخ… وإنّ غداً لناظره قريب…
ونحن أيها العقلاء، جئنا عبر التاريخ ومنذ مئات السنين الى هذه الارض الطيبة والامة الخالدة، لنكون حماة الثغور في وجه المستعمرين والمحتلين، ولن نكون الاّ في طليعة المقاومين والمجاهدين. نحن اولويتنا هي حماية هذه الطائفة العربية ووحدتها، وتكون بالالتفاف حول سوريا وفي قلب سوريا، وتكون بالالتفاف حول المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
نحن لسنا عدداً، نحن دور ودورنا هو ضمان وجودنا وضمان قوتنا، الدور الذي حدده اجدادنا وآباؤنا. نحن سيوف هذه الامة ولا نقبل الا ان نكون في طليعة المدافعين عنها.
هذا هو التاريخ، وهذا هو قدرنا وخيارنا… لقد أوصيتم بالذود عن الارض والعرض وهذه فريضة دينية مقدسة… لذا، هلمّوا بنا الى حيث نرفع الدنس والكفر عن ترابنا وامهاتنا وآبائنا وأجدادنا… هلمّوا الى حيث “الوعد الصادق”، وحيث الرجال المرابضين، استعداداً للقاء على أرضنا الحبيبة المحررة في الجولان من رجس الصهاينة وقوى الاستكبار…
واعلموا بأن الجولان عائد وكل حركة ديبلوماسية تجري اليوم محورها سوريا وعنوانها استعادة الجولان. وأؤكد لكم واقول بأن قرار استعادة الجولان قد اتخذ من قبل الرئيس الاسد، واذا فشلت الديبلوماسية في استعادة الجولان فسيستعان بالقوة مهما كلف الامر من تضحيات، فهذا القرار متّخذ مهما كانت النتائج.
تحية لكم، وتحية لأهلنا في الجولان العنيد، وسلام ونداء وعهد لغزة وأريحا والقدس والاقصى… بأن جولة الباطل قد انتهت، وجاءت جولة الحق… والساعة آتية لا ريب فيها… وإننا على ذلك شاهدون… وإن ينصركم الله فلا غالب لكم… وهو ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0