رأى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب، ان لبنان اليوم بحاجة إلى دور قطري ما لإخراجه من أزمته الحكومية الحالية، وقال في حديث لـ “الوطن” ان الدور القطري منذ اتفاق الدوحة وما قبله، كان ايجابيا طوال السنوات الماضية، وكان لهذا الدور مساهمات على صعيد حرب يوليو 2006 واعادة اعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي، كما لعب سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دوراً مميزا في المحافل الدولية. وأكد وهاب، ان تهديد البعض بتشكيل حكومة من لون واحد، بعد اعادة تكليف سعد الحريري لن يمر، داعيا إلى خطاب هادئ وموضوعي، على اساس توافقي مصيغة الـ 15 – 10 – 5، وأكد ان اعاقة التأليف الثاني تحتاج إلى دوحة اثنين، معتبرا ان النقل الاقليمي حتى الآن غائب عن الدفع باتجاه معالجة الأزمة القائمة، واكد ان المعارضة متضامنة وهي متمسكة بحقيبة الاتصالات، رافضة اي طرف بتسمية وزرائها وتحديد الحقائب، واشار وهاب إلى ان خط بيروت – دمشق مفتوح على الخطين، وزيارة النائب وليد جنبلاط إلى سوريا قائمة، وهي بانتظار التشكيلة الحكومية، ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضعيف، لأنه غير قادر على تسويق افكاره داخل أمريكا، ولم يرد وجود تسوية في المنطقة، بل سراب، واستغرب دعوة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل وقال: أنا ضد هذا الرأى، ورأى أن المحكمة الدولية انتهت ولن تصل إلى نتيجة، ودعا إلى التشدد في محاكمة الجواسيس، مستبعدا ان تشن إسرائيل عدوانا جديدا على لبنان، والمقاومة في اعلى جهوزيتها لتلقين الاحتلال درسا جديدا لن ينساه. وفي ما يلي نص الحوار:
{ ما الاسباب الحقيقية التي اعاقت تشكيل الحكومة سابقا، وهل هناك قطبة مخفية أدت إلى كل هذا التعسر، يمكن ان تؤثر على التكليف الثاني للحريري؟
– الحكومة بتقديري كانت بحاجة الدفعة معنوية اقليمية كي تنطلق، وقد حصل ذلك من خلال سوريا والمملكة العربية السعودية في المرحلة الاولى، مما أدى بهذه ادفعة إلى الاتفاق على صيغة التشكيلة على اساس 15 – 10 – 5، ولكن ربما حصلت برودة على هذا الخط، ولم تتأمن هذه الدفعة المعنوية المضافة لاتمام مهمة التأليف، فطغت الخلافات الداخلية أو التفاصيل الداخلية على موضوع التشكيل، فتوقف عند هذا الحد، وبتقديري ان رئيس الحكومة المكلف هو الذي بدأ بالعرقلة في البداية، عندما طرح موضوع وزارة الاتصالات، وكأن هذه الوزارة لا يوجد سواها في الحكومة، وقد طرحها بصورة استفزازية مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، واصبحت المسألة مسألة تنفيذ كلام بين الاثنين، واذا نظرت إلى الأمر من الخارج وقلت ان بلدا مازال متوقفا عند حقيبة أو اسم الا يعتبر ذلك هزء بعض الناس، حتى ان السفراء الأوروبيين والاجانب الذين هم على اطلاع بهذا الأمر، يعتبرون ان هناك شيئا غير طبيعي في هذه المسألة، شيء غير طبيعي ان يتوقف واقع البلد على وزير.
{ هل نفهم من ذلك ان المسألة شخصية، وهل يجوز ان يؤدي ذلك إلى كل هذا السجال والتوتر والتجاذبات القائمة؟
– نعم المسألة الشخصية لعبت دورا في هذا الموضوع، مع فقدان الدعم الاقليمي والخارجي لتشكيل الحكومة، إضافة إلى المسائل التفصيلية الداخلية الاخرى، وبعض العناد، مما أوصل الوضع إلى نقطة �كربجت� الموضوع الحكومي، والمعارضة بالطبع متضامنة مع العماد عون، والاكثرية متضامنة مع الحريري، وهكذا راوحت الأزمة في مكانها.
{لكن البعض يوعز إلى ان المشكلة تكمن في القرار الدولي، وما الشأن اللبناني الداخلي سوى تفصيل بسيط فيها، ما رأيك؟
– لا استبعد العقدة الدولية، الا ان المشكلة عندنا نحن اللبنانيين اننا أدخلنا البلد في المعادلة الاقليمية الدولية واصبح لبنان مرتبطا الآن بما يجري في اليمن وما يجري في ايران وما يجري بين سوريا والعراق وما يحصل في اسرائيل وربما ما يحصل على الخط السوري ــ الايراني ــ التركي للأسف ادخلنا لبنان في معادلة لا يستطيع ان يتحمل نتائجها وهذا الخطأ لبناني.
المعارضة والتكليف الثاني
{ كيف ستتعاطى المعارضة مع اعادة تكليف الحريري تشكيل الحكومة؟
– المعارضة جدية بالمطالبة في تشكيل حكومة الوحدة ولكن البعض في لبنان فضل تنفيذ الاوامر الخارجية لا تنفيذ المصالح اللبنانية وهذه هي المشكلة التي وقعنا بها مؤخرا وهذا البعض وضع نفسه ووضع لبنان على خط اشتباك اقليمي دولي ولا احد يعرف نتائجه، المسألة شكلا هي الحكومة وتشكيلها وشكلا هو صراع على الحقائب والاسماء لكن في العمق هو صراع على موقع لبنان وهو صراع على المقاومة ودورها في لبنان والمنطقة والذين يفتعلون الصراع على الحكومة والحقائب والاسماء ما هم الا واجهة لهذا الصراع الكبير ويبدو ان حكومة الوحدة الوطنية ممنوعة بأوامر خارجية وانني ادعو المعارضة في حال حصول اي تغيير في صيغة تشكيل الحكومة ان يسبقه اتفاق على التأليف، اتفاق على الحقائب والاسماءوتلويح البعض بتشكيل حكومة الفريق الواحد بعد اعادة تكليف الحريري للمرة الثانية ساقطة سلفا والمعارضة لديها مرحلة جديدة بعد سقوط صيغة 15-10-5 وأتمنى العودة الى صيغة 14-11-5 اي الثلث غير المستتر والمعارضة متمسكة بوزارة الاتصالات لأسباب امنية وهي ستبقى متضامنة وانا على يقين بأن الحريري اضعف من ان يشكل حكومة اللون الواحد ولذلك عليه ان يقلع عن التهديد بقضية هو غير قادر على تنفيذها ولا بد من العودة الى الخطاب الهادئ الموضوعي لأن التوافق هو السياسة التي يمكن ان يبنى عليها التأليف الجديد او اي تأليف يمكن ان يحصل في لبنان
الثقل الاقليمي
{ أين دور الثقل الاقليمي في هذه المسألة الا تعتقد انه اذا تم تفعيل التحرك في تقريب وجهات النظر والغاء الفيتوات من شأنه ان يسهل عملية التأليف وبالتالي يتم انقاذ البلد من معاناته الحالية؟
– الثقل الاقليمي غائب الآن وكان هناك بداية تفاهم سوري ــ سعودي الا ان هذه البداية وقفت في مكان ولم تتحرك وليس لي علاقة مع السعوديين كي اسألهم عن السبب ولكن لي علاقات مع السوريين وسألتهم عن السبب فأجابوا بأنه ليس لديهم اي سبب ولا يعرفون السبب الذي يمنع السعودي من اعادة التواصل هناك شيء مستغرب حول هذا الامر فالسعودي اندفع فجأة وتوقف فجأة دون ايضاح.
{ هل هذا يوحي بأن الطرف الدولي دخل على الخط؟
– نعم هناك طرف دولي وهناك طرف مصري دخل على الخط فالمصري يمارس دورا تخريبيا كبيرا في لبنان اضافة الى الدور الخطير على صعيد لبنان والمنطقة ايضا واعتقد انه اصبح معتمدا اساسيا لدى الاسرائيلي لتخريب بعض الملفات على مستوى بعض الساحات وهذا امر مؤسف ان تتحول مصر ومن اجل حسابات توريثية لجمال مبارك ان تتحول الى اداة اسرائيلية في الملف الفلسطيني وفي الملف اللبناني وملفات اخرى كالملف مع ايران.
ومن أجل توريث جمال مباراة فإن مصر مستعدة لتخريب كل العلاقات العربية الايرانية وصولا الى الدعوة لحرب بين الجانبين وهذا امر مستغرب بأن يجنح الجنون المصري الى هذا المكان.
{ البعض يردد بأن مصر تفضل السنيورة على الحريري في رئاسة الحكومة الأمر الذي حدا بها الى اتخاذ مثل هذه المواقف هل توافق على هذا الطرح؟
– المصري يريد ان يتصرف في لبنان بعقلية الخاسر والرابح وهذا امر ممنوع ففي لبنان ليس مسموحا لأحد ان يتصرف كرابح الا من ضمن التوافق اما بغير ذلك فلا يستطيع ان يتصرف كرابح عندئذ فليربح الاقوى على الارض وهذا واقع فلا يمكن ان يكون هناك طرف رابح على الارض وتستطيع ان تخسره لا في معادلة انتخابية ولا في غيرها وكلنا يعرف ان الانتخابات النيابية التي حصلت في لبنان هي اكثر انتخابات مزورة في تاريخنا وهذه اكبر انتخابات تشترى بالمال في تاريخ لبنان ولا داعي لأحد ان يكذب علينا ويخبرنا عن الديمقراطية، فالذي يريد أن يقيم ديمقراطية فيلقيمها عنده، والذي يهمه أمر الديمقراطية فليهتم به هناك، والاقرع لا يجوز ان �يشوف حاله بشعر ابنة خالته� هناك أصول وواقع على الأرض، الواقع هو بأنه بدون التوافق على كل شيء لا يستطيع أحد ان يفعل شيئاً في لبنان.
خسائر التأخير
{ كم كانت كلفة تأخير تشكيل الحكومة على لبنان، سياسياً، أمنياً، اقتصادياً، معيشياً، واجتماعياً؟
– انك تشعر بأن لبنان قادر على السير بدون حكومة، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، وبرأيي هذا امر مؤسف، فالناس تتدبر أمورها بدون إدارة وبدون حكومة، واذا اردنا ان نذهب أبعد من ذلك نقول ان هذا النظام سقط ولا يمكن احياؤه،والسعودية ستحاول بالعلاقة مع سوريا اعادة احياء الطائف واعادة تجديد شبابه، ولكن هذا النظام اللبناني بتقديري سقط، لم يبق هناك قضاء ولا أمن، ولا يوجد مواقع سياسية قادرة على البت بشيء، هذا الميثاق اثبت بعد التجربة انه لا يستطيع ان يعيش دون وصاية وهذا مؤسف، لبنان ثبت بالوجه الشرعي انه بحاجة إلى وصاية دائمة، وهذا امر مؤلم.
دوحة اثنين
{ هل تعتقد أن التأخير الحاصل بات يفترض دوحة رقم اثنين، لإطلاق عجلة التشكيلة الحكومية؟
– نعم قد يستوجب ذلك دوحة اثنين، فلولا اتفاق الدوحة لما كنا قد تمكنا من تمرير السنة الماضية،وتمرير الانتخابات النيابية، والآن يقول البعض انه انتهى مفعول الدوحة بالانتخابات، لكن البعض لا يوافق على هذا الرأي، وهو يتمسك بمفاعيل الدوحة، وربما الأمر بحاجة إلى دوحة اثنين، وانا مع ان تساعدنا القوى الإقليمية القادرة، خاصة وبالتحديد قطر، سوريا والسعودية، على هذه الدول ان تلعب دوراً كي نصل إلى مكان، والا فإن الوضع سيستمر مراوحاً لفترة طويلة.
{ الاهتمام القطري في الشأن اللبناني كما في أي شأن عربي آخر، وضح تماماً، كيف تنظرون إلى امكانات ترجمة هذا الاهتمام إلى خطوات عملية؟
– الدور القطري منذ اتفاق الدوحة، وما قبله، كان ايجابياً طوال السنوات الماضية وحتى الآن، ودولة قطر الصغيرة في مساحتها كانت ومازالت كبيرة في عطائها، وقد لعبت دوراً كبيراً سواء على صعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، أو على صعيد اعادة اعمار ما هدمته الحرب، أو في اتفاق الدوحة وتركت آثاراً كبيرة على الساحة اللبنانية، اضافة إلى الدور الذي لعبه سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أكثر من محفل دولي، والذي اثار اعجاب كل الشارع العربي وحتى كل العالم، إن كان ذلك في كلماته التي ألقاها في المؤتمرات الدولية، أو في مواقفه اتجاه غزة، وموضوع لبنان، ولا شك ان قطر لعبت دوراً ايجابياً جداً، وما نتمناه هو ان تستمر قطر في هذا الدور ولبنان اليوم بحاجة لدور قطري ما لإخراجه من الأزمة الحالية.
خط بيروت – دمشق
{ هل خط بيروت – دمشق السياسي مفتوح في الاتجاهين، أم أن هناك ثمة عوائق واشكالات تعوق التواصل بين البلدين؟
– خط دمشق – بيروت مفتوح، وسوريا لم تعد موضوعاً خلافياً بين اللبنانيين، كما تلاحظ هناك اقلية قليلة جداً تعيش على العداء لسوريا، خاصة بعض مسيحيي 14 آذار، وليس جميعهم، هذه الاقلية لم تعد تستطيع ان تؤثر في الجو اللبناني، لكن المناخ السياسي بشكل عام، اظهر ان التحالف مع دمشق والتعاون معها لم يعد نقطة خلاف بين القوى اللبنانية، وكلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بهذا الخصوص واضح، وهذا الكلام بالطبع اساسي في فريق الاكثرية،وهو قادر على التأثير،وقد ظهر في بيان قوى 14 آذار الأخير، بأن الأمر اقتصر على الشأن الحكومي ولم يتطرق إلى الأمور الأخرى، وهذا كان بفضل جهود جنبلاط.
{ متى تعتقد ان تتم زيارة جنبلاط إلى دمشق؟
– هذه الزيارة حاصلة، ولكن بعد تشكيل الحكومة، وقد ربطها جنبلاط بالحكومة
واعتقد ان سعد الحريري غير قادر على تحمل ضربات متلاحقة فاعادة الانتشار السياسي لجنبلاط اعتبرت ضربة ما للحريري والآن اذا تمت زيارة جنبلاط الى دمشق قبل زيارة الحريري اليها فهي كذلك تعتبر ضربة سياسية وكذلك فيما يتعلق بلقائه بعون وأظن ان جنبلاط لا يريد اتباع سياسة الضربات المتلاحقة.
{ لكن جنبلاط غير ثابت عند نقطة بعينها كما يبدو من حركته السياسية وأخيرا عاد واجتمع مع قوى 14 آذار رغم اعلان انسحابه سابقا منها وطالب هذه القوى باعادة قراءة الخطاب السياسي كيف تفسر ذلك من خلال متابعاتك؟
اجتمع جنبلاط بفريق 14 آذار وساهم في عقلنة موقفهم وفي تهدئة خطابهم لذلك يبدو ان جنبلاط يحاول تقريب بعض افرقاء 14 آذار من موقفه ولم يعد الى موقفهم هو، هذا ما اظهره اللقاء لذلك هو يعيد انتشاره السياسي.
هل هذا يعني انه لم يعد هناك خشية من �تكويعة� مرة ثانية؟
– لا، لا اعتقد، جنبلاط يقرأ التطورات ويأخذ موقفا على اساسها كأي سياسي وأخيرا ليس هناك شيء ثابت في السياسة وجنبلاط لديه معطيات اقليمية ودولية معينة واتخذ قراره على هذا الاساس واذا تغيرت هذه المعطيات سيقدم على قراءة جديدة.
أوضاع المنطقة
{ كيف تقرأون تطورات الوضع في المنطقة على ضوء ما يحصل حاليا في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها؟
– كانت اوضاع المنطقة تؤشر الى ان الامور تسير باتجاه التفاهم خاصة بين سوريا واميركا، وأميركا وايران وغير ذلك الا ان شيئا ما حصل وساهم في خربطة بعض الامور وحتى الآن لم استطع ان افهم ما هو لكن ما حصل في العراق لم يتضح بعد هل هو موقف شخصي من نوري المالكي ردا على التحالف الذي قام ضده في الانتخابات فأراد توجيه رسالة احتجاج بهذه الطريقة لأنه يبدو ان الاميركيين حتى الآن لا يشجعون المالكي على توجيه اتهامات الى سوريا، وسوريا متفاجئة بموقف المالكي خاصة انه موقف لا يستند الى اي معطيات وسوريا كما تعرف تستضيف اكثر من مليون عراقي تعاملهم معاملة السوري فهؤلاء يتلقون التعليم مجانا ويتعالجون مجانا ويستفيدون من امور عدة وهم مقيمون على ارضها وقد وفرت لهم الامن والاقامة وعندما يقول الرئيس بشار الاسد انها اتهامات غير اخلاقية فهذا دليل على مدى مفاجأته بما حصل وهو يعتبر انها جاءت في سياق غريب وغير متوقع والآن لا بد من مراقبة الملف العراقي هل هو ضمن سياق خطة معينة ام انه خروج عن المسار الذي كان سائرا وانا اعتقد ان الحوار السوري ــ الاميركي قائم وهناك حوار جدي والمشكلة ان الرئيس باراك اوباما ضعيف وهذا ما يلاحظه الجميع ضعيف.. داخليا فلديه تطلعات ونظرة معينة لكنه غير قادر على تسويقها داخل اميركا هناك بقايا المحافظين الجدد مازالوا موجودين في الادارة وهناك اللوبي اليهودي واي تقدم لا يشمل تنفيذ القرارات الدولية في الصراع العربي ــ الاسرائيلي سيظل تقدما طفيفا ولا يوصل الى مكان.
دعوة الجميل التفاوضية
{ البعض في لبنان كرئيس حزب الكتائب امين الجميل دعا الى التفاوض غير المباشر مع اسرائيل ما الدافع الى قول ذلك في هذا التوقيت بالذات؟
– انا ضد هذا الرأي واعتقد ان الرئيس امين الجميل اخطأ في هذه الدعوة وهو يدرك اكثر من غيره الثمن الذي دفعه لبنان عندما اجرى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل وعندما دخل في نفق 17 آيار وهو اكثر الاشخاص الذي دفع ثمنا لهذا الدخول ولم اكن اتوقع من الجميل ان يتحدث بذلك ثم لا اعرف لماذا يصر بعض فريق 14 آذار المسيحي على تمييز نفسه بهذه الطريقة لماذا يحاول ان يميز نفسه بطريقة يمكن ان يفهم منها بأنه قريب من الاسرائيلي انه امر غير مبرر بالعكس يجب ان يكون هو في قلب العروبة ويزايد في الموضوع العربي ولماذا يزايد في الموضوع الآخر.
{ متى تعتقد ان تتم زيارة جنبلاط إلى دمشق؟
– هذه الزيارة حاصلة ولكن بعد تشكيل الحكومة، وقد ربطها جنبلاط بالحكومة.
المحكمة الدولية
{ البعض في لبنان يستغرب اثارة موضوع المحكمة الدولية الآن، وموجة التصريحات التي اطلقت في هذا السياق، كيف تنظر إلى هذا الموضوع من زاويتك؟
– المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد تحدث في مناسبة اعتقاله وبالتالي كانت الردود على النحو الذي سمعناه، وانا لي رؤية لموضوع المحكمة الدولية منذ اليوم الأول ولم تتغير، وهو اننا كمعارضة لا تعنينا هذه المحكمة، لأنها محكمة مزورة ومسيسة منذ الاساس، وبكل صراحة عندما نخير بين لبنان والمحكمة الدولية نحن نختار لبنان، واتمنى ان يختار الحريري لبنان وليس المحكمة الدولية، وعليه ان يكون اكثر عقلانية والآن هو رئيس حكومة وفي موقع مسؤول، ويجب ان يكون مسؤولا عن كل اللبنانيين ولايجوز ان يتصرف بموضوع المحكمة وكأنها مسألة ثأر شخصي له، فموضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكما قلت في اليوم الأول، اصر الآن عليه اكثر، بأن المشروع الاميركي هو الذي اغتال الحريري، مشروع جورج بوش هو وراء الاغتيال، وكان يريد توظيف هذا الاغتيال طوال السنوات الماضية، والآن انتهى المشروع، وبرأيي المحكمة انتهت ولن تصل إلى مكان.
{ هناك من يتخوف من ان تؤدي المحكمة إلى فتنة طائفية أو مذهبية، ما رأيك؟
– البعض في فريق 14 آذار لديه معلومات بأن المحكمة ستعتمد تقرير مجلة دير شبيغل، ونحن لدينا معلومات ان هذا التقرير اعده الموساد مع بعض الشخصيات اللبنانية، وسيكشف هذا الامر بالتفصيل في وقت لاحق، وقد كتب جزء من هذا التقرير في بيروت، لذلك رأينا ان هذا التقرير يمكن ان يثير فتنة في لبنان، وقد يمتد في كل المنطقة لذلك نحن حذرنا من تقرير المحكمة، وحذرنا من استخدام المحكمة في حسابات لبنانية داخلية، أو في حسابات سياسية تستعملها الأمم المتحدة أو من يرى الأمم المتحدة، ومن يرعى المحكمة في مواجهة حزب الله، وهناك مشكلة مستعصية بالنسبة لهم اسمها حزب الله، وهي مشكلة مستعصية بالنسبة لاسرائيل وحلفائها في الغرب، فماذا يمكن ان يفعلوا بهذه المشكلة لقد سلموا السلطة لفريق معين، على اساس ان ينهي هذا الفريق حزب الله، فانتهى هذا الفريق، فدفعوا باسرائيل لشن عدوان ففشل الإسرائيلي، ولديهم الآن ورقة المحكمة الدولية سيحاولون اللعب بها ضد حزب الله.
0
�