ثلاث سنوات على تأسيس “تيار التوحيد اللبناني” مرت بسرعة، وكأن التيار نشأ بالأمس، وتطور الى كيان سياسي، في وقت قياسي، لم تشهده أحزاب وتيارات عريقة، إذ صادف الإعلان عنه مع العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، فكان، على حجمه وقدراته، الى جانب المقاومة، فقرن الممارسة بالفعل، ولقي صدقية لدى قيادة المقاومة، إذ أثبت رئيس التيار وئام وهاب، حضوراً سياسياً فاق سياسيين لهم وزنهم، والتفّ المواطنون حول مواقفه الجريئة، في وقت كان الصمت هو العنوان، في مواجهة سلطة “ثورة الأرز”، التي احتمت بالمقاومة في التحالف الرباعي، لتضرب القوى والشخصيات السياسية المناهضة للسياسة الأميركية، وهيمنتها على لبنان، ولكل من أعلن بصوت عالٍ تحالفه الأقوى مع سوريا بعد خروجها من لبنان، وقد مثل وهاب الصوت الوطني والقومي والمقاوم، فلفتت مواقفه الجريئة الجميع، وشكل بوصلة للعمل السياسي المعارض، وهكذا أمّن أجواء لانتشار التيار وبروزه القوي وحضوره المميّز، فاحتلّ موقعاً على الساحة الحزبية والسياسية، وتقدم صفوف المعارضة الوطنية، وفتحت الساحات والمنابر ووسائل الإعلام له، فبدأ الدفق الشعبي للانتماء الى تيار تغييري، يواجه الإقطاع السياسي في قصوره، ويتمرّد على التقليد السياسي في عرينه، مما رفع من حالة الخطاب السياسي الذي مثّله التيار من خلال مواقف رئيسه، حيث أصاب في الكثير منها، فكانت رؤيته صائبة في كثير من الأحداث، بدءاً من تشكيل لجنة التحقيق الدولية، التي ترأسها ديتليف ميليس، فكشف وهاب ألاعيبه، الى تصديه للنائب وليد جنبلاط في زج الطائفة الدرزية في المشروع الأميركي، وابتعاده عن تراث الدروز المقاوم للاستعمار.
انطلق “تيار التوحيد” بسرعة، وأبعده رئيسه عن “الشخصية” الى العمل المؤسساتي، فركّز على هيكلة التيار وتنظيمه وقيام مؤسسات فيه، وكانت محاولات التصحيح من خلال الممارسة والأداء.
بعد ثلاث سنوات على التأسيس، التقت “منبر التوحيد” رئيسه الرفيق وئام وهاب، وقامت بجردة معه لما أنجز في السنة الأخيرة، وما ينتظر التيار مستقبلاً، وكان هذا الحوار في نصه:
بعد ثلاث سنوات على تأسيس التيار هل نستطيع القول إن التيار انتقل من مرحلة الطفولة الى مرحلة الفتوة؟
التيار حقق نقلة نوعية، خاصة بعد ترشح ثلاثة من أعضائه في هذه الانتخابات ولم يترشح رئيسه. هذه الخطوة ربما أعطت صورة بأن تيار التوحيد ليس مشروع شخص أو عائلة في لبنان أو بيت معين.
فتيار التوحيد هو ثورة، وهذا ما عبرنا عنه للجميع منذ البداية، ومخطئ من يعتقد أن انتماءه لتيار التوحيد يصب في أن يكون وئام وهاب وزيراً أو نائباً. من هنا إن الترشيحات التي حصلت هي مشروع جدي للتأكيد على أن تيار التوحيد ليس مشروع شخص، وهذا أمر أردت أن أعبّرعنه بوضوح عبر الترشيحات التي حصلت والتي دعمتها في المكتب السياسي الذي كان ربما يميل لأكون مرشحاً في منطقة معينة.
وهنا نطرح السؤال لماذا لم يترشح وئام وهاب؟
أنا مرشح كتيار، ولكن إذا ترشحت كشخص فلا قيمة للأمر، القيمة ليست للشخص، بل للهدف المراد تحقيقه وهو السير الفعلي في طريق الثورة.
ولكن هناك من يتحدث عن أنكم استعجلتم في تسمية ثلاثة مرشحين في منطقة الجبل حيث يتوغل الإقطاع ناسبين ذلك الى حجم التيار الناشئ؟
إن النقطة التي يجب أن ننطلق منها والتي تعبر الى أقصى درجة عن رفض الإقطاع والثنائية فيه، هي أن يكون لتيار التوحيد مرشحون بحسب حجمه في كل المناطق، للاحتجاج على هذا التقاسم الإقطاعي.
هل خرجتم عن توافق المعارضة؟
لم نخرج عن توافق المعارضة، والدليل أن مرشح التيار في الشوف هو على لائحة المعارضة، وكنا قد تفاهمنا مع العماد عون على هذا الأمر، ففي عاليه هناك أركان من المعارضة اقتنعوا بوجهة نظري ولكن البعض الآخر راعى الوزير طلال أرسلان في هذا الأمر الذي كان لديه رأي مغاير بتفضيله للمقعد الشاغر ونحن لسنا من أصحاب تلك المقاعد، لذلك قررنا أن نخوض المعركة في عاليه بمعزل عن رأي الوزير ارسلان، ولكن هذا لا يعني أننا لم ننسق مع أركان المعارضة الأخرى.
ولكن هذا يؤكد أن التيار غير موحّد مع المعارضة الدرزية؟
ليس هناك من معارضة درزية موحّدة، والسبب في ذلك هو موقف طلال ارسلان وليس موقفنا نحن. وقد اتفقنا معه خلال لقاء يجمعنا نحن الإثنين إضافة الى النائب فيصل الداوود منذ ثلاث سنوات في إطار موحّد للمعارضة الدرزية، ثم كان لقاء آخر في منزل الوزير أرسلان حيث كان الاتفاق في الأسبوع الذي يليه على لقاء درزي موسّع، يضم إضافة الى حزبه وتيارنا كلاً من محمود عبد الخالق عن الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب فيصل الداوود وبرئاسة الشيخ نصر الدين الغريب الذي نحبه، ونحترمه، ونجلّه، وهو شيخنا ونحن كفريق ملتزمون مع هذا الرجل وكان من الواجب إعطاؤه دوراً لا يقتصر فقط على زيارة الوزير ارسلان في دارته في خلدة، بل أن يتعدى ذلك ليكون له دور درزي ما، وأن نوسّع هذا اللقاء باتجاه بعض الهيئات الثقافية كلقاء عين كسور ولقاء بيصور ولقاء مثقفين دروز وآخرين، وكنا قد اتفقنا على هذا الأمر ووُضعت الأسماء ولكن منذ ثلاث سنوات حتى الآن لم يأتِ هذا اليوم والى متى سننتظر؟
فنحن لا نتحمّل مسؤولية هذا الأمر، بل أحمّلها الى من عطّل هذا التوافق بين المعارضة الدرزية، وإذا كان الوزير ارسلان قد اعتبر أن النائب جنبلاط أقرب إليه منا نحن فـ”مبروك عليه وليد جنبلاط”.
ألم يستطع حلفاء الوزير وهاب وبالتالي الوزير ارسلان تأمين لقاءات في ما بينكم؟
حصل العديد من اللقاءات بحضور بعض الحلفاء ولكن الوزير طلال ارسلان لم يلتزم بالاتفاق الذي اتفقنا عليه لتأسيس جبهة للمعارضة الدرزية كما سبق وذكرت.
هل تتوقعون حدوث معركة انتخابية في الشوف؟
هناك معركة انتخابية في الشوف، إضافة الى احتمال خرق كبير خلالها، ولو تأمنت ظروف المعركة في الشوف، لكنا اليوم نتحدث عن خرق مقعدين أو ثلاثة مقاعد، ولكن المشكلة أن بعض حلفائنا لديه اعتقاد أن معركة الشوف محسومة وهذا أمر خاطئ، وبالتالي الناس لا تعرف تفاصيل الوضع في الشوف، وهي تتحدث عبر التنظير من بعيد عن وضع الشوف دون أن تدرك ما يدور هناك، ولكن أؤكد أن في الشوف معركة جدية واحتمالا كبيرا لخرق اللوائح.
التيار حقيقة موجودة في معادلة الجبل ماذا تحقق على مدى ثلاث سنوات من تأسيس التيار؟
ما تحقق أنه أصبح هناك أمر واقع وحقيقة في الجبل هي تيار التوحيد اللبناني، ولا أحد يستطيع بعد الآن أن يقول إن تيار التوحيد اللبناني غير موجود في معادلة الجبل رغم محاربة الإقطاعَين والأجهزة له، فتيار التوحيد اللبناني أصبح حقيقة الآن في الجبل، والانتخابات المقبلة ستبرزها وإن كان ذلك بعدة آلاف من الأصوات، إنه حقيقة في مواجهة كل هذه التكتلات، خاصة أن تيار التوحيد اللبناني هو الوحيد في كل الجبل الذي استطاع أن يعترض على هذه الثنائية الإقطاعية. ليس هناك مرشحون حتى الآن، ولا أحد يلتفت الى المقاعد الدرزية في الشوف وعاليه إلا مرشحو تيار التوحيد اللبناني، وهذا يفرحني على الرغم من أنه يشكل كارثة حقيقة بالنسبة لممارسة الديموقراطية في المنطقة. هل يجوز أن لا أحد يطمح لأن يترشح وأن يمارس السياسة، وإذا اتفق اثنان في ما بينهما يلغيان الآخرين؟ هذه أهمية تيار التوحيد التي تكمن في تشجيع أعضائه على الترشح وفي المرحلة اللاحقة سيشجع كل أبناء الجبل على الترشح للتعبير عن وضعهم المأساوي الذي وصلوا إليه.
هل كانت هناك محاولة لدفع أو تشجيع أشخاص آخرين من غير تيار التوحيد للترشح في الانتخابات؟
طبعا كانت هناك محاولة وكان تيار التوحيد خيارنا الأخير، لقد شجعنا شخصيات سياسية وأحزابا وطلبنا منهم الترشح وأكّدنا دعمهم، وفي عاليه طلبنا من كثير من القوى بأن يترشحوا، وكنا على استعداد لسحب مرشحينا لمصلحتهم، ولكن للأسف لم تحصل هذه الترشيحات، فالحزب السوري القومي الاجتماعي رشح أحد الأشخاص على المقعد الأرثودكسي وهو شخص مميّز وجيد ولكن حصل ربما تدخل مع الحزب القومي الذي أراد أن لا يحمّله أحد ربما مسؤولية إسقاط مرشح المعارضة الأرثوذكسي الآخر، فأراد تسهيل رغبة المعارضة رغم قناعته بأن مرشحها (مرشح المعارضة) على لائحة ارسلان لن ينجح.
هل يمكننا القول إن تيار التوحيد عمل على كسر الحاجز النفسي عبر مرشحيه؟
نعم لقد كسر الحاجز النفسي.
هذا إنجاز على مستوى الترشيح، فكيف تفسر هذا الإنجاز على المستوى السياسي؟
أعتبر أنني صنعت إنجازاً داخلياً في تيار التوحيد، بما يعني أنني انتزعت من مفهوم الناس بأننا مشروع شخصي، وبأننا نعمل على بناء بيت عائلي سياسي جديد للطائفة الدرزية، ليس هذا هو الهدف من التيار، بل الهدف هو انسجامنا مع أنفسنا وطرحنا خلال إطلاقنا لهذه الثورة، وهذا ما نعمل على إثباته. وأؤكد أنه إذا فازت المعارضة وتمكنت من تعيين وزير فلن أكون الوزير الممثل لتيار التوحيد، بل سأعمل على تسمية شخص آخر وأين المشكلة هنا. الناس تستغرب بأن يكون هناك حزب لا يطرح مشروعاً لشخص، لسنا مشروعاً شخصياً والمناصب أصبحت وراءنا، فأعلى منصب سياسي يمكن أن أحصل عليه هو الوزير وحصلت عليه ولكن لم أجد فيه شيئاً جديداً. مشروعي الوحيد هو بناء تيار التوحيد، ويجب أن يساعدني الرفاق في تيار التوحيد على بناء هذا التيار، ويجب أن يتصرفوا بهذه الروحية وأن يقتنعوا بها ويتصرفوا على أساسها بعد الانتخابات.
هناك من قال إن الوزير وهاب ستكافئه المعارضة بأن يعطى مقعدا نيابيا هل كان عدم ترشحك ردة فعل على ذلك؟
المعارضة لم تخطئ معي، وكذلك حزب الله والتيار الوطني الحر كما يعتقد بعض الرفاق، هناك مقعد درزي واحد مضمون في بعبدا، فهل المطلوب أن يتحول وهاب الى متسول ليحصل على مقعد؟! وهل يجوز أن أنافس آل الأعور، وآل حاطوم، وآل المصري، وآل مزهر وآل مكارم وكل المرشحين في المتن من أجل مقعد نيابي؟!
هم لديهم كفاءات ويجب أن يترشح أحدهم وأنا أدعمه، فأنا أعمل على طرح ثورة، وهم يعملون على جعلي نائباً، ويقيسون حجمي بمقعد نيابي، وكأنني ألهث للحصول على هذا المقعد، كيف ذلك، وأنا أنتقد الوزير ارسلان على أسلوبه للحصول على المقعد النيابي، فهل من الممكن أن أتبع خطاه؟ وما الذي يبقى من شخصك؟
فهذا المقعد الوحيد المضمون هو في الشوف، والمعارضة تدعم ترشيحي، ولكننا كمكتب سياسي قررنا أن يكون الرفيق بهاء عبد الخالق مرشحنا في الشوف لنثبت للجميع أن تيار التوحيد اللبناني ليس مشروع شخص.
ولكن ووفقاً للبعض فإن ترشحكم الشخصي كان سيعطي زخماً للمعركة، ونهوضاً وتجربة للتيار أكثر فأكثر؟
فلنجرب هذا الموضوع ونحن نخوض المعركة وكأنني موجود فيها، صحيح أنه كان يمكن أن يعطي ترشحي في الانتخابات زخماً للمعركة، ولكن الدفع لا يمكن أن يصل الى حدود إحداث تغيير دراماتيكي في سير المعركة، وإلا لكنت أعلنت ترشيحي.
أصبح لتيار التوحيد حضور دولي بدءًا بتلبية دعوة المؤتمر الإسلامي من أجل غزة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية ثم تلتها زيارة كوبا، وهذا أمر يثير العجب، خاصة أن هذا الحضور الدولي هو لحزب سياسي ناشئ؟
لقد فوجئنا بحجم حضورنا في البلدان التي قمنا بزيارتها والتي كانت لديها صورة عن الأداء الذي قمنا به، وتفاجأت بأن الكوبيين يعتبرون أن رئيس تيار التوحيد اللبناني لديه نفوذ وامتداد في الشارع العربي، وينظر بتقدير لمواقفه، وطبعاً لأن هذه الدول لديها سفارات تتابع عن كثب كل مواقفي في كل الدول العربية وترسل بها تقارير الى دولها، وكان لنا تكريم لافت في كوبا على الرغم من غياب الرئيس حينها لمشاركته في قمة الأميركيتين، فاستقبلنا نائب الرئيس ناقلاً إلينا تحيات الرئيس الكوبي، وكان الاهتمام بنا لافتا، إذ قام وزير الخارجية الكوبي بزيارتنا في مقر إقامتنا في كوبا، ووفق طريقة التعامل معنا في الشكل والمضمون كان هناك تقدير لافت للتيار وموقعه.
وكذلك الأمر كان في ايران، فكان لديهم تقدير لصوابية رأينا السياسي، وكانوا يتابعوننا منذ أربع سنوات في مواجهتنا للمشروع الأميركي وهجمته على المنطقة حيث لعبنا دوراً بارزاً ضمن حجمنا في إسقاط هذه الهجمة ولكن نتفاجأ أن حجم التيار في الخارج غير قليل.
هل اقتصرت الزيارات على لقاءات بروتوكولية أم تعدت ذلك الى تأسيس علاقات؟
لقد عملنا على تأسيس علاقات جدية خاصة مع الكوبيين، إذ كان هناك بحث جدي في كل أمور المنطقة بالتفاصيل وبرؤيتنا للأمور، حتى لدرجة إطلاعنا على خطتهم في أميركا اللاتينية. كما تشاورنا وتحدثنا مطولاً وخلال ساعات وساعات مع الإيرانيين، وعرضنا مع بعض المسؤولين الإيرانيين بحثا تفصيليا في كل قضايا المنطقة، وطرح كل منا تصوره، وكان هناك شيء جدي في طروحاتنا.
هناك من يتحدث عن أنه بعد الانتخابات سيتراجع وجود التيار نتيجة ظروف سياسية معينة واصطفافات جديدة؟
أولاً إذا أردنا التحدث عن تيار التوحيد اللبناني لقد بدأت المواجهة مع المشروع الآخر وحيداً، لأن حزب الله كان حينها في الحلف الرباعي، والعماد ميشال عون لم يكن قد اقترب بعد من خطنا السياسي، وكنت أشجع الجميع، لذلك، فإن هذا الموقع أنا انتزعته ولا يمكن أحداً أن ينتزعه مني، كما أنني بمساعدة بعض الرفاق صنعت هذا التيار الذي سيكون أقوى وأكثر تنظيماً وجدية بعد الانتخابات، وأطالب كل الرفاق بأن يتعاطوا بعد الانتخابات بالجدية التي تتلاءم مع القرار المركزي وإلا سيكون خارج التيار.
ولكنّ هناك حظرا سياسيا على التيار في الدخول الى بعض المناطق؟
هذا الأمر لم يعد موجوداً وسقط، ونحن نقوم بزيارات لكل المناطق ونشارك في كل المناسبات السياسية والاجتماعية، والرفيق سليمان الصايغ كان قد شارك في لقاء سياسي في كفرمتى، وقبلها في الجرد، وكذلك شاركنا في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرفيق غازي عبد الخالق، وأحيينا المناسبة في بلدته مجدلبعنا، وفي الشوف مرشحنا يتحرك في كل المناطق، هذا الأمر انتهى، وكنا واضحين بأن ما يحصل لنا سيحصل، ونحن قادرون على منع اللائحة الثانية من زيارة بعض المناطق إذا منعنا من دخولها.
هل هذا الأمر يُفَسَر بإعلان هدنة بينكم وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، والاتصال الذي حصل بينكم وبين النائب وليد جنبلاط إثر حادثة كفرحيم؟
لا أخفي أنه بعد حادثة كفرحيم، تغيّر الحزب الاشتراكي في التعاطي معنا، بحيث أزال الكثير من أسباب التشنج وبالتالي عملنا نحن أيضاً على إزالتها، وهناك اتصال غير مباشر ومستمر بيني وبين النائب جنبلاط لتهدئة بعض الأمور والتشاور في بعضها الآخر، خاصة تلك الموجودة اليوم على الأرض وذلك عبر أحد القادة الأمنيين، ولكن هذا الاتصال لا يعني أن هناك تقارباً في السياسة.
بالنسبة إلي، أريد أن يقترب النائب جنبلاط أكثر من موقفنا، وأن يخرج من هذا المركب الذي كان فيه طيلة السنوات الماضية، والذي خاطر خلاله بوضعه وبوضع الطائفة الدرزية، وليس لدي أية مشكلة لأسانده في الخروج من هذا المركب وهذا ضمن مصلحة الجبل.
كيف تُستثمر سياسياً هزيمة مشروع وانتصار آخر؟
مشروع المعارضة أسقط مشروع الموالاة في لبنان، ولكن الأهم كيف سيربح مشروع المعارضة؟ وهذا لا يعني أن النائب جنبلاط بنجاح مشروعنا أصبح يمثل الأقلية الدرزية، هناك واقع على الأرض يثبت أن جنبلاط اليوم يمثل الأكثرية الدرزية، يجب أن تبدأ المعارضة بدعم مشروع جدي على الساحة الدرزية يأخذ من جنبلاط نسبة التمثيل، ولكن ما دام يمثل الأكثرية فكثير من القوى ستستمر في التعامل معه وهذا أمر منطقي في السياسة.
إذا غادر النائب جنبلاط موقعه السياسي الحالي، هل ستتأثر حركة تيار التوحيد؟
يجب أن نعلم أن تيار التوحيد لا علاقة له لا بالنائب جنبلاط ولا بالوزير أرسلان، تيار التوحيد هو حركة ثورية وسيعمل ليترجم هذا الأمر على الأرض، وسنبني التيار بهدوء وبثبات.
هناك غياب لدور الشباب في التيار، لماذا؟
على العكس هناك تركيز على هذا الدور ولكنه لم يصبح فاعلاً بعد، وذلك يعود لفترة وجودنا الزمني الحديثة وهناك قوى سياسة مرسخة منذ 70 أو 80 سنة، ولا ننكر أن الشباب والشابات يحققون نتائج كبيرة في التيار أكثر من حكمائه في بعض الأحيان رغم أن لهؤلاء الحكماء دورهم، وخلال الثلاث سنوات الماضية كان لدينا مجموعة لا بأس بها يمكن العمل معها لتنتج أكثر.
لاحطنا أن التيار يركز على إنشاء مؤسسات اجتماعية وهناك مشروع حلم للتيار في إقامة مستشفى، هل سنحتفل به في ذكرى التأسيس الرابعة؟
لقد أنجزنا كل الأمور القانونية لذلك، والجهة الداعمة وعدت بأن تضع آخر السنة المبلغ الأول للبدء ببناء المشروع، وأنا أثق بها، وأؤكد أنها تفي بوعودها كالعادة، وأعتقد أنها ستبدأ قريباً بهذا المشروع. وهو مشروع خدماتي اجتماعي ومن أهم المشاريع وأضخمها في جبل لبنان.
كيف تتلقون قضايا الناس كتيار سياسي في الجبل؟
لنكن واضحين في هذا الأمر، لسنا بديلاً من الدولة، التي تأخذ من المواطن ضريبة ما ثمناً للخدمة التي تقدمها لهم، نحن على العكس يجب أن نعمل لتصحيح مسيرة الدولة في الجبل، ودفعها لممارسة الإنماء المتوازن، وهناك المئات من الخدمات الصحية التي قدمنا بعضها على حسابنا، وبعضها الآخر ساهمنا به مع مؤسسات أخرى كوزارة الصحة، وهناك الكثير من الخدمات الاجتماعية أيضاً التي قدمناها ولا نزال، لكن لا يمكن أن يتوهم أحد أننا يمكن أن نكون بديلاً من الدولة.
نلاحظ أنه ليس هناك برنامج انتخابي للتيار؟
هناك برنامج انتخابي يعلن عنه المرشحون خلال لقاءاتهم ولكنني لا أؤمن بما يقدمه بعض المرشحين من برامج انتخابية، أنا أؤمن بمرشح عن لبنان، ومرشح مؤمن بوطنه وليس بطائفته أو منطقته، لذلك أرى أن مشروعنا، مشروع الخلاص الوطني، هو مشروع دائم لمرشحي التيار وقادر أن يجيب عن كل الأسئلة دون الكذب على المواطنين. الخدمة التي هي من حق المواطن على الدولة يجب أن تكون على مدار الأربع سنوات وليس في موسم الانتخابات فقط. هذا وأطمح لدفع المعارضة لتقوم بدورها بتوجيه الدولة للتعبيرعن نفسها أكثر لخدمة المواطن بشكل أوسع.
نلاحظ أن لهجة خطابكم السياسي كانت مرتفعة أكثر مما هي عليه اليوم، لماذا؟
هذا صحيح، لأن المشروع الأميركي المتكامل مع مشروع الرئيس السنيورة والنائب الحريري كان موجه عاليا لذلك كان من الضروري أن تكون اللهجة مرتفعة لمواجهة هذا المشروع، وإذا ما تكرر هذا المشروع فسيكون صوتي أعلى.
ما هو خطاب التيار بعد الانتخابات؟
بعد الانتخابات إذا ربحت المعارضة فسندفع بها الى المضي باتجاه بناء الدولة الحقيقية، وإذا أخطأت المعارضة فسأواجهها وأنتقد وزراءها، أما إذا لم تربح المعارضة فمشروعنا مواجهة الفريق الذي سيربح لأن ذلك يعني أن المشروع الآخر لم ينهزم بعد.
كنتم ترفضون مشاركة الفريق الآخر بالحكومة بعكس ما كانت تطلبه المعارضة؟
طالبنا المشاركة لأن الفريق الآخر كان قد تآمر علينا، وحاول استعمال كل شيء في تآمره، ولم يعد لدينا أية ثقة به، لذلك اقترحنا أن نكون ضابطا لهم، ولكنني ما زلت ضد مشاركتهم في السلطة، لأنه لا يجمعنا بهم أي شيء. لماذا يجب أن يكون النائب سعد الحريري شريكنا، ما الذي يجمعنا به؟! وما الذي يجمعنا بالنائب جنبلاط إذا لم يغيّر موقفه؟ وما الذي يميّزنا عنهم إذا شاركناهم في الحكم؟! دخلنا معهم بعد اتفاق الدوحة لأنهم حاولوا أن يلغوا المقاومة.
ما تأثير إطلاق سراح الضباط الأربعة على المعارضة؟
إن إطلاق سراح الضباط الأربعة أكّد نظريتنا، وبالتالي أكّد ما جئت على ذكره منذ ثلاث سنوات وثمانية أشهر عندما حاولت ضرب هيبة المحكمة الدولية، ما ثبت أن خروج الضباط كان بسبب تغيّر الظروف السياسية وهذا يؤكّد تسييس المحكمة بنسبة 200%.
ما هي الكلمة التي توجهها للتوحيديين بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيس التيار؟
في هذه المناسبة أنتهز الفرصة لأتوجه الى جميع الرفاق في تيار التوحيد اللبناني لأطلب لهم أن يكونوا الى جانبي بعد الانتخابات في العمل على بناء التيار جدياً ومن لا يستطيع أن يكون ضمن هذا الحزب فلينسحب.