ابدى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب استغرابه للجو الذي رافق اطلاق الضباط الاربعة الابرياء، وردود الفعل التي صدرت من قبل الذين كانوا ينادون بالعدالة والحقيقة ودعم القضاء، حيث قال وهاب: “كنا اعتقدنا بأن بعض الذين تشدّقوا بالعدالة والحقيقة ودعم القضاء وغيرها من الشعارات، سيغيرون شيئا في خطابهم بعد اطلاق الضباط الاربعة وسيبادرون الى التراجع عن الخطأ الذي وقعوا به، وعن حملة التحريض التي قادوها وخاضوها طيلة السنوات الاربع الماضية! ولكن يبدو بأن المواقف ما زالت كما هي.”
كلام وهاب جاء خلال استقباله رئيس واعضاء هيئة العمل التوحيدي، في دارته في الجاهلية، حيث اشار خلال حديثه الى “ان هناك محاولة من قبل البعض بعدم جعل التطورات التي تحصل منذ اشهر وحتى اليوم، هزيمة كاملة بالنسبة لهم، فيعمل على محاولة رفع المعنويات، أكان ما تحدث به الدكتور سمير جعجع، او الاستاذ وليد جنبلاط منذ ايام على وسائل الاعلام. وكلاهما يذكرنا بـ”الصحّاف” الذي كان يطمئن الجماهير العربية بأن الوضع على خير ما يرام، في حين كانت تسقط بغداد.”
واضاف: “يهمني ان اركز على بعض الملاحظات السياسية، نتيجة ما حصل في اليومين الماضيين: اولا اذا كان احد ما زال ينوي المواجهة مع سوريا، فليذهب هو وسعد الحريري الى هذه المواجهة لوحدهما.. لأننا لن نسمح لهم هذه المرة بأخذ، لا الدروز ولا اللبنانيين الى هذه المواجهة، مهما كلفنا الامر. وعلى كل حال شهدنا “مراجلهم” في 7 ايار، وقدرتهم على المواجهة!! فهم ما زالوا حتى اليوم يتهم واحدهم الآخر بأنه من هرب قبل الآخر! فهذه الملاحظة اساسية، لاننا شعرنا بأن البعض عاد يوجّه الاتهام السياسي الكاذب نحو سوريا، بعد ان سقط اتهامهم للضباط الاربعة.”
وتابع وهاب: “الامر الآخر، هو حديث البعض عن التعيينات الوزارية ورفضه او قبوله تعيين هذا او ذاك وزيرا في الحكومة الجديدة.. اولا من يربح الانتخابات النيابية هو من يحق له ان يعين الحكومة، ووزير الداخلية، ووزير العدل وكل الوزراء، وليس انت اذا كنت خاسراً في الانتخابات!! لا يمكنك ان تكمل بعد اليوم بهذا “التشبيح السياسي” الذي مارسته طيلة السنوات الماضية..واعتقد ان الناس سئموا من هذا “التشبيح” وليسوا مستعدين لسماع المزيد في المرحلة المقبلة.”
اما بموضوع المحكمة الدولية، فقال: “هناك من يقول بأن ما قامت به المحكمة لهو إنجاز عظيم!! المحكمة الدولية هي كـ”الحرامي” الذي اقدم على سرقة معينة وامام اعين الجميع، وتمسك بهذه السرقة اربع سنوات، ثم قرر في النهاية اعادة المسروقات الى اصحابها!! هذا كل ما فعلته المحكمة الدولية.. فطبعا المحكمة الدولية ليست نزيهة ولا شريفة، ولا بلمار نصف نبي، بل ما زالنا لا نثق لا ببلمار ولا بمحكمته! كل الامر انه كان هناك قاضي نصاب اسمه “ديتليف ميليس” قام بسرقة معينة، وبلمار قرر اعادة المسروقات.. ولكن هذا لا يعني بأننا نثق بالمحكمة الدولية، او بالقضاء الدولي او بالامم المتحدة او بمجلس الامن..لأن هذا القضاء الدولي قضاء مشبوه، واستعمل لأغراض سياسية. ومن استعمل المحكمة لغرض سياسي، هو نفسه من اغتال الرئيس رفيق الحريري.
ولكن تساءل وهاب: “هل انتفى هذا الغرض السياسي عند الذين سخروا المحكمة الدولية لتنفيذه؟!”، معتبرا انه “اذا كانت هذه المحكمة تريد ان تعطي مصداقية، فلتبدأ باعتقال من كان وراء تشويه موضوع الضباط واعتقالهم وتشويه التحقيق وحرفه عن مساره الصحيح.. فإذا بدأت المحكمة باعتقال هؤلاء الناس، يمكن البحث عندها بإمكانية التعاون معها. ولكن بدون ذلك، فليطمئن الجميع، بأن لا احد سيتعاون مع المحكمة بصيغتها الحالية”. كما اكد على ان مذكرة التفاهم التي عاد التداول بها مجددا، اصبحت من الماضي، معتبرا “انها تحوّل المدعي العام الى حاكم عرفي في لبنان، ونحن لا نقبل بذلك!!”. واشار الى “ان البعض ما زال لا يعرف بأن جورج بوش لم يعد رئيسا لامريكا، وبأنه لم يعد بالامكان تخويف الناس به..ويبدو ان البعض لا يرى التغييرات التي تحصل في العالم، وما زال يتحدث بلغة اصبحت بائدة، ونسيها كل العالم..”
وتعليقا على ما تحدث به احدهم بالامس عن رموز الوصاية السورية.. سأل وهاب: “اوليس وصاية، ما قامت به السفيرة الامريكية سيسون من اسابيع، عندما اتصلت به وطلبت منه ان يأخذ مرشحين، واحد في الشوف وآخر في عاليه؟!! أيحق لك ان تتكلم عن رموز الوصاية، وانتَ كنت من اصغر رموز الوصاية الامريكية طيلة السنوات الماضية ؟!! واضاف: “ما زلت حتى اليوم تتلقى الاوامر من السفارة الامريكية في لبنان، وآخر امر كان بأن تأخذ جورج عدوان ومرشح آخر في الشوف، ونفذت دون نقاش”، مؤكدا على أن هؤلاء الذين يصفهم جنبلاط برموز الوصاية، هم رموز المقاومة والممانعة، وهو رمز الوصاية الاكبر بكل الرموز الموجودين.. مشيرا الى “ان السنوات الاربع الماضية كشفت من هم رموز الوصاية ومن هم رموز المقاومة”
وبموضوع القضاء اللبناني، تمنى وهاب على مجلس القضاء الاعلى ان يعالج السبب وليس النتائج، معتبرا ان الهجوم على القضاء اللبناني هو نتيجة ما قام به هذا القضاء. واضاف: “نعم، صقر صقر لم يقابل احدا من هؤلاء الضباط الذين كانوا محتجزين منذ ان بدأ العمل في الملف!! اوقفهم سنتين دون ان يقابل احدهم، ولا احد يعرف لأية حسابات فعل ذلك!! ويريدون منا الا نهاجم القضاء، وكأن الحديث عنه من المحرمات!! ولكن فليسمحوا لنا، حريات الناس وكراماتهم هي من اهم المحرمات. كفانا سماع شعاراتهم الكبيرة التي يطرحونها ليغطوا قضايا صغيرة”
وختم وهاب داعيا مجلس القضاء الاعلى لاتخاذ موقف بمستوى اعضائه الذين هم اسماء كبار في القضاء، وعدم تغطية اي مخالفة قضائية، معتبرا ان “المهم هو حماية القضاء وليس حماية صغار القضاة الذين تصرّفوا بشكل خاطئ في قضية الضباط الاربعة”.