اكد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب ان المعارضة اتخذت قرارها بتسلم الحكم في لبنان، مشيرا الى ان خطاب السيد حسن نصر الله في الايام القليلة الماضية تضمن رسالة واضحة بذلك، حين قال بأنه سيتوجه كل اسبوع الى المواطنين ليتحدث بالتفاصيل عن البرنامج الانتخابي الذي لا ينحصر فقط في حزب الله، وانما هو مجموعة من الافكار انجزت بعد نقاشات مع كل اركان المعارضة، وستتسلم الاخيرة بموجبه السلطة في لبنان.
كلام وهاب جاء خلال محاضرة القاها مساء امس الجمعة، بدعوة من بلدية عدلون الجنوبية في قاعة البلدية، حيث اكد على ان كل حسابات المعارضة تحتّم فوزها في الانتخابات، معتبرا ان فوزها سيكون انتصارا لمشروعها، مشيرا الى ان المعادلات الانتخابية في بعض المناطق قد لا تعطي بعض افراد المعارضة الفرصة للمشاركة في الانتخابات، مشددا على ضرورة النظر الة هذه المسألة على اساس انها انتصار للمشروع العام وعدم النظر اليها من الزاوية الشخصية.
ورأى وهاب ان على المعارضة خوض الانتخابات في كل المناطق اللبنانية، مشيرا الى ان الاهم من ذلك ان تكون النتيجة وعدد النواب الفائزين لمصلحتها. واعتبر ان تسلّم المعارضة السلطة يعني ان كل قوى المعارضة ستكون شريكة فيها، حتى لو لم تكن ممثلة شخصيا، مشيرا الى ضرورة العودة الى خطورة ما حصل في المرحلة السابقة كي يدرك الجميع اهمية ما قد يحصل في المستقبل.
واضاف وهاب: “ان المعارضة تستعد اليوم لخوض الانتخابات وانما وفق مشروع سياسي، ويبقى على اللبنانيين ان يختاروا بين المشاريع”. واعتبر ان المعركة الانتخابية اليوم ستتركز في المناطق المسيحية، خاصة بعد المعركة الشرسة التي شنّت على العماد عون في المرحلة السابقة، في محاولة لاعادة المسيحيين الى مرحلة الضعف السابقة التي كانت قبل عودة العماد ميشال عون الى لبنان، وانتزاع القرار من المسيحي القوي، معتبرا ان الصورة اتضحت اليوم امام الناخب المسيحي، الذي حتما سيختار نوابا حقيقيين وليس نواب موظفين في اوجي لبنان ويأمرهم سعد الحريري!!
واشار وهاب الى ان اللبنانيين اكتشفوا بعد اربع سنوات بان الشعارات التي كان يطلقها فريق 14 آذار، من سيادة واستقلال وغيرها، شعارات “كاذبة”، معتبرا ان نشاط السفيرة الامريكية ميشال سيسون في لبنان والذي يتفوق نشاطي زعيم اكبر كتلة نيابية ورئيس الحكومة، خير دليل على ذلك، معتبرا ان هذه السفيرة تخطت كل الادبيات والاصول الديبلوماسية في تدخلها الوقح في الشؤون اللبنانية الداخلية واعتبارها ان حزب الله، الذي يمثل اكثر من نصف اللبنانيين والذي حرر لبنان، بأنه يشكل خطرا على لبنان!! داعيا رجال الدولة ووزارة الخارجية اللبنانية لاستدعاء هذه السفيرة ووضع حد لتحركاتها، والا سيستمر لبنان “مرتعاً للسفراء والولاة والقناصل”، معتبرا ان اللبنانيين يريدون دولة تحترم نفسها في البداية كي يحترمها الآخرون.
واضاف وهاب: ” ستبدأ المعارضة من اليوم وحتى موعد الانتخابات النيابية بطرح تصوّرها لكيفية بناء الدولة التي تطمح لبنائها وتطويرها، مشيرا الى ان فكرة المعارضة بتسلّم السلطة قد انتصرت، معتبرا ان اللبنانيين جميعا يدفعون ثمن الديون التي ورطهم بها فريق الموالاة، لذلك كان لا بد للمعارضة ان تأخذ قرارها بالامساك ” بكرة النار” ( السلطة في لبنان) والبدء بمعالجة الامور وطرح برنامج اصلاح سياسي واقتصادي ومالي للوضع القائم في لبنان.
من جهة اخرى اكد وهاب على ان خيار المقاومة هو الذي انتصر، خاصة بعد حربي تموز وغزة، وان بعض الدول العربية التي تآمرت خلال هاتين الحربين مع اسرائيل، تتجه اليوم اكثر نحو محور المقاومة والممانعة، بعد ان ظهر لها ان هزيمة مشروع المقاومة اصبح مستحيلاً.
واعتبر وهاب ان ايران التي وقفت الى جانب سوريا طوال المرحلة السابقة والى جانب كل المقاومات العربية في المنطقة ودعمت قضاياها، يجب على امريكا ان تستفيد من تحالف سوريا مع ايران، لمساعدتها في حل ازماتها في الشرق الاوسط، وقال: “اذا كان انفتاحها على سوريا مشروطا بفك هذا التحالف فهذا سخف!!”، مؤكدا على ان هذا التحول في العالم اليوم باتجاه منطقتنا جاء نتيجة تداعيات سقوط المشروع الامريكي والصمود الذي تحقق خلال السنوات الماضية. واشار الى ان الشعار الذي كان سائدا في المرحلة السابقة بضرورة تغيير سلوك سوريا وايران، تحول اليوم الى شعار بضرورة تغيير سلوك امريكا في المنطقة..
وفي حين اثنى وهاب على موقف الجيش اللبناني خلال حرب تموز، وموقف قائده العماد جان قهوجي اليوم، اكد على ان هذا سلاح المقاومة لا يمكن ان ينزع طالما ان الصراع العربي – الاسرائيلي قائم، معتبرا ان الجيش اللبناني لا يمكنه مواجهة اسرائيل. وتوجه الى الرئيس ميشال سليمان قائلاً: ” لا فرق بين نزع سلاح المقاومة وتسليم سلاح المقاومة!” مشيرا الى ان هذا السلاح يشكل الضمانة الوحيدة للبنان وهو سلاح العزة والشرف ليس فقط بالنسبة للبنانيين وانما للوطن العربي بأكمله، الذي لا ينقسم حوله في الموقف، كما هو حاصل في لبنان.