توجه رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب الى النائب سعد الحريري، على خلفية مطالبة الاخير بتغريم وهاب مبلغا وقدره مليار ليرة في دعوى القدح والذم والتشهير التي تقدم بها ضده، مؤكدا على ان الوضع الذي كان قائما طيلة فترة حكم قوى 14 آذار سيتغير بعد ان اثبتت هذه القوى فشلها في تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين.
واعتبر وهاب في مقابلة على قناة المنار انه “اذا كان سعد الحريري بحاجة الى هذا المال (كونه يبدو ان الدعم المالي من اسياده بدأ يشحّ على اثر الانفتاح السعودي – السوري) فأنا مستعد لأن اقدم له هذا المبلغ وفوقه حبة مسك”.
واضاف: ” اذا كان سعد الحريري سيغرم كل من يتكلم عنه بالسوء فعندها يمكنه ان يجمع اكثر مما ورث!”. ورأى ان المعارضة لا يليق بها ان تتشارك السلطة مع اناس اساؤوا الى لبنان، مؤكدا عدم مشاركته في حكومة يكون رئيسها سعد الحريري واصفا اياه والسنيورة وبعض افرقاء 14 آذار بالتجار وليس المسؤولين، مشيرا الى ان كل قرارات الهدر الحاصل وقعت بيد السنيورة، الذي يسعى الى تأمين الاموال والمساعدات وانما لتسديد الدين العام الذي راكموه على اللبنانيين، معتبرا ” اننا لو كنا في دولة تحترم نفسها، لكان فؤاد السنيورة خلف القضبان وليس في الحكم”، ومؤكدا على ان الدولة يجب ان تسعى الى تأمين متطلبات المواطن وتخفيف الاعباء والضرائب عن كاهله وذلك بالنظر في كيفية وقف الهدر الذي يحصل في كل المناطق وفي كافة القطاعات، منوها هنا بموقف الرئيس السابق اميل لحود الذي وقف في وجه خصخصة قطاع الخليوي، اولى ركائز الاقتصاد اللبناني، واصفا اياه “بالرجل الرجل”. وشدد وهاب على أن يكون للمعارضة برنامج واضح لتسلم السلطة، والا من الافضل الا تتسلم الحكم.
وحول ما اذا كان سيترشح للانتخابات المقبلة، اكد وهاب على ان تأسيسه لتيار التوحيد اللبناني انما هو ثورة في سبيل التغيير وليس سبيلا لمقعد نيابي او وزاري، وان اسمه اكبر من ان يبحث عن منصب او لقب، وتوجه لكل من يضغط عليه كي يترشح، اكان من داخل تيار التوحيد او من المحبين خارجه ان يساعدونه في بناء التيار، معتبرا ان الاهم عنده اليوم هو الانصراف الى بناء حزبه بناءا صحيحا والتأسيس الى ما بعد 4 سنوات، لتأليف لائحة والحصول على نواب ووزراء، مشيرا الى “انه اذا كان هناك مشروع قيام حكومة وحدة وطنية فأنا لا اجلس مع سعد الحريري على طاولة واحدة ولا اقبل ان اشارك موظفا في البلاط الملكي في الحكم!”.
واكد وهاب على ” ان من يملك مشروعا تغييريا واصلاحيا لا يمكنه ان يستجدي ويشحذ مقعدا نيابيا او وزاريا”.
وردا على سؤال حول امكانية ترشحه والمكان، اعتبر وهاب انه من العيب اذا كان لا يستطيع ان ينجح في الشوف اذا ترشح لظروف معينة ان يذهب الى منطقة اخرى تضمن له نجاحه!، معتبرا ان بعبدا تملك خيرة الشباب، متمنيا على الوزير طلال ارسلان ان يعلن صراحة عدم ترشحه في بعبدا، وان يختار العماد عون الأكفأ من آل الاعور، كما وان يختار آل الاعور مرشحهم الأكفأ، مؤكدا على ان من ترشحه المعارضة من هذه العائلة سيوافق عليه شرط ان يملك الكفاءة والامكانات، معتبرا ان “المعركة هي معركة مشروع والافراد ليسوا الا ارقام وتفصيل”، مشيرا الى “ان الحضور السياسي والفعلي اهم من المقعد النيابي، واذا ربحت المعارضة فأنا سأكون حاكما من ضمن هذا الفريق”.
واضاف وهاب: ” عندما خضت معركتي ضد آل الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة والسعودية ومصر وغيرهم، انما فعلت ذلك وفقا لقناعاتي، ولو كنت افكر بمقعد نيابي لما خضت هذه المعركة”.
وحول ما اذا كان سيترشح في الشوف قال وهاب: ” اذا توفرت ظروف المعركة فسأترشح علما انني مصمم على العمل الوطني والسياسي ، مشيرا الى ان ” في الشوف ثلاثة اثلاث، درزي ومسيحي وسني، وان معركة السنة ضدي ستكون معركة حياة او موت” مؤكدا على ان التيار سيشارك في الشوف والافضل ان يشارك بمرشح عنه بعيدا عن اسم “وئام وهاب”.
وعن امكانية التعويض له في الحكومة اذا لم يصل الى مقعدا نيابيا، اكد وهاب على عدم مشاركته في حكومة يرأسها سعد الحريري او في حكومة وحدة وطنية، معتبرا ان قناعاته مختلفة كليا عن قناعات فريق الموالاة ولا يمكنه السكوت على فضائح فريق السلطة في امور كثيرة اولها موضوع التنصت وتشكيل ملفات شخصية على الناس من قبل فرع المعلومات.
واعتبر وهاب ان هناك مشروعين متباعدين ومتناقضين في لبنان، وليحكم المشروع الذي يربح في الانتخابات.
في الموضوع الامني والقنبلة التي عثر عليها قرب منزل الرئيس امين الجميل، تمنى وهاب على قيادة الجيش ان تفتح تحقيقا بالامر مع كل المعنيين، مشيرا الى ان حامل القنبلة هو من اكثر المقربين الى مرافقي الرئيس الجميل.
سئل عن علاقته بالوزير طلال ارسلان، فقال وهاب: ” تربطنا علاقة اخوة ومحبة منذ زمن طويل، ولكن فليسمح لنا الامير طلال ان لا نوافقه في النظرية الاخيرة التي تحدث عنها (بأنه ليس مع 8 آذار ولا مع 14 آذار انما هو تحت سقف المصالحة والوحدة في الجبل)،” مشيرا الى “ان تيار التوحيد موجود في المعادلة الدرزية وتحديدا في الجبل والمصالحة التي حصلت مع وليد جنبلاط لم تكن لتتم الا حين توسّعت باتجاهنا وباتجاه الحزب القومي”. وشدد وهاب على ضرورة ان يكون لدى الوزير ارسلان خيارا سياسيا واضحا.
واضاف : ” اتوجه الى الامير طلال بمحبة، وهو يعلم انني اتمنى له كل الخير، لأقول له ان 11 ايار لم تكن محطة قرر فيها حزب الله اقتحام الجبل وقتل الدروز، وان تصوير الامر على انه كان هناك مذبحة ستحصل في الشوف في 7 ايار وهو من اوقفها، غير صحيح! ولكن من يريد ان يأخذ مقعدا فليأخذه بالسيف”، فمن الاهانة للامير طلال ارسلان ان يعطى مقعدا فارغا، وهو ابن الامير مجيد ارسلان الذي كان يعطي مقاعدا!”، واذا كانت مصلحة الجبل مهمة بالنسبة له كما يقول، فليعطه النائب جنبلاط المناصفة في الحكم”
وفي موضوع المحكمة الدولية، اعتبر وهاب انها مسيسة وقد حضرت اتهامات مسبقة، مشيرا الى ان ما حصل في السودان لا يشجع، فالقرار الذي اتخذ بحق البشير اتخذ وفقا لبيان صادر في الصحف.
وعن التحقيقات بموضوع اغتيال النائب وليد عيدو ، كشف وهاب ان هناك تحقيق في المحكمة العسكرية مدوّن في محضر رسمي، وفيه اعترافات لمجموعة من فتح الاسلام بأنهم هم من قاموا باغتياله، ردا على ما قام به تيار المستقبل في نهر البارد وتوريطهم ثم التآمر عليهم والتخلي عنهم.
وفي قراءة لموقف النائب جنبلاط الاخير تجاه سوريا ورئيسها الدكتور بشار الاسد، اعتبر وهاب ان “سوريا لم تتغير وانما جنبلاط من تغير”، مبديا ترحيبه وتشجيعه لهذا الموقف، ولكنه اعتبر ان “على جنبلاط الاسراع في اتخاذ الخطوات لأن الاحداث والتطورات في المنطقة تتسارع، من موقف الرئيس الامريكي اوباما تجاه سوريا والمنطقة الى قمة الدوحة والانفتاح العربي وغيرهم. واكد وهاب على ان خلافه مع جنبلاط لأن الاخير فكر بنفسه وبكيفية الربح سياسيا عندما راهن على المشروع الامريكي ولم يفكر بطائفته وبمصالحها.
ودعا وهاب كل القوى الدرزية لتشكيل هيئة موحدة من وجهاء الطائفة للبحث في مصالح الدروز الاساسية، كي لا يتكرر ما حصل سابقا. معتبرا من جهة اخرى ان تمايز جنبلاط عن حلفائه في 14 آذار لجهة الموقف من سوريا هو نتيجة فشل المشروع الذي راهنوا عليه وقراءته للتطورات الجديدة في المنطقة، واعتبره “اكثر استيعابا للمتغيرات من حلفائه، سمير جعجع مثلا المتضرر مما يحصل وسعد الحريري الذي لا رأي له وانما ينفذ املاءات معلميه..
وحول ما اذا كانت سوريا ستتجاوب مع مواقف جنبلاط الاخيرة تجاهها، رأى وهاب انه لا يمكن لأحد ان يملي على سوريا ويفرض شروطه عندما تكون “محشورة” كما كانت في السنوات الخمس الماضية، ولكن عندما تكون مرتاحة، فكل شيء يمكن ان يحصل.
وحول ما اذا كانت سوريا تتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية، اكد وهاب ان الانتخابات لها ادارة داخلية وسوريا لا تتدخل في التفاصيل.
وعن واقع قوى 14 آذار على مشارف الانتخابات، رأى وهاب ان هذه القوى انتهت مع انتهاء المشروع الاكبر الذي كانوا ادوات له في الداخل، والذي يحاول اليوم الخروج من المأزق الذي وقع فيه بأقل خسائر ممكنة، مشبها فريق الموالاة “بالسيارة التي تدهورت ولم يعد يعمل فيها سوى الزمور” .
وفي موضوع التقارب –السعودي – السوري وانعكاسه على لبنان، اعتبر وهاب ان هناك مسعى جدي سعودي – سوري للنظر في كيفية المساعدة في ادارة لبنان، اقتصاديا من قبل السعودية وامنيا وسياسيا من قبل سوريا.
ورأى ان السعودية تقترب اكثر اليوم من الموقف الممانع، مشيرا الى ان حملاته عليها في السابق كانت لأسباب سياسية وقناعات، “وعندما تغيّر مواقفها وتتجه نحو مواقف الدول والقوى الممانعة فأنا حتما سأكون من المرحبين بهذه المواقف”.
وعن العلاقات السورية الايرانية، دعا وهاب العرب ان يستفيدوا من هذه العلاقة لتحسين وضع المنطقة، معتبرا ان من يفكر بأن سوريا وايران سيفكان تحالفهما او سينفصلان فهو واهم، لأنهما يشكلان قوة لبعضهما.
وردا على سؤال حول الرسالة التي بعث بها الرئيس الامريكي اوباما الى ايران، اعتبرها وهاب ايجابية في الشكل ولكنها تتطلب مضمونا، مشيرا الى ان امريكا يجب ان تتنازل اكثر وان تتحدث بقضايا كل المنطقة من افغانستان الى العراق الى فلسطين وغيرهم.، مؤكدا على ان ايران دولة عظمى، مبديا اطمئنانه الى تحالفه مع دولة كبرى كإيران.
وختم وهاب مؤكدا على فوز المعارضة وتحديدا العماد ميشال عون، معتبرا ان المزاج المسيحي تغير اكثر باتجاهه وكذلك المعارضة تسلمه جزءا كبيرا من اوراقها، مشددا على ان لا وجود اليوم لمعادلة تسمح بفوز قوى 14 آذار، وعلى المعارضة اذا فازت ان تقدم نموذجا صالحا في الحكم ، واذا لم تفعل فسأبقى اعارض المعارضة.
وتوجه الى فريق الموالاة ناصحا اياهم بأن يقرأوا جيدا التطورات وان يعملوا لحماية لبنان واعادة تموضعهم السياسي. ولوليد جنبلاط قال وهاب: ” اكمل في تموضعك وجرأتك فحماية لبنان وطائفتنا اهم من كل موقع سياسي”.