ادلى رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب بجملة من المواقف في حوار شامل لمنبر التوحيد، حيث سئل بما يخص علاقته الحالية بجنبلاط، عن فحوى اتصاله بالنائب وليد جنبلاط وما اذا كان الاتصال قد تضمن بحثا بالاوضاع السياسية كما ذكرت الصحف؟ فكان رد وهاب بأن اتصاله بالنائب جنبلاط كان بهدف التعزية فقط لا غير.
سئل: هل هذه التعزية جاءت رداً على المبادرة الإيجابية التي صدرت عن النائب جنبلاط بعد حادثة كفرحيم؟
اجاب: ليس ذلك فقط، بل أيضاً لموقفه في ضبط الوضع في منطقة بحمدون بعد الحادث الذي كان من المحتمل أن يؤدي الى تفاعلات كبيرة عمل البعض على تغذيتها، وهذا الموقف مقدّر من الجهة السياسية.
وعن سبب دعوة جنبلاط الدائمة للتهدئة، اعتبر وهاب ان النائب جنبلاط يقرأ التطورات الحاصلة في المنطقة خارج لبنان، إقليمياً ودولياً، ولا يخفي ذلك على أحد، خاصة بعد زيارته الأخيرة الى أميركا حيث تبلّغ أنه سيكون هناك انفتاح ما على سوريا وإيران.
وعن التناقض الذي ظهر في موقفي جنبلاط والحريري، حيث اعتبر الاول أن حوادث 7 أيار أصبحت وراءهم، في وقت ما زال النائب سعد الحريري يعيش هذه المرحلة، اعتبر وهاب أن النائب سعد الحريري يستخدم اليوم السابع من أيار للتحريض الانتخابي والمذهبي، والنائب الحريري و”ولدناته” لا تسمح له بالخروج من هذه القناعات، أما النائب جنبلاط فلديه ميزان مختلف في السياسة ويزن الأمور بطريقة مختلفة عن النائب سعد الحريري الذي هو أسير أحقاده، وقد أدخل البلد في أزمة خانقة لمدة 4 سنوات نتيجة هذه الأحقاد ومصّر على اتهام سوريا في اغتيال الرئيس الحريري وهو ما زال بانتظار المحكمة الدولية وبالتالي بانتظار نتائج التحقيق، وهو يستخدم 7 أيار للتحريض، من هنا أؤكد أن السابع من أيار كانت له أسبابه، وإذا تكررت الأسباب فسيحصل 7 أيار ثانٍ، ولكن هذه المرة سيكون أكبر، إذا ما حصل اقتراب من المحرمات، والنائب الحريري يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الأمر، فإن السابع من أيار سيتكرر.
وعن موقفه من طرح “الكتلة الوسطية” قال وهاب:
“ليس هناك من كتلة وسطية، كل ما في الأمر أن الكتلة الوسطية كانت “كذبة” قُصِد من خلالها ضرب العماد ميشال عون في الساحة المسيحية، ولكن يبدو من خلال ما حصل أن هذا الأمر ربما قوّى العماد عون بحسب الإحصاءات الأخيرة، وربما محاولة البعض و”طاووسية” البعض في هذه المعركة والتقديم لها ربما أعطت العماد عون دفعاً أكثر”.
وعن دوافع خروج الوزير ميشال المر من تكتّل الإصلاح والتغيير، قال وهاب:
“حسب ما أبلغني أكثر من مرة بأن هذه الأسباب شخصية، كما أكّد لي أنه بالموضوع السوري يذهب أكثر من العماد عون، وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع حزب الله، وهو كما يقول محسوب على الرئيس بري ولكن هناك تصرفات شخصية حصلت معه في تكتّل الإصلاح والتغيير وغير قادر على تحمّلها، وهو كان يعتقد كـ”ميشال المر” أنه يجب أن تكون لديه وضعية مميّزة غير وضعية تكتّل الإصلاح، وربما اعتباره لاعتراض البعض على توزير ابنه إلياس المر كان جزءاً من المشكلة وربما كانت هناك لديه حسابات سياسية خاطئة.
سئل وهاب عما اذا كان يتوقع أن يأخذ الوزير ميشال المر من الرئيس الجميّل ما عجز عن تقديمه له العماد عون في المقاعد النيابية، اجاب:
حتى الآن لا يمكنني أن أجزم بما يمكن أن يحصل في الفترة المقبلة، وطبعاً كان لدى الوزير المر اعتقاد في جعل حزب الطاشناق الى جانبه، ولكن الطاشناق كان لديه موقف سياسي واضح أبلغه للجميع وهو وقوفه الى جانب العماد عون في كل المناطق.
وعن امكانية أن يتموضع النائب جنبلاط بعد الانتخابات النيابية خارج قوى 14 آذار بحسب ما تتحدث عنه بعض المعلومات، اعتبر وهاب ان نتائج الانتخابات هي التي ستحدد ذلك، واضاف: ” بدا واضحاً أنه غير منسجم مع كل أقطاب الأكثرية، وخاصة مع الرئيس الجميل وسمير جعجع، ولكنّ لديه انسجاما واضحا مع النائب سعد الحريري، وله عدة أسباب وبالتأكيد لأسباب غير فكرية، وهو بانتظار نتيجة الانتخابات والتطورات في المنطقة. فالمنطقة ذاهبة الى تطورات أكثر من التي نناقشها الآن، وموضوع الانتخابات كذلك هو موضوع تفصيلي أمام تطورات المنطقة المقبلة.”
وحول المحكمة الدولية وتأثيرها على الاستحقاق الانتخابي، اعتبر وهاب “إن بدء المحكمة الدولية لن يكون له أي تأثير على الانتخابات النيابية، خاصة أن أمامها عامين لتكوينها، وهي لم تعد ذات قيمة، وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع العدالة الدولية، خاصة بعد حرب غزة، فما من أحد يجيب على محكمة دولية مسيّسة، وإذا نفّذ بلمار إرادة تسييس هذه المحكمة فسيصنّف بنصّاب كبير كديتليف ميليس، لأن الجهة التي نفّذت الاغتيال باتت معروفة.”
سئل: هناك من يتحدّث أنه سيُستدعى من كان في حكومة الرئيس كرامة؟
اجاب: “لن يذهب أحد، وهذا قرار أصبح فيه تشاور بين أركان المعارضة تقريباً، وإذا أرادوا الاستماع الى وزير الداخلية أو وزير الدفاع أو رئيس الحكومة أو وزير ما فليأتوا الى منزله ويستمعوا الى أقواله، لن يذهب أحد الى محكمة غير موثوق بها، الى محكمة عدالة دولية فاسدة مئة في المئة أوقفت لمدة ثلاث سنوات أربعة ضباط بدون أي حق، وبدون أي قرار اتهامي، وهذا اعتداء سافر يجب أن يُردّ عليه في وقت قريب، كما يجب محاسبة كل الذين تسببوا في ذلك.
هل تتوقع أن يُفرج عن الضباط الأربعة إذا لم يصدر قرار عن مدّعي عام التمييز؟
ليس لديه أية أسس لعدم بت القرار، وبرأيي أنه سيُفرج عنهم في الخارج.
هل برأيكم نقل الضباط إذا حصل ولم يُفرج عنهم بقرار من المدّعي العام الدولي ، هو بداية تسييس للمحكمة؟
إذا لم يفرج عنهم ولم يثبت عليهم أية تهمة فطبعاً هذا يُعتبر استمراراً للتسييس، وهذا الموضوع يجب أن يحسم، وخاصة بعد التلميحات التي أصدرتها الأمم المتحدة وبلمار حول إطلاق سراح الضباط الأربعة، ولكن يبدو أن “الشيخ” سعد لم يرضَ عنهم بعد؟
ماذا عن حكم الرئيس ميشال سليمان خلال عام؟
لقد التزم الرئيس سليمان بمواقفه، ولو كانت لديه صلاحيات أكثر لتمكّن من فعل المزيد، وهذه مشكلة الطائف الذي حرم رئيس الجمهورية من صلاحياته كرئيس للجمهورية ومن أن يكون حكماً حتى، لذلك الرئيس سليمان يسير بين النقاط في لبنان وفي الخارج وتمكّن من معالجة بعض الأمور، ولكن ليس من ضمن الصلاحيات التي أعطيت له.
بمعنى أنكم مع عودة صلاحيات رئيس الجمهورية؟
بالتأكيد، فلا تستطيع أن تحكم لبنان إذا لم يكن هناك مرجع ما يستطيع أن يحكم في الأمور، فمن يحكم في الأمور اليوم؟ رئيس الجمهورية من دون صلاحيات ومجلس الوزراء منقسم على ذاته، كذلك لا مكان في العالم يحكم من دون مرجع، وكذلك الدول الديموقراطية لا تستطيع أن تحكم من دون مرجع، وهذا يعود الى النظام السياسي القائم والطائف الذي أنشئ كي لا يتمكن أحد من أن يحكم لبنان وكي تظل إدارة لبنان الى ما لا نهاية.
هل من خلال الكتلة الوسطية، أو تأمين كتلة نيابية لرئيس الجمهورية هي إحدى النواحي لتفعيل الحكم؟
لا، الأهمية تعود الى تأمين الصلاحيات، ولا وجود لكتلة وسطية، إذ ان هذه الكتلة قد تنحاز في ما بعد إما الى 8 آذار أو الى 14 آذار، فالمطلوب صلاحيات للرئيس، والرئيس يجب أن يكون فوق كل النزاعات. وهذا ما كانوا يطالبون به، إلا أنهم انتقدوا إدارة الرئيس لحود على هذا الأمر، ولكن الآن يريدون من الرئيس أن يصبح جزءاً من هذه النزاعات.
ولكن هذا الحديث أُثير عندما كانت المارونية السياسية تستأثر بلبنان؟
ليست الصلاحيات التي كانت موجودة سابقاً لأن البلد قد تغيّر والبلد قد حُكٍم بعقلية خاطئة قبل الطائف، ولكن هذا لا يعني أنه إذا حُكِم بعقلية خاطئة أن ننتقم من الطائفة التي كانت لديها الصلاحيات في إدارة الحكم لتنتقل الى طائفة أخرى، فالحل لا يكمن هنا.
لقد سمعنا من السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري وبعض أركان المعارضة أن البلد لا يُحكم بالاستئثار ولا بالثنائية ولا بالثلاثية ولا بالرباعية، فإذا وصلنا الى هذه المرحلة، فكيف سيُحكم البلد؟
برأيي ان البلد يُحكم من خلال الذي يربح الانتخابات، فأنت عندما تشرّد الناس وأنت في الحكم فلا يعود هناك أي اعتبار لشعاراتك السياسية في معركتك، بحيث يصبح الجميع سواء، وهكذا لا يمكن الحكم.
إذاً تلتقي مع قوى 14 آذار في أن تحكم الأكثرية مهما كانت الجهة الرابحة؟
الأكثرية حكمت ولم يكن لدينا الثلث المعطل في الحكومة، ولكن بعد حرب تموز هذه الأكثرية التي حكمت والتي كانت مؤتمنة على الدستور أنا برأيي خانت الدستور والميثاق الوطني وميثاق العيش المشترك عندما تآمرت على لبنان مع الإسرائيليين وعندما كانت تهلل للعدوان الإسرائيلي، عندها وجدت المعارضة أن تضع ضوابط لهذا الوضع”.
وفي ملف المقاومة وسلاحها، سئل وهاب عن مصدر الصواريخ التي تطلق دائماً من جنوب لبنان، ومن المسؤول عنها؟
اجاب: “هذه الصواريخ بحسب رأيي هي صواريخ مشبوهة، وهي تعود الى أجهزة أمنية تابعة لإسرائيل، وكلنا نعرف أن الحرب على إسرائيل لا تكون بهذه الطريقة، والمواجهة اليوم مع إسرائيل هي من الساحة الفلسطينية، من هنا يجب أن ندعم المقاومة الفلسطينية”.
سئل: لكنّ هناك سؤالاً بأن المقاومة لديها حضورها وجهازها الأمني الخاص وسلاحها ولا تستطيع أي جهة أن تفعل ذلك في ساحتها؟
المقاومة ليست حرس حدود للكيان الصهيوني، المقاومة لديها مشروعها السياسي والاستراتيجي، وهو تحرير كل فلسطين، والمقاومة لديها استراتيجية دعماً للمقاومة الفلسطينية ودعماً لتحرير فلسطين، من هنا فهي ليست حرساً للكيان الصهيوني فهناك الجيش وقوات اليونيفيل، ولا أحد يستطيع أن يقوم بأي خرق أمني في ظل وجودهم.
هناك من يقول إن هدف وضع هذه الصواريخ وإطلاقها هو لوضع الجيش في جنوب لبنان في مواجهة مع المقاومة لتقوم إحدى القوى بتجريدها في جنوب الليطاني؟
هذا الموضوع لا يمكن أن يحصل، إذ قد يؤدي الى حرب في البلد، وقوات اليونيفيل والجيش اللبناني على علم بذلك.
الخطر المحدق بنا هو خطر إسرائيلي. فإسرائيل اليوم ذاهبة الى اليمين وقد يأتي ليبرمان وزيراً للدفاع، من هنا إن من يتكلم عن هذا الموضوع وعن سلاح المقاومة بالذات في وقت تقوم به إسرائيل بهذا التحول هو خائن تجب محاكمته ومحاسبته بكل الأساليب والوسائل.
هل الاستراتيجية الدفاعية سيكون وضعها مختلفاً، إذ انها من ضمن الحوار مع رئيس الجمهورية؟
الحوار مع رئيس الجمهورية هو حول موضوع آخر، وليس على الاستراتيجية الدفاعية التي أصبحت لعبة مشتركة يلهون بها الناس، فمن سيقدم استراتيجية دفاعية؟ النائب سمير جعجع، هو وقواته مدربون 20 سنة في اسرائيل، أم الرئيس الجميل الذي أتت به الدبابات الإسرائيلية، لقد تكلمنا عن كل أمورهم، فليعتقونا.
فهل يمكن اعتبارهم اليوم من أنصار الاستراتيجية الدفاعية في وقت كانوا فيه من أنصار استسلام لبنان، وفي الأمس ابن رئيس الجميل وضع أنصاره بين خيارين إما اختيار لبنان المقاومة أو لبنان ثقافة الحياة، وكأن ثقافة الحياة أصبحت في الجلوس في المقاهي وشرب “النرجيلة”، فهذا الحزب الذي قتل 30 ألف لبناني على الهوية فما هي ثقافة الحياة التي يتحدث عنها؟
قوى 14 آذار تقول إنه بعد إصدار القرار 1701 لم يعد هناك دور لسلاح المقاومة، ما تعليقكم على ذلك؟
هذا القرار تمكنوا من الحصول عليه بالقوة وتحت القصف وهو ليس له وجود، فالمقاومة ستتسلح وستزيد تسليحها وستستعد للمواجهة مع إسرائيل.
أعلن السيد حسن نصر الله بطريقة ما أوصلها لإسرائيل بأن المقاومة تملك صواريخ مضادة للطائرات وهذا تطور نوعي في تسلح المقاومة؟
هذا حق المقاومة بأن يكون لديها سلاح جوي وسلاح هجومي لمواجهة أي اعتداء على الأرض اللبنانية وصده بأي نوع سلاح موجود.
والمقاومة لديها الحق في الحصول على السلاح من أي مكان وكيفما كان، وحتماً لن يتمكنوا من جعل المقاومة محاصرة كما فعلوا في حصار غزة لمنعها من الحصول على الأسلحة اللازمة. ولو كان مع حماس السلاح نفسه لما تمكنت إسرائيل من مقاومتها وشن العدوان على غزة، فالسلاح ضمانة وحماية.
وفي قراءة للعدوان الاسرائيلي على غزة ونتائجه،
اعتبر وهاب ان أهمية ما حدث في غزة هو تغيير للعقل العربي. بعد غزة نحن اليوم أكثر ثقة بأنفسنا وأكثر ثقة بقدرتنا على الانتصار، قبل تموز اعتبرنا أن الهزيمة هي قدرنا، وإسرائيل هي الدولة المتقدمة التي لا تهزم، وانتصار تموز جاء ليزيد ثقتنا بأنفسنا، ولكن البعض كان يرى أن حرب تموز هي استثناء وليست قاعدة، الى أن جاءت غزة، وأكّدت أن تموز هي القاعدة، اليوم نحن نعيش عصرا عربيا جديدا ونرى انكفاء قوى الاعتلال العربي وليس دول الاعتدال العربي، وهذه القوى أُسقِط كل ما في يدها، والمقاومة أصبحت محتضنة شعبياً ولو لم تكن محتضنة رسمياً، وأصبح لدينا ثقة بأن إسرائيل لا تستطيع أن تهزمنا في الوقت الذي تريده بعدما أصبح هناك تغيير في العقل العربي الذي نشأنا عليه من 40 أو 50 سنة، وهو عقل الهزيمة، وأصبح هناك شعور آخر يعزز ثقتنا، وما حصل في غزة وقبلها في تموز جعلنا لا ننسى أن اسرائيل لو ربحت الحرب فالحديث داخل أميركا سيكون مختلفاً، فحرب تموز أسقطت كل المشروع الأميركي في المنطقة. وعندما وقفت رايس في تل أبيب لتعلن بناء مشروع شرق أوسط جديد، كانت تعلم بأن هذا المشروع قد انتهى ونحن نعيش اليوم مشروع المشرق العربي الجديد، وبتقديري هناك مشرق عربي جديد والأنظمة العربية التي لا تتكيّف معه سيكون لديها مشكلة كبيرة وفي طليعتها النظام المصري الذي حتى الآن لم يستطع التكيّف مع الواقع الجديد.
أما السعودية فقد بدأت الى حد ما بتغيير بارز في السياسة بدأ ببيان مجلس الوزراء السعودي الذي تحدث عن خيار المقاومة في فلسطين وبما قام به الملك عبد الله في تقربه من سوريا.
وعن المصالحة السعودية ـ السورية وانعكاساتها على لبنان، اكد وهاب على ان هذا التقارب سينعكس على لبنان، “ونحن نعرف أن الفريق الآخر اعتمد كثيراً على دعم بعض الجهات السعودية في الفترة السابقة وعلى المال السعودي الذي دُفِع في لبنان”.
هل المقصود المال الذي يدفع في الانتخابات الآن؟
طبيعي، وهذا أمر واضح، ولكن من الآن حتى الانتخابات النيابية لا يمكن أحداً أن يجزم بما يمكن أن يحصل.
لقد كنت رأس حربة دائماً في تصريحاتك ومواقفك ضد النظام السعودي، كيف ستتعاطى مع التطورات الجديدة اليوم؟
من الطبيعي أن أعدّل تصريحاتي على الرغم من أن مواقفي ما زالت ثابتة، لأن السعودية هي التي غيّرت مواقفها، ومن الطبيعي أن أهدئ من مواقفي اذا اقترب موقفهم من خيار المقاومة والممانعة، أما إذا بقي موقفهم على ما هو عليه، فموقفي لن يتغير وسأبقى واضحاً لأن خلافي معهم لم يكن من أجل سوريا، بل خلاف على موقف سياسي، وبالتحديد هجومي القاسي عليهم أعلنته بعدما أصدروا البيان لمصدر مسؤول في تموز باعتبار أسر الجنديين الإسرائيليين مغامرة وحلّل قتلنا، عندها فتحت الحرب عليهم.
السعودي بدأ الآن يتحدث بلغة أخرى، ولا أجد أي مشكلة شخصية في هذا الموضوع، ولكن هناك مشكلة سياسية اذا غيّر السعودي بطريقة تفكيره فلا مشكلة لدي، والسعودي حاول في فترة معينة دعم خيار البعض في إخراج سوريا من المعادلة اللبنانية وفشل في هذا الأمر، لأنه ليس هناك أي إمكان لإخراج سوريا من المعادلة اللبنانية، من هنا أعتقد أن السعودي سيصبح أكثر عقلانية خلال المرحلة المقبلة.
وحول امتلاك ايران للسلاح النووي واعتبار ذلك يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، اكد وهاب على حق ايران في امتلاك هذا السلاح، معبرا عن موقفه الداعم لهذا الحق، وليس مع امتلاك قدرات نووية لأغراض سلمية، لأن السلاح النووي الإيراني يحمي المنطقة العربية من السلاح النووي الإسرائيلي وكفى إذاً تلاعب إسرائيل على هذه النقطة. يجب أن يكون هناك موقف عربي واضح لإزالة كل الأسلحة النووية في المنطقة وإما ترك إيران تمتلك هذا السلاح، لأن هذا الأمر فيه حماية لكل الشعوب العربية الإسلامية، والسلاح النووي الإيراني هو الوحيد الذي سيعطل السلاح النووي الإسرائيلي في المنطقة.
هناك اكتشاف دائم لشبكات تجسس إسرائيلية، ما هي نتيجة ذلك؟
هذه الشبكات موجودة في الأساس ولكن انكشاف الساحة في السنوات الأربع الماضية وتركيز عمل الأجهزة الأمنية على المعارضين لا على العملاء والشبكات الخارجية جعل لبنان ساحة لكل أجهزة المخابرات ومنها الموساد الإسرائيلي، فـ”وسام الحسن” في حينها كان يلهو بمراقبة معارضي النائب سعد الحريري لا الشبكات الإسرائيلية، والآن هناك المزيد من التعاون بين بعض الأجهزة الأمنية وخاصة الجيش والمقاومة، وهذا التعاطي يعطي مفعوله.
وعن سبب الحملة على فرع المعلومات اعتبر وهاب انه ليس هناك حملة على فرع المعلومات، فهو اليوم يخالف القانون والأصول، وقيادة قوى الأمن الداخلي رفضت تحويله الى شعبة بما يعني أنه مكتب فقط للأمن العسكري ويختص عمله فقط بعناصر قوى الأمن الداخلي، وفرع المعلومات يخالف ذلك، وبرأيي كل قاضٍ يخالف هذا الأمر ويكلف فرع المعلومات بمهمات معينة، والضباط الذين يخالفون هذا الأمر يجب أن يحاسبوا بعد الانتخابات.
في موضوع قيادة الجيش بعد وصول جان قهوجي، والسؤال حول ما اذا كان الجيش سيبقى على عقيدته؟ قال وهاب:
“الواضح أن العماد جان قهوجي يعرف ما يريد وهو ضمانة أساسية في الجيش إن كان في علاقته بالمقاومة أو بسوريا، فهو رجل واضح، كذلك تسليح الجيش إذا كان لحماية لبنان فلا يحق لأحد أن يعترض، ولكن إذا كان تسليح الجيش هو لضرب المقاومة فكلنا نعرف أن هذا السلاح لا يصرف ولا يوصلنا الى أي مكان، لأن الجيش من الشعب، والشعب هو الذي يقرر موقع الجيش، فأية محاولة لزج الجيش في مواجهة مع المقاومة حتماً الجيش هو الخاسر، وأعتقد أن العماد قهوجي يدرك هذه الحقيقة ويدرك هذا الواقع على الرغم من وجود محاولات “هميونية” وفوقية وما الى ذلك لطرح مهمات معينة للجيش غير مسموعة عند العماد قهوجي، وقيادة الجيش.
سئل: هل أعيدت الثقة بين لبنان وسوريا بعد وصول العماد سليمان الى سدة الرئاسة؟
اجاب: “الثقة كانت موجودة أصلاً ولكنها تعززت. أصلاً العماد ميشال سليمان لم يكن يوماً على خطى بعيدة من سوريا، وعلاقته بها كانت ولا تزال جيدة جداً، ولكن بعد مجيئه تعززت هذه الثقة، وهذه العلاقة بين البلدين”.
كيف تتناول موضوع التنصت؟
في هذا الإطار، هناك خطأ في الموافقة على إعطاء مهلة للاستمرار بالتنصت، وسأتحدث قريباً عن هذا الموضوع ما إن تتوافر لدي المعطيات التي بصدد البحث عنها.
لقد طلبوا فرصة لغاية 15 آذار وهذه الفرصة لها أسبابها، ويبدو أنهم يريدون إقامة ترميز معين لمتابعة الاتصالات الهاتفية، وهذه مسألة خطرة، وبرأيي أن وزراء المعارضة يجب ألا يكونوا شهداء زور في الحكومة ويقبلوا ببقاء التنصت حتى 15 آذار وكان يجب إيقافه فوراً، ولكن الاتفاق الذي جرى في الدوحة والذي لا نعرف جميع بنوده التي من ضمنها بند يمنع الاستقالة هو الذي جعل وزراء المعارضة يوافقون على هذا الأمر.
دائماً تنتقد المعارضة وأداءها فتبيّن أنك على يسار المعارضة؟
إن انتقادي للمعارضة هو بدافع حثّها على تحسين أدائها، وإلا فما الذي يفرّق المعارضة عن تيار المستقبل إذا لم يكن لديها مشروع تغييري أفضل من الذي وضعه تيار المستقبل.
وعن تيار التوحيد وموقعه في المعادلة السياسية في الجبل، اعتبر وهاب ان تيار التوحيد اللبناني اصبح جزءاً من المعادلة السياسية في الجبل وحتى باعتراف الخصوم. “فالتيار موجود وهو جزء من هذه المعادلة بالرغم من وجود أحزاب تعود في وجودها الى 60 أو 70 سنة. وصحيح أن التيار حديث الولادة ولكنني أعتقد أن السنوات المقبلة ستثبت أن التيار سيشكّل الجزء الأساسي من المعادلة السياسية في الجبل.”
هل هناك مؤتمر ما قريب للتيار يعلن من خلاله إجراء انتخابات داخل التيار؟
طبعاً سيكون هناك مؤتمر لنعلن من خلاله الانتخابات التي ستجري داخل التيار، وقد تقرر في الصيف المقبل، بعد الانتخابات، وهناك لجنة عيّنت لبدء الإعداد له بعد الانتخابات النيابية.
في ما يتعلّق بالمال السياسي الذي يوزّع في الانتخابات، هل تيار التوحيد يصرف مالا سياسيا في الانتخابات؟
في ما يتعلّق بهذا الموضوع إننا نأمل أن نحصل على المساعدة اللازمة.