عقد في دارة رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب في بلدة الجاهلية الشوفية اجتماعا بين قياديي في تيار التوحيد اللبناني والتيار الوطني الحر، بحضور الوزير وئام وهاب ومسؤول الاعلام وجبل لبنان الجنوبي في التيار الوطني الحر الدكتور ناصيف قزي.
بداية تحدث وهاب قائلا: ” ما يجمعنا بالتيار الوطني الحر ليس مشروعا انتخابيا ولا موسميا، بل يجمعنا مشروع بناء الدولة والوطن، بناء دولة على الاقل يفتخر بها اولادنا. ولا احد يستطيع التعبير عن هذه الدولة التي نطمح اليها اكثر من العماد ميشال عون. لذلك نلتقي اليوم في موسم الانتخابات ولكن ليس فقط للانتخابات، بل لنبحث كيفية التعاون باستمرار قبل وبعد الانتخابات في المنطقة وفي جبل لبنان وفي كل لبنان، وكيف نتعاون لبناء هذه الدولة التي ننشدها جميعا.
واضاف وهاب: “نحن كتيار توحيد لدينا قرار بخوض المعركة الانتخابية في الاقضية الثلاث: الشوف وعالية وبعبدا، وطبعا سنكون الى جانب التيار الوطني الحر. فلدينا مرشحون، بعضهم اعلنا عن اسمائهم وهناك ترشيحات لم تتم بعد. فهناك مشاورات تتم. وقد كنا خلال ايام في لقاء مع الدكتور قزي ومجموعة من الاخوة على صعيد منطقة الشوف بالاضافة الى لقاءات تتم على صعيد المناطق الاخرى. ومنذ ايام كنت عند الجنرال عون وبحثنا في بعض المسائل الانتخابية، ولكن لن يكون قرارنا فرديا واحديا، بل سيكون جزءا من قرار المعارضة. ونحن منذ البداية لم نتصرف يوما على اساس ما سنحصل عليه نحن من الانتخابات، بل ما سيحصل عليه الخط الذي نؤمن به من هذه الانتخابات. واليوم اكثر من اي وقت مضى يجب ان نفكر بهذه الطريقة وان نتصرف على اساسها”.
وتابع وهاب: “نحن نؤمن بأن المعارضة لديها القدرة على ربح الانتخابات ولكن لا يكفي ان تقول المعارضة بأنها افضل من الفريق ونحن كما التيار الوطني الحر لسنا فقط مشروع اصلاح بل مشروع تغيير شامل في هذا البلد، وأعتقد بأن لبنان لن يستطيع ان يكمل بنظامه السياسي القائم اليوم وبالطريقة التي تتعاطى بها المؤسسات. ونظرا للوضع الاقتصادي في العالم والدول العربية وتحديدا الدول الخليجية، على لبنان ان يعتمد على نفسه في المرحلة المقبلة وتحديدا على الصعيد الاقتصادي. وعلى هذا الصعيد، يكفي ان تتوقف عملية الهدر التي تمارسها كل مؤسسات الدولة، ولن ادخل في تفاصيل الصناديق فكلها صناديق نهب وسرقة دون استثناء. اليوم هذه الدولة تعلّم ابناءها السرقة والنهب. وبعد الانتخابات يجب ان تعطي المعارضة وكما قال السيد حسن نصر الله نموذجا في الحكم وادارة شؤون الدولة، فبدون هذا النموذج لا معنى لمن يستلم السلطة اكانت المعارضة ام الموالاة. واليوم شهدتم بعض التفاصيل التي حصلت في مجلس الوزراء خاصة خلال الاشهر السابقة، وهناك بعض وزراء المعارضة الذين كان اداؤهم جيدا واعطوا نموذجا جيدا رغم انهم محاصرون داخل مجلس الوزراء، وهم اقلية وغير قادرين على ان يعطوا كل المطلوب، ولكن ما اعطوه لا يكفي. يجب ان يصار بعد الانتخابات الى مشروع متكامل لمعارضة وليس فقط مشروع سياسي. يجب ان تبدأ بقانون حديث للانتخابات وهذه بداية الاصلاح ثم يجب ان تعطي الموضوع الاجتماعي والاقتصادي الذي لا يلتفت اليه احد في لبنان رغم اهميته، اهتماما كبيرا. اعتقد في حال خفّ هذا التشنج السياسي، فحتما هذا الموضوع سيقفز الى الواجهة، ونحن كمعارضة يجب ان نكون جاهزين للقول بأن هذا هو مشروعنا للاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في لبنان.”
وختم وهاب مؤكدا على ان التنسيق بين تيار التوحيد اللبناني والتيار الوطني الحر لن يكون موسميا فقط خاصة في الشوف، حيث نعاني من مسألة اساسية وهي المصالحات الفوقية التي تمت. واليوم نحن في الشوف قسمين: قسم مقيم وآخر مهاجر ولكن حتى المقيم مهاجر نتيجة الفقر والوضع الاقاتصادي المتردي .. وتمنى وهاب ان يكون التنسيق على كل المستويات: الانمائي والاجتماعي والسياسي والثقافي والرياضي وغيره.
ثم تحدث الدكتور ناصيف قزي شاكرا الوزير وهاب والاخوة في تيار التوحيد على حسن الاستقبال
وقال: ” اثني على كل ما تفضل به الوزير وهاب، ونحن هنا بتوجيه من دولة الرئيس العماد ميشال عون، وهذه هي سياستنا الاساسية ومسارنا الطبيعي. نحن نطمح معكم في هذا الجبل لاعادة العلاقات الى سابق عهدها. فنحن لا نتحدث في المصالحات، نحن كنا معا، والآن نحن معا، وسنبقى معا، وسنرسم الغد معا. من هنا مشروعنا ليس مشروعا انتخابيا بل مشروع اعادة احياء الجذور التاريخية لنبني بمقتدى هذه الجذور وبمقتدى العلاقات التي درج على بنائها اجدادنا والآباء، لبنان الغد، ولنبقى النموذج للبنان الذي نحلم به رغم كل العثار التي وقعنا به، وكي نكون نموذجا لكل العالم ايضا.
اضاف قزي: ” نحن في الجبل، والجبل سيبقى قلب لبنان والشوف تحديدا. نحن ننطلق من سياسية اليد الممدودة التي رسمها لنا الجنرال عون، والاستاذ وئام في هذا الاطار هو من السباقين الى الانفتاح والى بناء العلاقات الطبيعية مع الآخرين. لقد آن الاوان اليوم لأن نعرف من هم بناة الدولة الحقيقيين ومن سيعمل على الانماء. وهنا اضم صوتي الى صوت الوزير وهاب بأن على المعارضة في اسرع وقت ممكن ان تطلق برنامجها، والبرنامج حاضر وقوامه المفاهيم الاساسية لبناء الدولة؛ دولة الشراكة ودولة المواطن، الدولة التي ترعى كل مواطنيها وتقوم على مفهوم العدل وعلى استراتيجية دفاعية واضحة، لتكريس السيادة اللبنانية والغاء كل ما من شأنه ان ينتقص من هذه السيادة، ولا سيما كل السياسات التي اوقعنا فيها بعض ساسة هذا البلد من عقد حتى اليوم. نحن معا نتمنى ان نرسم مستقبل لبنان مع كل الخيرين والطيبين في الجبل وخارجه، ويدنا ممدودة الى الجميع. سنخوض الانتخابات في الشوف وفي جبل لبنان الجنوبي وفي كل لبنان على اساس اننا حركة للتغيير، لا تريد التغيير لنفسها فحسب بل للجميع وتريد بناء المستقبل للجميع دون استثناء، حتى ان مفهوم الخدمة العامة في قاموسنا التي نمارسها اليوم في الحكومة، مرتبطة بحق المواطن وليست منة من احد. هذه الحكومة بالامس عمدت الى تطيير جلسة مجلس النواب كي لا تعطي الناس حقوقهم. كيف نبني دولة والدولة عصبها الاساسي المواطن، دون ان نعطيه حقه الطبيعي الذي يجب الا يكون استجداءا او منة من احد؟!
وختم قزي: “باسم الجنرال عون احييكم في هذا الجبل الذي نطمح ان يكون متماسكا بكل افرقائه وبكل مكوناته السياسية لنبني معا الغد المشرق لابنائنا”.