استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب في دارته في الجاهلية نائب رئيس قسم العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الكوبي اوسكار مارتينز يرافقه سفير كوبا في لبنان دارييو توريانتي والسكرتير الثاني غيير موسواريز.
بعد اللقاء قال مارتينز: ” هي زيارتي الاولى للبنان، والهدف الاساسي منها هو لقاء مختلف القوى السياسية اللبنانية الصديقة للشعب الكوبي. فكوبا بلد صغير، ولكنها تبعد 90 ميلاً عن اقوى واعتى قوة امبريالية في العالم، لذلك اضطرت كوبا خلال خمسين عاماً لمواجهة السياسة العدوانية للولايات المتحدة ضد كل حقوقنا المشروعة بالسيادة والعزة والكرامة الوطنية والاستقلال. الامر دفع بالشعب الكوبي لأن يتمسك اكثر فأكثر بثورته. لذلك عندما نلتقي بشعوب في هذا العالم تواجه قوة عاتية وبأسلحة فتاكة تقتل الاطفال والنساء العزّل، كما فعل الجيش الاسرائيلي وكما حصل مؤخراً في غزة، فنحن كشعب يزداد اعجابنا بارادة الكفاح والانتصار لدى هذه الشعوب.”
ثم تحدث وهاب قائلا:” استقبلنا المسؤول الكوبي يرافقه السفير الكوبي في لبنان، وطبعاً اطلعنا على موقف بلاده المميز من اسرائيل. ولفتني قوله ان كوبا ومنذ ان قطعت علاقاتها باسرائيل، لم تستأنفها ولم تجددها لانها تعتبر ان اسباب قطعها لم تزل قائمة. واتمنى لو ان بعض العرب يكون لهم نفس الموقف الكوبي او الفنزويلي او الاكوادوري في هذا الموضوع، خاصة واننا نرى رغم كل ما حصل في غزة ان بعض العرب، لا زال لا يمتلك الجرأة ليقطع علاقاته بالكيان الصهيوني.
وتابع وهاب: “طبعاً حيّينا الموقف الكوبي كما نحيي موقف الرئيس تشافيز والرئيس موراليس وكل الرؤساء الذين كان لهم موقف مشرف خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، وهذا الموقف حتماً سيسجلفي الذاكرة العربية وفي ذاكرتنا جميعاً لاننا كنا نحتاج في الوقت الصعب لمثل هذه المواقف.”
واضاف: ” استمعنا بالامس لكلام المواطن السعودي سعد الحريري الذي كان سائحاً طيلة فترة الحرب على غزة ، واتحفنا وامتعنا برأيه وتقييمه العظيم للوضع العربي وتحليله للامور!! واستحضرني وانا استمع اليه قول احد الشعراء:
اذا غابت رجال الحيّامسىصبي الحيّ يحلف بالطلاق
فيبدو لم يبق في السعودية رجال تتكلم، حتى كلفوا “صبي الحيّ” ليتكلم باسمه
ويبدو ايضاً لم يعد هناك رجال تلتزم بأقوالها، لأن ما سمعناه من الملك السعودي في الكويت شيء، وما سمعناه من وزير خارجيته وما نستمعه الآن من “الصبيان” شيء آخر. هل هذا يعني ان الملك لم يعد يملك المونة الكافية؟! ام أن عمره لم يعد يسمح له بالامساك بالوضع في المملكة وتنفيذ ما يقول؟! ثم بعد قمة الكويت وبعد ان حاول الملك فتح صفحة جديدة من العلاقات على الساحة العربية، استغرب ان تكون السعودية قد اجدبت حتى عيّن “مغفل” ناطقاً باسمها؟!
ثم عن الموقف الذي عبر عنه الحريري من العلاقات العربية – الايرانية، واعتباره ان ايران تسيئ للعلاقات العربية – العربية، اكد وهاب على ان الانقسام العربي اصلاً بدأ منذ كامب دايفد، منذ ان انحرف هذا النظام الذي يدافع عنه الحريري اليوم، وتآمر على فلسطين، ومنذ ان استدعت السعودية الامريكيين ليحموا نظامها وعائلتها خلال حرب الخليج ، وساهمت في تدمير العراق والمنطقة
واضاف وهاب: “يجب ان يعلم هذا الشخص ان الانقسام العربي سببه التآمر على فلسطين ولبنان. ويجب ان يعرف الجميع، وخاصة العرب، وهذا الكلام للتاريخ، بأن ايران دعمت لبنان عندما تخلى عنه الجميع، ودعمت مقاومته عندما بعض العرب جلس “يتفرّج” على الاحتلال الاسرائيلي للبنان ولسقوط بيروت، وصفقوا لشارون. وايران تدعم اليوم فلسطين لأن العرب “يتفرج” على فلسطين وهي تذبح، وايران لم تأخذ دور احد، بل حملت هذه الراية عندما تركها بعض العرب. هذه هي الحقيقة التي يجب ان نقولها لتاريخ، لا ان يتنطّح بعض “الصبية ” ليتحدثوا عن الدور الايراني وعن العروبة! اصلاً ماذا يفهمون من العروبة وما علاقتهم بها؟! ما علاقة “هذا السائح” بالعروبة! وغزة تذبح طيلة 25 يوماً، وهو كان يتنزه ويسوح في اوروبا؟! ماذا فعل هو للعروبة، وللبنان، ولفلسطين وهي تذبح ليتحدث عن العروبة؟! بأي حق يفعل ذلك.”
وختم وهاب مؤكداً على عدم قدرة احد بعد اليوم على اثارة الفتن بين العرب، متوجهاً للحريري بالقول: ” انت اصغر بعد اليوم من ان تثير فتنة سنية – شيعية، وفتنة على الساحة العربية. فبعد غزة، اصبح جميعكم اصغر من ان تتمكنوا من اثارة فتنة في هذه الامة؛ الامة مقسومة اليوم بين اكثرية تمثل المقاومة والممانعة، وبين اقلية انت منها، تمثل العمالة، وتمثل المشروع الامريكي المندثر في هذه الامة، واسرائيل المهزومة.